أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   نظرة الوداع (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=401)

الهاجري الأثري 07-07-2001 01:32 AM

نظرة الوداع
 
---------------------- نظرة الوداع ----------------------


الوجوه تعلوها كآبة, والنفوس يملؤها الحزن, فالحبيب أقعده المرض. الحبيب هو أحب إليهم من أنفسهم وأموالهم وأبنائهم وعشيرتهم.
كيف لا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم, الذي ألزمهم الله تعالى طاعته ومحبته, وجعل ذلك هو الطريق إلى الجنة, لذلك كانت مفاجأة كبيره لهم أن يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الأثنين يكشف ستر حجرة عائشة رضي الله عنها, حيث كان يقيم في مرض موته, فينظر إليهم وهم صفوف في الصلاة ثم تبسَم يضحك وكان وجهه مشرقا منيرا كورقة مصحف.

يقول راوي الحديث: " ما نظرنا منظرا كان أعجب إلينا من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضح لنا " بل إن رؤية الرسول الحبيب كادت تفتن أصحابه المحبين فيتركون الصلاة, وظنوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شُفي من مرضه, وأنه سيخرج إليهم ليؤمهم في الصلاة, ويعود إليهم يعلمهم ويرشدهم ويرعاهم.

ولذلك أراد أبو بكر رضي الله عنه أن يرجع ليكون في صف المأمومين, ظانا أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيخرج كي يؤمهم. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إليه أن يستمر في صلاته, ثم دخل الحجرة وأرخى الستر وتوفي من يومه ذاك.

لقد كانت تلك نظرة الوداع يلقيها الرسول صلى الله عليه وسلم على أحبابه وأتباعه, الذين تربوا على يديه وسرَه ما رأى.

لقد رآهم صفوفا منتظمة, يعبدون ربا واحدا, ويتَجهون إلى قبلة واحدة, خلف إمام واحد, لقد بارك الله في جهده وعمله فأينع وأثمر, فالآن يذهب إلى ربه راضيا سعيدا, فقد بلَغ الرسالة, نعم لقد بارك الله في جهده ودعوته فأخرج رجالا لا كالرجال وقادة لا كالقادة وعلماء لا كالعلماء وصدقوا قول الله فيهم } كنتم خير أمة أخرجت للناس }

وكم يسعد المرء في آخر لحظات العمر أن ينظر وراءه نظرة سريعة, فيرى حياته مباركة مليئة بالأعمال الخيرة, حافلة بالصالحات, ويرى رجالا تربوا على يديه فأصبحوا مشاعل هداية ودعاة حق.

إذا أراد الدعاة أن يعرفوا مدى نجاحهم وتوفيقهم, فليتصوروا أنفسهم في آخر لحظات الحياة, وليتأملوا كيف يكون حالهم ؟ أيكونون سعداء عند ذاك أم أشقياء ؟.

كثيرون هم الذين يخدعون أنفسهم في الحياة, ويظنون أنهم على جادة الصواب, ويخدعون الناس بثنائهم عليهم, إذ يوهمونهم بذلك أنهم في الصدارة, ولكن عند لقاء الله ينكشف الغطاء, ويعلم الناس الحقيقة ويندمون على إضاعة الحياة فيما لا يجدي.

وقليل أولئك الذين يفرحون وهم ينظرون وراءهم, فتطالعهم أعمالهم الخيرة وينظرون أمامهم فيشتاقون إلى لقاء الله راغبين فيما عنده { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاَ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم } .

المرجع: كتاب مواقف ذات عبر للشيخ د. عمر سليمان الأشقر

بسمة امل 07-07-2001 01:43 AM

الله اكبر ! ..كم هي رائعة تلك الكلمات..

صلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام

( وكم يسعد المرء في آخر لحظات العمر أن ينظر وراءه نظرة سريعة, فيرى حياته مباركة مليئة بالأعمال الخيرة, حافلة بالصالحات, ويرى رجالا تربوا على يديه فأصبحوا مشاعل هداية ودعاة حق.)...اعجبتني كثيرا هذه العبارة ..تجعلنا نتامل فيما قدمناه في حياتنا

اما عن الذين يخدعون أنفسهم في الحياة, ويظنون أنهم على جادة الصواب..قينطبق عليهم قول الله تعالى..(قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا+..الذين ضل سيعهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)

***بارك الله فيكم اخي الهاجري ..اختيار موفق كالعادة وموضوع شيق فعلا

الهاجري الأثري 07-07-2001 06:13 PM

بارك الله فيك أختي الكريمة بسمة أمل

جزاك الله خيرا على التعليق ووفقك في الدنيا والآخرة

بسمة امل 29-08-2001 01:03 AM

السلام عليكم

بارك الله فيكم اخي

حقيقة ارفع الموضوع لما فيه من العبرة والمتعة

انصحكم بقرائته اخوتي

Hadia 29-08-2001 01:56 AM

فعلا كلمات رائعة
بارك الله فيكم أخي وأسأل الله أن يجعلنا من أولئك الذين يفرحون وهم ينظرون وراءهم.

aboude_c 29-08-2001 01:03 PM

السلام عليكم.
بارك الله فيكم على موضوعك الجميل و المفيد.
الله يقوّيك على دعم الدين الإسلامي.
آمين.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.