توبة شاب على يد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
كان الشيخ قد أدى العمرة مع جمع من أصحابه وقد سكنوا جميعا في مسكن واحد ، وفي أثناء رجوعهم من المسجد الحرام إلى المسكن مر الشيخ - رحمه الله - مع من معه على مجموعة من الشباب اللاهي وهم يلعبون كرة القدم ! فوقف الشيخ بينهم ينصحهم ويوجههم للصلاة ، فكان أن قابل أولئك الشباب الشيخ بشيء من اللامبالاة والاستهزاء ! فطلب الشيخ ممن معه أن يذهب إلى السكن ويبقى وحده مع أولئك الشباب !
فكان أن حصل للشيخ ما أراده ، فلما رأى الشباب أن الشيخ مصر على البقاء ليذهبوا معه للصلاة تجرأ عليه واحد منهم فسبه بكلمات قبيحة ! وقد فعل ذلك حتى لا يجعل مجالا للشيخ في أن يبقى بينهم ، وهم بطبيعة الحال لا يعرفون أن هذا هو الشيخ ابن عثيمين ! فتبسم الشيخ ! وأصر على البقاء حتى يصلي الشباب ، وأن يذهب هذا الشاب معه ! وجلس الشيخ وسطهم على حجر مصرا على قوله . والشباب استاءوا من مسبة صاحبهم لمثل هذا " الشيبة " ! فطلبوا من صاحبهم - لما رأوا إصرار الشيخ - أن يرافق الشيخ ، ومعنى كلامهم أن يمشّوه على قدر عقله ! فذهب الشاب أخيرا مع الشيخ ! ولما دخلوا المسكن ، استأذن الشيخ من الشاب قليلا . فخاطب بعض من مع الشيخ ذلك الشاب : هل تعرف الشيخ ابن عثيمين من قديم !! فكاد الشاب أن يغمى عليه من الصعقة ! وقال : ماذا قلت ؟ من هذا الشيخ ؟ قال : هذا الشيخ ابن عثيمين ! ألا تعرفه ؟؟ فما كان من الشاب إلا أن تأثر من موقفه ذاك وبكى ، فلما حضر الشيخ قبّل رأسه وطلب منه المسامحة ! وما كان من الشيخ إلا أن سامحه وهو الذي صبر عليه وهو يسبه ويشتمه ، ثم علمه الوضوء والصلاة ، فالتزم ذلك الشاب على يد الشيخ رحمه الله . فانظر إلى هذه الهمة ، وهذا الحرص ، وذلك الصبر من الإمام رحمه الله . |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.