نَـشأت كغيري ممَن تقاسم مَعي نفس هذا العِـرق وهذا الدم ، منقوشاً فوق جلودنا تضاريس خارطة هذهِ الجزيرة
ولدتُ سعودياً أرتدي (ثوباً ، وعمـامة)..!!

بذتي ثوبــاُ أُحِـيك خَيطه مِن إنتمائي لهذا البلد ،،، وعمــامة فوق رأسي طـُرزت بولائي لمن قبلنا له حُكمــا..

نشأت كالكثير منكم ، بل هو مُعظمكم ، ينْصهر معدنه بداخل بوتقة أصيلة أركانها ثلاث ( الدين ثم المليك والوطن).. فأصبحت جزءاً منهم .. كشجرة نخيلٍ جذورها تشرئب بعمق هذه الأرض..

أرضاً أعشق ثراها وأتيم به ، لا بل أتيمم بطهره في والوقت الذي حُرمنــا منه نعمة الأنهار ، فجَعلنا بكرمِ من الله هذا البحر الأجاج ماء عذب تتقاسمه حلوقنا الظمئة ..!!

نشأتُ مثلكم ،، يُغرد سَمْعي على أهازيج ( سارعي للمجد والعلياء) كتراتيل حبٍ نسمعها كل صباح تُذكرنا بعبق ترابٍ تخرج من بين مسامه رائحة دم أجدادنا النقية..

نشأت أذوب واستذوب هيامــاً ، ويشهق أنفي فخراً بعـَـلم يرفرف بشهادة التوحيد ، لا بل أصبح هذا الأنف لا يشم رائحة غير من كُتب عليهم (سعوديون)..!!

* * * * * * *

بيّد أن الحـَـال أصبح مقيتــاً بكل أبعاده .. يُصَدع أركاني سخطاً وعجزاً وقلة حيله ،، وكأن جدار الغرفة يستضيق بي فيُكسر عظامي..

لم أعتّد أن أنظر إلى الأرض أبداً، ولكن خشيت من أن يرتفع نظري فيسقط علي حجراً من السمــاء يحطم رأسي..!!

فجميعنا أصبح ككرةٍ ثلجية تدّحرج من عل ٍ ، فلا يمنعها مانع من إلتهام كلَ مَن يقف في طريقِها (جُبناً واحتقارا)..!!

إلى متى ،،
ونحنُ ننظر إلى إخواننا المسلمين وآلة حرب الصليب تُمزق أجسادهم وتستَبيح دمائهم..!!

إلى متى ،،
يا عينيّ وأنتي تدميّ ناظرك بمشاهدة ذئاب الصليب يغرسون أنيابهم بلُحوم أبنائنا..!!

إلى متى،،
هذا الصمت الذي ضج مسامعنا سكونه ضجراً وقهراً وذلاً وعــــــارا ..!!

كيف يروق لكم دمــاً ، أو ينقى لكمـا نفساً ، أو يطيب لكم عيشا .. كيف ؟؟

سحقاً لرحم (الولاء) الذي أنجبنــا ،، بل سحقاً لكتفٍ قبله فم من استشجن بأهازيج الطاعة العميــاء يومــاً..


تبــاً ثم تب ،، لمن خنع فهان ، أو رضي فذل..

إليكم عنيّ يا مَن تقاسمنــا لِحاف هذهِ السمــاء ، إليكم عنيّ يا مَن تشاركنا توسُد هذا التراب .. عَصَفَ بي حالي وأريدُ حلاً..!!

إذا كُنتم لا تًرون أو تتوارون عن مُشاهدة ما تراه عيني ، فهي لكم ... لكم عيني فلا أريد اليوم بصري..

ولكن..

بحق من خًلقها ، بحق عهداً بيني وبينكم ، بحق دماُ تقاسمته عروقنا كي تضخه لقلبٍ واحد .. أن تشاهدوا بهاتين العينين ما أراه حقيقة..

هل يروق لكم مُشــاهدة قتل أطفــــالنا ، وقهر شيوخــنا ، وهتك أعراض نســائنا..؟؟

هل يروق لكم تدنيس المســــاجد وتفجير المآذن وتنكيس الرايات وإحراق الصلوات..؟؟

هل يروق لكم اعتقال العلمــاء وتكبيل الفتاوى وتشقيق المصــــاحف..؟؟

. . . . . . .

أريد جوابـــــاً

إذا كان ( لا يروق ) لكم ، فلِمــا هذا الصمت رجاءاً ،، ومــــا هو تبريره..؟؟

وإذا كانت ( تروق ) لكم ، فعذراً..

أعيدوا ليّ عيني ،، وأعيدُ عمـــامة ( الولاء ) لكم فهي اليوم لا تعنيني ..




أمــــا ثوب ( انتمائي ) فسأحتفظ به لأنه من حقي وليس من حقكم..!!







بقلم/ كـ(Who Cares)ـايد؛