أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   أقــدم سجـناء رأي فـي العالم !! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=22408)

بنغازي 04-05-2002 03:56 AM

أقــدم سجـناء رأي فـي العالم !!
 
إنجاز آخر... ورقم قياسي عالمي جديد يحق "للفاتح العظيم" أن يفتخر به. إنه وجود أقدم سجناء رأى فى العالم فى ليبيا. قضوا أطول مدة سجن وهى 29 عاما ومازالوا قابعين فى غياهب سجونها الى يومنا هذا.

هؤلاء الضحايا هم خمسة مواطنين ليبيين سجنوا عام 1973 بتهمة الإنتماء الى تنظيم حزب التحرير الإسلامى. وهولاء الإخوة الصامدون هم: على العكرمى والعجيلي عبدالرحمن الأزهري وعلي الكاجيجى وصالح عمر القصبي ومحمد الصادق الترهوني.
سجن هؤلاء الرجال فى أعقاب خطاب زواره في أبريل 1973 وإعلان ما سمى آنذاك بالثورة الثقافية التى أودع على أثرها كل رموز الفكر والثقافة والسياسة فى السجون.
سجن هؤلاء الخمسة ضمن مجموعة من الشباب منهم من مات فى السجن، مثل صالح النوال وحسن الكردي، ومنهم من علق على أعواد المشانق فى جامعة طرابلس فى أبريل 1983 مثل محمد مهذب احفاف، ذلك الشاب الذي شهد له كل من عرفه فى الجامعة بدماثة الخلق والنبوغ المتميز فى الدراسة.
لم يحمل أي من هؤلاء السلاح. ولم تكن فى حوزتهم قنابل أو متفجرات... إلا إذا كانت الكتب قنابل! فى نظر القذافي وأعوانه. ولم يتآمروا لقلب نظام الحكم أو يتسلموا دعما من الخارج أو يعارضوا سلطة الشعب لأنها لم تكن قد أعلنت في عام 1973! ولم يسخروا من الكتاب الأخضر أو ينتقدوا النظرية العالمية الثالثة لأن الحلول النهائيه لم تكن تفتقت عنها قريحة القائد بعد فى ذلك الوقت. ولم توجه لهم تهمة الإتصال بمخابرات أجنبية!
فهل يستحق هؤلاء السجناء وغيرهم أن يمضوا أفضل وأهم سنين العمر داخل الزنازين، يفترشون الخرسانة، وتحيط بهم الرطوبة من كل جانب؟ هل يستحقوا أن يعيشوا مغيبين عن زوجاتهم وأطفالهم وذويهم وهم داخل وطنهم الذى أحبوه وأخلصوا له؟
أى نصر وافتخار هذا الذى حققه جلاّدوهم وهم خمسة مواطنين عزل كان سلاحهم دائما هو المجادله والحوار والإقناع؟ أى نخوة هذه التى يدّعيها جلادوهم من أبناء البادية وأصحاب شهامة النجع وشجاعة فرسان كحيلة؟
لقد تناولت منظمات دولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية (أمنستي) قضية هؤلاء الضحايا مرارا وتكرارا، وطالبت السلطات الليبية بالإفراج عنهم، وبالسماح لممثليها بزيارتهم وتفقد أحوالهم. ولكن رد النظام الحاكم - كما هى العادة دائما عندما يتعلق الأمر بالشعب الليبي وأبناء ليبيا – كان الإستهانة والإستهتار بكل القوانين والأعراف الدولية.
ونحن نتساءل اليوم: أين هي جمعية القذافي الخيرية؟ وأين هو رئيسها إبن التاسعة والعشرين وهي نفس المدة التى قضاها هؤلاء الضحايا الأبرياء فى السجن؟ لقد قضى هؤلاء المساجين كل هذه المدة في عالم الحرمان من كافة الحقوق، يتلقون العذاب الجسدي والنفسي. أدخلوا ظلمات الجور والإقصاء عن المجتمع الذى هم شركاء شرعيون فيه.
لقد قرأنا وسمعنا أن ممثلي هذه الجمعية يقطعون آلاف الكيلومترات وينفقون عشرات الملايين لتحرير رهائن أوروبيين في الفلبين وإطلاق سراح أسرى العرب فى أفغانستان، وللتدخل من أجل حل مشكلة السجناء البلغار المتهمين فى قضية أطفال الأيدز فى بنغازى. أما أقدم سجناء رأى فى العالم وضحايا سجن بوسليم ومن عرفوا بمجموعة الإخوان المسلمون ومئات السجناء السياسيين الأخرين من أبناء ليبيا فلا بواكي لهم، ولا من يسعى لرفع محنتهم وتخفيف معاناتهم!!


المصدر :
http://www.akhbar-libya.com/article...order=0&thold=0


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.