نبوءات / الحلقة الأولى
 

مقدمة
كثرت في هذه الأيام اهتمامات الناس بالمواضيع المتعلقة بالنبوءات وعلى اختلاف مصادرها اختلفت رؤى الناس فيها بين رافض لها جملة وتفصيلا وبين متعلق بأي كلام يصدر عن أي مشعوذ مهما كان . وموضوع النبوءات ليس من مستحدثات هذا العصر بل هي قديمة قدم الإنسان الذي فكر وتأمل في المستقبل وحسب الحسابات له .
والمصدر الرئيس والشرعي للنبوءات هو تراث الأنبياء المروي عنهم سواء كان كتبا سماوية كالقرآن والإنجيل والتوراة أو مرويات على ألسنة الأنبياء كالحديث النبوي الشريف وما يناظره من أحاديث الأنبياء (إن صحت نسبتها إليهم) ، أما المصادر المنهي عن تصديقها أو تتبعها فهي ما أتى به المنجمون والعرافون والمشعوذون
وبهذه الدراسة سنعرض على حلقات بعضا من النصوص التي تمثل نبوءات شرعية وسنحاول الاجتهاد في تفسيرها فإن أصبت في ذلك فمن توفيق الله وإن أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء وأستغفر الله على ذلك
ولهذا سأتبع الأسلوب الاستفهامي لأني لا أجزم يقينا بصحة التفسير فلم أبلغ مرتبة العلماء ولا حتى طلاب العلم ، ولأدع المجال لمن يريد التعقيب والنقاش
================================================== ====================-

الحلقة الأولى

" فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم "
تعبير النصر وحتمية انتصار المسلمين على يهود ، هي وعد الله ليهود …… بل هي وعيده لهم
أليست هذه بشائر النصر على يهود ؟
ماذا يعني وصف الآخرة هنا ، هل قربها من يوم القيامة ، أم هي آخر عهد يهود بالقوة والإفساد في الأرض ؟
ألا ترون معي أن هذه بشارة واضحة للبشرية جمعاء بأنها ستتخلص من إفساد يهود إلى الأبد ؟
ثم ماذا تعني إساءة الوجه ؟
أليست هي أبلغ تعبير عن فضائح يهود في العالم أجمع ، وهم الذين حالوا إيهام الناس بأنهم واحة الأمن والأمان والديمقراطية والعدالة في بحر من الاستبداد العربي ؟
ألم تكشف انتفاضة أطفال الحجارة وجه يهود البشع للعالم كله ، وهم يقتلون الأطفال ويهدمون البيوت ويقتلعون الأشجار ؟
ألم يسمع العالم أجمع بأن الجيش الذي لا يقهر قد قهره أطفال عزّل إلا من إيمانهم بحقهم ؟
ألم يسمع العالم عن جيش يعتبر من أقوى الجيوش تسليحا وعتادا وتدريبا يخوض حربا مع مجاهد واحد فرد تخلت عنه أمته فيهزم الجيش ويولي الدبر ؟
أليس كافيا لإساءة وجه يهود فشل كل أجهزتهم في مواجهة مهندس مجاهد واحد ؟
ألم يلطم وجه يهود عند هزيمتهم في لبنان وهروبهم المشين من جنوبه ؟
ألم تحطم انتفاضة الأقصى البقية الباقية من وجه يهود وسمعتهم في العالم ؟
أليست هذه مرحلة نصر الإسلام الأولى قد تحققت وقد سيئ وجه يهود بفعل هؤلاء الاستشهاديين من أبطال القسام والجهاد ؟

الحلقة الثانية :
 

" وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة "
وتتجلى عظمة النبوءة في هذا النص بأنها قد أشارت للمرحلة الثانية من النصر على أنها دخول المسجد الأقصى ………… ولم يذكر النص القرآني النصر صراحة أو مباشرة بل ذكر دخول المسجد عوضا عن ذلك بأسلوب بليغ مؤثر، فعلى ماذا يدل ذلك ؟
أليس هذا بحد ذاته نبوءة قرآنية بليغة على أن الحرب سيكون محورها هو المسجد الأقصى ؟!
أليس هذا دليلا صارخا في وجه كل المتخاذلين ليثوبوا إلى رشدهم وليقرّوا بأن الحرب دينية بالأساس ولن تحسم إلا على أساس الدين ، وبأن النصر حليف المسلمين مهما علا يهود وتجبروا ؟!
أليست هذه بشارة وتزكية لأبطال انتفاضة الأقصى بأنهم على الدرب السليم الذي سيوصلهم للنصر المبين بدخول المسجد رافعي رؤوسهم ؟!
أليس هذا تفويض لأبطال انتفاضة الأقصى بأنهم طليعة الأمة المحمدية في مواجهة أنصار المسيح الدجال ، وبأنهم طليعة الكتائب القرآنية التي ستبطل الأكاذيب التلمودية ؟!