أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة التنمية البشرية والتعليم (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=56)
-   -   17 قاعدة نفسية في سورة يوسف (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=58317)

خاتون 18-10-2006 06:30 AM

17 قاعدة نفسية في سورة يوسف
 
تشير السورة الكريمة إلى مجموعة من الأبعاد النفسية التي تجسد الواقع الحياتي بما فيه من تناقضات و رغبات وهموم كثيرة و متشعبة تأبى على الفرد إلا التأمل عند قراءتها.
و بعد قراءتنا للكتاب-1- ارتأينا أن نقدم لكم ملخصا عن الكنوز الثمينة المتوارية خلف ستار هذه السورة الكريمة في 17 مقالة نعرض فيها لكل قاعدة نفسية على حدة.

(1) أشعرهم بالمحبة والاهتمام:

تعتبر المحبة والانتظام في سلك نظام اجتماعي واحد أمر في غاية الأهمية في حياة الإنسان، إذ يظل الإنسان طيلة حياته تواقا إلى الشعور بالأهمية و حب الآخرين.
يتجلى هذا المعنى في سورة يوسف "إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين". والمتأمل في شعور الإخوة بتفضيل أبيهم ليوسف إنما هو خاطر ينبعث من داخلهم و لا يختلج قلب يعقوب عليه السلام فهو نبي الله ومسلح بكل أشكال القيم الإنسانية فما بالنا بعدله مع أبنائه، قد تكون شفقته عليهما لصغرهما ووفاة أمهما أمرا لا يمكن صرفه عن نفسه لكن لم يكن يؤثرهما عليهم في المعاملات والأمور الظاهرية.
النتيجة الحتمية التي نلمسها من الآية هي حرص الأولاد على حب أبيهم وقد ذهبت بهم الغيرة وافتقارهم للحب إلى اتهام أبيهم بالضلال المبين.
نستلهم إذن أن الحب حاجة ماسة والشخصية التي لم تتمتع بالحب قد تمرض وتموت وللحب سحر قوي على صحة الإنسان وسعادته وسلامة عقله. وقد كان في رسولنا صلى الله عليه وسلم من صفات الزعامة والرئاسة ما يجعله مطاع الأمر بين أتباعه بغير سلطان إلا سلطان الحب.
إن الأسرة السعيدة بيئة سليمة يسودها الحب تساعد الأبناء على نمو سليم أما التربية العنيدة دونما نقاش فإنها تضطر الولد إلى الطاعة وربما إلى عصبية مفرطة أو خجل
ومن الضروري الإشارة إلى أن الحب الزائد ومبالغة المربي في حماية الابن ومحاصرته قد تؤدي إلى تجمد التطور لديه وعدم انطلاقته وتعرقل تحقيق الذات وتنمية الاستقلال والثقة بالنفس و إقامة علاقات حميمة أخرى.
إذن هيا لنحيا مع أبنائنا، لا لنحيا لأجلهم، حياتنا لأجلهم تعني التضحية لهم، أما حياتنا بجوارهم فإنها تعطيهم الفرصة لنفهمهم ويفهمونا بمزيد من الحب والعطاء والاحترام المتبادل.

يتبع


1- 17 قاعدة نفسية في سورة يوسف. عثمان، أكرم. سلسلة علم النفس التربوي. دار ابن حزم. بيروت، 2002

خاتون 19-10-2006 05:57 AM

(2) جَنّبهم الغيرة والحسد

تعد الغيرة مزيجا من الغضب وحب التملك، الغضب من عائق يتخيل أنه حائل دون تحقيق رغبة ما. وأهم مكونات الغيرة خوف الفرد على فقدان من يحب وكرهه لمنافسه.
أما الحسد فهو الرغبة في امتلاك ما للغير من امتيازات مع تمني زوالها عنهم.
على أن الفرق بينهما هو أن الحسد يكون في أمور لا يملكها الحاسد بينما يتنعم بها الآخر أما الغيرة فهي شعور المرء بحقه في شيء وخوفه من فقدانه، ثم إن الحسد يكون بين طرفين: حسد ومحسود بينما تكون الغيرة بين غيور وشخص نغار منه وشيء أو شخص نغار عليه.
والغيرة السائدة بين الإخوة أساسها الخوف من فقدان والديهم أو احدهما، وقد يحاول الأبناء التصدي للأخ الذي يغارون منه بالضرب أو التحقير أو كسر لعبه.
ولعل ما فعله إخوة يوسف من إبعاده عن والدهم وإلقائه في الجب إلا دليل على غيرة اشتدت إلى حسد ترعرع في قلوبهم حتى حجب عن ضميرهم هول الجريمة، وكان يعقوب عليه السلام قد عرف أن الله يصطفي يوسف عليه السلام للنبوة فخاف عليه من إخوته وقال:" يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين". ولهذا أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود"

عندما ينزغ الشيطان وتصل الغيرة إلى كره الغريم، تفقد النفس زمامها وتتحول الغيرة الى سلوك عدواني، وهكذا سولت لهم أنفسهم: "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم"، وهم كانوا أهل دين ومن بيت نبوة، وقد أصلح الله حالهم وأثنى عليهم وسماهم الأسباط.

ولأن الحسد خاطرة شيطانية تدفع صاحبها لتمني زوال النعمة عن المحسود، جاءت نصيحة يعقوب حين تجهز أولاده للمسير إلى مصر"لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة"، فقد خاف عليه السلام على أولاده من العين أو من شر حاسد إذا حسد وذلك لما يظهر في أبنائه من سيم الشجاعة و كمال الخلقة.

فعلى المربين أن يهتموا بالعدل المتوازن حتى يقي الأبناء شرور الغيرة، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهبة من ماله لابنها، فالتوى بها سنة، ثم بدا له، فقالت: لا أرضى حتى تشهد رسول الله على ما وهبت لإبني. فأخذ أبي بيدي، وأنا يومئذ غلام، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ فقال نعم قال: فلا تشهدني إذا، فأنا لا أشهد على جور" رواه مسلم، ثم يقول: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم" متفق عليه.
على أنه يجب الإشارة إلى أن العدل في الأولاد هو تقديم الحب والاهتمام بالصورة و الطريقة التي تناسب عمر الابن وشخصيته.

وهذه بعض العوامل التي قد تجنب الأبناء الغيرة
*إعداد الصغير لمولود جديد
*التركيز على السلوك الإيجابي للفرد
*تجنب المقارنة بين الأولاد
*تنمية روح الجماعة
*العدل المتوازن
وهذه أمور تتطلب الحكمة والتحلي بالصبر وعدم اللجوء الى التحيز لطرف دون آخر.


يتبع

خاتون 20-10-2006 05:55 AM

(3) ادعوهم بألقاب محببة إليهم

لأن الاسم قد يكون عنوان الإنسان وصاحبه الذي يرافقه طول حياته فقد حرص الإسلام على تسمية المولود بأحسن الأسماء.
قال صلى الله عليه وسلم:"إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم فأحسنوا أسماءكم" رواه أبو داود. فالإسم الجميل و اللقب يساهمان في تكوين المفهوم الحسن عن الذات
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:" إن امرأة كانت تسمى عاصية فسماها صلى الله عليه وسلم جميلة" رواه البخاري.

وتتجلى هذه المعاني واللفتات التربوية في سورة يوسف بشكل ملفت، فقد ظل يعقوب عليه السلام الأب الحاني الذي يشملهم بأبوته العظيمة حتى في المواقف العصيبة.
"قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" آية 5
"قال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة" آية67
"يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه وتيأسوا من روح الله" آية87

ولعل من فنون التعامل مع الآخر استعمال الإسم أو اللقب المحبب له وهو مدخل من مداخل بناء الثقة
ولو تأملنا حوار يوسف مع فتيان السجن لوجدنا هذا الأمر قد تجلى في حديثه إليهم حيث قال: "يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار" آية39، وقال "يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه" آية41.
إنه يتخذ منهما صاحبين ويتحبب إليهما بهذه الصفة المؤنسة ليدخل الى صلب الدعوة وجسم العقيدة، وهو لا يدعوهما مباشرة، وإنما يعرفهما بقضية موضوعية.

يتبع

دايم العلو 20-10-2006 06:03 AM

أنا متابع ....
جزاك الله خيراً

خاتون 21-10-2006 05:54 AM

نشكر لكم متابعتكم
ونرجو ان نكون عند حسن ظنكم
كم جميل أن يمر عضو قديم بنشاط عضو جديد

احترامي وتقديري
كا عام وانتم بالف خير

خاتون 21-10-2006 07:03 AM

(4) القرين بالمقارن يقتدي

تعتبر الصحبة مطلبا نفسيا لا يستغني عنه الإنسان منذ صغره، فهي مصدر من مصادر تربيته وأنسه ومعاونته، كما تساهم في تنمية سلوك الاتصال واكتساب المهارات عنده.
وقد ورد في سورة يوسف عليه السلام إشارة إلى الرفقة بمعنى العصبة قال تعالى: "إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلينا من أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين" آية8 قال الفراء ما زاد على العشرة والعصبة والعصابة العشرة فصاعدا
ونجد أن إخوة يوسف لم يكونوا على قلب رجل واحد، إذ أشار بعضهم إلى قتله بينما رأى أحدهم أن يلقوه في الجب وهذا أمر يدعو إلى الانتباه إلى أن الإنسان قد ينساق وراء الشخص المؤثر في العصبة سواء بشكل ايجابي أو سلبي، فالعواطف تنمو بالمجالسة والمعاشرة.

لذلك قال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" أخرجه الترمذي
وروى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إنما الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبا، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا نتنة" متفق عليه.

إذا فلنشجع العلاقة الإيجابية بين الإخوة والأصدقاء ولتكن علاقة المربي بأصدقاء الأبناء علاقة طيبة رحيمة تبنى على الإحترام والتقدير حتى يتعرف على قيام وأفكار هؤلاء الأصدقاء فيوجهها نحو الأهداف السامية.

يتبع بعد العيد بإذن الله
كل عام وانتم بخير

الشــــامخه 24-10-2006 08:07 PM



اختي الكريمة خاتون ..
طرح جميل وأسلوب راقي وواضح وأمثله أكثر وضوح..
بارك الله بكِ ونفعنا الله بما كتبت..
ووفقك لما يحبه ويرضاه ..

بانتظار التتمة..
اختك الشــــامخة ..



خاتون 26-10-2006 04:36 AM

نشكر لكم مروركم و متابعتكم
و نرجو ان نكون عند حسن ظنكم


دمت شامخة
تحياتي

خاتون 09-11-2006 02:31 AM

(5) كاد المريب أن يقول خذوني

إن الاتصال غير الشفهي عملية معقدة تشمل الكلمات ونبرة الصوت وحركات الجسد، فالمتكلم لا يعبر دائما بالكلمات عن كل ما يفكر فيه، فجزء كبير من الرسالة يصل بأسلوب غير لفظي. لذلك من الأهمية بمكان أن يعرف الشخص كيف يحسن استغلال لغة الجسد وأن يتمكن من قراءة الإشارات الجسدية للطرف الآخر.
ولننظر إلى حالة الارتباك التي أحاطت بإخوة يوسف عندما ائتمروا وجاءوا أباهم:" قالوا يآ أبانا مالك لا تأًَمَـْــّنا على يوسف وإناّ له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب إناّ له لحافظون". كان في كلامهم ما يدل على كيد دبروه ليوسف وقد لاحظ ذلك سيدنا يوسف عليه السلام مما جعله يتردد في إرسال يوسف معهم "قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون"
إذا فتحنا القرآن وتأملنا في كلمة "لا تأمنا" نجد علامة الإشمام على حرف الميم والتي تدل على ضم الشفتين عند حرف الميم كمن يريد النطق بضمة إشارة الى أن الحركة المحذوفة ضمة من غير أن يظهر لذلك أثر في النطق وكأن النطق بها قريب من –لا تأممم نا- وهو ما يكون دالا على لتردد، وعدم انسجام القول مع ما هو مضمر في النفس –ممم. وهذا هو موضع الإشمام الوحيد في القرآن الكريم، وهو من أسرار القرآن وإعجازه وقد قيل: كاد المريب أن يقول خذوني.

جيء إلى ابن سينا بشاب هزيل أصابه السقم فلما كشف عنه وجده معافى جسديا، فوضع يده على رسغ الشاب وسأله أن يعدد أحياء المدينة، فذكرها وعندما وصل إلى حي معين زاد نبضه، فطلب منه أن يعدد شوارع ذلك الحي، فعددها حتى إذا مر بشارع زاد نبضه وزاد نفسه وارتفعت حرارته، فطلب منه أن يذكر بيوت ذلك الشارع حتى إذا ذكر بيتا برقت عيناه وتوترت أعصابه وخفق قلبه، فطلب منه ذكر أفراد تلك العائلة فذكرهم حتى إذا ذكر فتاة تسارعت دقات قلبه وارتعشت يداه وتصبب عرقا فقال ابن سينا: دواء ابنكم عند المأذون.

و عندما نقول إن لدينا إحساسا بان فلانا يكذب فإننا نعني أن لغة جسد المتكلم لا تنسجم مع كلماته، وهذا الأمر ينسجم مع الخديعة الثانية التي أراد إخوة يوسف أن يظهروا بها لإخفاء جريمتهم إذ تظاهروا بالحزن على ضياع أخيهم ظنا منهم أن هذا سينهض بحجتهم.
إن الصعوبة في الكذب هي أن العقل غير الواعي يعمل مستقلا عن الكذبة الشفهية إذ يرسل طاقة عصبية تبدو كإيماءة يمكن أن تعارض ما قاله الشخص. والملاحظ، أن الذين نادرا ما يكذبون يفضحون بسهولة غير أن الذين قد تنطوي أعمالهم على الكذب مثل السياسيين ومقدمي برامج التلفزيون قد صقلوا إيماءات جسدهم إلى الحد الذي يصعب معه رؤية الكذب.
قال تعالى:"ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول" سورة محمد: 30

ولفهم لغة الجسد ينبغي التركيز على العينين، والحاجبين، والفم، والجبهة، والكتفين، والذراعين، والأصابع. وقد وضع علم يهدف إلى تحليل الإشارات والإيماءات.
عن محمد بن كعب القرظي قال: جاء رجل إلى نبي الله سليمان عليه السلام فقال: إن لي جيران يسرقون إوزي، فنادى: الصلاة جامعة، ثم خطبهم فقال في خطبته: وأحدكم يسرق إوز جاره، ثم يدخل المسجد و الريش على رأسه فمسح رجل برأسه، فقال سليمان: خذوه فإنه صاحبكم".


يتبع

خاتون 10-11-2006 06:34 AM

(6) اتركهم يمرحون ويلعبون

يعتبر اللعب حاجة فطرية هامة و أداة رئيسة من أدوات التنشئة الاجتماعية، حيث يتعلم الطفل من خلاله الإدارة الاجتماعية ويتعود على مشاركة غيره. كما يساهم اللعب في بناء شخصية الطفل و تأهيله لتحمل المسؤولية في المستقبل.

"أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون" أي ارسله معنا يتسع في أكل ما لذ وطاب، يلهو ويلعب وغيره.وزيادة توكيد النصح والإخلاص تصوير لما ينتظر يوسف من النشاط والمسرة والرياضة، مما ينشط والده لإرساله معهم كما يريدون.

وما كانت حيلة إخوة يوسف إلا لإيقاع الأذى والقضاء عليه إذ كان تبرير اصطحابه إلى البرية هو اللعب وإدخال السرور في نفسه ذلك اليوم.
وقد يشكل اللعب طريقا لاستدراج الطفل ووقوعه في يد منحرف أو قرين سوء. لذا ينبغي على المربي أن ينتبه للأنشطة التي يقوم بها الطفل والزملاء الذين يشاركهم هذه الأنشطة. على أنه لا ينبغي للمربين أن يمنعوا أطفالهم نت اللعب بحجة حمايتهم من اكتساب عادات سيئة لأن هذا مبرر خاطئ وقد يحرم الابن من اكتساب الخبرات الملائمة والقدرة على تجاوز المشكلات التي تعترضه.
يقول ابن سينا: الصبي للصبي ألقن، وهو عنه آخذ وبه. فالتعليم باللعب يوفر جوا طليقا يندفع فيه الفرد الى العمل من تلقاء نفسه.

وهذه بعض فوائد اللعب عند الفرد:
* ينفس عن التوتر الجسمي والانفعالي
* يدخل التنوع والتغير ويتيح الفرصة للتعبير عن حاجيات
* يوفر المجال لتمرين العضلات
* يقوم العلاقات الاجتماعية
* يزود بالمهارات اللغوية

يتبع

خاتون 11-11-2006 08:04 AM

(7) إني ليحزنني

ان الحزن نوع من الانفعالات المكدرة التي يشعر بها الإنسان عندما يفقد شيئا هاما أو شخصا عزيزا، وهو شأن طبيعي في حياة كل فرد. إلا أن الندب والاستسلام للحزن والاكتئاب هي عوامل تحول المرء الى كائن بائس شقي.
فسيدنا يعقوب عليه السلام قد "ابيضت عيناه" من الحزن على فراق يوسف.
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف، وأنت يا رسول الله؟ فقال: "يا ابن عوف، إنها رحمة" ثم أتبعها بأخرى، فقال: "إن العين تدمع ، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون" رواه البخاري.

إن حياة الإنسان من صنع أفكاره، فما يدور في عقله الباطن ينعكس على عالمه كله، والاستغراق في المشاعر السلبية سبب رئيس في إصابة البعض بالاكتئاب أما السلام الداخلي فهو منبع من منابع السعادة ولا ريب.
لعل أكثر الضغوط النفسية تحدث للإنسان المنعزل الذي يفتقد المساندة الجماعية، فوجود شخص قريب محبوب قد يساعد المكتئب على البوح بكل ما يعصف به وطرح ضغوط الحياة جانبا.
غير أن الأجمل من ذلك، أن تكون للإنسان صلة أوثق بالله كما فعل سيدنا يعقوب: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله" والبث سمي لذلك لأن صاحبه لا يصبر عليه حتى يبثه ويظهره.
يقول شاعر: وإذا عرتك بلية فاصبر لها صبر الكريم فإنه بك أعلم

ولعل علاج الاكتئاب ليس بالأمر الهين ولن يكون بين عشية وضحاها، فهو يتطلب الصبر والأناة. وهذه مجموعة من الاقتراحات الفرد بعيدا عما يعتريه من كآبة:
* محاولة التركيز على اهتمامات الأفراد المحيطين عوض حصر الفرد في دائرة همومه
*الاهتمام بالنشاطات اليومية بدل الخمول والقنوط
* التعديل البيئي فقد يقتضي الأمر تغيير المكان لأجل الخروج من الأفكار السلبية المحيطة
* ممارسة الالعاب المسلية.


يتبع

خاتون 13-11-2006 05:59 AM

(8) يوجه النقد للأشياء بعيدا عن الأشخاص

إن للكلمات اللطيفة الطيبة أثر مهم في الحفاظ على كرامة الإنسان خاصة إذا تم التركيز على سلوك الفرد لا على شخصيته. فالنقد الموجه للسلوك يدفع الاخر الى الثقة في نفسه وتعديل مساره .
لننظر إلى سيدنا يوسف عليه السلام كيف عزا عدم ارتياحه في ذهاب يوسف مع إخوته إلى الذئب ولم يصفهم باللامسؤولية أو التآمر عليه أو بغيرها من الأمور التي توجه إلى ذواتهم "إني ليحزنني أن تذهبوا به ويأكله الذئب وأنتم عنه غافلون" قيل: قال يعقوب هذا تخوفا عليه منهم ، فكنى عن ذلك بالذئب.

قال يعقوب عليه السلام: "قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون" إنه التلطف في القول فلم يصف أولاده بالكذب وإنما قال "بل سولت لكم أنفسكم" ذات الوقع الأفضل والأقل ضررا على نفسية الأولاد. وقوله تعالى"على ما تصفون" فلم يقل على كذبكم، وكأنه عزا الكذب إلى قولهم لا إلى شخصهم. ويقول ابن عاشور وهذا في غاية البلاغة لأنه كان واثقا بأنهم كاذبون في الصفة.

وعندما فسر سيدنا يوسف رؤيا الملك وقال اتوني به قال:" فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم" فقد ذكر قطع الأيدي ولم يذكر مراودتهن له، تنزها منه عن نسبة ذلك إليهن، ولم ينسب المراودة إلى امرأة العزيز إلا حين رمته بدائها وانسلت. وقد اكتفى هنا بالإشارة الاجمالية "إن ربي بكيدهن عليم" فيجعل علم الله تعالى بما وقع عليه من الكيد مغنيا عن التصريح.

وعندما أجاب عن رؤيا الرجلين في السجن قال: "إني تركت ملة قوم لا يومنون بالله وبالآخرة هم كافرون" وفيها إشارة إلى العزيز وحاشية الملك والقوم الذين يتبعهم، والفتيان على دين القوم، ولكنه لا يواجههما بشخصيتهما، وإنما يواجه القوم عامة كي لا يحرجهما ولا ينفرهما، وهي كياسة ولطافة وحسن مدخل.

ومن حسن خلق يوسف عليه السلام أيضا أنه قال: "وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي" ولنقف على هذه الآية لنتأمل:
قال: أحسن بي ولم يقل أحسن بكم
ثم ذكر حاله في السجن ولم يذكر الذئب ولا حاله في الجب لتمام عفوه عليه السلام
ثم ذكر مجيئهم من البدو ولم يقل جاء بكم من الجوع والنصب
ثم قال من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ولم يقل نزغ الشيطان إخوتي
فتبارك من يختص برحمته من يشاء من عباده

وحين نريد أن نركز على التواصل الفعال، لا باس من ذكر هذه القواعد الذهبية:
*لا تحكم على الشخص واحكم على أفعاله
*لا تقلل من قيمة محدثك بالتفكير أو اتخاذ القرار عنه، بل ادفعه للاعتماد على نفسه
*غير الفكرة التي تحملها عن الشخص قبل ان تفكر بتغييره
*تذكر أن قناعتك بالآخر واعتباره قادرا سيساعد على تطوير حسناته الكامنة فيه.


يتبع

بيلسان 13-11-2006 06:29 AM

سلمت يمناك...اخي خاتون

وهانحن متابعوون..

خاتون 13-11-2006 02:20 PM

نشكر لكم مروركم


تحياتي
خاتون

خاتون 14-11-2006 09:58 AM

(9) الكذب عمره قصير

يعد الكذب سلوكا اجتماعيا غير سوي، ينشأ عنه العديد من المشكلات الاجتماعية، ويلجأ المرء للكذب ليستر زلاته أو ليتجنب عقابا محتملا، وهو جبن لأنه فرار من شر إلى مثله. و أشجع الناس من يستطيع مواجهة نفسه و الاعتراف بخطئه فيكفل لنفسه الطمأنينة و قد يحضى بالصفح و المغفرة.
قال تعالى:" وجاءوا على قميصه بدم كذب" فبالرغم من كونهم عصبة إلا أنه فاتهم أمر هام ذكره بعض أصحاب التفسير من أن يعقوب عليه السلام قال: ما رأيت كاليوم ذئبا أحلم من هذا، أكل ابني ولم يمزق قميصه، فذلك من تظرفات القصص.

ولتحقيق العدل والذود عن الحقيقة، لا بد من الحكم بالقرينة الواضحة الدالة على صدق أحد الخصمين. يقول تعالى: "قال هي راودتني عن نفسي و شهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين. وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين. فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن، إن كيدكن عظيم" 26-28.
يرى ابن عاشور أن سبب تسمية قوله بالشهادة يؤول إلى إظهار الحق في إثبات اعتداء يوسف عليه السلام على سيدته أو دحضه، وهذا من القضاء بالبينة. ولا شك أن الاستدلال بكيفية تمزيق القميص نشأ عن ذكر امرأة العزيز وقوع تمزيق القميص.... ولولا ذلك ما خطر ببال الشاهد أن تمزيقا قد وقع. والظاهر أن الشاهد كان يظن صدقها فأراد أن يقيم دليلا على صدقها فوقع العكس كرامة ليوسف عليه والسلام.

إن النفوس إذا شبت على شيء شابت عليه، لذا حرص الإسلام على غرس الفضائل في نفوس الأطفال وأكد على ضرورة القدوة الصالحة. عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: "جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير فذهبت لألعب فقالت أمي: يا عبد الله، تعال أعطك، فقال صلى الله عليه وسلم: "وما أردت أن تعطيه" قالت تمرا فقال: "أما أنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة"
على أنه يجدر التنبيه إلى أنه من الصعوبة بمكان أن نصف الطفل الذي لم يبلغ السادسة بالكذب نظرا لخلطه الواقع بالخيال وضعف قدرته على الإدراك، لكن بعد ذلك السن يكسب الطفل القيم التي تصبح جزءا من حياته

وقد يلجأ البعض إلى استخدام ألوان متنوعة من الكذب بقصد التمويه وحماية النفس :"وجاءوا أباهم عشاء يبكون" فالأجدر بالمتلقي أن لا يعطي فرصة لمهاجمة قلبه عن طريق الاستفزاز أو الاستعطاف بالبكاء كما يجب أن يكون حريصا على أن لا يكون سببا في دفع الأبناء إلى الكذب من غير قصد: فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس فلقنهم أبوهم الجواب.

ولعل غياب القدوة أو قسوة الوالدين أو الشعور بالنقص قد تعتبر أسبابا في اللجوء إلى الكذب. إلا أن هذا السلوك يمكن علاجه بأساليب نذكر منها:
1- تجنب الضرب أو التشهير في العلاج
2- تشجيع من يعترف بخطئه و غرس الثقة في نفسه
3- ذكر مخاطر الكذب وعقوبة الكاذب في الدنيا والآخرة
4- تجنب التفرقة بين الأولاد و احتقارهم

يتبع

خاتون 16-11-2006 07:40 AM

(10) الصبر مفتاح الفرج

إن الحياة بحاجة لمن يتسلح بالأمل والنظر لغد أكثر إشراقا بغبطة وسرور وبروح صابرة لا تجزع. فالصبر قوة نفسية تدفع إلى مقاومة كل أنواع الخور والضعف والاستسلام وتحمل على الصمود أمام الفتن والمحن.

"وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون" فيعقوب هنا قدوة في جميل الصبر على فقد ولده. قال مجاهد: الصبر الجميل الذي لا جزع فيه. وروى هيثم عن عبد الرحمن بن يحيى عن حبان بن أبي حبلة قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله "فصبر جميل" فقال "صبر لا شكوى فيه" وقال عبد الرزاق قال الثوري عن بعض أصحابه أنه قال: "ثلاث من الصبر: أن لا تحدث بوجعك، ولا بمصيبتك، ولا تزكي نفسك. على أن الشكوى للخالق لا تنافي الصبر الجميل
"يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" وفي هذا تعليل للنهي عن اليأس مهما طالت مدة المحنة

ففي الوقت الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني بعد عام الحزن نزلت هذه السورة تقص قصة أخ كريم :يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو يعاني صنوفا من المحن والابتلاءات ويصبر عليها:
لقد صبر يوسف في السجن ومن كرمه أنه لم يشترط خروجه من السجن حين طلبوا منه تفسير رؤيا الملك. ثم صبر حتى إنه أبى الخروج منه إلا أن تثبت براءته :"قال الملك أتوني به، فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة التي قطعن أيديهن" فهذه من آيات الصبر التي أشار إليها القرآن "لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين"

فهذا هو خلق يوسف عليه السلام فقد كان واثقا في عدل رب السماوات، هاهم إخوة يوسف يسألونه وهو يجيب واثقا: "قالوا أإنك أنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"

ورد في الأثر أنه قد وجد في رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: عليك بالصبر فإن الصبر صبران: أحدهما أفضل من الآخر، الصبر في المصيبات حسن، وأفضل منه الصبر عما حرم الله تعالى. واعلم أن الصبر ملاك الإيمان، وذلك بان التقوى أفضل البر، والتقوى بالصبر.


يتبع

ابن آدم 16-11-2006 03:38 PM

17 قاعدة نفسية في سورة يوسف
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
نقدم جزيل الشكر لكاتبة هذا الموضوع القيم ونرجو من القيمين على القسم تصحيح خطإ وارد في الآية الُانية التي تم الاستشهاد بها، وكتابة كلمة [إن] مكان كلمة [غن]، وشكرا.

خاتون 17-11-2006 03:02 AM

بارك الله فيكم


تحياتي
خاتون

خاتون 20-11-2006 05:12 AM

(11) الكلمة الطيبة صدقة

تعتبر اللباقة و الحكمة والوعظ الحسن عناصر مهمة في شخصية الداعي "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" النحل 125.
والحكيم هو من ينظر إلى حال المخاطب ويراعي ظروفه، فلا يثقل كاهله بالتكاليف قبل إعداده النفسي لها. كما أن التنوع في أساليب الدعوة أمر مهم. فللموعظة الحسنة أثرها العجيب في عودة القلوب إلى الصواب.
والجدل بالتي هي أحسن هو الحوار من غير تحامل على المخالف، أو ترذيل له، إذ الهدف منه هو الوصول إلى الحق وليس الغلبة في الجدل.
وينبغي الإشارة إلى أن تنمية الرصيد العاطفي لدى الآخر عامل مهم لزرع الثقة في المتكلم. وهذا ما حصل مع يوسف وصاحبي السجن: "ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا قال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين" 36
" قال لا يأتيكم طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون" 37. أراد يوسف عليه السلام أن يفترض إقبالهما عليه وملازمة الحديث معه، فبينما يترقبان تعبيره الرؤيا يدمج عليه السلام في ذلك دعوتهما إلى الإيمان الصحيح مع الوعد بأنه يعبر لهما رؤياهما غير بعيد. وجعل لذلك وقتا معلوما وهو وقت إحضار طعام المساجين.
ولأن وعده بتأويل الرؤيا في وقت قريب يثير عجب السائلين عن قوة ومصدر علمه، فإنه يجيب بأن ذلك مما علمه الله تخلصا إلى دعوتهما إلى الإيمان باله واحد.
وذكر "واتبعت ملة آبائي" تعليما بفضلهم وإظهارا لسابق الصلاح فيهم. وذكر السلف لصالح يزيد دليل الحق تمكنا.
لقد انتهز عليه السلام هذه الفرصة ليبث بين السجينين عقيدته الصحيحة، فكونه سجينا لا يعفيه من تصحيح العقيدة الفاسدة. لقد استطاع يوسف عليه السلام أن يضيف المزيد في رصيده العاطفي لدى الآخرين، فهاهم يصفونه بالصديق "يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان" 46
فهذا الذي استفتى يوسف عليه السلام في رؤيا الملك إنما وصفه عن خبرة وتجربة اكتسبها من مخالطته يوسف عليه السلام في السجن.


يتبع

بيلسان 20-11-2006 05:52 AM

اخي خاتون



ما تكتبه رائع.......

والاروع انك مستمر في الكتابه...



ملاك

خاتون 20-11-2006 11:45 AM

هذا الجهد المتواضع
يُستمد من روعة متابعتكم



دمت ملاكا


تحياتي
خاتون

خاتون 22-11-2006 09:56 AM

(12) كن مبادرا

المبادرة صفة قيادية تجعل من المبادر شخصا قادرا على اتخاذ القرارات المناسبة إزاء أية صعوبة تعترضه دون انتظار أحد يقوده.
إن اقتراح سيدنا يوسف إعداد لنفسه للقيام بمصالح الشعب، فلم يسأل مالا ولا عرضا ولكنه سأل أن يوليه على خزائن الأرض ليحفظ أموال المملكة ويعدل في توزيعها ويرفق بالشعب عند الأزمات.
"قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم" وهذه الآية أصل لوجوب عرض المرء نفسه لولاية عمل من أمور الأمة إذا علم أنه لا يصلح لها غيره. وقد علم يوسف أنه أفضل الناس لأنه المؤمن الوحيد في ذلك القطر.
وهذا لا يعارض ما جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: "يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه منها"
فيوسف عليه السلام لم يرشح نفسه لإدارة المال بنبوته وتقواه فحسب، إنما بحفظه وعلمه:"إني حفيظ عليم" وأبو ذر لما طلب الولاية لم يره صلى الله عليه وسلم جلدا لها فحذره منها.
إن تنمية روح المبادرة تجعل الفرد يتعرف على مسؤولياته ويستثمر قدراته بما ينفع المجتمع من حوله ويجعله إيجابيا منتجا خصوصا إذا كان ذا كفاءة عالية.

وهذه بعض الطرق الفعالة في تنمية روح المبادرة:
1- احتفظ دائما باليقظة الذهنية والجسدية
2- تدريب النفس على المهام التي ينبغي أداؤها والقيام بها قبل أن يطلب فعلها
3- توقع مشاكل معينة والتفكير في أساليب متجددة لحلها
4- البحث عن المسؤوليات و تحملها بطيب خاطر
5- تشجيع الموظفين على تطبيق الأساليب والأفكار الجديدة
6- تسخير كل الموارد بأكثر الأساليب فعالية.

يتبع

thammant 22-11-2006 04:50 PM

باسم الله الرحمان الرحيم
وددت أن لو تناولت بالشرح والتفصيل معنى روح المبادرة ، قبل استشهادك أو اتخاذ سيدنا يوسف عليه السلام خير مثال لذلك ، لأنك لو قمت بذلك ، بدون شك ستكون خير سراج و ناصح لمن لا يفقه معـنى هذه الكلمة العظيمة التي ما أحوجنا في هذا الزمان لمن يكون القدوة والحريص على الأمانة ، والمساهمة في القيام بأعمال أو إحسان يكون في خدمة الانسانية .
وخير دليل على ذلك إن لم أكن مخطئا ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اجتهد فأصاب فله أجران ، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحـد .
وما دمت قد وعدت رواد الخيمة العربية بالمزيد في هذا الموضوع ، فأتمنى أن تكون أول المبادرين في تبسيط معنى المبادرة ، واعطاء أمثلة حية على ذلك تكون مستقاة من الواقع المعيش ، خاصة فيما يتعلق بروح المبادرة في العملية التعليمية ، ونتخذ حينذاك سيدنا يوسف خير المبادرين . وشكرا على المحاولة في انتظار الجديد .

بيلسان 22-11-2006 11:52 PM

اسمح لي ان اساعدك قليلاً
 
13) ليس الشجاع الذي يحمي مطيته




ليس الشجاع الذي يحمي مطيته يوم النزال ونار الحرب تشتعل
لكن من غض طرفا أو ثنى بصرا عن الحرام فذاك الفارس البطل

لقد زخرت سورة يوسف في الإشارة إلى فتنة النساء، وتعرضه عليه السلام لمراودة امرأة العزيز عن نفسه وتصديه لها بعفة واستقامة. "وراودته التي هو في بيتها وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون" لقد أوضح القرآن حال امرأة العزيز وقد شغفها يوسف حبا، ففي صدع الشهوة التي تعمي عن كل شيء، لا تحفل حياء أنثويا، ولا كبرياء ذاتيا، ولا مركزا اجتماعيا، ولا فضيحة عائلية بل تتبجح بشهوانيتها أمام من تهوى وتستعمل كل مكر النساء. والقرآن الكريم لم يتخل عن طابعه النظيف حتى وهو يصور لحظة التعري النفسي والجسدي بكل اندفاعها وحيوانيتها.
من هنا يمكن القول أن الاختلاط المخل بالقيود الشرعية يسبب فسادا اجتماعيا. قال صلى الله عليه وسلم:
"إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت" أخرجه البخاري ومسلم. فالإسلام لا يهاجم الجنس والشهوة فينا وإنما يهاجم أسلوب إشباعها غير الشرعي.

النسري 23-11-2006 03:56 AM

أشكر الأخ خاتون والأخت بيلسان على هذا الجهد الرائع والمنتقى بعناية ويجلب الفائدة العظيمة ...
واسمحوا لي بالقول هنا أن هدف سورة يوسف هو : الثقة بتدبير الله (إصبر ولا تيأس)

فسورة يوسف هي إحدى السور المكية التي تناولت قصص الأنبياء باسهاب وإطناب دلالة على إعجاز القرآن في المجمل والمفصّل وفي الإيجاز والإطناب (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) آية 111.
وقد أفردت الحديث عن قصة نبي الله يوسف بن يعقوب وما لاقاه من أنواع البلاء ومن ضروب المحن والشدائد من إخوته والآخرين في بيت عزيز مصر والسجن وفي تآمر النسوة حتى نجّاه الله تعالى.
والمقصود بهذه السورة التسرية عن النبي عليه السلام بعدما مرّ به من أذى ومن محن في عام الحزن وما لاقاه من أذى القريب والبعيد فأراد الله تعالى أن يقص عليه قصة أخيه يوسف وما لاقاه هو في حياته وكيف أن الله تعالى فرّج عنه في النهاية لأنه وثق بتدبير الله تعالى ولم ييأس لا هو ولا أبوه يعقوب.
ونلاحظ أن سورة يوسف تناولت قصة يوسف الإنسان وليس يوسف النبي إنما جاء ذكره كنبي في سورة غافر لذا فقصته في سورة يوسف لها ملامح إنسانية تنطبق على يوسف وقد نتطبق على أي من البشر.
وقصة يوسف تمثل قصة نجاح في الدنيا (أصبح عزيز مصر) وقصة نجاح في الآخرة أيضاً (وقوفه أمام إغراءات امرأة العزيز رغم كل الظروف المحيطة به خوفاً من الله عزّ وجلّ).
وقد اشتملت قصة يوسف على كل عناصر القصة الأدبية واشتملت على الكثير من المشاهد التصويرية بحيث تجعل القارئ يرى فعلا ما حدث وكأنه ماثل أمام ناظريه.
وللسورة أسلوب فذ فريد في ألفاظها وتعبيرها وأدائها وفي قصصها الممتع اللطيف وتسري مع النفس سريان الدم في العروق وجريان الروح في الجسد ومع أن السور المكية تحمل في الغالب طابع الإنذار والتهديد إلا أن سورة يوسف اختلفت عن هذا الأسلوب فجاءت ندّية في أسلوب ممتع رقيق يحمل جو الأنس والرحمة وقد قال عطاء: "لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها" وقال خالد بن معدان: "سورة يوسف ومريم مما يتفكّه به أهل الجنة في الجنة".
ولقد ابتدأت السورة بحلم (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) آية 4 وانتهت بتفسير الحلم (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) آية .100

وتسير أحداث القصة بشكل مدهش فالأصل أن يكون محبة الأب لابنه شيء جميل لكن مع يوسف تحول هذا الحب لأن جعله إخوته في البئر، ثم إن الوجود في البئر أمر سيء لكن الله تعالى ينجي يوسف بأن التقطه بعض السيّارة ثم كونه في بيت عزيز مصر كان من المفروض أن يكون أمراً حسناً لولا ما همّت به امرأة العزيز، ثم السجن يبدو سيئاً لكن الله تعالى ينجيه منه ويجعله على خزائن الأرض ثم يصبح عزيز مصر وكأن الرسم البياني للسورة يسير على النحو التالي:

بيت الأب/مصر ــــــــــــ> البئر ـــــــــــــ> قصر العزيز ــــــــــــــ> السجن ـــــــــــــ> عزيز

وقد أسهبت السورة في ذكر صبر يوسف على محنته بدءاً من حسد إخوته له وكيدهم ثم رميه في الجبّ ومحنة تعلق إمرأة العزيز به ومراودته عن نفسه ثم محنة السجن بعد الرغد الذي عاشه في بيت العزيز ولمّا صبر على الأذى في سبيل العقيدة وصبر على الضر والبلاء نقله الله تعالى من السجن إلى القصر وجعله عزيز مصر وملّكه خزائن الأرض وجعله السيد المطاع والعزيز المكرم .
وهكذا يفعل الله تعالى بأوليائه ومن يصبر على البلاء فلا بد لرسول الله صلى الله عيه وسلم أن يقتدي بمن سبقه من المرسلين ويوطّد نفسه على تحمل البلاء (فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل).
وكأنما قصة يوسف مشابهة نوعاً ما لما حصل مع الرسول عليه الصلة والسلام فيوسف لاقى الأذى من إخوته والرسول عليه الصلاة والسلام لاقاه من أقرب الناس إليه من أقاربه وعشيرته ويوسف هاجر من بلده إلى مصر وفيها أكرمه الله بجعله عزيز مصر وفي هذا إشارة للنبي عليه السلام أنه بهجرته إلى المدينة سيكون له النصرة والمنعة ويحقق الله تعالى له النصر على من آذوه وأخرجوه من مكة.
وقد تحدثت الآيات كثيراً عن عدم اليأس في سورة يوسف فالأمل والصبر موجودان دائماً للمؤمن مهما بلغت به المحن والبلايا (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) آية 87 وآية 110 (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).
ولننظر إلى قمة التواضع عند يوسف عليه السلام فبعد كل ما أعطاه الله تعالى إياه من ملك مصر وجمعه بأهله جميعاً ماذا طلب من ربه بعد هذا كله؟ قال: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) آية 101، فيا لتواضعه عليه الصلاة والسلام.

وجزاكم الله تعالى خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خاتون 23-11-2006 09:20 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة thammant
باسم الله الرحمان الرحيم
وددت أن لو تناولت بالشرح والتفصيل معنى روح المبادرة ، قبل استشهادك أو اتخاذ سيدنا يوسف عليه السلام خير مثال لذلك ، .


نشكر لكم مروركم وتفاعلكم مع الموضوع

لعل من الامانة الحقيقية أن تسند الأمور إلى أهلها، ويوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأن يجود المرء عمله ويعمل على إتقانه. فالأمم لا تقوم إلا بجهود أبنائها المخلصين والمبادرين والجادين الذين لا يدخرون وسعا إلا وقد قاموا به.
فإذا وجد الانسان نفسه قادرا على إتقان عمل فليبادر بترشيح نفسه للقيام به. فروح المبادرة تجعل الفرد إيجابيا تتوفر فيه عناصر العطاء والانتاجية والقوة.
فمن رأى نفسه يهتم ويوثر مصلحة الامة على مصلحته الشخصية فليرشح نفسه من باب النصح للأمة، وقد نجد ذلك في المهمات الصغرى في شركة صغيرة او في انتخابات حكومة.

تحياتي وتقديري
خاتون

خاتون 23-11-2006 09:31 AM

سيدتي بيلسان:

شكر الله لك

سيدي النسري

بارك الله في جهدكم واضافتكم القيمة

قال ابن القيم في الاية التي ختمتم بها مشاركتكم:
"أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين" .

جمعت هذه الدعوة :
الإقرار بالتوحيد ..
والاستسلام للرب ..
وإظهار الافتقار إليه ..
والبراءة من موالاة غيره سبحانه ..
وكَوْن الوفاة على الإسلام أَجَلَّ غايات العبد ..
وأن ذلك بيد الله لا بيد العبد ..
والاعتراف بالمعاد ..
وطلب مرافقة السعداء ..

انتهى كلامه رحمه الله ..


لا حرمني الله من مروركم الرائع


تحياتي
خاتون

خاتون 25-11-2006 06:51 AM

(14) اجعل لك هوية

يعتبر بناء الهوية وتحقيقها الإنجاز الأهم في حياة الإنسان. وهي تكرس فردية الشخص من الناحية المدنية الاجتماعية (بطاقة هويته) ومن الناحية النفسية حيث يجيب على السؤال التالي: من أنا ومن سأكون وما سيكون عليه دوري في الحياة؟
والهوية المستقرة تكسب الفرد الاتزان والاستقرار والثبات عند التحديات، أما الهوية المضطربة التي لا تنبني على معتقدات ومنطلقات فكرية متينة فتقود الفرد إلى التصرف دون إدراك.
إن القيم التي تمسك بها سيدنا يوسف عليه السلام إنما هي معتقدات صلبة أمدته بالجسارة ليفضل السجن على الوقوع في براثن الخطيئة : "معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي" فتجده يفصح عن قيمه لمن يحاورهم في السجن "واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
إن الطاقة التي يبذلها الفرد وفق ما يعتقد ويؤمن به إنما هي طاقة إيجابية تبذل وفق أهداف مخطط لها بغية الوصول إلى تحقيق الآمال التي ينشدها.
وهذه الفلسفة ليست جامدة، بل تتغير وفق العصر الذي نعيش فيه وتتغذى من الجديد المفيد. فالتقليد الأعمى ينم عن ضعف شخصية :"بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون" الزخرف 22,
على المرء ان لا يكون إمعة قال صلى الله عليه وسلم : "لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا: أخرجه الترمذي
كما حذر القرآن من خطورة صاحب الشخصية المزدوجة، "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون" فهذا مسلك يؤدي إلى الصراع والقلق والانحراف النفسي والاجتماعي.
غير أن الذين تربوا وفق ضوابط وقيم ومعتقدات ثابتة يستطيعون مواجهة ما واجهه يوسف من ابتلاءات الشدة والفتنة والشهوة والسلطان ويخرج منها نقيا خالصا.

يتبع

خاتون 27-11-2006 11:25 AM

(15) الاعتراف بالخطأ

كل إنسان مجبول على الصواب والخطأ، إلا أن البعض يعترف بخطئه ويرجع، والبعض تأخذه العزة بخطئه ويصر عليه.
إن الاعتراف بالخطأ صفة تنم عن موضوعية وجرأة حاملها و تخطيه لحاجز الرهبة من الآخرين، فهذه امرأة العزيز تعترف بذنبها في حق يوسف عليه السلام، قال تعالى: "قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين".
ويشير ابن عاشور في معنى حصحص الحق –براءة يوسف-: ثبت واستقر بعد أن كان محل قيل وقال، فزال ذلك باعترافها بما وقع. : "أنا راودته" وذلك لابطال أن يكون النسوة راودنه، فهذا اقرار منها على نفسها، وشهادة لغيرها بالبراءة، وزادة فأكدت صدقه ب: إنَّ واللام "وإنه لمن الصادقين"
وتواصل امرأة العزيز اعترافاتها الجريئة الواثقة "وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة السوء إلا ما رحم ربي. إن ربي غفور رحيم"
ولعل يوسف قد مر بمحن كثيرة في حياته قد بدأت في كيد إخوته ومن ثم أخذت تتكاثر وتتعاظم، وهاهم إخوته يعترفون بذنبهم ويطلبون الصفح والمغفرة. يقول تعالى: "قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين" فوعدهم ربهم بالاستغفار لهم "سوف استغفر لكم ربي"
نعم الإنسان الناجح هو من يستطيع أن يكسب محبة الآخرين وودهم. فعلى من يملك وجهة نظر أن يحرص على استمالة الآخرين برفق ولين، فالعنف لن يجبر الآخر على التصديق وأن يتسلح بالشجاعة والصدق ويعترف بالخطأإذا تبين صواب الآخر.


يتبع

بيلسان 28-11-2006 02:26 AM

ونحن متابعوون اختي خاتون

خاتون 29-11-2006 09:38 AM

(16) لا تفتح دفتر حساب الماضي

قال تعالى: "قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين (91) قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين".
والمتأمل في قصة يوسف يجد أن كل الابتلاءات التي عانى منها يوسف عليه السلام إنما هي بسبب تآمر إخوته. ومع ذلك، عندما تعرفوا عليه قالوا إنك لأنت يوسف؟ قال أنا يوسف ولم يرجع بذاكرته إلى ما فعلوه به أو فتح كتاب الماضي. بل من لطفه وأدبه أسند كل تلك الفتن إلى الشيطان :"من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي". فقد أراد أن يفتح صفحة جديدة، وهذه شخصية المربي مع من يخطئ، فالأمر قد انتهى ولا لزوم للعتاب "لا تثريب عليكم اليوم". أي لا توبيخ ولا تقريع. حينها جاءت اعترافات الإخوة بجرمهم وذنبهم.
تتجلى قمة الأدب في قوله تتعالى "وقد أحسن بي ....من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي" وهذه الآية إشارة إلى مصائبه السابقة: فكلمة "من بعد" اقتضت أن ذلك شيء انقضى أثره، وقد ألم به إجمالا واقتصارا على شكر النعمة، وإعراضا عن التذكير بتلك الحوادث المكدرة للصلة بينه وبين إخوته.
وفي قصة يوسف عليه السلام ترى التسامح جليا "إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل، فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم" فما أهانهم ولا وبخهم بل كظم غيظه وقال بينه وبين نفسه "بل انتم شر مكانا" واعتبر ما قاله إخوته لغوا مر عليه مرور الكرام.
قال صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب" متفق عليه.
ولعل كره شخص معين بصفة عامة يأخذ التفكير والنوم ويحرم من لذة العيش، في الوقت الذي ينعم فيه الآخر بوقته وحياته.
إذن فلنعلم أن الظن السيء وعدم التسامح إنما هي معيقات لنبض الحياة في الإنسان فليتجمل بالتسامح وطي دفتر الماضي.


يتبع

خاتون 04-12-2006 06:51 AM

(17) إن في قصصهم لعبرة

إن التربية بالقصة لون من ألوان التربية لأنها تؤثر في النفس كما لو كانت تقع للإنسان ذاته، وهذا التأثير يقع عن طريق المشاركة الوجدانية: ذلك أن القارئ أو المستمع يضع نفسه في موضع أشخاص القصة. ويرتفع التأثير التوجيهي للقصة بقدر بلاغة طريقة الأداء الفنية، وبقدر ما تكون المواقف إنسانية عامة لا مواقف فردية ذاتية.
لذا فقد تناول القرآن العظيم أسلوب القصة لهدف التربية الروحية والعقلية والجسمية بالقدوة والموعظة الحسنة. قال تعالى: "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين".
وسنجد من خلال قراءتنا لقصة يوسف أن المرء يجد نفسه مندفعا لمجاراة أحداث القصة وملابساتها، حيث تتخللها مواقف مثيرة تستدعي الانتباه لشحذ الفكر من أجل الاستفادة من العبر والدروس.
كيف لا وهي من أحسن القصص التي تؤثر في النفس وتترك بصماتها الايجابية في تهذيب الاخلاق.

خاتون 09-12-2006 09:34 AM

خاتمة

إن ما لقيه يوسف عليه السلام من ابتلاءات ومصاعب لا تتحملها الجبال. ومع ذلك فقد رأيناه ثابتا يواجه ما تعرض له بثقة المؤمن الصابر الذي يمتلك الرصيد الإيماني والعقدي الكبير، ليكون قدوة حسنة لمن يتعرض لهذه القصة ويدرسها جيدا ويتربى عليها.


وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه الميامين


شكرا جزيلا لكل من مر بهذه الصفحة.


تحياتي
خاتون

خاتون 01-02-2007 04:00 PM

وردت في الفقرات التالية أخطاء في كتابة الآيات
الفقرات: 3، 4، 8، 8، 10، 11، 11، والفقرة 13



3- يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه وتيأسوا من روح الله.
الصحيح ولا تيأسوا من روح الله.

4- وقد ورد في سورة يوسف عليه السلام إشارة إلى الرفقة بمعنى العصبة قال تعالى: "إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلينا من أبينا"
والصحيح: "ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبه"

8- إني ليحزنني أن تذهبوا به ويأكله الذئب وأنتم عنه غافلون
الصحيح وأخاف أن يأكله الذئب.

8- "إني تركت ملة قوم لا يومنون بالله وبالآخرة هم كافرون"
الصحيح "بالله وهم بالآخره هم كافرون"

10- فهذا هو خلق يوسف عليه السلام فقد كان واثقا في عدل رب السماوات، هاهم إخوة يوسف يسألونه وهو يجيب واثقا: "قالوا"أإنك أنت يوسف قال أنا يوسف"
الصحيح أإنك لأنت يوسف


11- "ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا قال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه"
الصحيح وقال الآخر


11- قال لا يأتيكم طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم
الصحيح لا يأتيكما

13- وراودته التي هو في بيتها وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون" لقد
الصحيح وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب


والسلام عليكم ورحمة الله

راحة البال 07-02-2007 04:31 AM

جزاك الله خيرا
لهذه القواعد الرائعة
وبارك الله فيك

د. احمد 09-02-2007 07:50 PM

بارك الله فيك ياخاتون

جزاك الله خير


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.