( أفـــــــراح الـــــروح ....)
-
تناثرت النجوم في وجه السماء ، وبدأت في تلألئها أقرب مما هي عليه في حقيقتها .. هذه ليلة مخملية .! تزينت فيها السماء كالعروس ليلة فرحها ، فرصعت جيدها بأجمل حليها ، وأغلى جواهرها .. فإذا استدارت رؤوس ، وأرهفت قلوب ، وحملقت عيون في جمال سيدة تتمخطر على الطريق بدلال وفتنة ، كأنما هي دمية يخشى عليها أن تقع فتنكسر .. فحق لهذه الزينة السماوية ، وهذا الجمال الإلهي المتجلي في هذا الإبداع المذهل ، حق له أن يدير الرؤوس كثيراً ، وأن تخفق له القلوب طويلاً ، وأن تتملاه العيون بلا ملل .. فإنها إذا فعلت ذلك : مرت عليها نسمات اليقين ، لتحيي مواتها ، وتعالج مرضها ، فإذا دامت على ذلك ، استروحت أرواحها نعيم الجنة ، ، وتلذذت بمناجاته ، وأنست بالضراعة بين يديه .. ولهجت الألسنة بذكر الله عز وجل كثيراً كثيراً كثيراً على كل حال فلا تكون ثمرة هذا كله : إلا استقامة الجوارح كما يحب الله ويرضى ، ولا تحيد عن ذلك .. وكيف تحيد وقد غدا هذا الكون كله ، كالجند على الطريق ، يعيدها إليه كلما سول لها الشيطان أن تعرّج هنا أو هاهنا ..!! يصيح فيها كل شيء تمر به : إلى أين ..؟! أإلى النار ..! الطريق هاهنا فلا تعوجي ..! |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.