أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   كنت أظن أن العقرب...ج1 (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8330)

عبدربه 26-06-2000 10:46 PM

كنت أظن أن العقرب...ج1
 
قالت العرب "قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي".
وقالوا أيضا "فإذا هو إياها " و هذا هو الوجه الذي أنكره سيبويه لما سأله الكسائي، و كان من خبرهما أن سيبويه قدم على البرامكة ، فعزم يحي بن خالد على الجمع بينهما ، فجعل لذلك يوما ، فلما حضر سيبويه تقدم إليه الفراء و خلف ، فسأله خلف عن مسألة فأجاب فيها ، فقال له : أخطأت ، ثم سأله ثانية و ثالثة ، و هو يجيبه ن و يقول له : أخطأت ، فقال له سيبويه : هذا سوء أدب ، فأقبل عليه الفراء ، فقال له : إن في هذا الرجل حدة و عجلة ، و لكن ما تقول فيمن قال " هؤلاء أبُون و مررت بأبين " كيف نقول على مثال ذلك من وأيت أو أويت ، فأجابه ، فقال : أعد النظر ، فقال : لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما، فحضر الكسائي ، فقال له الكسائي : تسألني أو أسألك ؟ فقال له سيبويه : سل أنت ، فسأله عن هذا المثال ، فقال سيبويه " فإذا هو هي " و لا يجوز النصب ، و سأله عن أمثال ذلك نحو "خرجت فإذا عبد الله القائم (بالرفع)، أو القائم (بالنصب)" فقال له كل ذلك بالرفع ، فقال الكسائي : العرب ترفع كل ذلك و تنصب ، فقال يحي : قد اختلفتما ، و أنتما رئيسا بلديكما ، فمن يحكم بينكما ؟ فقال له الكسائي : هذه العرب ببابك ، قد سمع منهم أهل البلدين ، فيُحضرون و يُسألون ، فقال يحي و جعفر ، أنصت ، فأحضروا ، و فوافقوا الكسائي ، فاستكان سيبويه ، فأمر له يحي بعشرة آلف درهم ، فخرج إلى فارس ، فأقام بها حتى مات ، و لم يعد إلى البصرة ، فيقال : إن العرب قد رشوا على ذلك ؛ أو إنهم علموا منزلة الكسائي عند الرشيد.
و يقال : إنهم إنما قالوا : القول قول الكسائي ، و لم ينطقوا بالنصب ، و إن سيبويه قال ليحي : مُرهم أن ينطقوا بذلك ؛ فإن ألسنتهم لا تطوع به .
للحديث بقية شيقة
المصدر "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" جمال الدين ابن هشام

عبدربه 26-06-2000 11:02 PM

ج2 و تتمة كنت أظن أن العقر ب
و لقد أحسن الإمام الأديب أبو الحسن حازم بن محمد الأنصاري القرطاجني إذ قال في منظومته في النحو حاكيا هذه الواقعة و المسالة :
والعرب قد تحذف الأخبار بعد إذا
******إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما
وربما نصبوا للحال بعد إذا
******وربما رفعوا من بعدها، ربما
فإن توالى ضميران اكتسى بهما
******وجه الحقيقة من إشكاله عمما
لذاك أعيت على الأفهام مسألة
******أهدت إلى سيبويه الحتف و الغمما
قد كانت العقرب العوجاء أحسبها
******قدما أشد من الزنبور وقح حما
وفي الجواب عليها هل "إذا هو هي"
******أو هل "إذا هو إياها" قد اختصما
وخطا ابن زياد و ابن حمزة في
******ما قال فيها أبا بشر، وقد ظلما
وغاظ عمرا علي في حكومته
******يا ليته لم يكن في أمره حكما
كغيظ عمرو و عليا في حكومته
******يا ليته لم يكن في أمره حكما
وفجع ابن زياد كل منتخب
******من أهله إذ غدا منه يفيض دما
كفجعة ابن زياد كل منتخب
******من أهله إذ غدا منه يفيض دما
وأصبحت مده الأنقاس باكية
******في كل طرس كدمع سح و انسجما
وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم
******لولا التنافس في الدنيا لما أضما
والغبن في العلم أشجى محنة غلمت
******وأبرح الناس شجوا عالم هضما
و قوله "ربما نصبوا… إلخ" أي ربما نصبوا على الحال بعد أن رفعوا ما بعد "إذا" على الابتداء، فيقولون "فإذا زيد –بالرفع- جالسا".
و قوله ربما في آخر البيت بالتخفيف توكيد لربما في أوله بالتشديد.
وعمما في آخر البيت الثالث بفتح الغين كناية عن الإشكال و الخفاء،وغمما في آخر البيت الرابع بضمها جمع غمة.
و ابن زياد : هو الفراء
وابن حمزة : هو الكسائي
وأبو بشر : سيبويه
وعمرو و علي : الأولان سيبويه و الكسائي، و الآخران ابن العاص وابن أبي طالب رضي الله عنهما
و "حكما" الأول اسمن والثاني فعل
وزياد الأول : والد الفراء، والثاني والد ابن أبيه،وابنه المشار إليه هو ابن مرجانة المرسل في قتل الحسين رضي الله عنه
وأضم كغضب وزنا ومعنى،وإعجام الضاد،والوصف منه "أضم" كفرح، وهضم :مبني للمفعول أي لم يوف حقه.
وأما سؤال الفراء فجوابه أن أبون جمع أب، وأب فعل بفتحتين،واصله أبو –بفتح الباء- فإذا بنينا مثله من "أوى" أو من "وأى" قلنا أوى كهوى،أو قلنا وأى كهوى كذلك ثم تجمعه بالواو والنون فتحذف الألف كما تحذف ألف مصطفى، وتبقى الفتحة دليلا عليها فتقول : أوون أو وأون رفعا، و أوين أو وأين جرا و نصبا كما تقول في جمع عصا و قفا اسم رجل : عصون و قفون و عصين و قفين، وليس هذا مما يخفى على سيبويه و لا أصاغر الطلبة،ولكنه كما قال أبو عثمان المازني : "دخلت بغداد فألقيت علي مسائل فكنت أجيب فيها على مذهبي، ويخطئونني على مذاهبهم".
وأما سؤال الكسائي فجوابه ما قاله سيبويه،وهو "فإذا هو هي" هذا وجه الكلام مثل (فإذا هي بيضاء)، (فإذا هي حية).
وأما فإذا هو إياها إن ثبت فخارج عن القياس و استعمال الفصحاء،كالجزم ب "لن" والنصب ب "لم" والجر ب "لعل" وسيبويه و أصحابه لا يلتفتون لذلك و إن تكلم بعض العرب به.
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب –جمال الدين ابن هشام





سندبادالشعر 27-06-2000 06:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك وفي حسن اطلاعك،
وإلى مزيد من الإبداع.

أخوك السندباد

ميموزا 27-06-2000 08:36 AM

جزاك الله تعالى خيراً يا عبد ربه ، وقيل إن سيبويه لم يعش طويلاً بعد هذا النقاش غير الموضوعي ، وإنه مات كمداً وألماً ، رحم الله تعالى سيبويه ، حتى العلم دخلته الرشوة !!!


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.