أبعاد ثلاثة للدينامية الثقافية العربية
 

أبعاد ثلاثة للدينامية الثقافية العربية

في اعتقادي أن كل ثقافة تواجه تحدياً مصيرياً يتعلق بوجودها في العالم كثقافة مستقلة فعالة لا بد لها من أن تطرح على نفسها ثلاث مهمات جوهرية:
المهمة الأولى: الحفاظ على التميز والهوية المستقلة والدفاع عن وجهة نظرها الخاصة في العالم وعن مبدأ مشروعية التعدد الثقافي في العالم على وجه العموم وعدم مشروعية محاولة فرض لون ثقافي واحد على البشرية.
المهمة الثانية: إثبات الفاعلية في المنافسة الحضارية مع الثقافات الأخرى و في التدافع للحفاظ على نفسها ومقاومة الذوبان في الثقافات الأقوى.
المهمة الثالثة: هي مهمة إثبات الجدارة في الإجابة على الأسئلة الكبرى المادية والروحية المطروحة على البشرية.
وفي الحقيقة ليس جميع الثقافات المعاصرة طرحت على نفسها هذه المهام بحرفيتها، أو على أقل تقدير ثمة ثقافات تغلبت فيها بصورة ساحقة وجهة نظر ترى التخلص من المهمتين الأولى والثالثة في سبيل حل المهمة الثانية حلاً اندماجياً يمكن تبسيطه بالشكل التالي:
نحن نندمج بالثقافة المسيطرة ونتحول عبر تبنينا التام لكل عناصرها إلى جزء منها! وفي الحقيقة لم نسمع باعتراض يذكر في الصين مثلاً على إزالة الثقافة التقليدية ومحاولة تحديث الصين على أساس اشتراكي أولاً ثم رأسمالي لاحقاً يتبنى الخطوط العريضة للثقافة الغربية المعاصرة.
الذي يبدو لي أن ثقافتنا وحدها هي التي طرحت على نفسها ولكن بصورة غير واضحة وكثيرة التناقض وملأى بالعيوب هذه المهام وفي مناقشة الطريقة التي اتبعتها ثقافتنا في طرح هذه المهام ومحاولة تحقيقها سأطرح بعض الملاحظات في هذا المقال.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
_______________________

موضوعكم شدني لانه بات من الضروري جدا ان نتعرف على نقاط ضعفنا في الحفاظ على ثقافتنا ، خاصة بعد هذا الغزو الذي يجتاح فكر وعقول شبابنا ، ان كان عبر الفضائيات او عبر الشبكة العنكبوتية

ووجدت شيء عاما في المهمة الثالثة تطرحها ، فهل من الممكن شرحا مبسطا لماهية الاسئلة الكبرى المادية والروحية المطروحة على البشرية

ولكم مني السلام

أخي مصطفى
شكراً لاهتمامك بما كتبه الفقير.
"الاسئلة الكبرى المادية والروحية المطروحة على البشرية" يأتيك حديثها فيما يلي من فقرات إن شاء الله.

في انتظار المقال. :p

(1)

لا تنسجم هذه المهام مع بعضها ببساطة، بل هي بالأحرى قد تتناقض!
تأتي المهمة الثانية كغول يبتلع كثيراً من الصفات المميزة للهوية وهذا تماماً كما أن حالة الطوارئ في أي بلد تهدر كثيراً من الحريات العامة!
بل إن هذه المهمة هي شر من حالة طوارئ تنتهي مهما طالت،فإن أثر تغير القيم في المدافعة هو أثر مستديم.
ولا تكون النتيجة مبنية على المنطق الداخلي لقيم الثقافة المعنية التي تريد الدفاع عن هويتها، بل تكون منسجمة مع منطق البقاء وحسب!

أخي محمد
حقيقة نفتقدك ونفتقد مواضيعك القيمة

كما نفتقد مداخلات العزيز عمر مطر

قد أطلتما الغياب

بالفعل ما زلنا نرجو أنت يشرق علينا الأستاذ محمد من جديد

ولعلي أضيف إلى القائمة الأستاذ جمال حمدان و خشان و وله وحنان فاروق وعاطف