الخطاب الدينى بين (التجديد الأسلامى)و(التبديد الأمريكانى)
 

تجديد الخطاب الدينى قضية مركبة ومعقدة ولها مقتضيات ...أولاها أن التجديد أصبح ضرورة حتى لا تحدث الفجوة بين الشريعة الإسلامية وبين مقتضيات ومتطلبات الواقع المتغير والمتطور دائما**

منذ إعلان الإدارة الأمريكيةالممثله فى المسيحيه الصهيونيه واللوبى الصهيونى الحرب على الأسلام وسمته إرهابا كانت جبهه الخطاب الدينى الأسلامى فى المساجد والمدارس والفكر والثقافه والإعلام واحدة من الجبهات الرئيسيه لهذة الحرب المعلنه صراحه على الإسلام وغير ما كتبه الأمريكيون عن ضرورة تغيير الخطاب الدينى الإسلامى وغير الضغوط والطلبات والأوامر التى مارستها الإدارة الأمريكيه على الحكومات الإسلاميةوالأعتمادات الدولارية التى رصدت لهذا التغير والتى أستجابت وخضعت لها الكثير من الحكومات وغير هذا الفعل الأمريكى المباشر وجدنا العديد من منظمات المجتمع المدنى فى بلادنا والتى يمولها الغرب والتى تقوم على جهود عشرات من المثقفين الماركسيين والحداثيين المتغربين وجدنا هذة المنظمات قد أنخرطت فى معركه كبرى تحت شعار تجديد الخطاب الدينى - والأسلامى فقط دون سواة.


ولأن قضيه التجديد للخطاب الدينى منها ما هو طيب ومشروع ومنها ما هو خبيث ومغلوط ومرفوض ......مما يتوجب علينا الخوض فى هذا الحوار ومعرفه ما هوالتجديد وهل هو ضرورى أم لا وما الفرق بين التجديد والتغيير وما هو التجديد التى تريد الأدارة الأمريكيه أن تمليه علينا.... وماواجبنا تجاة ذلك .

أمريكيا الانظمه العربيه لايحق لها الانتقاء وما عليها غير تنفيذ الاملاءت التي تصدر إليها بين وقت وأخر وهذا ما يحصل :)

لقد تعايشت أمريكا والغرب مع الخطاب الديني الاسلامي لفصيل الجمود والتقليد في المجتمعات النفطية ثلاثة ارباع القرن، عندما كان هذا الخطاب واقفا عند اطالة اللحي وتقصير الثياب، وتحريم شرب الدخان، والتصوير وعندما كان 'ولاء' هذا الخطاب للأوضاع والنظم التي تهييء للغرب وأمريكا استغلال ثروات المسلمين، والهيمنة علي بلاد الاسلام.. وعندما كان 'البراء' و'التبديع' و'التفسيق' في هذا الخطاب موجهة الي اغلبية الأمة من 'الأشعرية' والماتريدية وتيار الاحياء والتجديد الاسلامي المعاصر.. وطوال هذه العقود المتطاولة كانت العلاقة 'سمنا وعسلا' بين الأمريكان والغرب وبين الخطاب الديني لهذا الفصيل.. ولقد تعايشت امريكا مع خطاب فصيل العنف والرفض والغضب والاحتجاج، عندما تقاطعت مصالحهما إبان الجهاد ضد الشيوعية.. فلما انشق من فصيل الجمود والتقليد نبت جديد، له 'أجندة' جديدة، وخطاب جهادي جديد.. يتحدث عن تحرير أرض الاسلام وتطهير مقدساته من الصهيونية و'الامبريالية' الأمريكية، وتحرير ثروات المسلمين ومقدراتهم وارادتهم.. وخالف هذا النبت 'السلفي الجهادي' تراث 'سلفية الخضوع للسلطان'، برا كان او فاجرا ذلك السلطان.. هنا اصبح خطاب هذه 'السلفية الجهادية' عنفا.. وارهابا.. ورجعية.. وظلامية وتخلفا يستحق حربا صليبية عالمية، في نظر الأمريكان واصدقاء الأمريكان وعملائهم!.