أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الهــجــــــــرة عزيمة وإجتهـــاد ومثــابـــرة . (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=38234)

صقر الامارات 22-02-2004 02:50 PM

الهــجــــــــرة عزيمة وإجتهـــاد ومثــابـــرة .
 
# الهجرة عزيمة وإجتهاد ومثابرة .



نحن والهجرة: هل يكفي أن تمر ذكرى الهجرة علينا مروراً عرضياً ينتهي بإحتفال وخطاب وإجازة ؟ وهل نبرئ ذمتنا إن كتبنا مقالاً في هذه المناسبة أو ألقينا خطاباً ؟ فبعد أن أقول للعالم الإسلامي كله: كل عام وأنتم بخير مما أنتم فيه ، وبعد أن أسأل الله العلي القدير أن يذهب البأس عن الأمة الإسلامية وأن يعيدها إلى مرتبة الخيرية التي جعلها بها بفضله ، ولكنها تخلت عنها بتفرقها وضعفها . أقول للفرد المسلم أينما كان: ما هو حظك من الهجرة ؟ وما هو دورك كمسلم في تمثل معنى الهجرة وقيمتها وترجمتها إلى خطوات عملية في معنى عصرنا ؟ أيكفي منا أن نذكر الهجرة ونعطل في يومها مع العلم أن هناك من لا يذكر الحادثة ولا يرويها لأبنائه وهناك من لا يهتم إلا بيوم الإجازة أياً كانت المناسبة ؟ ماذا علينا إذاً ؟ أقول: علينا أن نهاجر هجرة تناسب وضعنا ومقامنا إحياء لذكرى الهجرة في نفوسنا ، والهجرة التي أعنيها هجرة معنوية ، نهجر فيها الكسل ، ونهاجر إلى العزيمة والإجتهاد ، هجرة تناسب كل فرد من أفراد مجتمعنا وتنقله من حال إلى حال ، إنها هجرة في المكان: تعني للطالب هجر النوم والتكاسل والإنتقال إلى الإجتهاد والمثابرة والعزيمة على حب الوطن والإخلاص له ، وفي هذا أجر ديني وواجب دنيوي ، وتعني للعامل الإبكار إلى عمله وحب مهنته وهجر التأخر والتواني في العمل ، والإنتقال إلى الجد والمثابرة والإخلاص ، هجرة تعني لأولي الأمر نبذ التفرقة والإختلاف والإنتقال في حب الله ورسوله وإقتداء بهجرته إلى التعاون والتآخي وحب الخير للجميع . إذاً لكل منا هجرته وإن لم يفعل فما أحسن الإقتداء بسيد المهاجرين محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، لئن كان المهاجرين تركوا أموالهم وديارهم طاعة لله تعالى ونجاة بدينهم ، فلم لا نترك عادات أهلكتنا ونهجرها إلى ممارسات صحيحة وعبادة سليمة تنجينا في الدنيا والآخرة ؟ لم لا نستلهم معنى الهجرة في علاقاتنا ببعضنا ، فنزيد من محبتنا لبعضنا كما فعل الأنصار مع المهاجرين حين تقاسموا معهم أموالهم وديارهم وأغلى الأشياء في حياتهم ؟ إن فعلنا فقد هاجرنا و إلا فقد إثّاقلنا إلى الأرض حين يفر الناس وسنندم يوم لا ينفع النـدم .

صورة من الهجرة: لم يعد أبو سلمة يتحمل أذى المشركين في مكة فجمع أمره وجهز ناقة ثم حمل زوجته أم سلمة عليها ووضع ابنه سلمة في حجر أمه ، وخرج سراً يريد وجه الله ، فراراً بدينه وخلاصاً من أعداء الله الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم لأنهم قالوا ربنا الله .

ومع ذلك ورغم ترك المسلمين أرضهم وديارهم وأموالهم للمشركين وخروجهم للهجرة فإنهم لم يسلموا من الأذى وهو خارجون ، فها هو أبو سلمة يتعرض وهو على حدود مكة لإعتداء المشركين ، فلقد تعرض له قوم زوجته بنـو المغيرة بن عبدالله بن مخزوم ومنعوه من الخروج بها ، وقالوا له: اخرج أنت من دون زوجتك فلن نسمح لك باالخروج بها إلى المدينة ، وأخذوا زمام الناقة منه وساروا بها راجعين إلى مكة ، وعند ذلك غضب بنو عبد الأسد رهط أبي سلمة وقالوا لهم: والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من زوجها وأخذوا يتجاذبون الولد بينهم حتى خلعوا يده ، وانطلق به بنو عبد أسد ، وبهذا فقدت أم سلمة زوجها وابنها وبيتها وكل ما تملك ، فانهمرت الدموع من عينيها وهي عائدة مع قومها ، وأخذت تدعو الله أن يعيد لها زوجها وابنها ، فكانت تخرج كل يوم صباح إلى الأبـطـح وتظل تبكي إلى المساء عسى أن ترق لها قلوب المشركين فتجمع بينها وبين زوجها وولدها ، ودامت على هذه الحالة نحو سنة ، إلى أن رآها رجل من أبناء عمها فرق لها قلبه ، وحدث بني المغيرة كي يطلقوا سراحها ثم تكلم مع بني الأسد كي يردوا عليها ابنها في حجرها ، وانطلقت مرة ثانية تريد زوجها وتنشد الأمان في المدينة المنورة .

هذه صورة لجزء من معاناة أسرة صغيرة أرادت الهجرة ، ومن المؤكد أن هناك الكثير مثلها أو أصعب منها ، ولكن ماذا تعني الهجرة باالنسبة لنا ؟ وهل لنا من نصيب فيها ؟ أليست هذه الحادثة كافية لتدفعنا أن نهجر ذل المعصية ونهاجر إلى عـز الطاعة ؟ ألا نستطيع أن نهاجر بأرواحنا إلى الله تعالى ونترك كل ما عداه من الأغيار ؟ فلنترك الكذب ونهاجر إلى الصدق في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا ، ولنترك الكسل والخمول ولنهاجر إلى النشاط والعمل والجد والإجتهاد ، لتكن يدنـا العليا في كل شئ ، في أمور الدين والدنيا ، كـي نكون ممن قيل فيهم { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ، وكل عام وأنتم بخيـر .

muslima04 24-02-2004 11:42 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

أخي الفاضل،صقر الإمارات،بارك الله فيك يا أخي وجعله في ميزان حسناتك يا رب،خير وصية،وخير موعظة،جعلنا الله ممن يستمعون للحديث فيتبعون أحسنه،ووفقنا الله لما يرضيه تعالى.

بارك الله فيك يا أخي،والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
:)


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.