أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - هل كا من قال لا إلة لا الله ناج عن الحقيقة

--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم ,الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إل يوم الدين ,أما بعد:
فإن الناظر إلى تاريخ هذه الأمة من عهد الصحابة رضوان الله عليهم ليجد تاريخا مجيدا مليئ بالفتوحات التي امتدت من خراسان إلى الأندلس ,ودول دانت تحت الحكم الاسلامي تدفع الجزية وهم عن يد صاغرون,وخمدت نيران المجوسية ,وعلا دين الله في أرضه رغم أنوف الكائدين .
واستمر المد لهذا الدين منطلقا من فهم الصحابة والسلف لمعنى كلمة التوحيد, شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ,هذه الشهادة التي قضى النبي صلوات الله وسلامه عليه يعلم صحابته معناها قرابة عشر سنوات يهيئهم لتلقي الاحكام والأوامر والنواهي, حتى أصبحت نفوسهم جاهزه للتضحية بها في سبيل إعلاء هذه الكلمه , ثم بدأ الإنحسار عندما ظهر في الامة من يقول ما لا يعمل وفعل ما لم يؤمر به ,وتم تفريغ معنى كلمة لا إله إلا الله من مدلولها,وأصبحت مجرد كلمه على الشفاه لا تمت إلى العمل بمقتضاه البته.
اصبح هذا الدين كما قال على ما أظن عبدالله عزام كالساعة إطارها الخارجي سليم المظهر ,ولكن تم تفريغ الداخل من محتواها.
هذه الكلمة العظيمه فهم معناه العرب ,فعندما عرضها النبي صلى الله عليه وسلم عليهم قال له أحدهم إذا ستحاربك ملوك العرب والعجم , وحتى وصل الأمر بهم من الخوف من هذه الكلمه أن عرضوا عليه صلوات الله وسلامه عليه أن يسيدوه عليهم ,وأن يعطوه ألأموال حتى يصبح أغناهم مقابل ان يترك الدعوة للا إله إلا الله .
أدرك المسلمون الأوائل ثقل المسؤلية الملقاة على عاتقهم عند التلفظ بهذه الكلمه ,ولا يمكن أن تكون مجرد لفظ باللسان ,وإنما كانت نقلة بعيدة ومعلما فاصلا بين حياتين حياة الكفر وحياة الإيمان ,ولها مستلزامات لا بد منها ,منها فريضة التلقي الكامل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبذ كل ما سوى ذلك من موازين جاهليه, ومنها الولاء التام المطلق لله ورسوله ومناصبة العداء لكل من يكيد لهذا الدين,ومنها الصبر على الأذى في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله,هذا الأذى الذي لا تطيقه إلا نفوس علت بتمسكها بشرع الله ,كبلال وسعد أبو ذر الغفاري وغيرهم رضى الله عنهم أجمعين .

يقول الشيخ سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء في الفكر الاسلامي معللا سبب هذا التراجع (ولكن الحال تغير بعد انتشار الظاهر وسيطرتها , إذأصبحت الأمة في القرون الأخيرة تتبنى الإرجاء عقيدة ومنهجا وتعد مخالفه خارجا مارقا ,وتضبط دينها وأحكام إيمانها بأصوله وقواعده.
فصارت تعتقد أن التصديق القلبي المجرد من قول اللسان وعمل الاركان هو حقيقة الإيمان لذي أنزل الله به الكتب وبعث به الرسل وجعله مناط النجاة من عذابه في الآخره, وتبني على ذلك لوازم وأحكاما أهونها تخطئة السلف في إجماعهم على أنه قول وعمل ,وعدم تكفير طائفه من المرتدين .
وأصبح معنى الصلاة والزكاة والصوم والحج أركانا للاسلام هو اعتقاد وجوبها والإقرار به وإن لم يعمل من ذلك شيئا) انتهى كلامه حفظه الله.

"أصبحنا نسمع كثيرا من الناس يبررون تركهم للواجبات بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "من قال لا إله إلا الله دخل الجنه
وقد قال وهب بن منبه لمن سأله ::"أليس لا إله إلا الله "مفتاح الجنة ؟؟ قال بلى ,ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان,فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.

هذا الحديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا عند العلماء عندما يرد حديث مطلق وهو ما دل على حقيقة دون قيد مثل الحديث السابق , وورد حديث مقيد ,والمقيد هو ما دل على حقيقة بقيد ,فيجب تقيد الطلق بالمقيد إن كان الحكم فيهما واحد.
يعني بمعنى أبسط حديث من قال لا إله إلا الله قيد بسبعة أحاديث وايات وردت تدل على نفس الحكم وهو دخول الجنه ولكن بشروط

,وإليكم هذه الطائفه من الأحاديث والآيات التي قيدت هذا الحديث و وضعت له :سبعة شروط وهي بمثابة الاسنان

1ـ قال رسول صلى الله عليه وسلم"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله" الشرط هنا هو الكفر بالطاغوت ,فمن عبد الله ولم يكفر بالطاغوت لم يكن حقق الشرط , ولعلي إن تيسر لي بإذن الله أتحدث عن فرضية الكفر بالطاغوت في موضوع منفصل .

2 ـ قال رسول صلى الله عليه وسلم"من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنه" الشرط هنا هو العلم ولا يكون العلم إلا بالمعرفه,العلم المنافي للجهل ,إذا النطق بها دون معرفة معناها أخل بالشرط.

3 ـ وقال ما من أحد يشهد ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار"وقال أبشروا وبشروا من ورآكم أنه من شهد أنه لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة " الشرط هنا الصدق والاخلاص
المنافي للكذب ,فإذا لم يقلها صدقا من قلبه يواطئ قلبه لسانه لم يحقق الشرط.

4ـ وقال "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ,لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنه" الشرط هنا اليقين المنافي للشك .قال تعالى (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) الشاهد هنا لم يرتابوا.

5ــ وقال تعالى (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له)وقال تعالى (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن) الشرط في هذه الآيات هو الانقياد لما دلت عليه, الانقياد المنافي للترك .

6ـ قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله , والذين آمنوا أشد حب لله ) الشرط هنا المحبة لهذه الكلمه ولما دلت عليه وللعاملين بها ,وبغض ما ناقض ذلك.
هذه هي شروط لا إله إلا الله وللحديث بقية إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله .

" يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الارض ارضيتم بالحياة الدنيا من الآخره فما متاع الحياة الدنيا في الأخرة إلا قليل, إلا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير