قسوة القلب
 

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالبة في السابعة عشر من عمري أعاني من قساوة القلب أحيانا أحس بأني عديمة الشعور و غالبا أحس النفاق يكون جزء كبير مني أنا أعاني من مشاكل كثيرة في ديني و دنياي أحس أن علاقتي بمن حولي مزيفة أعتقد بأن الله يعاقبني بكل ذلك فأنا لم أقضي ما علي من صوم أصلي متأخرة فما العلاج الذي يمكنني من تحسين علاقتي بالله و أتخلص من هذه الأحاسيس و الوساوس خصوصا أن حالتي الصحية تعكر علي صفوي فأرتبك في صلاتي وأعيد وضوئي لأكثر من مرة مما يشعرني بأن رحمة الله بعيدة عني أعتقد أن مرضي ينعكس سلبيا على حياتي الدينية.

أختي في الله ...
السلام عليكم ورحمة الله
أسأل الله العظيم أن يعينني على القيام بواجبي اتجاهك، بتوضيح بعض النقاط الهامة...
أخيتي:
الإيمان يزيد وينقص، وقد تمر على المرء لحظات ضعف، بين وسوسة شيطان، واتباع هوى النفس، ومرافقةالصحبة غير الموفقة، إلى غير ذلك من الأسباب، ولكن عليك أختاه أن تتغلبي على ما تشعرين به من ضعف اتجاه الفرائض الأساسية أولا مثل المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وقضاء ما عليك من صيام، لأنها من الفرائض التي تأتي في أولويات العبادات، ولا تسقط عن المسلم إلا بأدائها، ويكون ذلك بأن تدربي نفسك بشكل تدريجي، وأن تحاولي دائما التغلب على وساوس الشيطان، والاستعاذة منه، وأن تقوي نفسك بالدعاء إلى الله واللجوء إليه أن يعينك على طاعته وعبادته، ومن ثم فأوصيك بالرفقة الصالحة الطيبة، فهي معين على المضي في طريق الله... حاولي أيضا أن تنظمي جدولا تحاسبي به نفسك وترين فيه مستوى تقدمك في الالتزام بهذه الأمور...هذه بعض الأمور التي تأتي في البداية، وأرجو أن تكتبي لنا إن احتجت النصح في أمور أخرى ... نفعنا الله وأياك وثبتنا وإياك، وهدانا وإياك إلى الصالح من العمل ... آمين
أخوك الخرنق

أول خطوة إلى تصويب الخطأ هو تحديده. وهاأنت قد عرفتِ الأمور التي قصرتِ فيها ، فليس عليك الآن إلا طلب العون من الله تعالى ثم جهاد النفس. وأسأل الله أن يعينك على طاعته.

ملاحظة: سؤالك هذا يدلّ على أن الخير موجود في قلبك وإن قسا.

السلام عليكم ورحمة الله
شكرا جزيلا لكم لقد أعطيتموني الجواب الشافي بإذن الله وأطلب الله العلي القدير أن يوفقكم على تقديم الخيروالنصح لكل من احتاج إليه.
والله الموفق

عفوا ، لي تعليق مختصر :
ورد في الحديث الصحيح أن الصحابة رضوان الله عليهم اشتكوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض ما يجدونه في أنفسهم في الصلاة فقالوا : ( يا رسول الله ، إنا لنجد في صدورنا ما يتعاظم أحدنا أن يتحدث به ) فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( أوجدتم ذلك ) قالوا : نعم قال : ( ذلك محض الإيمان ) .
ومعنى الحديث - والله أعلم - أن معرفتهم بما يلقيه الشيطان في نفوسهم ومدافعتهم له وتعاظمهم أن يتحدثوا كل ذلك من محض الإيمان .
فمعرفة المسلم لأمراض نفسه وعللها ، ومخالفته لها ، ومحاولته للوصول إلى الكمال ، كل ذلك من الكمال ، وخطوات على طريق الصواب .
قال الشاعر :
وخالف النفس والشيطان واعصهما *** وإن هما محضاك النصح فاتهم
وفقنا الله وإياكم للسير على طريق الله ، ومخالفة النفس والهوى والشيطان .