أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

يروى في الأخبار أن رجلا توصل إلى إبليس فقال له : لي إليك حاجة ،فقال إبليس قل فقال الرجل لي ابن عم ذا ثروة وله إحسان كثير إلي ونعم علي ، ولكني أريدك أن تزيل نعمه وتهلك ثروته
وتبدد ماله ، وإن افتقرت بفقره !!
فقال إبليس لأصحابه : من أراد أن يرى من هو شر مني فلينظر إلى هذا الرجل.

((( المقصود من الرجل من يتحلى بهذه الصفة )))

الحسد

أصل كل شر وسبب كل بلية ، نار متأججة في فؤاد الحاسد تحرق كبد صاحبها حينما يرى نعم الله تساق إلى عباده.

الحسد

داء عضال يقضي على الفضائل ويلتهم الحسنات ، يثير الفتن ويزرع الكره والبغضاء.

الحسد

أول ذنب عصي به الله تعالى في السماء وعصي به في الأرض ، في السماء حسد إبليس لآدم ، وفي الأرض حسد قابيل لهابيل.

وقالت الحكماء : إذا أراد الله أن يسلط على عبد عدوا لا يرحمه سلط عليه حاسدا. فهو يرى زوال نعمتك نعمة له .

ومنتهى الوقاحة أن يعلن الحاسد حسده على الملأ . بل ربما تباهى وتبجح بذلك .

كل العداوات قد ترجى مودتها *****إلا عداوة من عاداك من حسد
قيل لسليمان بن معاوية المهلبي : ما أسرع حسد الناس قومك فقال :

إن العرانين تلقاه محسدة **** و لا ترى للئام الناس حسادا

و كل ذي نعمة محسود

والحاسد إنسان عاجز فاشل

أما أشد و أخبث الحسد فقد رواه الأصمعي فقال:

كان رجل من أهل البصرة بذيئا شريرا يؤذي جيرانه ويشتم أعراضهم، فأتاه واعظ له فوعظه وقال له :
ما بال جيرانك يشكونك ؟
فقال الرجل :إنهم يحسدونني !! فقال الواعظ : وعلى أي شيء يحسدونك؟
فقال الرجل : على الصلب ! قال الواعظ : وكيف ذاك ؟
قال الرجل: أقبل معي . فأقبل معه إلى جيرانه فقعد متظاهرا بالحزن
فقالوا: ما لك ؟ قال: وصل الليلة كتاب معاوية أن أصلب أنا ومالك بن المنذر وفلان و فلان وذكر رجالا من أشراف البصرة

فوثبوا عليه ، وقالوا يا عدو الله أنت تصلب مع هؤلاء ولا كرامة لك !!

فالتفت الرجل إلى الواعظ وقال : أما تراهم قد حسدوني على الصلب فكيف لو كان خيرا ؟؟؟

خاتمة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ، ومن شر غاسق إذا وقب ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ))