العـلم العراقي ... وشــعبان عبد الرحيم !!
 

العلم العراقي ... وشـعبان عبد الرحيم


بيضٌ صنائعنا سـود وقائعنا ... خضرٌ مرابعنا حمرٌ مواضينــا

أبيات خالدات لشاعرنا الكبير صفي الدين الحلي أستلهمها المشرع الوطني العربي العراقي .. بل ومعظم ساستنا منذ عقود طويلة من أجل وضع ألوان رايات وأعلام الكثير من بلداننا العربية بعد أن عكست هذه الأبيات الصورة الحقيقية لما كانت عليه أمة العرب ولما يجب أن تكون ... (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) .. لذلك كنا وما زلنا نجد ذلك التقارب الواضح الجميل بين الكثير من راياتنا تلك ، وبالرغم من أن تبادل الكراسي في العراق منذ الخمسينيات من القرن الماضي ولحد الآن قد كان السـمة الأساسية لحكومات هذا البلد ... مع الأخذ بنظر الأعتبار طول فترة حكم صاحبنا الذي لعب بالنار ، ألا ّ أن الجميع لم يستطع التقرب من تلك الراية أو محاولة تغيير ألوانها على وجه الخصوص .

أما اليوم وفي زمان حكم الأقليات والميليشيات والأحزاب التابعة لليمين أو اليسار الشمال أو الجنوب في عراقنا المظلوم وحكم الناطقين بلغات لا يعلم الا ّ الله عز وجل مجراها ومرساها ... نرى الكثير من ساستنا المزوّرين الذين أنتخبوا
بتزكية قوات الأحتلال أو بتزكية تلك الدول ذات السياسات المشبوهة بعد أن لعبوا على وتر الطائفية والعرقية والتبعيّة من أجل وضعهم على قمة الهرم السياسي ... نقول الكثير من هؤلاء أخذ على عاتقه و(( بسـفالة )) واضحة اللعب بثوابتنا وتاريخنا بل وحتى مقدراتنا .

فقد نجحت تلك الأقلية المشـتتة الى أبعاد العراق عن بيته العربي بمعاونة تلك الأحزاب الموالية لتلك الدول وجعلت العراق في الدستور الجديد كأنه أحد الدول الأسلامية الصديقة التي ليس لها رابط بأمة العرب سوى الدين الأسلامي الحنيف ... والعبارة في الدستور الجديد تقول (( العراق دولة أسلامية ... وأبنائه من العرب فقط هم جزء من الأمة العربية )) ... وأبنائه العرب ... لا حول ولاقوة الا ّ بالله ، والكل يعلم أن العراق هو من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية بل العراق كان منذ عصر الرسالة هو البوابة لكافة جيوش العرب العظيمة التي وصلت الى الصين من أجل نشر رسالة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .

ثم وبعد ذلك السكوت المخزي من أمة العرب على ما حصل ويحصل لعبوا لعبتهم الثانية وأنزلوا علمنا الخالد المفدى من على مؤسساتهم الغير شرعية ... وكالعادة كان السكوت هو شيمة تلك الكيانات السياسية والأحزاب المغرضة ... وكلنا يعلم أن السكوت هو علامة الرضا كما تقول أمثالنا الشعبية ... لكن المصيبة هل أن سكوت العرب يدخل ضمن هذا المنطق ..؟

كلنا يعلم بل كلنا في العراق الصابر المبتلى على يقين من أن هؤلاء سيبحثون عن ألوان جديدة لعلمنا الجديد الغير شرعي من ألوان عرش كسرى المجوسي ومن ألوان أعياد (( نوروز )) وهو العيد الوطني للكرد الأنفصاليين ... ولو كان موجودا" شاعرنا الكبير لوجد أن أبياته قد تحولت الى :-

كردٌ قبائلنا صفرٌ منازلنا ... فرْسٌ طبائعنا غدر أيادينا

على أن اللون الأصفر (( لون الرياح الصفراء )) سـيكون اللون الطاغي على هذا العلم الجديد كما هو معلوم لكل العراقيين الذين خبروا هؤلاء وعرفوا كيف يفكرون وسياسة من ينفذون .

فهل سيسكت العرب على ذلك أيضا" وهل ينتظرون الثالثة وهي أنفصال أقليم الشمال لكي يسارعوا بأتخاذ ما يلزم ... أليست هذه مؤشرات بداية تقسيم العراق ... فماذا ينتظر العرب
وهل سيكون التقسيم للعراق فقط ؟

أم أن العراق لا يستحق الأهتمام ... أليس العراق هو الجزء الحيوي والبوابة الشرقية لوطننا العربي الكبير ... وهل اذا تم تقسيم العراق ستبقى الخارطة السياسية في المنطقة كما هي الآن .

نحن نعلم أن الكل سيسكت الى حين ... وبعدها لا ينفع لوم ولا عتاب ولن نجد من مناصر ... وعلى أكثر تقدير ربما سيبادر مطربنا العربي المحبوب شعبان عبد الرحيم للأشارة الى علمنا السابق في أحد أغانيه القوميـّة والتي ستكون على الأكثر غطاء للأحراج الذي سيصيب جامعتنا العربية .

ان شاء الله سيبقى علمنا عالي 0اما عن الدول العربية فقد نسوا بان العراق كان البوابة الشرقية للوطن العربي ونسوا الجيش العراقي وصولاته ونسوا حرب فلسطين في 1948 0 لقد نسوا ما قدمه الجيش العراقي من الشهداء والمفقودين 0 ان تقسيم العراق هو البداية 0 ام الملوك والرؤساء العرب فهذا لا يهمهم لانهم اداة بيد المستعمر ولكن رغم كل هذا املنا كبير بالله فلنتوكل على الله 0