المستقبل الفامض
 

بلا شك المستقبل هو أحد أبرز المواضيع التي تثير بعض الناس خصوصا وأن الحضارة البشرية بلغت من التقدم ما يذهل هذا العقل الذي هو صاحب هذا الإنجاز الرفيع والذي أوصلنا إلى عصر ثورة الإتصالات والتقنية والتقدم العلمي الهائل وبالطبع هذا لم يكن إلا بإرادة الخا لق سبحانه. مررنا بالعديد من التجارب على الصعيدالإسلامي والتي تعد من أقسى أنواع التجارب التي تمر بها أي أمة وهي أن تمتحن في دينها, ولكن ما مدى الإستفادة منها والتي أعتقد من خلال التاريخ القريب لهذه الأمة فإنه بالإضافة إلى الخسائر لم تكن هناك الفائدة المرجوة بل أكاد أجزم أنه لم تكن هناك أي فائدة تذكر. ربما أنني أفتح جروح ودفاتر كثيرا ما كانت هناك محاولات لنسيانها وطيها مع كثير من تلك التي طويت ولكن هيهات أن تطوى ومازال هذا الدين شامخا وسيظل إلى أن تقوم الساعة. إنتهت مرحلة التطور وما بعدها ودخلنا في خضم إعصار العولمة دون أن ندري بل إلى الآن مازال النقاش دائرا حول إيجابيات وسلبيات عصر النهضة والذي كان قبل جيلين. شعب غريب يحمل في طياته كل التناقضات مفاتيح المجد ويتوشح عباءة الذل, يملك حلا لكل مشكلا ته ويصر على الدخول في متاهات متحدرة من عصور سحيقة,شعب يحتويه أقصى ما يتمناه أي شعب آخر من الدافع الإيماني لبلوغ المراد, شعب خرج من جميع معاركه خاسر ومازال يرفض حتى الرجوع للأسباب المعنية لخساراته المتتالية,
يأبى التفكير في المستقبل البعيد, في بناء جيل يحفظ ماء الوجه, جل همه هو الحاضر. أنا لست أتهجم على هذا الشعب
فأنا فرد من أفراده ولكني أحاول أن أذكره وأحاول قبول العزاء في هذه الأمه الحاضرة الغائبة والتي تمتلك ذروة العلم وتكتسي حلل الجهل.
أتسائل دائما ماذا بعد ذلك ....خصوصا في عصر الإنفتاح حيث لم يعدهناك شيء يستحق الإختباء تحت أي غطاء وأصبحت الأمور تظهر بكل وضوح لمن أرادها وأصبح الناس يستقبلون كل شيء غير السابق فلم يعد هناك تلك الواقيات الشمسية لتحمي أعيننا من تلك التي تجهرها وإختفى في هذاالعصرأحلى شعب الإيمان ألا وهو الحياء وصار لحياتنا موضة نتبعها والتي بدورها تحولت من سنوية إلى شهرية بل إلى يومية. ما أتت به العولمة ليس باليسير فأساسها الحياة لأجل المال وإستبدال أي أساس آخر بهذا, الأساس الثاني هو العيش بحرية مطلقة لا يقيدها دين أو حتى تقاليد وهي إنما إباحية لا شيء سواها وكأن هذا المخلوق لم يوجد إلا للمتعة,ألم يدله عقله الذي طور من حياته وأسلوب معيشته من أنه ما خلق إلا ليعبد أما إستغل هذا الذكاء ليبحث عن سبب لخلقه!!. العولمة لها إيجابيات في تطوير اوضاعنا المادية ولكنها لا تأتي دون دراسة مستفيضة ومركزة وجدولة واضحة, فمن الحلول المناسبة لتفادي الإنجراف خلف هذا التيار هو إيجاد سوق إسلامية موحدة تعتمد على التبادل التجاري لا التنافس, وهناك الكثير من المطروحات والتي تحتاج إلى كتب للخروج بالفائدة المبتغاه.
الجريح

رسالتك طويلة وما قدرت أقرأها لكن كلمة واحده أحب أقولها لك المستقبل وما يحويه بيد الله .