أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   إلى الأستاذين خشان خشان وماجد الأول وهواة العروض (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=28606)

محمد ب 26-11-2002 02:18 PM

إلى الأستاذين خشان خشان وماجد الأول وهواة العروض
 
الأستاذ خشان عقل مبدع يسانده ذوق موسيقي رفيع.
وقد قام بدراسة رقمية للعروض، يبدو أنها جلبت نتائج دقيقة.
والعبد الفقير ويا للأسف ركب مخه على نوع خاص من العروض ونشأ عليه ورضع لبانه وتغيير العادة في الكبر صعب،لأن العلم في الكبر كالنقش على الماء!
الأستاذ خشان كما بدا لي في موضوعه المنشور في الخيمة عن "التخبيب" :

http://hewar.khayma.com/showthread.p...threadid=28538

بدأ يدرس التغييرات الصغيرة على الأوزان التي تقود إلى أوزان أخرى وهي دراسة دقيقة حال بيني وبين تبين جزئياتها عدم إلمامي بمصطلحات الأستاذ وعلى أنني طبعت مداخلته وركزت عليها وفهمت أشياء وغاب عني فهم أشياء أخرى.
ولكن هذا لا يمنعني من الحوار معه ومع الشاعر ماجد الأول الذي طرح موضوعاً عن الأذن الموسيقية:

http://hewar.khayma.com/showthread.p...threadid=28507

فالموضوعان مترابطان وآمل أن الأستاذين العزيزين سيصلان معي إلى آراء مشتركة في هذا الموضوع الشيق لهواة الوزن وهواة الشعر العربي.
وأدعو بقية شعراء الخيمة للمساهمة في هذا الحوار.
سأبدأ بالإشارة إلى شيء معروف وهو أن الوزن في حقيقته إيقاع.ويمكن تحويل التفعيلات مبدئياً إلى قرع على الطاولة ثم نتجاوز هذه المرحلة إلى تحسس الوزن الواحد بين كلام وتفعيلة،وبهذا نستيع تعليم الأطفال من حيث المبدأ العروض مستعملين خصلة الأذن الموسيقية الفطرية.وهذه الحقيقة تأكدت منها حين علمت ابن أخي الصغير وكان حفظه الله في الصف الثاني التقطيع مبتدئاً بربط الإيقاع بالتفعيلة صوتياً بالقرع:
مثلاً:مستفعلن=تك تك تتك
فاعلاتن-تك تتك تك
\وهكذا ثم انتقلت إلى حذف القرع على الطاولة والربط بين كلمات البيت والتفعيلات عبر الإيقاع المستبطن في الذاكرة بدون قرع.بحيث صار يحس بالعلاقة الإيقاعية بين الكلمات والإيقاعات النمطية المحددة التي هي الأبحر.
كل هذا وهو لا يعرف ماذا يفعل بالضبط،بل كان بعيداً كل البعد عن فهم معنى الأبيات أو عن فائدة التقطيع!
وكان ولداً موهوباً من حيث الأذن الموسيقية.وهذه الموهبة هي التي تعيدنا إلى موضوع الأستاذ ماجد.
أعتقد أن المتعلم الذي لم يدرس العروض يمكن أن يميز تفعيلات الأبحر المتشابهة التفعيلات كالرجز والمتقارب والوافر أيضاً.
ولكن عندي شك كبير أنه سيقطع على الطريقة الخليلية الأبحر المركبة كالبسيط والطويل.
وقد كان شعراء الجاهلية يميزون الأبحر من بعضها بلا ريب ولعلهم كانوا يستعملون طرقاً إيقاعية للتمييز،ولكني على كل حال أذكر أنه مر علي شعراء لا يعرفون العروض وكانوا يستعملون طرقاً للوزن منها الغناء(أي ما يتناسب مع أغنية معينة أو نشيد معين)
ومن غير المستبعد مع المران وكثرة قراءة الشعر أن يستطيع الشاعر أن يميز الأبحر عن بعضها فلا يخطئ حتى في الأبحر المركبة الصعبة.
والشيء المشاهد على كل حال أن بعض موهوبي هذه الخيمة بالذات من الكسالى الذين لم يتعلموا العروض ينظمون على الأبحر المتشابهة التفعيلات كالكامل وغيرها بدون خطأ.ولكنهم يخطئون حين يحاولون النظم على البسيط مثلاً بل وقل أن ينظموا على الخفيف.
والأغلب أن يصيب الشاعر الذي لا يعرف العروض ولم يتبع وسائل دقيقة للوزن (ليست بالضرورة عروضية) ما أصاب ناظم البيت الذي ذكره الأستاذ خشان:

ما إن هناك اختلاف في مقالتهم .....عما نقلت إليكَ من أقوالٍِ

الشطر الأول نظمه الشاعر على إيقاع البسيط المختزن في ذاكرته الباطنة والثاني نظمه على إيقاع الكامل المختزن في ذاكرته الباطنة أيضاًً دون أن ينجح في اكتشاف أنهما وزنان مختلفان.
انتقل من الوزن الأول إلى الثاني فيما أعتقد مدفوعاً بقوله "عما نقل" فهي تماثل إيقاعياً"ما إن هنا" ولكنه أكمل على التفعيلة القريبة منها "متفاعلن" (ت إليك من) وأكمل وفقاً لوزن آخر في ذهنه هو هذا الشكل من الكامل وهذا التداخل مألوف مشاهد عند اليافعين الذين ينظمون معتمدين على الأذن دون علم عروضي وكلنا فيما أظن مر بنا مثل هذا التداخل.
والتداخل بين الأوزان والانتقال من وزن إلى آخر كما يعلم الأستاذ العزيز خشان أمر مألوف حتى من عهد المعلم الأول العبقري الخليل عليه رحمة الله وليس عبثاً اكتشافه للدوائر العروضية التي أفاد منها شعراء التفعيلة الجيدين في عصرنا،كالتداخل بين الرمل والرجز والهزج،وبين المتدارك والمتقارب،وبين الوافر والكامل.
على أن حذف بعض الأحرف يحول أشطراً إلى أبحر أخرى حتى لو لم يكن البحران من دائرة عروضية واحدة وكنت ألاحظ هذا قديماً حين أرى كثرة من ينشد بيت أبي العلاء خطأ وهو:
وإني وإن كنت الأخير زمانه..لآت بما لم تستطعه الأوائل!
كثيراً ما أنشدوه بحذف الواو في البداية محولين الشطر الأول من الطويل إلى الكامل!
وفي حينه رأيت أن هذا التحويل ممكن حين يكون وزن الشطر الأول هكذا:
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن
إذ بحذف الحرف الأول يصبح الوزن:
عولن مفا/ عيلن فعو/ ل مفاعلن= متْفاعلن متْفاعلن/متفاعلن
التفعيلتان الأوليان سكنا ثانيهما فصارتا متطابقتين مع مستفعلن وأبقينا الثالثة على وضعها الأصلي الذي لا "إضمار" فيه.
وهذه التداخلات ليست غريبة لأن عدد الاحتمالات التي يمكن لترتيب الحركة والسكون أن يتغير فيها محدود.
وعلى أن هذا لا يعني أن كل إيقاع مسموح به بمعنى أنه سائغ!
والدوبيت قصته غريبة نوعاً ما إذ لم أفهم إلى الآن إقبال أجدادنا على النظم على وزن لم ينضبط إيقاعه بشكل واضح.ولو كان كل الدوبيت منضبطاً على وزن"يا غصن نقا مكللاً بالذهب" لجاز لعمري وحسن.
بل مجزوء هذا الوزن جميل كالأبيات التي ذكرها الأستاذ خشان.
وكالأبيات الجميلة التالية:
يا من لعبت به شمول..ما ألطف هذه الشمايل
نشوان يهزه دلال..كالغصن مع النسيم مايل
لا يمكنه الكلام لكن..قد حمل طرفه رسايل
ما ألطف وقتنا وأحلى..والعاذل غائب وغافل

ولكن أغلبها من وزن غير منضبط وليس فيه إلا /0/0 (فعلن) في بداية الشطرين قد انضبط.
على أن في العصور المتأخرة ظواهر كهذه بل أزيد على هذا أن أصحاب الموشحات صاروا يفضلون من الموشحات ما لم يوزن(وقسم كبير منها بالعامية أيضا!)
وفي النهاية سأعيد لأخوتي هنا ما ذكرته سابقاً من أنني لست من أنصار الأخذ بما ورد في الكتب بل مقياسي هو ما استعمل في الشعر العربي عبر العصور،ومن هنا أنا أصر على أن بيت البحتري الذي ذكره الأستاذ خشان:

وتماسكت حين زعزعني الدهــــــــــ....ــــــر التماسا منه لتعسي ونكسي

لم يلفظه أحد في التاريخ اعتباراً من البحتري نفسه إلا بإشباع "منه" لأن مستعلن لم أرها استعملت قط في الخفيف. ولو كانت استعملت لبدت في غير هذا الموضع الذي فيه الحرف الثالث في التفعيلة هاء الضمير،ولرأينا تفعيلة مستعلن صريحة كأن يقول الشاعر مثلاً:
وتماسكت حين زعزعني الدهر التماسأ- واحزني- منه تعسي!
(بفتح حاء وزاي "حزني")
ولم يمر بي هذا.
ولا ريب أن ابتكار أوزان جديدة أمر وارد والأستاذ خشان يشق دروباً بأبحاثه ولكنني أتحفظ جداً على تشكيكه الخفيف بلفظ بيت البحتري ففي اعتقادي أننا هنا نخطئ بحق التراث،بل الواجب أن نجزم بالطريقة التي نطق بها البحتري ومعاصروه بل من لحقهم من العارفين بالشعر هذا البيت .أما الرأي بأنه من السائغ النطق الآخر فهي مسألة من حق صاحب الرأي أن يراها وهي قضية مختلفة كما لا يخفى على فطنة الأستاذ العزيز فأن نسوغ قراءة شيء وأن نضع احتمالاً أن هذه القراءة أخذ بها في التراث بالفعل شيء آخر مختلف تماماًً.
هذا والله أعلم ومن أسعد مني وأنا أحاور عالماً وشاعراً وأنا لا هذا ولا ذاك؟
ووفقكما الله.

خشان خشان 26-11-2002 08:10 PM

أخي محمد.
هذه تحية مبدئية لتناولك هذا الموضوع. ولي إليه عودة بإذن الله.
أنا معك بالتقيد ببحور الخليل بل وأعرّف البحور بأنها ما حصر الخليل. وسواها أوزان وكل بحر موزون. وليس كل موزون بحرا.
وما لم نتقيد بذلك انفلت الأمر ولحق العبث بالشعر.
وانسجاما مع هذا ندعو قراءة (منهُ) في بيت البحتري (موزون الخفيف)
على أن الدكتور مصطفى حركات ينكر وجود شواهد في قصائد لأي من مستفعلُ ومستعلن.
ولي سؤال:
أيهما تستسيغ ذوقا دون تقطيع
وتماسكت حين زعني الدهـ...ـر التماسا تدمير كيان نفسي
أم
وتماسكت حين زعني الدهـ...ـر التماسا ضربَ تهاويمِ نفسي

وأكرر دوما أن ما يخالف الخليل من استنتاجاتنا نسميه موزونا وليس شعرا وبعض هذا الموزون تستسيغه الأذن.

أجبت شخصا سألني عن تعادل جانبي كلام في الوزن هل هو شعر فقلت:
رأيي المتواضع أن الشاعر شاعر وإن كنت تعني النظم فربما.
ولكن ليس كل شطرين متساويي الوزن شعرا
فلو قلت :

ليس كل شطرين متساويي الوزن شعر ا
لكان الوزن = 2 3 3 2 1 1 3 1 3 2 3 2
ولو جئت بكلام يعادله كشطر ثان فليس ذلك شعرا ولا نظما.

http://www.alhusam.com/vb/showthread.php?threadid=29437

خشان خشان 26-11-2002 08:11 PM

..

محمد ب 26-11-2002 09:27 PM

استنتاجك الأخير صحيح طبعاً فليس الوزن مجرد إعادة إيقاع عشوائي مرة أخرى.
وإن كان الذوق لوحده عرضة للخلل والخطل، فقد أتصور شخصاً عنده ملكة إيقاعية فطرية ولكنه لم يقرأ من الشعر العربي شيئاً ولم يقرأ في حياته إلا "العتابا" و "الميجنا" ..أظنه سيستهجن وزن الخفيف بل قد يستهجن وزن الطويل أما المنسرح فسيطرحه قاطعاً أنه ليس من الشعر في شيء!

وتماسكت حين زعزعني الدهـ...ـر التماسا ضربَ تهاويمِ نفسي


هذا سيبدو لي "أوزن" أو أكثر مقبولية غير أنني أعلل ذلك بأنني ألفت في مواضع أخرى من الشعر العربي تبديل إيقاع "مستفعلن" بإيقاع "مفتعلن".
هذا ولو استمع قارع الدف أو الدربكة العربي البسيط إلى الإيقاعات الإفريقية لجزم أنها دقات واحد "غشيم" بلا اتفاق على ما يدعى آلة وليس بآلة! ولم تبعد فأنا شخصياً سأقول ذلك لو لم أعد إلى العقل الذي من حقك أن تستبعده في هذا المجال.وهذا يا مولانا مثل استغرابي الدائم لأوزان الشعر الغربي بل استغرابي حين أسمع كلمات أغان ببعض اللغات السلافية إذ لا أجد أي وزن!
فلذلك تجدني محافظاً مبقياً على أوزاني التي ألفتها رغم أنني أتحمس للتجديدات ضمن هذا المنهج نفسه ،كما أعجبني الدوبيت بوزنه الرشيق المذكور آنفاً ووزن مجزوئه الذي أدعو الشعراء إلى النظم عليه،وأعجبتني تجديدات الوشاحين التي استعملت أجزاء من التفعيلة ولم تخرج كلياً على التفعيلات أو المبدأ الذي بنيت عليه،ولا أستنكر قصيدة تفعيلة لمحمود درويش الذي يعجبني شعره ولا يعجبني شخصه.

خشان خشان 27-11-2002 09:04 AM

الجزء - 1

أخي محمد.

سلمك الله ورعاك وبارك لنا في علمك وفكرك وبعد

حسنا أننا متفقان على تعريف الشعر وبحوره. وكل ما قد يقودنا إليه بحثنا وتجديدينا خارج هذا الإطار مما نستسيغ لن نسميه إلا بـِ ( جميل الموزون ) وذلك التزاما بمنهج الخليل. ويقع في هذا السياق الدوبيت كما يقع فيه إذا تقيدنا بحرفيته – المتدارك – الذي عرفه الخليل ورفض إدخاله في البحور لأنه لم يجد للعرب عليه شعر.
الشعر نسق (كلام) نقف في تعريفنا له على السماع. والإيقاع الذي يندرج فيه العروض نسق أصوات أو حركات فهو أقرب للموسيقى منه للكلام. وهذه صياغة أخرى لقولك :" تك تتك تك " ولا فرق فيه بين عبارتين من ذا الوزن إحداهما صحيحة جميلة التعبير والأخرى قبيحة بلا معنى كما في العبارتين. (لا تظلموا إخوانكم)= (برْصعْ خلَمْ عفْنوجكمْ) وكلاهما=تك تك تتك تك تك.تتك وفي هذه الأصوات وموسيقاها أو صخبها هناك متسع للعقل والبحث.
العروض الرقمي هو ما تفضلتَ به (تكْ = 1 ه = 2 ، تِتِكْ =11ه=3)
أرجو أن تنظر الرابط :
http://www.werith.net/vb/showthread.php?threadid=4665

مع ما في الأرقام من طواعية أكثر في درس علاقاتها وتمثيلها بيانيا وتشخيص ثقل إيقاع ما أو سلاسته بطرية مختصرة. والعروض الرقمي في هذا كله لا يعدو أن يكون بطارية جديدة في مصباح الخليل تضيف إلى نوره فتضيء جوانب كانت أقل إضاءة. مع التزامها بمسارات هديه وشعاع فكره. مع التزام مسبق بالوقوف حيث وقف. وهو ليس نصا أصيلا بل ترجمة رقمية لأفكار الخليل في معطيات عروضه. وسترى أنهما لم يفترقا اتجاها وحيث وجدت فرقا فهو فارق بين مدى كشف مصباح الخليل الرقمي ومصباحه التفعيلي وكلاهما في نفس الاتجاه. ولا يمكن أن يكونا إلا كذلك. فكلما أعضلتني مشكلة رجعت إلى قول الخليل ومثلته رقميا ولكن الأرقام من طبيعتها أن يكون الربط بينها أسهل والتعبير بها أقرب للذهن. وذلك بالتزام مسبق بأن أي وزن ناجم عن هذا الفارق بين مدى الرقمي ومدى التفعيلي هو في خانة الموزون. لقد بدأت العروض الرقمي مجرد ترجمة رقمية للتفاعيل وبالتدريج كانت الأرقام تكشف لي علاقات جديدة تغري بربط بين البحور
وأنا أعتقد بقول القائل بأن بحور الخليل في تمثيلها للذائقة العربية بمثابة الجدول الذري للعناصر. فمع إمكان تخيل عناصر كثيرة كل منها ذو وزن ذري وعدد ذري مختلف عما فطر الله من عناصر فإن أي عنصر لا يكون حقيقيا إلا اذا استقر على أحد هذه الأوزان. وهذا لا ينفي إمكان التفاعل بين هذه العناصر أو صناعة سبائك منها ذات صفات متميزة ولكن يمكن فهمها وتفسيرها على ضوء العناصر الأصلية.والشيء ذاته يقال عن أوزان الخليل. وهذا ما فعلته وما يفعله غيري في تفسير وزن الدوبيت. ويوفق تمثيل ذلك الوزن بمقدار ما يكشف ويفسر من هذا الوزن عن صلة بعروض الخليل اتفاقا أو اختلافا.
أطلت في المقدمة ولكني أراها مهمة لجلاء هذا الجانب. وأستطرد قليلا قبل الدخول في صلب الموضوع لأقول:
أي فارق بين عروض الخليل التفعيلي وعروض الخليل الرقمي ناجم عن القوة التي اكتسبها الرقمي من إجادته لاستخلاص خصائص في تفكير الخليل لم يكتشفها العروض التفعيلي. وهذا الفرق في التعبير عن عبقرية الخليل بين العروضيين ناتج من قدرة العروض الرقمي على الربط بين ظواهر شتى في عروض الخليل وتنظيمها في نسق أكثر كلية من العروض التفعيلي التجزيئي.
التفاعيل كما بينها الخليل هي أكفأ ((وسيلة)) كلامية للتعبير عن الوزن ولم يكن لأحد غير الخليل في فترة حياته أن يصل بهذا العلم من قريب الصفر إلى هذا المستوى الرائع. ولكن ذلك لا ينفي عن التفعيلة أنها وسيلة للتعبير ولكن الذي حصل أن من أعقب الخليل اتخذ التفعيلة غاية فوقف الحال في العروض حيث يسمح هذا المنطق. وليس الأمر في هذا مقصورا من العلوم على العروض ولعل الفقه قد عانى أكثر وكانت نتائجه أخطر. ولست مؤهلا للخوض في هذا.
أطلت في هذه المقدمة لأنها المرة الأولى التي أتحدث فيها عن هذه الخلفية فمعظم مشاركاتي كانت في تطبيقات العروض الرقمي.
مهم جدا بهذا الصدد تبيان الغبن الذي لحق بالخبب عندما عدوه من المتدارك وهذه التوطئة ضرورية لكثير مما سيلي. فالخبب لا أوتاد فيه ولا حذف فيه وكل سبب فيه عدا ما في العروض والضرب يمكن أن يكون خفيفا أو ثقيلا وهو ما عبرت عنه بالقول:
2 = سبب خفيف ((تك أي تكافئ)) 11 = (2) سبب ثقيل
خذ الوزن
فعِلُن فَعِلُن فعِلُن فَعِلُن ............. = 1 3 1 3 1 3 1 3
فيه القابلية لأن يكون متداركا لو جاء في البيت تفعيلة واحدة (فاعلن = 2 3 ) فهي لا تدخل الخبب. وتكون فعِلن هنا مخبونة فاعلن وفيه القابلية لأن يكون خببا لو جاءت إحدى تفاعيله فاعلُ = 2 =11= (2)2 = ((4) أو فعْلُنْ =22 فهما لا يدخلان المتدارك
يا ليل الصب متى غده .........أقيام الساعة موعده
22- 22 – 1 3 – 1 3 .......1 3 – 2 2 – 1 3 – 1 3
1 3 هنا عبارة عن سبب ثقيل يتبعه سبب خفيف = 11 2 = 1 3 والرقم 3= عِلُنْ إنما هو وتد ظاهري ليس حقيقيا إذ لو عاملناه على أنه وتد حقيقي لجاز لنا أن ندخل على الوزن تفعيلة 2 3 = فاعلن لاختل الوزن بقولنا
يا ليل الصب متى غده .........((هل قيام )) الساعة موعده
22- 22 – 1 3 – 1 3 .......((2 3=فاعلن)) – 2 2 – 1 3 – 1 3
ومزيدا من البرهنة على أن 31 هذه هي سببان لا وتد فيهما أن الوزن يبقى مستقرا لو قلنا
يا ليل الصب متى غده .........((هل يوم )) الساعة موعده
22- 22 – 1 3 – 1 3 .......((2 2= فعْلُنْ)) – 2 2 – 1 3 – 1 3
أو
يا ليل الصب متى غده .........((هل نذر )) الساعة موعده
22- 22 – 1 3 – 1 3 .......((2 11)) – 2 2 – 1 3 – 1 3
وحتى لو قال قائل إن فعْلن=22 هنا هي مقطوعة فاعلن=32 فالرد عليه بأن القطع لم يعرف في غير الضرب من البيت. ثم ما قوله باعتباره متمسكا بـ(فاعلن=32) أصلا للخبب في مجئها على فاعلُ=112 لا أظنه سيجد مخرجا سوى مخرج وتد مستفع لن = 2 12 2 في الخفيف بقوله إن هذه هي فاع لن = 12 2 ولنْ=2 هنا سبب ويجوز حذف ساكنها.
ولكن للعروض الرقمي منطقا منسجما في الحالين فهو يقول إن الوزن البحري (15 أو 16 بحرا) نواته 32 ويطيق سببا واحدا بحريا (السبب البحري خفيف دائما وقابل لحذف ساكنه) فإن سبق الوتد سبببان تفلّت أولهما إلى السبب الخببي (السبب الخببي هو القابل لأن يكون ثقيلا أو خفيفا) فينجح في ذلك في الوافر والكامل ويأتي على ألسنة البعض في الرمل
أنظر الدكتور سعيد العتيبة في الرابط:
http://www.werith.net/vb/showthread.php?threadid=5043

وقد يستعمله في سوى ذلك من غلبت طبيعة الوتد هذا ملكته الشعرية في كل البحور وحتى في البسيط والطويل. أنظر الرابطين :
http://www.werith.net/vb/showthread.php?threadid=1415

http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid=9426

فإن زاد عدد الأسباب السابقة لهذا الوتد عن اثنين غلبت طبيعة الإيقاع الخببي. وللعروض الرقمي تعابير ثلاثة في هذا المجال ويبدو أثرها في دائرة المشتبه وخاصة في الخفيف:
1 – بديل لقول الخليل بالوتد المفروق ويقول بغلبة الخببية على الوتد المجموع (علن – في مستفعلن) حتى ليحذف ساكنه ليتأكد بذلك الإيقاع الخببي.
2 3 ( 2 2 2 11 2 ) 3 2 = فا علا (تن مسْ تفْ علُ فا) علاتن
لاحظ تتاربع خمسة أسباب أربعة خفيفة =2 وواحد ثقيل =11=(2)
2- قول الدكتور أحمد مستجير إن (علن – في مستفعلن) وتد مجموع ويجوز بالتالي أن تأتي مستعلن في الخفيف ليصبح وزنه
2 3 (2 2 11 2 2 )3 2 = فا علا (تن مس تَعِ لنْ فا ) علا تن
وهنا أيضا تتالى خمسة أسباب أحدها ثقيل. ويظهر الخلاف بينهما غير ذي شأن في ظل الرؤية الخببية إذ يجوز فيها أن يتحالّ السببان الثقيل والخفيف. ولولا أن أطيل جدا لمثلت نظما لذلك.
وأشير هنا إلى وزنين أترك لك وللقارئ تدبرهما على ضوء ما تقدم
2 3 11 – 2 2 3 – 2 3 2 = فاعلاتك مستفعلن فاعلاتن
= 2 3 1 3 2 3 2 3 2 وهنا يبدو الوزن من المتدارك المرفل( + 2 )
وعليه صدر بيت البحتري لو نطقنا (نفسيَ ) بفتحة على الياء
صنتت نفسيَ عما يدنس نفسي .........وترفعت عن جدا كل جبسِ

2 3 2 – 11 2 3 – 2 3 2 = فاعلاتن متفاعلن فاعلاتن
وعليه عجز بيت البحتري لو حرفناه ليصبح:
صنت نفسي عما يدنس نفسي ....إذ تناءيتُ مفارقاً كلّ جبسِ

وفي الفقرة التالية ما يلقي ضوءا على هذين البيتين بعد تعديلهما أو السطرين باعتبارهما من الموزون لا من الشعر.
3- أقول إن الزحافين المذكورين مستفعلُ =22 11=4 11 ومستعلن = 2112=314 سواء فهما في طبيعتهما ثقيلان لأنهما يزيدان الجرعة الخببية المستقرة في الخفيف استثناءً لكافة البحور ويرفعانها من ثلاثة أسباب (خلافا للتراقب) الذي يسري على المقتضب والمضارع والمنسرح من بحور دائرة المشتبه. أقول يزيد هذه الجرعة من ثلاثة أسباب هي ما بين القوسين
2 3 (2 2 2 ) 3 2 3 2 = فاعلا (تن مسْ تفْ ) علن فاعلاتن إى خمسة كما تقدم معنا وكلاهما ثقيل وكلما انزاح الوتد الخببي إلى اليسار اليمين مبتعدا عن الوتد (علن في مستفعلن) قل تأثير الوتد عليه فصارت خببيته أقل ثقلا. وهذا أخي محمد ما جعلك تقول إنك تجد البيت الثاني أخف من الأول في البيتين التاليين
وتماسكت حين زعزعني الدهـ...ـر التماسا تدمير كيان نفسي
حيث العجز =2 3 2 – 2 2 11 – 2 3 2 = فاعلاتن مستفعلُ فاعلات
وترتيب السبب الثقيل بعدا عن الوتد الذي يليه (علا من فاعلاتن) هو الثاني

وتماسكت حين زعزني الدهـ...ـر التماسا ضربَ تهاويمِ نفسي
حيث العجز=2 3 2 – 2 11 2 – 2 3 2 = فاعلاتن مستعلن فاعلاتن
وترتيب السبب الثقيل بعدا عن الوتد الذي يليه (علا من فاعلاتن) هو الثالث
والوتد – ويرحم الله الخليل في روعة التسمية – هو المثبت للإيقاع البحري بإلزام ما يسبقه من أسباب بالطبيعة البحرية المتمثلة بعدم تحريك ساكنه. فكلما ابتعد عنه قلت سيطرته عليه.
وقولك بأن الثاني أسلس انتصار لهذه الرؤية الكلية التي يقدمها ا لعروض الرقمي وكان يكفيني منك بحسك الشعري والموسيقي أن تقول إنهما على نفس الدرجة من الثقل لأعد ذلك انتصارا.
أرايت أخي سبب تركيزي على الخبب وتركيزي على النظرة الكلية التي لا تقف حدود التفعيلة حاجزا دونها.
وما المراقبة أو التراقب إلا تعبير الخليل للتخلص من الرقم 6 الممثل لثلاثة أسباب في المضارع والمقتضب والمنسرح وتجاوز لحدود التفعيلة في تطبيقه. وليت من تبعوه توسعوا في هذا.

خشان خشان 27-11-2002 09:05 AM

الجزء - 2

واستطرادا أقول بقيت النظرة للعروض محكومة بحدود التفعيلة وإن وجدت ميكانيكيات للربط بين التفاعيل المتجاورة في بعض الحالات كما في الحديث عن الاعتماد والتراقب والتعاقب.
وللتمثيل على جزئية النظرة في العروض التفعيلي أنهم تحدثوا عن الخبن في البسيط وقالوا بيته:
لقد خلت دولٌ صروفها عجبٌ......... فأحدثت عبرا وأعقبت دولا
مفاعلن فعلن مفاعلن فعلن ........... 3 3 – 1 3 – 3 3 – 1 3
وتحدثوا عن الطي وقالوا بيته:
ارتحلوا غدوةً فانطلقوا بكَرا ..........في زمرٍ منهمو يتبعها زْمَرُ
مفتعلن فاعلن مفتعلن فعلن ............2 1 3 – 2 3 – 2 1 3 – 1 3

أكرر بأن الخبب لون من لوني الإيقاع في الشعر العربي – ميزتاه أن لا وتد فيه ولا حذف والسببان الخفيف والثقيل فيه يحل كل منهما مكان الآخر.
واللون الثاني هو الإيقاع البحري حيث فيه أوتاد ولا يجتمع فيه عمليا أكثر من سببين إلا في الخفيف.
ولم يتحدث أحد منهم عن البيت الذي يقترن فيه طي مستفعلن مع خبن فاعلن مع أن ذلك أخطر من أي من الزحافين كل على حدة. والذي حال بينهم وبين ذلك هو هذه الحدود الاصطلاحية بين التفاعيل. والتي لا وجود حقيقيا لها وإنما أملتها الضرورة الأكاديمية كالحدود التي نقيمها بين عصور الأدب العربي.
والوزن إذا ذاك
مستعلن فعِلُن مستعِلنْ فعِلن = 2 1 3 – 1 3 – 2 1 3 – 1 3
هذه الشحطة بين الأرقام هي الحدود المصطلح عليها بين التفاعيل والتي وضعتها من منطلق العروض التفعيلي ولكن لا وجود حقيقيا لها كما سأبين.
ولننطلق من بيت الأخطل:
يتصلون بيربوعٍ ورفدهمُ .........عند الشدائد مغمور ومحتقرُ
الصدر = 2 1 3 – 1 3 – 2 2 3 – 1 3 = مستعلن فعلن
ولو عاملت يربوع على أنها ممنوعة من الصرف ولفظها (يربوعَ) بلا تنوين لكان الصدر
يتصلون بيربوعَ ورفدهمو = 2 1 3 – 1 3 - 2 1 3 – 1 3= مستعلن فعلن مستعلن فعلن
ولي أن أقطع الصدر كالتالي
يتْ تَصِ لو نَبِ يرْ بو عَوَ رِفْ دُهُـ مو = 2 11 2 11 2 2 11 2 11 2
وهذه كلها أسباب ثقيلة وخفيفة الأمر الذي يجعل علاقة هذا الشطر بالخبب والبسيط كعلاقة فعِلن التي تقدمت بالخبب والمتدارك. فلو قلنا : يتصلون بيربوعَ ورفدهمو – صفرٌ في البأس ومحتقرُ
لكان ذلك من الخبب
ووزنه (2) = سبب ثقيل = 11 = متحركين......2 = سبب خفيف = 1 ه = متحرك فساكن
= يتْ تَصِ لو نَبِ يرْ بو عَوَ رِفْ دُهُـ مو .......صِفْ رُنْ فِلْ بأْ سِوَ مُحْ تقَ رو
= 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 ...........2 2 2 2 (2) 2 (2) 2
ولم يكن في ذلك من عيب إلا اختلال عدد الأسباب بين الشطرين ويضبطه القول في العجز:
صفرٌ أبداً في البأس ومحتقرُ
= يتْ تَصِ لو نَبِ يرْ بو عَوَ رِفْ دُهُـ مو .......صِفْ رُنْ أبَ دنْ فِلْ بأْ سِوَ مُحْ تقَ رو
= 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 ...........2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 (2) 2
ولا يمكن للعجز أن يكون من البسيط فالتعبير عن وزنه على غرار البسيط هو:
22(2)= مستفعلُ- 22=فعْلُن – 2(2)2= مستعلن – (2)2 = فَعِلُنْ
وهذا ما أسميه خبيب البسيط
وليس من الشعر بحريِّهِ أو خببيِّه قولنا :
يتصلون بيربوعٍ ورفدهمو .......... صفرٌ دوماً في البأس ومحتقرُ
لأن الأول على ثقله من البسيط لاحتوائه وتد والثاني خببي لا مجال لإدراجه في البسيط.
هل أدرك العرب هذا ؟
نعم أدركه قدماؤهم ومحدثوهم فطرة وسليقة وجاء العروض الرقمي ليجلوه
إسمع نقلا عن (نظرية في العروض العربي للأستاذ سليمان أبو ستة ) قول أبي العلاء المعري في بيت المتنبي:
ربّ نجيعٍ بسيف الدولة انسفكا ...... وربّ قافية غاظت به ملكا
حيث قال:" ولم يزاحف أبو الطيب زحافا تنكره الغريزة إلا في هذا الموضع ولا ريب أنه قال على البديه ولو أن لي حكما في البيت لجعلت أوله (كم من نجيعٍ ) لأن رب تدل على القلة ) ..." وهو هنا يلحق بالعروض المعنى من حيث التصحيح.

ربْ بَنَ جي عِنْ بسيف الدولة انسفكا = 2 (2) 2 2 – 3 4 3 1 3 ......(4=22)
أرايت إنه هذا الرهق الخببي الذي انتقده المعري المتمثل في أربعة اسباب متتالية.

واسمع للدكتور أحمد كشك يقول في كتابه الزحاف والعلة :" ومن النادر أيضا البدء بطي هذا البحر أي بمستعلن لأننا نكون قد قبلنا هذا التتالي /ه ///ه ///ه أي وحدتين من الفاصلة الصغرى وحين تكون المحافظة على التفعيلة الثالثة مستفعلن فلعل ذلك تعويض لنقص وارد وراءها."
كل (1 2 = 3)
وبلغة الأرقام فإن /ه ///ه ///ه = 2 11 2 11 2 = 2 1 3 1 3
إن مستعلن فعلُن ثقيلة ونادرة.
ثم انظر لأثر النظرة الكلية للعروض الرقمي وتناولها للظاهرة في عمومها في كل البحور.
يقول العروضيون إن كف مفاعيلن= 3 2 2= 43 أي مجيئها على مفاعيلُ = 3 2 1 قبيح عند الخليل حسن عند الأخفش. للعروض الرقمي هنا وقفتان
الأول خذ الوزن
فعولن مفاعيلُ فعولن مفاعلُ
3 2 3 ( 2 1 3 2= 2 11 2 2) 3 3 = فعولن مفا (عي لُفَ عو لنْ) مفا علن
أرأيت الأسباب الأربعة التي سببت القبح الذي أورده الخليل وهو شبيه الثقل الذي شخصناه في مستعلن فعلن = 2 2 11 2 11 2 في البسيط.
ولو كان الوزن فعولُ مفاعيلُ فعولُ مفاعلن
= 3 (1 3 2 1 3 1 3 ) 3 = فعو( لُمَ فا عي لُفَ عو لُمَ فا ) علن
لتتالت سبعة أسباب ولنجم عن هذا الخلط بين الإيقاعين البحري والخببي رهقٌ أي رهق.
ولعل تفاوت الجرعة الخببية وما ينجم هن ذلك من تفاوت الرهق الخببي هو الذي أدى إلى اختلاف الحكم على كف مفاعيلن بين الخليل والأخفش.
ما تقدم جانب مهم أبرزه في كلّيّته العروض الرقمي مستنتجا إياه منطق الخليل. وهناك جوانب أخرى منها.
الروابط والوشائج بين البحور بما قد يؤدي إلى رسم شجرة لنسبها
خذ مثلا هذا الوزن
22 3 – 1 3 – 3 11 – 2 3 = مستفعلن فعِلُنْ متفعلُ فاعلن
قد يتبادر للذهن أن هذا وزن مختل من البسيط ولكننا لو جمعنا كل 21 = 3 لأعطانا
2 2 3 1 3 3 1 3 3 = 2 2 3 – 1 3 3 – 1 3 3 = متْفاعلن متَفاعلن متَفاعلن
وهكذا
الوزن فعولُ مفاعلن فَعُلُن فعولن = مفاعلتن مفاعلتن فعولن
ويقود هذا إلى القول بأن هناك زحافات تخرج من البحر ولا تخرج من الشعر.
أتمنى أن يكتسب هذا المنحى اهتمام المختصين ليتسنى إدارة حوار بنّاء أتوقع له أن يثمر. وأتمنى أن تكون أخي محمد مع أخي عمر مطر من أول من يهتم به مؤكدا لك أن ما يحول بينك وبينه ستار خفيف ما أجدرك بإزاحته.
كلمة أخيرة عن العروض الرقمي هي أن الأرقام تتيح التخلص من عبء المصطلحات التي أثقلت ظهر العروض. بما يمكّن من تقديم مبادئه الأساسية بشكل مختصر يُمْكِن لطالب الابتدائي أن يستوعبه في حصة أسبوعية واحدة في أحد فصول السنة الدراسية.
أتمنى أن يطلع المسؤولون في وزارات التعليم العربية أو بعضهم فيقررون تدريس هذا العلم الجميل الحافز للتفكير والذوق في صيغته هذه الرقمية المبسطة.
جريدة الرياض كانت الجريدة الوحيدة على حد علمي التي نشرت عن كتاب العروض رقميا مرتين سأحاول نشر هذا المقال فيها.

ماجد الأول 27-11-2002 02:38 PM

لعل من حسن حظي أن أكون في مثل هذه الخيمة بين هذه الكوكبة من رجال العلم والثقافة والأدب.

شاكر لك أستاذي الكريم محمد على هذا الموضوع الذي يستفيد منه ولا شك أمثالي ممن هو في أولى خطواته.

كل ما ورد في مقالك وفي مداخلات الأستاذ خشان مفيد لي أو على الأقل فتح لي طريقا ألتمس فيه الفائدة والنفع.

حول موضوع الأذن الموسيقية أتفق معك فيما طرحته من صعوبة تقطيع الأبحر المركبة من عدة تفاعيل لمن لم يتعلم العروض، حتى لمن ملك أذنا ذات حس موسيقي، وأيام الدراسة في حصص الأدب العربي ذاتها وعلى الرغم من نجاح بعض الطلاب آنذاك في تقطيع بعض الأبيات إلا أني لا أنكر وقوفهم - وأنا منهم - أحيانا عاجزين عن تقطيع بعض الأبيات. ولم أكن أعلم حينها السبب فأنا لا أعرف بحور الشعر ، ولكن حين تعلمت العروض عرفت أن الطويل (مثلا) كان يشكل مشكلة لنا إذا أردنا تقطيعة.

هناك أمر أظنك توافقني عليه وهو أن الأذن يمكن تدريبها علىموسيقى بحور الشعر ويتأتى هذا بقراءة أبيات كثيرة على البحر المراد تشرب موسيقاه واستيعابها وقراءة هذه الأبيات عروضيا، ثم محاولة النظم عليه. وهذا أجدى معي في بعض البحور التي لم أكن أستسيغ موسيقاها. وحتى أتخلص من هذه المشكلة عمدت إلى هذه الطريقة وقد أجدت نفعا معي في بحور من مثل الخفيف والمجتث والمقتضب. هذا إضافة إلى أنني أصبحت أميز البحر الشعري وما إذا كان فيه خلل بمجرد قراءة البيت لأول مرة.

اتفقنا سابقا أن الأذن الموسيقة موهبة من الله ، لكن لعلها - في الشعر بالذات - تحتاج إلى تدريب وصقل بكثر القراءة ، وتعلم العروض، والأخير مفيد جدا.

وللحق فإن معرفتي بالعروض ليست معرفة عميقة بل هي تقف عند الحد الذي يمكنني من التعرف على مدى سلامة البيت الشعري من الخلل أو عدمه، وأغلب اعتمادي على موسيقى الشعر خصوصا في البحور التي قرأت منها الكثير أو نظمت عليها. في حين تغيب عني مصطلحات كثيرة من هذا الفن.

وفي نفسي رغبة إلى تعلم العروض الرقمي فقد شوقني إليه الأستاذ خشان، فإذا كان هناك موقع يشرح العروض الرقمي من الصفر ياليت يدلني عليه الأستاذ خشان وأنا له من الشاكرين.

أتابع هذا الموضوع ومداخلاته بكل لهفة ..

شكرا مرة أخرى لأستاذيّ محمد وخشان خشان.

مع تحياتي

خشان خشان 27-11-2002 04:39 PM

أخي ماجد الأول

يسعدني أن أرحب بك في العروض الرقمي.
وهو باختصار 2 = متحرك 1 + ساكن =1ه مثل لا= لَ ا = 2،
و3 = متحرك + متحرك + ساكن =11ه مثل نعم = نَ عَ مْ = 3

إليك موقع مختارات من كتابي (العروض رقميا )

http://www.geocities.com/khashan_kh/CONTENTS.html

ناصحا أن تبدأ بالرابط :
http://www.geocities.com/khashan_kh/21-tareeqolarqaam.html

مخلص النوايا 03-12-2002 11:54 AM

أحبتي الكرام

محمد ب

خشان

ماجد الأول

أشكركم على هذا الحوار الشائق بين العروض التفعيلية والعروض الرقمية وإثارة استساغة البحور الجديدة ... وأسعدني وأبهجني كثيرا أن أقرأ هنا مقدمة عن العروض الرقمية فقد أسهبنا من قبل في التطبيقات الرقمية بين القواعد التأصيلية والنظريات الموسيقية لدلالة الرقم .. وأتمنى من الأستاذ خشان أن يضع في مدارسه العروضية صفحة تدون عليها فهرس مفردات المنهج الرقمي في تناسق لمرحلة التعليمية الرقمية ناهيك عن الفهرس الموجودة الآن عن المواضيع الرقمية . وسررت بعملية المقارنة بين الرقم الذري والرقم العروضي ... ولا شك أن المحنى الرياضي أعطى العروض مجالات متعددة في الحياة وهذا يتطلب العديد من المتخصصين حتى يتّخذ أفقيته بين العلوم .

إمكانية ابتكار البحور الجديد من الموزون الذي تتقبله الأذن أمرٌ ممكن ومتاح ولكن إذا نظرنا إلى البحور الخليلية نجد أن البحر بحد ذاته يكوّن ثقافة القالب ومنه نستطيع أن نقول ثقافة بحر البسيط أو الكامل أو الطويل فأن البحر الشعري هنا له تأثيراته الخاصة من إعطائه تركيبات شعرية معينة وإيحاءات موسيقية وترابط في المعنى واستقصاء في الفكرة ولهذا اسمي البحر الخليلي بحر ثقافي ولو أدخلنا حرف متحرك على بحر ما في كون بداية الشطر تفعيلة دخل عليها الزحاف فأنّ هذا يعطينا الكثير الكثير من التراكيب الشعرية أمّ البحور الجديدة تحتاج مئات السنين من النظم عليها حتى تتشكل لها ثقافة تركيبة على الأقل .. ولو استغلت جهود ابتكار البحور الجديد إلى الرجوع إلى جذور البحور العربية لكان أسهب في تطوير اللغة الشعرية للبحر نفسه .. وهذا يكتمل في الخوض في تنسيق دائرة الخليل مع الأخذ بمراعاة أراء تربيع دائرة الخليل ..

الحديث عن التخبيب حديث يطويل ويكفيني عن معرفة التخبيب ما قال الأستاذ خشان بحر الخبب لا يوجد به وتد أصلي مع وجود الوتد الأصلي في جميع البحور وهذا ما يقسم به الشعر إلى بحري و خببي .

خشان خشان 04-12-2002 09:47 AM

شكرا لكل من شارك في هذا الموضوع وقد نقلته وعليه مشاركات أخرى في الرابط
http://www.werith.net/vb/showthread.php?threadid=5629
ولم أنقله هنا لطوله.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.