أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   جبل التوباد! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=26230)

محمد ب 19-09-2002 02:15 AM

جبل التوباد!
 
http://www.awu-dam.org/alesbouh%2080...isb824-004.htm
قراءة في التراث جبل التَّوْباد... ـــ محمد رضوان الداية


لم يظفر جبل التَّوباد من كتب الجغرافية العربية إلا باليسير القليل الذي لا يكاد يُغني، فالتوباد في معجم البكري (1: 323) "جبل في أرض بني عامر.." واستدل بشعر لمجنون ليلى يقول فيه:


وأجهشت للتوباد حين رأيتُه



وكبّر للرحمن حين رآني






وذكره ياقوت باسم التوباذ (بالذال المعجمة) واكتفى بأنه "جبل بنجد" ونقل جزءاً من قطعة المجنون دون أن يسميه؛ والأمر كذلك في بلاد العرب للأصفهاني لكنه جاء برجز يدل على أن التَّوباد يقال بالدال؛ وذكره باسم قَرْن التوباد في بلاد سُليم فكأنه جبل آخر...

لكن الذي خلَّد التوباد هو مجنون ليلى في قطعة مشهورة مهمة من شعره، فيها الكثير من صفاته الشخصية وأحواله الذاتية ومن خصائص شعره الفنية، وهي تصف حاله العاطفية كأحسن ما يكون الوصف والبيان.

(1)

كان المكان جزءاً من الخلفية التي يصدر عنها شعر قيس بن الملوح أو مجنون ليلى، فقد اكتسب المكان أهمية عنده، وكانت كبيرة جداً لأنه اعتزل الناس إلا في النادر، وفي الاضطرار، وائتلف مع حاله، وإن كانت حال محب بائس، ومع ما حوله من الطبيعة من عالم الحيوان والنبات والجماد، وأكتفي هنا بذكر المواضع والجبال في نظرة عجلى ولمحة سريعة؛ وأرجع إلى جبل التوباد الذي دخل في المفردات الموحية للمجنون نفسه ولغيره من الشعراء الذين لمحوا هذا المَلْمَح.

-كان المجنون مع قومه حين مرّوا بجبَلَيْ نَعْمان فقال له بعض فتيان الحي: "هذان جبلا نَعْمان وقد كانت ليلى تنزل بهما" فما لبث أن دعاه داعي الشعر فقال:


أيا جبلي نَعْمان بالله خليّا



سبيل الصبا يخلصْ إليّ نسيمها





أجدْ بَرْدَها أو تشف مني حرارة



على كبد لم يبق إلا صميمها





فإن الصبا ريحٌ إذا ما تنسّمت



على نفسِ محزون تجلّت همومها






-وجلس المجنون إلى كثيب في ديار قومه بعد سيل جرى فملأ الوادي فنصحه أحد أصحابه فصمت طويلاً ثم أنشد قطعة، منها:


أظلّ غريب الدار في أرض عامرٍ



ألا كلّ مهجورٍ هناك غريبُ





وإن الكثيب الفرد من أيمن الحمى



إليّ وإن لم آتهِ لحبيبُ






والشعر موصول بذكر ليلى العامرية، التي يذكره كل شيء في محيط الديار بها وبسائر ذكرياتها...

-وقال يذكر موضعاً يدعى الصَّدَفين:


ذكرتُ عشية الصَّدفين ليلى



وكلّ الدهر ذكراها جديدُ





إذا حال الغراب الجون دوني



فمنقلبي إلى ليلى بعيدُ!






على أن لجبل التوباد عند مجنون ليلى حديثاً خاصاً.

(2)

الخبر في الأغاني (2: 43) ويتردد في كتب العشاق والمتيّمين، ونقف عند رواية أبي الفرج، قال: كان المجنون وليلى وهما صبيان يرعيان غنماً لأهلهما عند جبل في بلادهما يقال له التوباد. فلما ذهب عقله وتوحش كان يجيء إلى ذلك الجبل فيقيم به. فإذا تذكر أيام كان يطيف هو وليلى به جزع جزعاً شديداً، واستوحش، فهام على وجهه حتى يأتي نواحي الشام. فإذا ثاب إليه عقله رأى بلداً لا يعرفه فيقول للناس الذين يلقاهم: بأبي أنتم! أين التوباد من أرض بني عامر؟ فيقال له: وأين أنت من أرض بني عامر؟ أنت بالشام! عليك بنجم كذا؛ (أي تتَبَّعْهُ) فيمضي على وجهه نحو ذلك النجم حتى يقع بأرض اليمن فيرى بلاداً ينكرها وقوماً لا يعرفهم فيسألهم عن التوباد وأرض بني عامر فيقولون: وأين أنت من أرض بني عامر؟ عليك بنجم كذا وكذا (للدلالة على الطريق) فلا يزال كذلك حتى يقع على التوباد، فإذا رآه قال في ذلك:


وأجهشتُ للتوباد لمّا رأيتُه



وكبّر للرَّحمن حين رآني!





وأذرفت دمع العين لما عرفتهُ



ونادى بأعلى صوته فدعاني





فقلت له: قد كان حولك جيرةٌ



وعهدي بذاك الصَّرم منذ زمان





فقال: مضوا واستودعوني بلادهم



ومن ذا الذي يبقى على الحدثانِ





وإني لأبكي اليوم من حذري غداً



فراقك والحيّان مُجتمعانِ!





سجالاً وتهتاناً ووبلاً وديمةً



وسحّاً وتسجاماً إلى هملانِ!






فقد عقد قيس علاقة ود عميقة مع جبل التوباد حتى إنهما تبادلا عبارات وإشارات حين التقيا بعد فراق تدل على ذلك الائتلاف الشديد بين بكاء الشوق من الشاعر وتكبير الوجدان واللقاء من جبل التوباد وجرى بين الشخصين من الكلام والحوار ما يرفع درجة الجبل إلى حد الإنسانية الكاملة في ظهور المشاعر، وحفظ العهد، ووصل الماضي بالحاضر والمستقبل.

(3)

وقد تمثّل أحمد شوقي في مسرحية مجنون ليلى هذه المواقف وأحسن تجسيدها، وانساحت في أثناء المشاهد قطع غنائية رائعة كهذه الأبيات التي أنشدها على لسان قيس في مخاطبة جبل التوباد المذكور، قال:


جبل التوباد حياك الحيا



وسقى الله صبانا ورعى





فيك ناغينا الهوى في مهده



ورضعناه فكنت المرضعا





وحدونا الشمس في مغربها



وبكرنا فسبقنا المطلعا





وعلى سفحك عشنا زمناً



ورعينا غنم الأهلِ معا





هذه الربوة كانت ملعباً



لشبابينا وكانت مَرْتعا





كم بنينا من حصاها أرْبُعاً



واثنينا فمحونا الأرْبُعا





وخططنا في نقا الرمل فلم



تحفظ الريحُ ولا الرمل وعى





لم تزل ليلى بعين طفلةً



لم تزد عن أمسِ إلا إصْبَعا







ما لأحجارك صمّاً كلّما



هاج بي الشوق أبتْ أن تسمعا







كلما جئتك راجعتُ الصبا



فأبت أيامه أن تَرْجعا





قد يهون العمر إلا ساعةً



وتهون الأرض إلا موضعا






وهكذا انتبه شوقي إلى العناصر الثلاثة التي ربطت قيس بن الملوح مادياً ومعنوياً بجبل التوباد أعني: عنصر الزمان، وعنصر المكان، وحرارة الموقف... واختلفت نظرة شوقي إلى أحجار جبل التوباد فهي عنده صُمّ (ومن معاني الأصم القوي الشديد، والذي لا يسمع وهي المقصودة) ولكن جبل التوباد بكل ما فيه كان يُصغي إلى قيس ويكلمه ويفهم عنه... ونظرة قيس هي الأصدق عند نفسه، وهي الأقرب إلى عالم العاشق الذي انتقل به الحب الغالب إلى عالم كأنه عالم الأسطورة والسحر...

الــرذاذ 19-09-2002 01:19 PM

اخي
أنا اعيش قرب هذا الجبل وفي مدينة ليلى ولك أن تتجول في ربوعها عبر هذا الرابط
http://www.alaflaj.com/

عمر مطر 20-09-2002 06:29 AM

موقع جميل أخي الرذاذ. دمت لنا يا سليل تلك الأرض الطيبة.

محمد ب 21-09-2002 05:26 AM

أخي الرذاذ موقع جميل.
أحزنني ما ورد فيه عن جفاف الينابيع.
ألم يقف الرذاذ أمام الجبل ويخاطبه بقصيدة؟:)

العنود النبطيه 21-09-2002 11:27 AM

بوركتم جميعا

ولكن اكثر ما رسخ فس ذاكرتي من هذا الموضوع اخي محمدب هو هذا البيت



وخططنا في نقا الرمل فلم

.............................تحفظ الريحُ ولا الرمل وعى

الــرذاذ 23-09-2002 07:29 PM

شكرا لكما جميعا

أما الرذاذ فقد حول وحصل أن نزل ولكن الجفاف طغى وبغى ولك ان ترى كيف نزلت تلك القصيدةhttp://www.alaflaj.com/htm/fun.htm

كما لكما أن تتاملا جبل التوباد في هذه الصورةhttp://www.alaflaj.com/po1/gapal1.jpg

كما أتمنى أن تأتوا جميعا ونقف على سفح الجبل والوادي نقف وقفة مثلما وقفها ذالكم الشاعر نقف حقيقة وليس شبكيا أو خياليا فأنت مدعوون إلي قرية الغيل التي يقع فيها الجبل والوادي وكذا إلى مدينة ليلى

ولا انسى ان أخي سلاف مر على المدينة شبكيا فزل غيثه بقصيدة حفظها أهلها له بسم ( سلاف )

http://www.alaflaj.com/htm/fun.htm#إلى الأفلاج عُجْ بي يا فتاها


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.