أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - الحكم الشرعي في مقاطعة الأعداء

* السؤال: فضيلة الشيخ محمد الخطيب.. ما هو الحكم الشرعي في مقاطعة الأعداء؟!

** الفتوى: المقاطعة في الإسلام نوعٌ من الجهاد.. الأمة الإسلامية والعربية تمتلك قوةً اقتصاديةً هائلةً، من أبرزها النفط والمال والأسواق والعنصر البشري، لكنْ للأسف نجد البعضَ يبدِّد هذه الأموال بإنفاقها في الحرام والمعاصي، وفي نفس الوقت يوجد بعض المتردِّدين والمتخاذِلين الذين يثبِّطون أصحابَ العزائم بتخاذلهم وضعفهم.

وقد أكد مجمع فقهاء الشريعة- وهذا المجمع يلتقي فيه علماءٌ من جميع الدول الإسلامية؛ مما يعتبر إجماعًا- "مشروعيةَ المقاطعة، سواءٌ أكانت اقتصاديةً أم سياسيةً أم اجتماعيةً؛ باعتبارها من الوسائل الواجبة للمقاومة، والأصل فيها أن تتم من خلال الدول، فإذا لم يتيسر للدول القيام بهذا الأمر فعلى المجتمعات الواعية والشعوب أن تتميَّز بالوعي والصحوة، التي تجعلها تنفِّذ هذا الأمر المُقلِق للعدو، والذي يكسر شوكته ويذل كبرياءَه، ويجعله يفكِّر ألفَ مرة قبل أن يُقدِم على إجرامه وعدوانه.

وأضرب مثلاً بقطع البترول عن المعتدين، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وغلق السفارات، وطرد السفراء، ومقاطعة الجميع بهذه الصورة الجادة يحوِّل الأمور إلى الأفضل، كما أن عدم التعامل التجاري مع العدو استيرادًا وتصديرًا له وقعُه على المعتدي، بل إن معرفته بأن الدول إذا اعتُدِيَ عليها ستعاملُه بهذا الأسلوب فورًا فإنه لا يفكر في العدوان إطلاقًا.

يقول الدكتور حسين شحاتة- وهو عالم اقتصادي بجامعة الأزهر-: "إن المقاطعة الاقتصادية وغيرها من أسلحة الجهاد، وهي عبادة وطاعة وعزة وكرامة، ولا يجوز إطلاقًا قياس نتائجها بمقاييس مادية، ونتجاهل المكاسب المعنوية والروحية، فالذي يضحِّي بالمال والمكاسب الاقتصادية من أجل الثواب (العائد) من الله هو الرابح في ميزان الإسلام".