أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   سهيل السهلي .. « أمير المجاهدين العرب» (منقول) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=51457)

عربي سعودي 07-03-2006 04:13 AM

سهيل السهلي .. « أمير المجاهدين العرب» (منقول)
 
فارس بن حزام
لكل سعودي قتل خارج البلاد قصة، لكل منهم حكاية دفعته ليترك أسرته وبيته ووطنه، ولأن أبناء بلادنا سجلوا رقماً متقدماً في المشاركة الخارجية؛ فالكثير منا على معرفة شخصية بأحد هؤلاء.
اليوم، قررت أن أحكي عن صديق طفولة، ونشأة، وآخر أصدقاء الحي الذين جلس معهم سهيل السهلي «أمير المجاهدين العرب في كردستان - شمال العراق»، قبل أن يلف عباءته باتجاه الشمال - الأراضي الكردية، فيما طبول الحرب تُدق إيذاناً بالهجوم الأميركي.

بداية، سهيل قُتل بعد يومين من الحرب، أي أنه ذهب وفي فكرته القتال ضد القوات الأميركية التي تعتزم ضرب واحتلال العراق، ولم يذهب لخرابها، ولقتل المدنيين والعسكر العراقيين، هذه فكرته ونظرته على أقل تقدير.

سهيل، الذي لا يكبرني إلا بستة أشهر، كان أول من تعرفت عليه وأنا في سن السادسة حينما انتقلت وأسرتي إلى مخطط 37 في الدمام، كانت أرضاً صغيرة تفصل منزلينا، حولناها إلى ملعب كرة قدم أول السنين، وساحة للمضاربات الطفولية أحياناً، وكان سهيل أسرعنا جرياً، وأكثرنا حفظاً للقرآن، فقد كان منذ صغره السباق إلى المسجد. كان متديناً منذ الطفولة، ومشبعاً بفكرة الجهاد، رغم أننا لم نبلغ العاشرة من العمر بعد.

تواصلت صداقتنا، وتعمقت أكثر فأكثر حين تزاملنا في ذات المدرسة، حتى جاء الانقطاع، واختفاء سهيل في ظروف غامضة بادئ الأمر، ليتضح بعد فترة أنه التحق بمجموعة سهلت له الدرب إلى أفغانستان ليعرف بعدها طاجكستان والشيشان، كنا حينها في بداية المرحلة الثانوية.

(بعد سنوات، انتهت تلك الدفعة الدراسية إلى خليط متباعد، فمن بيننا من هو مسجون الآن في أميركا بعد تفجيره السفارة الأميركية في كينيا عام 98، وهناك ستة ضباط برتبة نقيب حالياً، اثنان منهم في المباحث العامة، وآخر متطرف يهاجم الكاتب باستمرار في منتديات الانترنت خلف اسم مستعار).

.. الفقرة السابقة مهداة لعشاق ربط المناهج بالتطرف !

بعد قرابة 5 سنوات من التنقل في ساحات البلدان الآنفة الذكر، أمضى سهيل مثلها مسجوناً لدى المباحث العامة في قضية أمنية سميت ب«قضية الصواريخ». بعد أيام من خروجه من السجن، التقيته أمام باب منزله. كنا في الرابع من أغسطس 2002، وللتو أبعدت من وظيفتي في صحيفة «الوطن»، وقد فاجأني، وأنا الغائب عنه مسافة عقد من الزمن، وكنا على مقاعد الدراسة وقتها، أن رحب بي قائلاً: «أهلاً بالصحافي».

عرفت أنه كان يقرأ صحيفة «الوطن» باستمرار منذ صدورها، قال لي إنه كان يحرص كل صباح على قراءة الصحف، وقد صادف يوماً أن وجد صورتي مع خبر في صحيفة «اليوم»، فعرف حينها أن صديق طفولته فارس الحربي بات صحافياً تحت اسم «فارس بن حزام».

كان مفاجئاً بالنسبة لي أن «جهادياً» - وأهل هذا التيار من الأقرب إلى التكفير أو التطرف على أقل تقدير - يحرص على قراءة صحف صدرت بحقها فتاوى تحرم شراءها أو حتى مطالعتها. وطوال جلستنا الأولى هذه، وقد استمرت 8 ساعات متواصلة، كان معارضاً لتلك الآراء المناهضة لهذه الصحف.

بعد مقتل سهيل جمعني لقاء وأخ شيعي زامله ذات الغرفة في سجن الدمام، فأكد لي كلامه حول الصحف الآنفة الذكر، وقد أثنى على سهيل كثيراً، على أخلاقه وتهذيبه.

تواصل لقائي وسهيل لفترة، وقد حصل على وظيفة في مؤسسة مكة الخيرية بعد فتح مكتبها في الدمام، لكنه قبل استقالته بيوم أبلغني بعدم رغبته بالعمل في المؤسسات الخيرية، وبعد أيام اختفى سهيل وعرفت أسرته أنه بلغ العراق، فقتل جراء قصف أمريكي لخندق في وادي دلمر يختبئ فيه مقاتلون عرب، فقضى منهم قرابة الستين، بعضهم من رفاقه الذين غادر معهم من المنطقة الشرقية.

سهيل لم يكن يوماً تكفيرياً، ولم يكن يوماً متشنجاً، لكن هناك من غرس في رأسه وقلبه فكرة الجهاد مبكراً، ولا اعتقد أن للمناهج الدراسية علاقة، فمنذ الطفولة وهي «تقرقع» في رأسه، كما أنه لم يكن نصيراً ل«القاعدة»، كان أقرب إلى مدرسة «خطاب»، ولم يقاتل في حرب أفغانستان الأهلية، ولم يتواجه مع مواطن في بلاده، لم يغزُ وطناً، كانت فكرته القتال ضد المحتل، فوجد في الأمريكان نموذجاً في شمال العراق.

الموضوعية تقول: ليس كل من قاتل خارج البلاد تكفيري أو متطرف، فهناك أصحاب قضية منصوصة في الشريعة، ولكنهم لم يسترشدوا إلى الطريق الذي يبين لهم خطأ الخروج دون موافقة ولي الأمر من صحته.


جريدة الرياض
الثلاثاء 7 صفر 1427هـ - 7 مارس 2006م - العدد 13770

التنهات؟؟ 07-03-2006 04:42 AM

مشكور أخوي: عربي سعودي
على مانقلته لنا من خلال هذه القصه
يعطيك عااافيه


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.