أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=60527)

عزالدين القوطالي 16-01-2007 05:00 AM

شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار
 
شهداؤنا في الجنّة وقتلاهم في النار




عاش القائد المجاهد صدام حسين وإستشهد وهو مؤمن بعروبته الأصيلة مدافعا عن إسلامه السمح محافظا على قيمه الحضارية والإنسانية الخالدة ومناضلا من أجل وجود وبقاء وإستمرار هذه الأمة وكانت عيناه على العراق وقلبه ينبض ألما وأملا في تحرير أرض الرباط المقدّس من الرجس الصهيوني وروحه الطاهرة الزكية تبحث عن الإنعتاق والخلاص من بوتقة التجزئة والإستعباد والتبعية التي يرزح تحتها الوطن العربي من محيطه الى خليجه ومن نهره الى بحره ؛ ولم تتزعزع ثقته في حيوية ونضالية وأصالة أمتنا العربية التي قدّر لها أن تكون في طليعة الأمم الباحثة عن الخلاص من نير الإحتلال والظلم والقهر الذي تمارسه يوميا قوى البغي والعدوان والإستكبار العالمي ممثلة في الإمبريالية الأمريكية والقوى المتحالفة معها ظاهرا وباطنا والسائرة في ركابها والعازفة على أوتارها والراضعة من ثديها المسموم .
وقد كان الشهيد القائد رحمه الله وفيا أشدّ ما يكون الوفاء ومخلصا أحسن ما يكون الإخلاص للمبادئ التي آمن بها وناضل من أجلها منذ نعومة أظافره والى آخر رمق في حياته مسلّما المشعل الى رفاقه في درب العروبة والإسلام من خلال وقفته الشجاعة الصامدة الصابرة ونظرته المتحدية الثاقبة وكلماته المعبرة الصميمية التي واجه بها جلاّديه وهو منتصب القامة شامخا كالجبل لا تهزّه الريح رافضا أن تعصب عيناه ليواجه الموت بقلب مفتوح وصبر لا مثيل له ورباطة جأش لا يعلمها إلاّ أمثاله من الأبطال والقادة والمجاهدين الصامدين الصابرين مستذكرا قول الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله : (( لا يفهمنا إلا المجربون والذين يفهمون حياة محمد من الداخل كتجربة أخلاقية وقدر تاريخي . لا يفهمنا إلا الصادقون الذين يصطدمون في كل خطوة بالكذب والنفاق والوشاية والنميمة ولكنهم مع ذلك يتابعون السير ويضاعفون الهمة . لا يفهمنا إلا المتألمون الذي صاغوا من علقم أتعابهم ودماء جروحهم صورة الحياة العربية المقبلة التي نريدها سعيدة هانئة قوية صاعدة ناصعة تتألق بالصفاء . لا يفهمنا إلا المؤمنون بالله قد لا نرى نصلي مع المصلين أو نصوم مع الصائمين ولكننا نؤمن بالله لأننا في حاجة ملحة وفقر إليه عصيب فعبئنا ثقيل وطريقنا وعر وغايتنا بعيدة ونحن وصلنا الى هذا الإيمان ولم نبدأ به وكسبناه بالمشقة والألم ولم نرثه إرثا ولا إستلمناه تقليدا ...)) .
إن هذه المعاني والقيم الأصيلة هي التي كانت مصاحبة للشهيد البطل المجاهد صدام حسين حينما حلّ أجله فبعثت في روحه الطاهرة قوّة وبأسا وصلابة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء وجعلت منه رمزا لعنفوان هذه الأمة وثقتها بمستقبلها وإيمانها بغاياتها ورفعته الى مرتبة الخالدين الى يوم الدين وحجزت له موقعا متقدما في ركاب الشهداء والصديقين الذين سبقوه في معارك الشرف والكرامة والحق وإعلاء كلمة الله وهي نفسها المعاني التي يتمنى المرء أن يكون فداءا لها وشهيدا من أجلها تمثّلا لقوله تعالى : (( إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فأستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم .)) وقول الرسول الأعظم صلوات الله عليه كما أخرجه البخاري : (( والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثمّ أحيا ثمّ أقتل ثم أحيا ثمّ أقتل )) فأي جهاد أعظم وأكبر من الجهاد ضدّ قوى العدوان والغزو والإستعباد وأي شهادة أرفع وأرقى من الشهادة في سبيل الله ومنازلة أعداء الأمة الغاصبين المحتلين فقتال العدوّ ومجاهدته ومواجهته وعدم الإستسلام لمشيئته هو أساس الجهاد في سبيل الله والشهادة من أجل ذلك هي أعلى مراتب الشهادة إذ قال رسول الله عليه الصلات والسلام حينما سؤل : يا رسول الله الرجل يقاتل من أجل الذكر ويقاتل من أجل المغنم ويقاتل من أجل كلمة لا إله إلا الله فمن في سبيل الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله .)) وقد قاتل الشهيد القائد المجاهد صدام حسين من أجل تحرير الأرض وحماية العرض وصدّ المعتدين من صهاينة وأمريكان فحقّت له الشهادة في أعلى مراتبها وأسمى معانيها ذلك أن الشهيد شرعا هو من قتله أهل الحرب أو البغي أو قطاع الطريق أو وجد بمعركة وبه أثر أو قتل ظلما ولم تجب بقتله دية .
لذلك كان شهداء البعث والنضال الوطني والقومي خالدين في الأرض والسماء معا لأنهم لم يبتغوا من وراء نضالهم وجهادهم إلا كرامة وشرف هذه الأمة التي أعزّها الله بالإسلام دينا وجعلها في مقدمة الأمم المناضلة من أجل الحرية والوحدة والكرامة والإستقلال ومصارعة قوى البغي والعدوان والقهر والإستعباد مؤمنين بأنه إذا ذلّ العرب ذلّ الإسلام .أما أولائك الذين تصوّروا وتوهموا أن إستشهاد قائد البعث والنضال الوطني والقومي الشهيد المجاهد صدام حسين سوف يطوي والى الأبد صفحة المقاومة والنضال وسوف يقبر روح الجهاد لدى أبناء هذه الأمة فقد فاتهم أن البعث العربي الإشتراكي حزب الثورة العربية المعاصرة وذراع الأمة الضارب لم يرتبط في تاريخه النضالي الطويل بشخص أو قائد أو فرد أو زعيم مهمى علا شأنه وإرتفعت منزلته وإرتقى مقامه ذلك أن البعث العربي العظيم قد بقي وتواصل وإستمرّ رغم خسارته لأعظم وأنبل الرجال في العصر العربي الحديث كالشهيد صلاح البيطار والشهيد كمال ناصر والشهيد كمال عدوان والشهيد عبد الوهاب الكيالي وغيرهم من المناضلين المجاهدين على إمتداد ساحات المواجهة والجهاد والتمترس الثوري في كلّ ركن وزاوية من الوطن العربي فأولائك فازوا بالدنيا من خلال إستثمارهم لكلّ لحظة في حياتهم من أجل مقارعة الإستعمار والرجعية والتبعية تماما كما فازوا بالآخرة من خلال تقلّدهم لوسام الإستشهاد في سبيل المبادئ السامية التي ناضلوا من أجلها فحقّ عليهم قوله تعالى : (( ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب نؤتيه أجرا عظيما )) .
ولكن الذلّ كلّ الذلّ والعار كلّ العار لمن قاتل من أجل إعلاء كلمة المحتلّ وفرض سيطرته على مقدرات الأمة وتدنيس مقدساتها وذلك هو حال المرتزقة العملاء الخونة الذين يحكمون العراق اليوم تحت حراب الغزاة المحتلين والذين يحملون عباءة الإسلام وهو منهم براء إذ أثبتت الأحداث والتطورات أن أولائك الصفويين البهلويين الفرس المجوس الحاقدين لا دين و لا ميثاق ولا شرف ولا رجولة لهم يحتمون بالغزاة لبثّ سمومهم وتنفيذ أحقادهم الدفينة ضاربين عرض الحائط بكلّ القيم التي نادى بها الإسلام ومستهترين بأبسط المبادئ الإنسانية يحملون خناجر الغدر ووجوههم مغطاة خوفا من مواجهة صوت الحقّ والعدل والقصاص فحق عليهم قوله تعالى : (( قل إن الموت الذي تفرون منه ملاقيكم )) وقوله : (( كأنما يساقون الى الموت وهم ينظرون )) فقتلاهم والحالة تلك في النار لا ريب في ذلك خالدين فيها باحقادهم ومكائدهم وعمالتهم وخيانتهم لقيم المبادئ وقيم الرجولة في الوقت ذاته وسوف تلاحقهم لعنة العراق الى يوم يبعثون ذلك أنهم بإغتيالهم للقائد المجاهد صدام حسين إغتالوا كلّ شيء جميل في بلاد الرافدين إغتالوا التاريخ والحقّ والعدل وطعنوا العروبة والإسلام في الظهر ولم يبقوا في العراق من نخل أو شجر أو حجر فلعنة الله عليهم وعلى من والاهم وحماهم وقاد لواءهم ورحمة الله على الشهداء المناضلين المجاهدين الذين سقطوا في طريق التحرير ومعارك الشرف في فلسطين والعراق ولبنان وألف رحمة ورحمة لسيد الشهداء وقائد الفداء الشهيد الناضل صدام حسين الذي قال عنه الشاعر :
قتلوك لأنك تمتد من الأعماق الى الأعماق ومن صبرا
ومن الجرح النازف في الأقصى ومن البعد فأنت الشاهد
حين يغيب الإشهاد فلا ترحل
قتلوك لأنك لجنة تحقيق في زمن الجبناء وخنق الأرض وكسر المنجل
أغمض أنفاسك وترشّح للقمة وترجل
إستأصل من قبرك أن شراع الجبن سيثأر
في وطني تستنزف حتى تثخر
ممنوع أن تتحرك أو تتخدر
ممنوع أن تتألم أو تتضجر
ممنوع أن تتوجع أو تتأثر
ممنوع من أن تحلم بالفردوس وبالكوثر
ممنوع أن تكتب كلمة عشق لأخيك الأصغر
أقسمت برب الجثث المرصوفة في غزة
والدم المتمزق في تل الزعتر
أن الحاكم في الوطن العربي منحط وحقير مستأجر.
عزالدين بن حسين القوطالي : تونس في 03/01/2007


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.