أعراس الذباب
حاولتُ يا صغيرتي
أن أحسِنَ الحديثَ عن مسيرتي .. ينفلتُ الكلامُ منــي ساخطا .. يشتمُني .. يصفعُني .. يمسخُني أضحوكةً .. مُـهرّجًا ، شكلا غريبا خارجا عن زُمْرة الأشكالِ .. يُبقيـــني حوارا مُقرفـًا، يلفظهُ السُّمارُ ساعاتِ المساءْ .. ألعنُ … لكنْ من وَرَا سريرتي ، أخشَى عيونَ يقْظـتــــي .. تجرُّني الخـُطا على أرصــفةٍ خاويــــةٍ .. يأكلُني الصدأْ، مِن صَدَئي أُحاول الصدأْ .. لعلَّه مِن بعدِ ألفِ سنــــــةٍ ، يُعيدُ لي عشيرتي .. كذَبتُ أكثرَ المِرارِ ؛ آهِ ؛ يا صغيرتي ، كذَبتُ خوفَ نفسي ، خوفَ غدِي و أمسِي ، و كَذِبي يخذُلُـــني ، في كلِّ مرّةٍ يَسـُــلّ يــأسَــه ؛ يُشهرُهُ .. كذَبتُ ، راهنتُ على حظيرتي ، أجــل ؛ أجل صغيرتي .. في حانةٍ مُقرِفةٍ خَلفيَّــةٍ ، مــا بيـن صنفٍ ناشزٍ من الذُّبابْ ، ونادلٍ يُحسنُ إغراءَ الشبابْ ، يَنصُبُ كلّ ليلةٍ خَصرا جديدا طـازجـًــا .. أجــــل ؛ أجل صغيرتي ، بكلِ ما في مُهجتي من سابقِ الهزيمهْ ، بــــكَلـــَـــفٍ يَـهيمُ حبًّا في حظيرتي ، قامرتُ بالحظيرهْ .. والآن .. بعد لعبةِ الأزلامِ و الجماجم الرميمــــــــهْ .. جماجمٌ قد قرّرتْ لحنَ المسيره ، وألـجَمَت نَبــْــعَ الفضا ما عدتُ أهلا يا صغيرتي أنــا ، للحانةِ الخلفيَّــــــةِ الحقيرهْ ، حاولتُ .. لكنَّ الخُـطــى تجرُّني على رصيفٍ نـاشِـــــزٍ ، تجرُّني الخـطى إلى نهايةِ العشيرهْ.. أجــــل ؛ أجل يا ضَيعتي الصّغيره .. أوت 1998 |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.