د محسن العواجي مخاطباً خالد الفيصل : انزلوا قليلاً عما وضعتم أنفسكم فيه
كنت في بيت الله الحرام قريباً من مقام إبراهيم بعيداً عن الصحافة والإنترنت أتذكر ذنوباً لا ينجيني منها سوى سعة رحمة الرحيم الرحمن، أياماً معدودة لأتذكر فيها قصص السيرة متعظاً منها، جلسة هادئة قبيل المغرب قرب الكعبة المشرفة رجعت بي الذاكرة للماضي إلى عهد قريش فيتراءى لي أبو جهل، كأنه يمر من هنا أو هناك مجادلاً مكابراً يعذب سمية وعماراً، وهناك يجلس أبو لهب الذي ما أغنى عنه ماله وما كسب، ومعه امرأته حمالة الحطب، وأمية بن خلف يفعل في بلال المؤمن مثل ما تفعله أمريكا في أبي غريب وجوانتنامو، ثم أرجع لأجد في كتاب الله تعزية لرسوله ( قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) وعلى الجهة الأخرى أتذكر حال المستضعفين من المسلمين كبلال وعمار وصهيب وفتى غفار، ينظر إليهم صناديد قريش باحتقار وازدراء، ليحكم الله بين الفريقين بحكمه الذي لا معقب له (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) و(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) وفي النهاية يحق الله الحق بكلماته فينقرض المستكبرون وينصر الله المظلومين كل ذلك كان في مشهد عجيب التفت يميناً وشمالاً فلم أرَ أي أثرا لكبرياء قريش وعنادها، بل أرى الحق كله أمامي رأيت رسالة المستضعفين شامخة عبر القرون، الحق و الإيمان والتوحيد والقران الى هذه الساعة، وأما أبو جهل وأبو لهب وأمية وعتبة فقد أخذهم الله أخذا وبيلا. كانت لحظات خلوة و تأمل وعبرة وتربية، قبل أن ينغصها أحد الأحبة الذي هاتفني بحسن نية قائلا: هلا قرأت ما قاله أمير منطقة عسير عنكم يا أصحاب الوسطية والوسطيين؟ أتهمكم بأنكم (حطب) و(النار) هذه الفتنة! فذكر لي كلاماً لم أستوعبه لغرابته، ثم تكاثرت علي الاتصالات من كل حدب وكأني المعني بهذه التهم الخطيرة أو الوصي على الوسطية لمجرد أني أنشأت موقعاً تجريبياً قبل سنوات لا يزال بين المد والجزر، ولما خرجت من الحرم وجدت البهتان الأميري منشورا في جريدة الوطن ، فقلت في نفسي حسناً (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم) كنت أسمع الكثير عن الأمير خالد ولم أكن أكترث لعلمي أن كل إنسان له محبون ومبغضون والكمال لله ولأن المنهج السليم هو قوله تعالى (فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة) و للأمير خالد جهود في المنطقة لا ينكرها إلا مكابر وكنت ولا أزل احترمه وأتحاشى الدخول معه في سجال فكري لظني أنه شخصية متميزة بمواهب قد تفيد الأمة في بعض جوانبها الإيجابية لاسيما وهو في موقع مسئولية خاص، لا يرتقي إليه عادة أي مواطن عادي! لكنه سامحه الله قال فينا قولا عظيما نبرأ إلى الله منه دفعه الانفعال على غير العادة إلى أن وضعنا في قفص اتهام وبالجملة، وأي اتهام!! القاعدة! بن لادن! العنف! في وقت نسمع ممن فوقه الشكر والتشجيع على مساع نبذلها منذ رمضان بلا منة، بيد أنه من الإنصاف الذي أمر به الله ألا نبخس الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز حقه، (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) فالرجل موهوب بدرجة أصل في متابعته عندما يتحدث أحياناً إلى الانبهار بالمنطوق والبلاغة دون الفحوى، والرجل ذو ثقافة غزيرة ومتحدث من الطراز الأول، يعجبني في حديثة انتقاء العبارة وطراوة الأسلوب، إذا نطق وكأنك منصت إلى دريد بن الصمة، و أستطيع القول بأن ظهوره الإعلامي صوتاً أو صورةً أو شعراً أو نثراً ظهور متميز بلا جدال وهذا ما يدفعني إلى كتابة هذا المقال لدعوته إلى الحوار الذي لا أخاله يرفضه. لكن الذي أخشاه أن تضيع هذه المميزات والمواهب في نار الغيرة من الآخر ، فهو يمارس الإقصاء الفكري، يندفع أحياناً ليقول في خصومه قولاً يجلب عليه وعلى بعض الأبرياء سهام الناقدين بلا رحمة، أسمع منه، فأشعر أني أقرب إليه من (حبل الوريد) ثم أسمع عنه وأقول (يا ليت بيني وبينه بعد المشرقين!) والله تعالى أعلم بأحوال خلقه، لكن ليس جديداً أن يناصبنا الخصام فكرياً فقد بدأها حربا ضارية قبل العنف وأحداثه، وهاجر مجموعة من الدعاة عن أرض هو فيها في بضع سنين، ومن حقه الاختلاف مع غيره لكن لا أدري هل ينقم منا المناصحة لولاة الأمر والمطالبة بالإصلاح مع نبذ العنف؟ أم أن الأمر التبس عليه وظن أن العنف امتدادا لنا ؟ أما ما يخص الإصلاح المنشود فلا أعتقد أن الأمير خالد المعروف بعمقه الثقافي راض عن تخلفنا الإصلاحي مثلاً في مستوى المشاركة الشعبية أو انعدام مؤسسات المجتمع المدني فضلاً عن تفعيلها أو أنه يعترض علينا المطالبة بالعدالة في توزيع ثروة البلاد أو استقلال القضاء وهو أعلم القوم بهذا؟ وغير ذلك مما كنا ولا نزال نطالب به سلماً عبر الحوار الجاد والمناقشة مع قيادتنا التي أعلنا ولاءنا لها! ما حاجة الأمير في إقحام العنف في حديثه بالأمس محرضاً علينا ونحن نتصدى للعنف أكثر من غيرنا معتقدين أنه عائق لكل خطوة إصلاحية؟ وطالنا بسبب ذلك التهديد والوعيد والوقوع في الأعراض! هل الأمير هدانا الله وإياه للحق لا يزال يتعامل مع مخالفيه وكأنه يعيش فترة ما قبل أزمة الخليج الثانية (1990م) بينما نحن اليوم في مرحلة ما بعد أحدا ث سبتمبر، بل نعيش مرحلة ما بعد سقوط النظام البعثي وتحطيم ثماثيله ومحاكمة جلاوزته الذين كانوا يوماً من الأيام يخوفون جميع حكام المنطقة عن بكرة أبيهم! فكلام الأمير بالأمس اندفاع في غير محله لا ينسجم مع ما نسمعه من قيادتنا حول هذا العنف، و أرجو أن لا ينسى الأمير العزيز أن الأيام قد تبدلت ولصالح الجميع بإذن الله ورفع الله أقواماً ووضع آخرين وأصبحت الساحة اليوم ساحة فكر وحوار وحجة وبرهان ومنطق، والفتى فيها من يقول هاأنذا وليس لمن يقول كان أبي، والحمد لله أننا نتعلم ولم نكابر في خطأ اقترفناه كما أن القيادة نفسها بأعلى مستوياتها أعلنت مراراً وجود الأخطاء لديها وضرورة السعي لإصلاحها. أيها الأمير: أليس الظن بك وأنت المبشر بقيم الحضارة والتسامح والحوار أن تكون من أقرب الناس إلى الطبقة المؤمنة بقيم هذه الحضارة وتعدد الآراء وتباين وجهات النظر التي لا تنافى مع أصول الشريعة؟ وبحكم اطلاعك على تأريخ التغيرات الاجتماعية عبر التأريخ أجزم أنك قد قرأت تأريخ أوروبا لـ(وول ديورانت) وأجزم بأنك أيضا قد قرأت مقدمة بن خلدون العظيمة، وكيف أن نواميس هذا الكون جارية لا تحابي أحداً ولها أجل معلوم وسبب محتوم إذا جاء أمر الله ، والسؤال لماذ تختفي هذه المسلمات عن خطابك العام ؟ ليعذرني الأمير إن وجد في كلامي قسوة لم يعتدها ولم اقصدها، فليس من عادتي المجاملة وأنا الغريق فما خوفي من البلل، ولكني لن أدخل في مناقشة تفاصيل ما أورته من تهم علينا في مقال عابر على مواقع الانترنت، لأن هذا لا يجدي بين المتحاورين، أريد منك التفضل علي بقبول حوار علني مفتوح يسمعه من بُعد كما يسمعه من قُرب، وأنت من دعاة الحوار المعروفين ويهمنا الوطن كما يهمك، بل أشعر بالحيف كلما سمعت أميراً يزايد على الشعب بالوطنية وكأنه الوحيد الذي يرعاها، وهو يرى أن الشعب هو الذي يضحي و يموت في سبيل الأمن العام خاصة رجالنا من الأمن الذين ما فتئنا جميعا نؤازرهم ليدافعوا عنا يقدمون حياتهم وييتمون أبناءهم في سبيل راحتنا نحن وإياكم يا سمو الأمير خالد [B]وبالرغم من حرصكم الطبيعي على أمن هذه البلاد من زاوية تختارونها بحرية، إلا أننا نحن المواطنون أشد حرصاً على أمن بلادنا من جميع الزوايا!! لأن مصيرنا ارتبط قدرنا بهذا التراب الطاهر، لا مفر لنا منه إلا إلى المقابر، بل أكثرنا لا يملك منزلاً فوقه فضلا عن منازل ومنتجعات في الخارج يجدها في الأيام الخوالي لا سمح الله![/b] ولذا فدفاعنا عن بلادنا خيار استراتيجي أوحد لا نقبل المزايدة عليه، وحرصنا على استقرار بلادنا مصلحة مباشرة لنا بالدرجة الأولى، و من حقنا أن نعترض على كل من يظن بنا غير ذلك لمجرد أننا طالبنا بإصلاح شأن عام أو عدالة في حكم، أو عدل في حكم أو نصيحة بيننا دون المساس بثوابتنا الوطنية الكبرى، ولما جاءت هذه الفتنة تركنا خلافنا جانباً لنقف مع القيادة في نفس الخندق لمقاومة هذا العنف تدينا لله أولا ثم وفاء لبلدنا وعوناً لحكامنا على البر والتقوى، فوصفنا مثيري الفتنة بالداخل كما تصفهم القيادة، ووصفناهم في الخارج كما كانت تصفهم القيادة فما الخطأ إذن؟ لتأتي يا سمو الأمير فجأة فتحملنا ونحن العزل المفصولون عن مواقع التأثير المغيبون عن الساحة فترة من الزمن، تحملنا أوزار واقع الحال الذي يؤكد أنك أولى بهذه التهم منا لاسيما وقد حدث في منطقة عسير أحداثا يندر حدوثها في أي منطقة أخرى ولا أخالها نابعة من وسطيتكم في التعامل معهم، علما بأن منطقة الجنوب الحبيبة على قلوبنا هي من أفضل بلادنا رجالاً و أصالةً و طيبة، ويكفيهم ما قاله فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإيمان يماني وهم ألين قلوبا وأرق أفئدة وهم قوم كرم وشهامة، ومع ذلك عجزت هذه القلوب التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم على رقتها وطيبها، عجزت أن تتحمل (وسطية) الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز، قلوب دخلت الإسلام من الطائف إلى صنعاء برسالة حملها الصحابي بمفرده إليهم ، وحتى دخولهم في الحكم السعودي كان سلسا من أسرع المناطق استجابة وأقلها تكلفة مما يعني ضرورة الحفاظ على حقوقهم قديماً وحديثاً، وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين. |
تابع أتمنى من الأمير خالد ،أن يتحمل الرأي المخالف له بروح رياضية، وأن يتذكر أننا كلنا لنا وعلينا، واختلاف الناس حتى في تقبل هذا المقال هي ضمن التنوع الطبيعي للبشر ولهم الحق في ذلك، لكن يهمنا عموم الرأي دون آحاد الناس، والأمير قال كلمة قاسية في حقي وحق زملائي الذين لا يقلون تذمرا عني مما سمعوه، واتهمنا ( بكبائر) أمنية نحن منها براء، أمام حضورأشبه بالمصلين يوم الجمعة ينصتون للخطيب دون همس، ونشر كلامه في وسائل الاعلام الرسمية، فما المانع أن تلقى هذه التهم علينا علانية وسماع ما عندنا عنها؟ كما أتمنى أن يكيف الأمير العزيز نفسه مع حوار المواطن العادي فينظر إلى وجهة نظري هذه على أنها وجهة نظر متواضعة لإنسان طبيعي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق! ولدته أمه حرا وسيظل حرا إلى أن يلقى من له العبودية وحده، إنسان سئم من سماعه تكرار (سيدي) و ( وخادمكم) و ألقاب أخرى لم تكن تستخدم مع الصحابة بل ولا حتى مع الأنبياء، إنسان يريد أن يتذوق طعم الأخوة الإسلامية التي يجدها في القرآن ويفتقدها في الميدان، وأصدقك القول أني على يقين أنك رغم عمقك الفكري وسعة اطلاعك فلن تتحمل مني مخاطبك بالأخ خالد مثلا إلا مجاملا ولوقت محدد، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نرتفع فيه قليلا عما وجدنا آباءنا عليه، وتنزلون انتم إلينا قليلاً عما وضعتم أنفسكم فيه، حتى نؤمن وإياكم بالمساواة وبأن أكرمنا عند الله أتقانا دون أن تفقدوا مكانة أو نخسر كرامة. لست وربي متحاملاً وبحكم عدم وجود سوابق محرجة مع الأمير أجد نفسي متحمساً للحوار معه إذا أذن، لكي ينحصر الحوار في الأفكار فقط مع الحفاظ على مكانته وقدره واحترام شيبته في الإسلام، ولذا فإني أدعوك يا سمو الأمير إلى حوار علني أنت تحدد زمانه ومكانه وكيفيته، اعتبره حوارا مع مواطن مغمور، بصره بالحق الذي تعتقده واستمع لعله كهدد سليمان مثلا أحاط بما لم تحط به! تعال أيها الأمير لتحرير مسألة الخلاف التي أثرتها في خطابك المتلفز والمنشور بالصحف السعودية، و لكي نعلم أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا! فاختر بارك الله فيك أي قناة فضائية محلية أو عربية أو أجنبية باللغة العربية أو الإنجليزية، واعتبرني رهن إشارتك في هذا الترتيب، وتأكد أننا طلاب حق ولسنا أصحاب تسجيل مواقف، ولن ينقص من قدرك الحوار معي كما لن يزيدني شيئا اللهم إلا الحق الذي ننشده سويا، فاختر ما ترتاح إليه وأنا معك دون قيد ولا شرط على أن يكون هذا الحوار مباشراً ، وطالما أن من هو أفضل منا (النبي صلى الله عليه وسلم) قبل الحق ممن هو أدنى منا(شيطان أبي هريرة) فنحن إخوة من باب أولى، ولأن يجرى الله الحق على لسانك أيها الأمير أحب إلي من أن يأتي على لساني المهم أنه حق كلنا يبحث عنه، واعلم أني لن أتردد بالاعتذار لأمة محمد على الملأ إن ثبت أننا نحن الوسطيين بمواقعنا ومحاضراتنا وظهورنا بالفضائيات ونقدنا لمدارسنا الفكرية التقليدية والسياسية، كما قلت بأننا (النار) التي تحرق (الحطب) لتوقد منه هذه الفتنة!! أسأل المولى أن يهدينا وإياك للحكمة وقول التي هي أحسن، وبما أن هذا الخطاب المفتوح موجه إلى أمير وأديب ومفكر وشاعر فسأختمه مثمثلا بقول إبراهيم بن كنيف النبهاني : فـإن تكـن الأيـامُ فيـنا تَبـَدَّلَتْ.. بِـبُؤْسى ونُعْمى والحوادثُ تَفعلُ فـما ليَّـنَت منَّـا قنـاةً صـليـبةً ..ولا ذلَّلـتْـنا للتي ليـس تجْمُلُ ولكن رحـلنـاها نفـوساً كريـمةً.. تُحمَّـلُ ما لا يُستـطاعُ فتحملُ وقَيْنا بحسن الصبر منا نُفـوسَنا.. فَصَحّتْ لنا الأعراضُ والناسُ هُزَّل محسن العواجي –الوسطية – 20/5/1425هـ [HR]
التعليق مقال رائع من الدكتور محسن العواجي طرق به رأس المتعالي خالد الفيصل |
اليمامة الفاضلة صديقك من صدقك ..وليس من صدّقك المقصود أن تكون رسالة مفتوحة للرأي العام المحلي وغيره ,موجهة لطرح فكر الوسطية لتناقش وترد على فكر وليس شخص أحد.... مايهمنا هو وجود مثل هذا المخاض الفكري المباشر والجريئ ليعقبه التصحيح المطلوب بعيدآ عن تدخل الوسطاء المزمن المقيت من نفعيين ومنافقين وبطانة سوء الذين يسيئون للوطن والمواطن .. يـخـادعـنـي الـعـدو فـمـا أبـالـي ... وأبـكـي حـيـن يـخـدعـنـي الـصـديـقٌ المهم: موضوع الرسالة المفتوحة وجد صدى عند شريحة كبيرة من المثقفين والمفكرين المؤيدين والرافضين وكذلك أصحاب الأهواء وقد رد العواجي على منتقديه برسالته هذه:
بسم الرحمن الرحيم أشكر الأخوة المداخلين واتمنى أن يتذكروا ما يلي: أولا: لقد كتبت هذه الدعوة لسمو الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز بعد استشارة واستخارة وأصدقكم القول أني لم أغضب حينها حتى أكون غضان الآن كما لم اكتب هذه الرسالة إلا بعد أخذ آراء عدد ممن شملهم الأمير بالاتهام الجائر وبالتالي فهي بداية لطريق طويل نسال الله ان يعيننا عليه وانا على كل ما كتبت لم ولن أتزحزح عنه قيد أنملة حتى يتبين لنا وله حقيقة ما يدور من خلال حوار بناء ورجوع أي منا للحق خير له من التمادي في غيره. ثانيا: بعض الأخوة يلومني على نشرها في الانترنت ويقترح الهمس في أذن الأمير، وهذا اقتراح في مكانه لو ان الأمير قالها في مجلس خاص لكنه اعلنها مدوية برا وبحرا وجوا ولم اتحقق من كلامه إلا من جرائدنا الرسمية وفي تلفازنا السعودي فأين الخصوصية ابتداء، حتى نطالب بها انتهاء أما الذين يريدون همسا مقابل موقف معلن فلا أتفق معهم البتة. ثالثا: بالرغم ان جريدة الوطن من اكثر الجرائد انفتاحا إلا انه من السذاجة افتراض أنها ستنشر مثل هذه الرسالة ولا مدها ولا نصيفها ولذا اختصرت الطريق ويكفي نشرها في الانترنت لأن الهدف إيصالها إليه وليس التشهير به، ولذا لا أسمح أن يستغل هذا المقال للخروج عن حدود الأدب مع أي مسلم كائنا من كان. رابعا: إن استغرابي لكلام الأمير إنما هو نابع من اختلافه الجذري عما نلاقيه من الأمراء الكبار كالأمير عبد الله والأمير نايف والأمير سلمان و والأخ محمد بن نايف (وهو من القلائل الذين نستطيع مخاطبتهم بالأخ دون أن نتحرج او يتحرج) فيما يخص موقفنا من العنف ولذا ذكرت في المقال انهم يشكرون السعي ويقدرون الجهد فهم ليسوا معنيين بهذا المقال الذي خصصته لموضوع التصريح الذي أدلى به الأمير خالد الفيصل ضدنا ولم نسمعه من أي ممن نتعامل معهم منذ فترة، ومن الواضح ان المقصود هو الأمير خالد نفسه ومن على شاكلته عندما قلت بأن عليهم أن ينزلوا قليلا ونرتفع قليلا لكي نكون إخوة متحابين، ولذا فكل محاولة لتعميم هذا الخطاب لغير المعني به فهي من العبث الذي لا يتسق مع السياق المقصود بالخطاب وهذ االتوضيح بمثابة قيد على أن المسألة خلاف بين طرفين محددين المجموعة التي قصدها الأمير في اتهامه لهم بأنهم النار الموقدة للحطب والأمير خالد بمفرده، إذ لا تزر وازرة وزر أخرى. خامسا: إنني إذ أطلب الحوار أو المناظرة معه في موضوع حدد هو الذي أثاره فإنني أؤكد على حق الأمير واحترامه وتقديره وكل هذا لا يتنافى مع السعي الحثيث بيننا للوصول إلى الحق والحقيقة، وغذا تم الحوار فلن يكو نفي هأي مجاملة عل ىحساب الموضوعية ولا أدري لماذا يستغرب البعض هذا الطلب المشروع بغض النظر عن اتجاه الحوار، أتمنى أن نظر الى الطلب بشكل طبيعي ولو حدثت المقابلة المتلفزة فستكون في غاية الرقي والتأدب معه دون إخلال بالهدف المنشود، حتى لو حصلت في قناة الجزيرة لأني لا أهدف من وراء هذا الطلب سوى الاستيضاح و تفعيل الحوار بين الجميع ورفع القداسة عن الكل وتوضيح الصورة التي لم يوفق الأمير خالد في تلبيسها علينا سامحه الله. أخيرا: هذه الرسالة مجرد دعوة للمناظرة والحوار المفتوح فقط ولم أناقش فيها ما طرحه الأمير في تصريحاته ولن أدخل في محاور المناظرة قبل الاتفاق عليها والكرة الآن في مرمى الأمير ليحدد ما يراه مناسبا ولا زلت في الانتظار يدوني الأمل ويحفزني التفاؤل وليعذرني بعض المداخلين فلن يكون هنا مناقشة لما طرحه الأمير هنا ما دام هناك أمل بموافقته على الحوار الصوتي . والله الموفق -------------------------------------------------------------------------------- (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) moh5000@yahoo.com |
فلا أعتقد أن الأمير خالد المعروف بعمقه الثقافي راض عن تخلفنا الإصلاحي مثلاً في مستوى المشاركة الشعبية أو انعدام مؤسسات المجتمع المدني فضلاً عن تفعيلها أو أنه يعترض علينا المطالبة بالعدالة في توزيع ثروة البلاد أو استقلال القضاء وهو أعلم القوم بهذا؟ وغير ذلك مما كنا ولا نزال نطالب به سلماً عبر الحوار الجاد والمناقشة مع قيادتنا التي أعلنا ولاءنا لها!
وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نرتفع فيه قليلا عما وجدنا آباءنا عليه، وتنزلون انتم إلينا قليلاً عما وضعتم أنفسكم فيه، حتى نؤمن وإياكم بالمساواة وبأن أكرمنا عند الله أتقانا دون أن تفقدوا مكانة أو نخسر كرامة. إنسان سئم من سماعه تكرار (سيدي) و ( وخادمكم) و ألقاب أخرى لم تكن تستخدم مع الصحابة بل ولا حتى مع الأنبياء،
سلمت ياعواجي ولافض فوك ورحم الله والديك الذين انجبا مثلك
|
أختي اليمامة
هذا رد الأمير خالد الفيصل في المقابله التى جرى معه في قناة العربية جدل حول "الوسطية" بين الفيصل والعواجي وفي سياق المقابلة التلفزيونية ذاتها رد الفيصل على سؤال متعلق برسالة وجهها له محسن العواجي (مؤسس موقع الوسطية على الإنترنت) يدعوه فيها إلى مناظرة حول الوسطية، بالقول إن العواجي ربما يكون انتهز الفرصة لتوجيه رسالة إلى الدولة و"هم أدرى بالطريقة المناسبة للرد على تمنيات العواجي". وقال الفيصل إنه لم يسمع بالعواجي إلا في السنوات الأخيرة مؤكدا "لا أريد أن ننشغل بهذه المواضيع الجانبية عن القضية الأساسية وهي تشويه صورة الإنسان المسلم". |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.