أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   قضايانا بين وهن الضعف وقوة الطاقات الكامنة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=10913)

صلاح الدين 29-03-2001 06:13 AM

قضايانا بين وهن الضعف وقوة الطاقات الكامنة
 
ينسب إلى كبير السياسيين البريطانيين (تشرشل) القول: (أنجح اللجان، لجنة مؤلفة من شخصين، يغيب أحدهما). فالقرار الجماعي صعب، وأمامه طريق مليء بإجراءات التوافق والتوفيق في خضم تلاطم أمواج المصالح المتعارضة والمتشاكسة، بخلاف القرار الفردي الذي لا يحتاج أكثر من توقيع، وعلى أجهزة السمع والطاعة أن تنفذ دون نقاش.

وهكذا هي مؤتمراتنا العربية، أبرز نتائجها نجاح أعضائها في الاجتماع لعقدها، وقبل ذلك وبعده تستهلك (المجاملات) جل الجهود والوقت والمال. وكان الله في عون وزراء الخارجية الممهدين للقمة كم يحتاجون من الحكمة والصبر للخروج ببرنامج عمل مقبول، ثم ادع معي للذين سيصيغون مسودة البيان الختامي للخروج من مأزق التوفيق بين التناقضات، والحذر من تفجير غضب هذا أو ذاك، وفي العادة القادة يأكلون الحصرم وصغار الكتبة يضرسون.

ولأن الخروق التي تمزق الجسم السياسي العربي لم تعد تستر ما ينبغي ستره، ترى المواطن العادي أكثر اهتماماً بمباراة الكرة من وقائع اجتماع القمة وجدول أعمالها ونتائجها، وإذا كنت حريصاً على بقية من أمل فإياك أن تسأله رأيه، لأنك لن تحصد سوى التخوف من تراجع جديد يقدم على مذبح خلافات البيت العربي، وعلى عمليات التجمل المستهلكة للبقية الباقية من احتياطانا المستقبلي.

وهنا يكمن الرهان الإسرائيلي: مزيد من فشل عربي يقابله مزيد من الاستكبار الإسرائيلي.

وفي كلا الحالتين (الفشل العربي والاستكبار الإسرائيلي) قرارات دولية وإمكانيات عالمية ضاغطة، ومن منا لم يلاحظ قمة بوش – شارون، وسلسلة اللقاءات السياسية والاقتصادية والأمنية بعدها، والابتسامة الكبيرة المرسومة على شفتي البلدوزر (شارون) وهو يبشّر جماعته بأن الدعم الأمريكي للمواقف الإسرائيلية (غير محدود)، وهو دعم ينطلق من أسس التفاهم للحاجات الإسرائيلية، ومن الواجب الأخلاقي تجاهها، ومن إدراك الخطر الاستراتيجي الكامن في الاستجابة للمطالب العربية.

ولقد رسمت القمة الأمريكية الإسرائيلية السقف الأعلى الذي يسمح به للزعماء العرب في قمتهم العتيدة، فقد أجازت لهم أن يتخذوا ما شاؤوا من قرارات تتوافق مع الاستراتيجية الأمريكية المرسومة للمنطقة، وما ينسجم مع المطالب الإسرائيلية في رؤيتها للحل النهائي مع الفلسطينيين.

ولم يعد للأمة، من حيث هي أمة، أية مطالب، فهناك أمة يهودية تمثلها دولة إسرائيل وترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، وفي مقابلها دول عربية (لاحظ دول متعددة وليس أمة واحدة) تمثل مصالح إقليمية، بعضها متشابك مع المصالح الإسرائيلية، وبعضها متعارض معها، وفي كلا الحالتين ينبغي مراعاة الحساسية الإسرائيلية لأي تغيير في خريطة القوة، لاسيما القوتين الأمنية والاقتصادية، لأنهما يفضيان بالضرورة إلى القوة السياسية.

يتيمة هي المصالح العربية، ويتيمة هي المطالب العربية، في عصر يتسلق الأقوياء فيه على ظهور اليتامى والضعفاء، ويتخذهم مطية لتبرير الاستكبار والجبروت المعاصر.

وتبرز المهزلة أسنانها الصفراء المسودّة الأطراف عند التطرق إلى مطالب العرب الإقليمية، لأن السياسة الأمريكية المتفهمة لحاجات إسرائيل (الأمنية والاقتصادية) لا تشجع خط المطالب القانونية الإقليمية. فليس للبنان أن يطالب بتعويضات عن خمسين سنة من المعاناة على أيدي الإرهاب الإسرائيلي، حتى مياهه الإقليمية ممنوعة من التربع على جدول أي نقاش جاد وهادف، وليرحم الله شهداءه الأبرار، ومعتقليه وأسراه، ولأيتامه وثكلاه وأرامله فتات المنظمات الدولية، لأن الأمن الإسرائيلي ولأن الاحتياجات الإسرائيلية وحدها تستحق أن تكون على جداول أعمال البيت الأبيض.

وما نقوله عن لبنان يقال عن فلسطين التي اختفت من على الخريطة السياسية الدولية لتحل محلها دولة إسرائيل، وعلى نسق ما يتردد في الأفلام التجارية عند الخلاف على شقة سكنية واحدة بيعت لأكثر من زبون، ترفع الولايات المتحدة العبارة المشهورة: (يبقى الوضع على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء)، وهو قضاء – بالمناسبة – لا يملك آليات تنفيذ الأحكام، ويستمد وجوده واستمراره من الدعم المالي للدول الصناعية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أكل من خبز السلطان ضرب بسيفه.

وتتكرر الصورة في الهضبة السورية (الجولان)، وفي وادي عربة بالأردن، وفي ملفات مذبحة الجيش المصري (العام 1967م)، وفي العدوان الإسرائيلي على ليبيا، وعلى مقر منظمة التحرير بتونس، وفي تدمير المنشآت النووية العراقية، وفي سجل مفتوح من المعاناة والقهر والعدوان على كل ما هو عربي وإسلامي تقوم به المنظمات الصهيونية ابتداء من تزوير الحقائق وانتهاء بحملات التحريض الهادفة.

إن سجل الضعف الذي عددناه آنفاً لا يعني اليأس، ولا إغلاق باب الأمل بالرتاج، وإنما يعني إيقاظ العقول وفتح العيون لرفع الغشاوة كي نرى الأمور كما هي في عالم الواقع، وكي نترفع عن اعتبار الشكليات إنجازاً لعجزنا عن الإنجاز. والطاقة الكامنة في الأمة، أمانة لا يصح التفريط بها بالتعلل بالضعف المسيطر والقهر المحيط بالأمة، قيادةً وأقاليمَ، لأن ما نملكه من إمكانيات، وما نراه من جهوزية الشعوب، يشير إلى مستقبل واعد، ليتنا نتقدم إليه بشيء من الوعي والتخطيط//

الشيخ أبو الأطفال 29-03-2001 11:33 AM

السلام عليكم.
كيف ومن الذي يجرؤ على تفجير تلك الطاقات الكامنة قبل ان تتحول الى لا شيء الى عدم....هذا هو السؤال ؟؟؟

صلاح الدين 29-03-2001 10:31 PM

أطفالك وأطفالنا يا أبا الأطفال
(الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة)

الشيخ أبو الأطفال 30-03-2001 09:38 AM

السلام عليكم.
والله اخاف يا اخي صلاح الدين ان يصاب أطفالنا بما اصبنا به وتنتقل اليهم كل أمراضنا ونورثهم الرداءة والخنوع والذل والنحيب وفن الكلام وحب السلطان والقناعة بما هو كائن في كل زمان ومكان....هل يا ترى وسط كل هذا نستطيع ان نعد أطفالنا على قناعات ومبادئ غير تلك السائدة فينا لأنهم ولدوا لزمان غير زماننا... هي ذي مشكلة المشاكل ؟؟؟

صلاح الدين 30-03-2001 10:37 AM

يا أبا الأطفال
لا تيأس
وانظر إلى أطفالك في لبنان وفلسطين
ألا ترى فيهم الأمل القادم؟؟؟
ومثلهم كل أطفالنا في جميع ديارنا، فهم ما زالوا على الفطرة ولله الحمد .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.