أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

السلام عليكم ؛؛

إخوتي الأعزاء .....

استكمالا للموضوع ... فإنني وبعد أن بينت أهمية القلب بالنسبة لجسم الإنسان من حيث سيطرته على تصرفاته ... فإنني أود أن أتحدث عن العقل والذي قد يتساءل البعض عن دوره في التحكم بتصرفات الإنسان .

قد يظن البعض أن العقل هو الذي يتحكم بتصرفات الإنسان .. وهذا القول فيه شي من الصحة إلا أنه ليس صحيحا تماما ، فكما بينت بأن تصرفات الإنسان مصدرها ومبدأها الأساسي هو القلب ، وهناك أمثلة كثيرة في حياتنا اليومية على ذلك ، ومنها أنه إذا غضب أحد منا على شخص فإن الغضب سيترتب عليه تصرف أو ردة فعل وهو إما أن يكون لفظيا أو جسديا ، ولو استعرضنا هذا المثال لوجدنا أن البداية كانت في شعور الشخص وهو الغضب ، ولاشك أن المشاعر على اختلافها مصدرها القلب ، وهنا البداية .. ثم يأتي بعد ذلك العقل الذي يترجم ويخطط لردة الفعل الناتجة عن ذلك الشعور ، فيصدر أوامره وإشاراته لأعضاء الجسم لتتصرف حسب تلك الأوامر .

وهنا آتي للهدف من هذا الموضوع .. وهو كما ذكرت في المقدمة المحافظة على صحة وسلامة قلوبنا حتى نظمن صحة وسلامة عقولنا وبالتالي تصرفاتنا .

للأسف أن الكثير من الناس يعتقدون أن العقل هو المقياس بين الناس من ناحية مستوياتهم الفكرية .. إلا أن ماذكرته آنفا يفند تلك النظرية .

فليس كل من لديه عقل سليم تكون تصرفاته سليمه إذا كان قلبه مريضا .. فكم من صاحب عقل راجح قد ضل طريقه وأخذ يتخبط في الظلام ظنا منه بأن مايفعله صوابا وحكمة لم يسبقه أحد إليها .

إخوتي الأعزاء ...

إن ما يدور في المنتدى هذه الأيام لهو دليل واضح على أن البعض منا يتصرف بطريقة توحي بأن قلبه مريض وغارق في الظلام .. فهو لايرى الحق والصواب ، ويصدق ذلك قوله سبحانه وتعالى ( فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) .

فإن أردنا أن نضمن سلامة أفكارنا وعقولنا وتصرفاتنا فعلينا أن نعالج قلوبنا أولا من الأمراض والأدناس التي تعكر صفوها .. وأن تكون قلوبنا عامرة بمخافة الله وتقواه .

وفي الختام أود أن أذكركم بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والذي يجب على كل منا الالتزام به والسير على نهجه .. حيث يقول (( ياغلام .. احفظ الله يحفظك .. احفظ الله تجده تجاهك .. واذا سألت فاسأل الله .. واذا استعنت فاستعن بالله .. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على ان يضروك .. لم يضروك بشئ الا قد كتبته الله عليك .. ولو اجتمعت على ان ينفعوك .. لم ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك .. جفت الأقلام ورفعت الصحف ))

هذا وأسأل الله لي ولكم الهداية والصلاح .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري ؛؛؛