فى التوراة : لا يدخل المخصى فى جماعة الرب !!
 

جاء فى سفر التثنية : الأصحاح رقم 23: 1-3

لا يدخل مخصي بالرض أو مجبوب في جماعة الرب

والرض – لغويا – هو دق الشئ ويقال رض الشئ يرضه رضا فهو مرضوض ورضيض… وقيل رضه رضا أى دقه وتكسر. ويستخدم الحجر عادة فى رض الشئ ....
والمجبوب – لغويا – هو الذى استؤصل ذكره وخصياه –
وايضا المجبوب هو مقطوع الذكر أى مقطوع عضوه التناسلى!

من هذا النص نفهم ان المخصى ! والمجبوب لن يدخلا فى جماعة الرب .
أى ليس من حقهما أن يكونا من المؤمنين بالرب

وقد نلمس الدقة المتناهية للتوراة حين تخبرنا عن نوع المخصى الذى يطرد من جماعة الرب… فهو ليس أى مخصى حيث لابد وأن يكون مخصيا بالرض

ولقد تثير هذه العقوبات التوراتية – شأنها شأن عقوبات الأمم المتحدة التى تكيل بكيلين – بعض التساؤلات الانسانية الملحة وهى :

لماذا يطرد المخصى من جماعة الرب؟
ولماذا المخصى بالرض بالذات؟ وماذا عن المخصى بالجراحه أو المولود مخصيا أو المخصى بالاشعاع أو المخصى بالكيماوى ؟ … وهل المخصى بالكيماوى سيدخل فى جماعة الرب بينما المخصى بالرض لن يدخل فى هذه الجماعة…. وهل هناك فرق بين الرض عن عمد (كعقاب للمرضوض مثلا) والرض غير المتعمد (كالرض نتيجة حادث مثلا) ؟ هل سيطرد المخصى من جماعة الرب فى كلتا الحالتين؟….. ثم ما هى المدة المحددة للمخصى - بالرض- بالطرد من جماعة الرب؟ هل لمدة عشرة أجبال أم سبعة أم ثلاثة أم جيل واحد؟… وقبل كل هذا لماذا يطرد المخصى أصلا من جماعة الرب؟….وما هو ذنبه؟ أم هل ذنبه أنه فقد قدرته الجنسية؟

ولماذا يطرد المجبوب من جماعة الرب؟
حيث ان المجبوب – بعد جبه - يمتاز بمزية وهى فقدان قواه الجنسية أى أنه لا يستطيع ارتكاب جريمة الزنا…. اذا فما هو ذنب المجبوب ؟ وما هو الحال لو كان المجبوب قد جبب بسبب اصابتة بالسرطان فاضطر الجراح الى جبه لمنع انتشار المرض… وهل من العدل أن يفقد المجبوب ما جبب منه ثم يطرد بعد ذلك من جماعة الرب ؟ اذن فمصيبة المجبوب مصيبتين وكلاهما مر وهما أن يطرد من جماعة الرب... ثم يبكى بقية عمره على فقدان ما جبب منه !….

آه لو كانت هذه الاية فى القران ... لاستغلها اليهود ولملئوا الدنيا ضجيجا ولانتشرت فى جميع وسائل الاعلام ... ولأقيمت الندوات الاستراتيجية مع تعليقاتهم وتهكمهم من أمة الاسلام الهمجية التى تعامل المخصى و المجبوب بهذه الطريقة الوحشية وتهدر اتفاقية جنيف الدولية ومعاهدات حقوق الانسان .