أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - عـــــالــم تخاف متختشيش

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دق باب منزلي في احد الأيام صديق وعضو في هذا المنتدى لعزيز على قلبي وكان وقتها ساعة الغداء وكم كنت جائع بعد عدة جولات وصولات لمراجعة لبعض دوائرنا الحكومية التي تعُنى بتذليل وتسهيل معاملات المواطنين وبالفعل لم أجد سوى التعاون المثمر والابتسامة التي نجدها دائما على محيا بعض الموظفين
( شكلكم ما صدقتوني 00 من حقكم ) ماهو كمان كلام ما يتصدق موظف وابتسامة
المهم طرق الباب صديقي الوسيم دقات خجلة ومتواضعة جعلت جميع الجيران يفتحون نوافذ منازلهم لرؤية هذا المزعج في ساعة الظهيرة
وكعادته القبيحة في عدم اختيار الوقت المناسب للزيارة وجدته امامي ولا ادري لماذا حينها تذكرت القائد النازي الألماني ( هتلر ) لا اعلم قد يكون بينهما شيء مشترك غير الشنب وتدويره الرأس التي تذكرني بكرة الطائرة
فبعد أن أمتعني بابتسامة الباهتة قال لي أنة يرغب في زيارة منتدى سياسي كبير
مشهور بأعضائه الحمقى وقلة أدبهم وافتقادهم لأبسط قواعد آداب الحوار وضعف مستوى مواضيعهم من الناحية السياسية فهم يعتمدون اعتماد كلي على الشائعات والأكاذيب وتزيف الحقائق والوقائع ناهيك عن المحاورة المضحكة
فقلت له ( أو كية ) على بركة الله لنرى
دخلنا منتداهم الذي يشبه الوكر مظلم تفوح منة روائح نتنة تسمع ألفاظ قبيحة غير مرتب ويفتقد إلى النظافة وحُسن الإدارة تعتقد للوهلة الأولى انك في سيرك ابطالة
من الحيوانات والمهرجين أصحاب الألوان الزاهية والأقنعة الملونة
قبعنا في آخر الصف وقام أحد اعضائة المبجلين لديهم ويملك عدة ألقاب اخذ يقراء عليهم موضوع من مواضيعه الشيقة والتي تندرج تحت قلة الأدب لما يحتويه الموضوع من كلمات بذيئة وخارجة عن آداب الكتابة وكان موضوعة يتكلم بصفة عامة عن شتم وتحقيره لحكومة بلدة وقد كان في غاية الكرم في قذف قنابله الذكية
ولم يبخل على الحضور في إطلاق بعض النكت الباهتة على رجال الدين والعلماء
وبعد أن افرغ ما في جعبته قامت عاصفة من التصفيق ممن حضروا هذه الندوة العالمية بل اخذوا يرددون وبصوت واحد ( اعد 00 اعد 00 اعد ) هذي أم كلثوم ماهو كاتب
وماهية سوى لحظات حتى جاء من أقصى الصالة رجل يسعى وهو يحذرهم
(( كبسة كبسة )) لحظات وقد كان الجمع في خبر كان 00 منهم من تسلق السور ومنهم من اخذ حذائه بيمينه وعقاله بيسارة ومنهم من قذف بنفسه من النافذة خوفاً
حتى من ألقى محاضرته وموضوعة الهايف قد سبق الجمع إلى مخرج الطوارئ
فهممت أن اهمس في آذن صاحبي فلم اجدة فقد تخطى الجمع وهو يردد قائلاً بشكل هستيري ( جاك الموت يا تارك الصلاة ) حط رجلك يا ولد انحاش

وبما إنني سريع في العدو وقت الشدائد ماهي سوى لحظات وأنا خارج المنتدى
( الشبهة ) فأخذت أراقب الوضع من بعيد فإذا برجل أمن من ماركة (3 أشرطة )
وكيل رقيب يقف أمام باب المنتدى مرتديا زيه العسكري
ويحمل جهاز لاسلكي فقلت في نفسي( وقعت يا عنتر ومحدش سمى عليك )
ماذا لو قُبض على صديقي وكعادتنا الأصيلة في التحقيق مع المتهم وذلك بتقليع الأظافر وتعليق المتهم في المروحة هذا عدا اللطم والضرب وممارسة جميع أنواع التعذيب البدني والنفسي وأقر صديقي ( الدلخ ) واخبرهم باسمي وأنا لا ناقة لي ولا حمار في الموضوع مجرد فضولي ذهب مع فضولي آخر إلى ذاك المنتدى المشؤوم حتى إنني لم أشارك في التصفيق ولا الهتاف
لا ادري لماذا تسابق دمع عيني على النزول وأنا أتذكر تلك الغرف المظلمة والتي عادة يحتجز فيها كل من تسول له نفسه في إبداء رأيه حول بعض الأمور
ولكنني لم افعل ولم اتفوة بكلمة (محنا عايشين والسلام ) وبينا أنا أراقب هذا الوضع من تحت سيارة كبيرة وايت ماء رأيت أن ( انسدح ) تحتها وابكي واندب حظي الذي يشبه وجهي رأيت رجل الأمن يمسك بصديقي وصافحة بل عانقة مما جعلني أتسائل هل غيرت الحكومة أسلوبها في القبض على بعض الشباب أصحاب اللسان الطويل
وماهي سوى دقائق حتى جأني صديقي يدندن بأغنية قديمة ويأمرني أن اخرج من مخبأي ويهو ينكت قائلا اطلع زال الخطر يا عنتر ( ليتهم رقدوا ذاك الليل )
فاستفسرت عن وجود رجل الأمن فقال لي باختصار هذا ابن خالتي وقد كان في إجازة وسئل عني واخبره والدي بعنوان المنتدى فجاء ليودعني بعد أن انتهت إجازته وهذا كل مافي الأمر فقمت واقفا ونفضت الغبار وقلت له من قال لك بأنني كنت خائف بل كنت ابحث عن قلمي فقد وقع مني تحت السيارة

والمثل المصري يقول (( عالم تخاف متختشيش )

عنترنيت