أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الأفكار الصادقة ليست بالضرورة أفكاراً فعالة! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=26585)

محمد ب 02-10-2002 09:34 AM

الأفكار الصادقة ليست بالضرورة أفكاراً فعالة!
 
أحب بين الحينة والفينة أن أتحف أخوتي رواد خيمة الثقافة والأدب بهدية من جنى أفكار ذلك المفكر المفيد:مالك بن نبي.
ولهواة التوثيق:
أستند في هذه الفقرة إلى كتاب مالك بن نبي"مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي"الناشر مكتبة عمار-القاهرة-رجب1391هجرية-أغسطس1971 ميلادية.
يرى بن نبي أن الفكرة الصادقة ليست دائماً فعالة والفكرة الفعالة ليست دائماً صادقة!
الفكرة هي صحيحة أو باطلة، ولكن هذه الفكرة رغم صحتها قد تفقد فاعليتها.وقد تظل فترة طويلة كامنة في عالم اللافاعلية رغم وجودها، حتى يأتي زمان تخرج إلى الفاعلية ويضرب بن نبي لهذا مثلاً بفكرة ابن النفيس عن الدورة الدموية الصغرى، فهي لم تستخدم إلا بعد قرون حين أخذها الأوروبيون (ونسبوها إلى هارفي)
وفي المقابل ما أكثر الأفكار الباطلة بذاتها التي قلبت الأحداث وغيرت التاريخ!
إن العقيدة الدهرية المادية التي تقوم عليها الحضارة المعاصرة هي عقيدة لا نشك في بطلانها، ولكنها عقيدة فاعلة،( وقد أضيف: وليس ذلك فحسب، بل هي تستطيع في بعض الحالات بالقوة أن تطفئ جذوة أفكار صادقة من الحضارات المهزومة وتهيل عليها رماد النسيان!)
والخلط بين الفاعلية والصدق يستخدم لتشكيك المسلمين في إسلامهم، إذ يقال لهم: أتكون صحيحة عقيدة أهلها في أسفل درجات السلم الحضاري، وتكون خاطئة عقيدة تغزو القمر؟
ويقول بن نبي:"كثير من المفكرين المسلمين اليوم يفتنون بالأشياء الحديثة وبالتالي بمنطق الفعالية من غير تمييز بين حدود توافقها مع المهام التي يريد المجتمع أن ينهض بها دون أن يفقد أصالته، فهؤلاء المفكرون يخلطون بين أمرين: بين "الانفتاح الكامل لكل فكر تأتي به الرياح" وبين تسليم القلعة للمهاجمين-كما يفعل الجيش الخائن-"
"ينبغي على الفكرة الإسلامية لكي تقاوم الأفكار الفعالة والخاصة بمجتمعات القرن العشرين المتحركة،أن تسترد فعاليتها الخاصة بمعنى أن تأخذ مكانها من بين الأفكار التي تصنع التاريخ"-

omar76 02-10-2002 12:38 PM

شكرا أخي محمد على ما تتحفنا به من مساهمات هي للوخزات التي تستفز عقولنا للتيقظ أقرب..

نعم يا أخي ..هي ثمار أفكار المفكر "مالك بن نبي " تظل حية .. ومتجددة ...توضح لنا صورة الماضي .. وتعبر بصدق عن الحاضر الواقع .. وتتنبأ بما سيكون عليه المستقبل..

إن قدرة أفكار الرجل على النفاذ في الزمن .. هي التي تجعلها دائمة الحياة والتجدد.. لكن ...

لكن هل وجدت هذه الأفكار عقولا تعيها ..أو تنطلق منها لتؤسس لفكر جديد .. ربما تكون منه انطلاقة لانتفاضة فكرية في العالم الاسلامي ..انتفاضة من شأنها أن تخلط ..أو لنقل .. أن تقوم معادلات هذا العالم ..الذي اختزلته أحادية السلطة ..أحادية القطب .. وأحادية الترهيب أيضا ؟؟؟..

والله ..لعمري ..إنها مثل الماء الزلال الذي ينساب من أعلى .. ولا يجد آنية يملؤها ..
وما أكثر العطشى من حوله !!..

أخي ..شكرا لك مجددا ..

و..دمت لي ..

عمــــر..

محمد ب 02-10-2002 02:09 PM

أخي عمر76
مالك بن نبي يتميز في اعتقادي بأنه مفكر مسؤول/إن جاز التعبير،لا يشطح،بل يحاول أن يدرس المشاكل دراسة عيانية.
وهو رأى أننا تكلمنا كثيراً عن الاستعمار ولم نهتم بموضوع "القابلية للاستعمار" وهذه القابلية قادرة على إنتاج الاستعمار وما هو شر منه.
وبعد هذه التجارب صار بإمكاننا أن نرى أننا بالفعل قابلون للهزيمة.ليس بسبب المؤامرات الخارجية فقط بل بسبب نقص داخلي في العناصر الجوهرية التي تكفل لنا التخطيط السياسي الاقتصادي الاجتماعي الشامل الكفيل بنهضة يصبح معها استعمارنا مستحيلاً كما كان استعمار اليابان وألمانيا مستحيلاً حتى مع وجود احتلال عسكري لهما:إن التركيبة الداخلية لذينك المجتمعين لم تكن"قابلة للاستعمار"!
والحديث يطول وآمل من مواطن لبيب لمالك رحمه الله مثلك أن يغنيه.
مع خالص التحية.

سلاف 02-10-2002 10:37 PM

"ينبغي على الفكرة الإسلامية لكي تقاوم الأفكار الفعالة والخاصة بمجتمعات القرن العشرين المتحركة،أن تسترد فعاليتها الخاصة بمعنى أن تأخذ مكانها من بين الأفكار التي تصنع التاريخ"-

يرحم الله مالك بن نبي. ويحفظ الله لنا محمد ب.
أخي محمد

هل بيّن مالك بن نبي كيف نرد للفكرة الإسلامية فاعليتها ؟

محمد ب 03-10-2002 12:45 AM

وحفظ الله لنا سلافاً.
لا أعرف إن كان مالك قدم جواباً واحداً بسيطاً على هذا السؤال الكبير.
ولكنني رأيته بحث المأزق الحضاري للمسلمين من جوانب عديدة واجتهد في التحليل المسؤول الذي لا يجنح للعواطف التي نميل إليها عادة.
وقد كتبت سابقاً ملخصاً جوانب كثيرة من آرائه ومعلقاً عليها ولا زال في نيتي كتابة المزيد إن وفقني الله.
ولا أستطيع مع الأسف الإجابة على سؤال الأستاذ العزيز سلاف بجواب أكثر تحديداً من هذا..

سلاف 03-10-2002 03:41 AM

تدري يا أخي محمد

من واقع الحياة حاضرا وتاريخا يحدث كثيرا أن يكون الإشكال في ميكانيكية التنفيذ. لا أخص الفكر بل وحتى التجارة والتعامل.

وفيما يخص أمتنا فليس بين الملتزمين اختلاف على ضرورة تفعيل الإسلام فكرا ومنهجا. وتفترق وجهات النظر في آلية ذلك التفعيل. وهذا لا ينقص من قدر أفكار مفكرنا الكبير يرحمه الله. بل يحفزنا إلى الجرأة على محاولة الإجابة على هذا التساؤل الذي أجد نفسي أتهرب منه كثيرا بلا وعي أحيانا وبوعي حينا ربما لضعفي عن القيام بتبعات لإجابة عليه ومواجهة الذات في ذلك ولعلني لست وحيدا في هذا التهرب.

محمد ب 03-10-2002 05:32 AM

أعتقد أننا في بعض الحالات نظلم أهل الفكر وأهل العلم حين نكلفهم بأشياء تتجاوز صلاحياتهم ثم نشكك بفعاليتهم أو بجدوى أفكارهم حين لا يستطيعون تنفيذ أفكارهم الصائبة.
إن عالم اجتماع معين(وبن نبي في اعتقادي من جملة مواهبه أنه كان عالم اجتماع) قد يدرس ظاهرة اجتماعية ويحللها ويبين أسبابها ونتائجها ،بل يقترح حلولاًً لها ثم لا يكون ذنبه أنه لا يستطيع تنفيذ هذه الحلول بنفسه إذا كانت البنية السياسية للبلد المعني مثلاً لا تضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولا تضع الخبراء في مكانهم أو كانت هي أساس البلاء وأسه!
وتظل لهذه الأفكار قيمتها مع ذلك لأنها صائبة ولو أنها غير فعالة في وقت معين!
ولن أجد على هذه الأفكار الصائبة أحسن مثلاً من فكرة الوحدة فالتجزئة التي أصابت العالم الإسلامي( ثم أصابت كل قومية من قومياته على حدة!) تقف عائقاً أمام أي محاولة نهضوية جدية،بل إن ثمة ما هو شر بعد من التجزئة ألا وهو التناحر الداخلي،فليت أقطارنا اكتفت بالتجزئة ولم تصرف طاقاتها القطرية في الإنفاق على حروبها الداخلية!
فإن قلنا إن الوحدة حل فقد يبدو كلامنا لا فاعلية له ولكنه يبقى صحيحاً ويبقى أن على أهل العلم وأهل السياسة أن يحاولوا تفعيل هذه الفكرة الصائبة وعدم إهالة التراب عليها كما يفعل بعضهم عندنا بدعوى أنها غير مجدية،إذ عندما يهال عليها التراب نحكم على المستقبل وليس الحاضر فقط بأنه لن يكون إلا شراً مما نحن عليه!

rmadi41 04-10-2002 11:26 PM

أركان الاسلام الخاصة والعامة
 
سبب عدم فعالية الفكرة يعود كما قال احد المفكرين ولا أذكره الآن ولكن أظن أنه ابن خلدون
يقول هذا المفكر أن سبب تراجعنا هو أن المسلمين اخذوا بأركان الإسلام الخاصة فقط وهي المظاهر المعروفة من صلاة وصيام وغيرها من عبادات ظاهرة ولكنهم تركوا أركان الإسلام العامة التي أسس سيدنا الرسول عليها قواعد المجتمع المدني من مؤاخاة وتنظيم وحضارة وعدل فهذا هو سبب تخلفنا , فهذه هي الفكرة بشرح مختصر فهل أحسنت التعبير عنها أم لا أجيبوني أثابكم الله .

محمد ب 05-10-2002 07:02 AM

شيء قريب من هذا قاله مالك بن نبي وقاله كثيرون غيره.
ولا أعتقد أنه ابن خلدون لأن مباحث ابن خلدون كانت لا تتعلق بانهيار الحضارة الإسلامية كحضارة بل كان يهتم بمصير الدول ضمن إطار الإسلام.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.