أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الرمضانيـة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=54)
-   -   مقال الشباب والروتين الخاص في رمضان (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=48346)

المسلم2004 16-10-2005 08:28 AM

مقال الشباب والروتين الخاص في رمضان
 
السلام عليكم أخواني ومبروك عليكم الشهر ، وعذرا على الغياب الطويل
أحب أن أشارك في هذه الخيمة بهذا المقال

الشباب والروتين الخاص في رمضان

إنه صباح الثلاثين من شعبان ... الأحوال عادية والجو صحو وجميل والسماء زرقاء نقية .. ورائحة الأزهار الزكـية الممزوجة بأصوات العصافير الصغيرة التي تعزف لحنا جديدا في سنفونية الطبيعة ،كل هذه الأشياء لا بد أنها مشجعة على تناول فطور الصباح بهدوء .
وبعد صباح مليء بكثير من الهزل وقليل من الجد لا بد أن التعب قد نال من هذا الجسم الهزيل !إنه وقت الغذاء ! وبعد الغذاء حان وقت لممارسة "رياضة المشي" لمسافات طويلة في الطرقات والأسواق ،وملاقاة الأصحاب والخلان .
وبعد وعثاء السير وكثرة الكلام وقلة الطعام لا بد من الاهتمام بالنفس فإن " لنفسك عليك حقا"، وما بين مغيب الشمس ومطلع الفجر أمور متفرقات لا يعلمهن كثير من الناس.
هذا باختصار يوم من أيام شبابنا المعاصر ،ولكن ما يميزه عن غيره هو أنه اليوم الذي يسبق شهر رمضان وبالتالي فإن المشهد الأخير من "الدراما الروتينية" سيطرأ عليه تغير ليتحول من أمور لا يعلمهن كثير من الناس إلى نزاعات كلامية يخوض فيها كل الناس وهذا النزاع سببه أن ليلة الشك تحولت حقيقة وحكما إلى ليلة يقين ،وموضوع الخلاف هو ببساطة هل صُمنا معهم أم لا؟ .
وقبل أن نلج في هذا الموضوع قد يتساءل أحدكم ويقول لماذا الشباب والروتين ؟ والجواب على ذلك بسيط وهي أن مرحلة الشباب هي فترة القوة والعمل والجد في حياة الإنسان، إنها مرحلة تحمل المسؤوليات وتوضيح الاتجاهات وقبل كل ذلك فهي فترة هامة وحاسمة يُسأل الإنسان عنها يوم القيامة .
إن هذه المرحلة وما تقتضيه من التزامات (الحركة) تنفي بالكلية مبدأ الروتين لذلك كان لزاما علينا معرفة كيف يكون الروتين في فترة أساس ما يميزها عن غيرها الحركية الدائمة والمتجددة ؟ والسؤال الجوهري هنا هو لماذا روتين خاص في رمضان وليس حركية جديدة ؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة يقتضي منا في البداية وصف هذا الروتين الخاص لنتمكن من معرفة أسبابه ويسهل علينا تقديم حلول لهذه الظاهرة ،فالدورة الروتينية في رمضان تبدأ بالمنبه الشرطي وهو أول أيام الشهر الكريم ،هذا المنبه يُعبر عنه بمنبه حسي متمثل في "الامتناع القصري" عن الأكل والشرب ،ومنبه حركي متمثل في التزام الجوارح أو "منعها" في كثير من الأحيان عن مخالفة قرار المنع الصارم لأن مخالفة هذا القرار يعني بالضرورة مخالفة الأعراف وعادات الناس في رمضان ،وهكذا يستمر هذا المنعكس طيلة الشهر .
هذا الوضع موجود فينا نحن الشباب ،ونحس به واقعا ملموسا وإن كانت درجة الإحساس تتفاوت من شخص إلى آخر،هذا الوضع لم يوجد هكذا فقط بل له أسباب عدة يمكن أن نجملها في سببين رئيسين هما في اعتقادي قد ساهما في تشكيل ملامح هذا الروتين الخاص
01- الصحة: وهي الحالة التي يكون الإنسان فيها في كامل قواه العقلية والجسمية والنفسية.
02- الفراغ : وهو بكل ما تحمل الكلمة من معاني وألفاظ ،إنه فراغ القلب من الإيمان




و فراغ العقل من التفكير ،وفراغ الجسم من الحركة ، هذه القوى الثلاث ما اجتمعت عند ابني آدم إلا كفته ولكنها قتلت بالفراغ! .
إن هذين العاملين إذا لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح فإن ذلك يؤدي بالضرورة إلى الوقوع في الغبن لقوله صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبونان فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " .
ولكن ما السبيل للقضاء على هذا "الروتين " وما هو البديل ؟ إن الأمر الأساسي الذي يجب علينا القيام به للتخلص من هذه الظاهرة هو " التغيير" إنه التغيير الذي يقضي على ظاهرة تحول العبادات إلى عادات ،هذا التغيير لا يمكن أن يحدث إلا إذا توفرت الرغبة الكاملة والإرادة القوية لعملية التغيير ، تصور معي أخي القارئ الجريدة التي تحملها بين يديك الآن فإذا طلبت منك أن تقلب الصفحة التي تقرأها على جهة اليمين وتقوم بقراءة الفقرة الموجودة على يسارك فقط بصوت عال وبشكل يومي ومنتظم .. فما الذي سيحدث لك ...إن نفسك التي بين جـنـبـيك لن ترضى بهذا الوضع وستقاوم هذا الأمر بشدة وستقرأ الجريدة ، كل ما في الجريدة ! إنها الرغبة في الشيء التي تتولد عنها رغبة في التغيير ،فالروتين ما هو إلا جزئ صغير في ذرة الحركية .
وعملية التغيير يستلزم بالضرورة تحديد الوجهة والمقصد والهدف منها،وفي رمضان وغيره يكون الغرض الأساس من الحركية هو إرضاء الله سبحانه وتعالى وعبادته حق العبادة ،وبالتالي فإن أي برنامج يُراد وضعه يجب أن يتوافق مع هذا الهدف ،ونحن هنا لا نفرض طريقة بعينها على أي أحد فلكل الحق في وضع برنامجه الخاص مع التأكيد على التنويع في الطاعات والاجتهاد في العبادات والإخلاص في الأعمال في هذا الشهر الكريم ،الذي هو شهر الرحمة ،شهر يعتق الله فيه الرقاب من النار ،ويحبس الله فيها الشياطين ،شهر الدعاء والخير والبركة ،فيا لها من نفس .. يصبغ الله عليها من نعمه الظاهرة و الـباطنة .. وهي تعصيه في السر والعـلانية!
وبعد .. كانت هذه كلمات حاولنا أن نهمس بها في آذان شبابنا، نقول لهم فيها ببساطة!
*دينكم يا شباب " ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"
*أفيقوا يا شباب : "فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" " والآخرة خير وأبقى"
*اعملوا يا شباب : "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون:
*رمضان يا شباب : قال صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
إ ن رمضان وما فيه من الخير العميم لهو فرصة للإنسان ليعود إلى ربه ويتوب إليه ،ويجدد العهد ويطلب الوصل معه تحت شعار "لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فمـا أوثـقـه من عـهـد ... فهـل من معـاهد؟!! .


المسلم 2004
طالب في السنة الثالثة
قسم الدعوة والإعلام والاتصال
زوروا موقعنا على النترنت
www.nour15.jeeran.com






Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.