أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت..خطابى "19"و "20" ..يتبع (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=65070)

أبو إيهاب 04-09-2007 02:53 PM

خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت..خطابى "19"و "20" ..يتبع
 

الخطاب (19)


عزيزى مولانا المودودى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أأن أصبح جواز سفرك لا يصلح للبلاد الإفريقية والعربية ، وخصوصا عندما ذكرت بأن "ميان توفل محمد" قبض عليه وسجن ، وأنا قلقة على سلامتك . إذا تأخر على ردك شهرا أو أكثر ، أبدأ فى القلق عليك ، هل أنت مريض ، لا سمح الله ، أو أنك شاركت ناشرك نفس المصير . أنا أهتم جدا براحتك كما لو كنت من أشد الناس قربا إلى ، بالرغم من أننا لم نلتقى وجها لوجه . وأنا أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظك من كل سوء .
لا شك أنك قد تكون متعجبا من ترددى فى سرعة قبول عرضك الكريم بتوفير العون والمساعدة إذا أنا وافت للحضور إلى لاهور . حقيقة الأمر أنى لا أستجمع الشجاعة لقطع الروابط العائلية وطرح ماضى ورائى نهائيا ، واالتقدم للمجهول . ولهذا فكل مرة تجدد فيها عرضك أتحاشاه ، على أمل أن تتحسن الأوضاع هنا إلى الأفضل . والآن أعرف بأننى كنت أخدع نفسى .
وباختصار ، فملخص موقفى هو ، أنى فى وضع عضال يائس . ولا أستطيع العيش فى هذا المجتمع . وبما أنه ليس لدى خبرة عملية تذكر ، ولا مؤهلات أو اهتمامات تجارية ، ولا تدريبات متخصصة أو مهارات مهنية ولا دبلوما من إحدى الكليات - وفوق كل ذلك ، وصمة أننى قضيت أكثر من سنتين فى مستشفى عقلى ، من مارس 1957 إلى إبريل 1959 . لا أمل عندى فى الحصول على وسيلة للكسب ، منتجة ، وشريفة ، ومفيدة تتناسب مع حساسيتى البالغة .
حيثما ذهبت للبحث عن عمل ، فأقابل فى وكالات التوظيف بنظرة باردة روتينية . مهمة هذه الوكالات هى حجب أؤلئكم الغير مرغوب فيهم ، والذين يدعون .. من وجهة نظرهم .. بأنهم لا قيمة تجارية لهم على الإطلاق . أبى رجل المبيعات ، وأمى التى تعتبر سيدة أعمل اجتماعية محترمة ، ينوون التقاعد العام القادم ، وبعدها سيشعرون بأنهم مضطرون لتخفيض نفقاتهم ، ويعملون على قطع المعونة المالية عنى . والأسواء من ذلك ، أنهم يريدون الإنتقال من مسكنهم ذو الأربع غرف والذى عاشوا فيهمنذ سبتمبر 1939 ، ويبيعون كل أمتعتهم وأثاثهم ليقضوا بقية حياتهم فى السياحة من بلد لآخر ، حتى يدركهم المرض أو الموت . وبما أن والدى يدركون بوضوح ،لماذا لا يمكننا العيش سويا فى سلام ووفاق ، فهم لن يسمحوا لى بمرافقتهم . وحتى لو سمحوا لى بالعيش معهم ، فأنا لن أكون سعيدة ومحبطة للعيش بطريقتهم ، والتى لا تتنازل عن التنتع بالأمور الدنيوية ، والتى تظهر لى بأنها سطحية جدا وفارغة ولا معنى لها . والآن أشد من ذى قبل ، وبعد خروجى من المستشفى منذ ثلاث سنوات ، فالتهديد الثابت الذى يواجهنى ، أنه إن لم أجد عملا يريحنى قبل تقاعد أبوى ، وتبديد لوازم المنزل ، فسأكون مرغمة على الإعتماد على الصدقة من الإعانة التى تصرفها المدينة للعاطلين ، أو أن أواجه الظروف الكئيبة المتوقعة لإلتزامات المعيشة . إعادة التأهيل غير ممكنة . لن أجد أى موقع فى هذا المجتممع . بدون معونة أبوى لن أستطيع العيش هنا يوما واحدا كمواطنة حرة . قد أفضل الموت على أن أعيش شبه ميتة ذليلة بائسة . أعترف بصراحة ، أنه لولا إيمانى بالإسلام لكنت قد انتحرت منذ سنوات مضت . بعد أن تحاشيت عرضك لى لفترة طويلة ، هل أكون متأخرة إذا قبلته الآن ؟؟؟
أختك فى الإسلام
مريم جميلة


الخطاب (20)


لاهور فى 31 مارس 1962 (مداخلة : لاحظ تاريخ هذا الخطاب وسرعة استجابة المودودى لطلب مريم جميلة) .

عزيزتى مريم جميلة
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لخطابك المحرر فى مارس 22 ، والذى عبرت فيه قلقك على صحتى وسلامتى . هذا هو الشعور الطبيعى المتبادل بين الأخوة المسلمين . وبحمد الله سبحانه فأنا فى أمان وسلم . أنا مؤمن بأن الإنسان الذى يثق بالله ويعمل مخلصا له ، يتمتع بعبادته وهدايته وحمايته . خلال الثلاثين سنة الماضية لم يحدث لى انزعاج ولو للحظة واحدة بخصوص سلامتى أو فكرت لاتخاذ الإحتياط لها .
كل ما فكرت فيه فهو الحقيقة ، وكل ما أردده فهو بلا إلتباس وأعمل من أجله إلى النهاية . وهؤلاء الذين لا يريدون منى ذلك ، فعلوا المستحيل ليبعدونى عن طريقهم ، ولكن كل مؤامراتهم لم تفلح وفى الحقيقة كانت مفيدة لدعوتى . وأتمنى أن يشملنى الله برعايته كما شملنى من قبل وأن يحبط كيد الأعداء مستقبلا .
أقدر كثيرا الصعوبات والمشاكل التى تواجهينها . لم أكن آمل كثيرا فى مستقبلك بأمريكا . وهذا هو السبب فى أنى ذكرت لك منذ البداية بأن تهاجرى لبلد مسلم وأفضل لك باكستان . وقد كنت أفكر فيما لو أنك حضرت لباكستان فقد كنت سأسعد بذلك وأجهز لك ملاذا آمنا فى بيتى . وفى نفس الوقت فقد كنت ستقابلين شباب من المسلمين الأتقياء . وإذا وجد أحد منهم يناسبك فربما كنت ترتبطين كزوج لك وتعملون سويا على الدعوة للإسلام هنا بباكستان . ولكن عندما شعرت بأنك لا ترغبين فى تحقيق هذه الفكرة وتفضلين البقاء فى أمريكا ، فأهملت الموضوع .
والآن حينما تأملت مشاكلك ، فأنا أجدد عرضى لك . ونظرا للتعقيدات بالنسبة لتبادل العملات ، فلا أستطيع المساعدة ماليا وأنت فى أمريكا . ولذلك أقترح عليك أن تسرعى فى الحضور قبل أن تسوء أحوالك المالية أكثر من ذلك . وحينما تكونين هنا بإذن الله فلن تقلقى على مستقبلك .
وأود منك أن تطلعى أبويك عن وضعك الجديد بصورة كاملة . وأن تذكرى لهم بصعوبة استمرار حياتك بعد تقاعدهم وأن راحتك ستكون باكستان . كما تبلغيهم بأن الرجل الذى عرض عليك هذا الأمر المصيرى هو قريب من أعماركم ، وسيكون مستعدا لتقديم النصح كما سيكون على أتم استعداد ليتحمل على عاتقه أية مسئوليات إذا قبلت نصائحه . وإذا وثقت أنت وآبائك به ، بإذن الله ، لن تذهب ثقتكم هباء ولن تخدعوا .
أخوك فى الإسلام
أبو الأعلى


يتبع


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.