نهوض الامم و قميص يوسف عليه السلام ...مقارنة و تحليل
 

لقد ذكر قميص سيدنا يوسف ثلاث مرات في سورة يوسف . و في هذا الموضوع ساربط بين هذه الحالات الثلاث و موقع سيدنا يوسف في كل منها بحال الامم التي تخضع للظلم و تسعى للخروج و الانطلاق نحو الافضل . ....

1ـ في الحالة الاولى ذكر قميص سيدنا يوسف عندما جاء به اخو ته ملطخا بالدماء لابيهم كدليل على مقتل يوسف ... لقد كان يوسف عليه السلام ذلك الطفل البرئ الذي لا يعرف معنى الغدر يقبع في غياهب البئر وسط الظلام و الجوع و البرد ،لا يقوى على التمرد و لا يعرف من هو خصمه.......
اليس هذا حال الامم التي تعاني من الوهن والضعف و تخضع لعدو قوي دفعه الطمع و الانانية لسلب الاخرين حقوقهم و ارضهم . باسم حضارته و باسم تخلفهم يجد المبرر لظلمه و جرائمه .... و يخفي جشعه و طمعه .

2ـ الحالة الاخرى عندما قد قميصه و هو يقاوم امراة العزيز ، صاحبة القوة و السلطان ، فهو لم يعد ذلك الطفل الضعيف و انما الشاب الذي يقاوم دفاعا عن ذاته و مبادئه ، لقد اصبح يعرف معنى الحياة و التضحية ، و رغم قناعة العزيز بحجة يوسف عليه السلام الا انه سجنه و ذلك بسبب نفوذ و قوة امراته !! لقد عرف يوسف عليه السلام مبداين مهمين و هما المقاومة مهما كان خصمك قويا و الصبر على الظلم و عدم الانهيار امام الخصم .......
هذه المرحلة تتوافق مع مرحلة انتشار الوعي بين الامم المضطهدة و السعي للتغيير ، مرحلة رفض الواقع و المقاومة و الجهاد و الصبر على المصائب و الظلم و الهزائم ....

3ـ المرحلة الثالثة و هي ارسال قميص يوسف لابيه بعد ان اصبح يملك القوة. ها هو يوسف عليه السلام ينتقل الى موقع القوة و يصبح خصومه تحت رحمته سواء اخوته او امراة العزيز ... لكن يوسف عليه السلام يمثل الحق و العدل و الانسانية باعلى مثلها ... فهو يعفو عن ظلامه و لم لا ؟ فصبره و نضاله من اجل حقوقه لامن اجل الانتقام ، فالعفو عند المقدرة تتجلى في هذا الموقف النبيل .........
و هذه المرحلة لاخيرة لكفاح الشعوب المضطهدة ، فهي تضحي و تقاوم و تصبر و ترفض الاستسلام و الانهزام و الرضوخ للواقع المؤلم و تتجه لتبني حضارة تخلد عناصر المحبة و السلام و تخلص البشرية من الحقد و الكراهية.....

يا ترى اين موقعنا من هذه المقارنة ، فهل سنصل المرحلة الثالثة و نقضي على الغزاة كما فعلنا مع الصليبيين و المغول ام سننتهي و نخضع لمرحلتنا و هي المرحلة الثانية كما حدث لمسلمي الاندلس ، علما اننا محظوظين لان هناك شعوبا انتهت من المرحلة الاولى مثل الهنود الحمر و سكان استراليا الاصليين

[ 30-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: Bilal Nabil ]

أخي الفاضل نبيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لا أخفي إعجابي الشديد بتحليلكم الرائع لموضوع قميص يوسف في القرآن
حقيقة أن القرآن لا تنقضي عجائبه وأسراره
ثق أخي بنصر الله فهو قريب من المؤمنين
ولكن بعد أن نتخلص المتسلقين الذين لا يزالون يحملون قميص عثمان لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية على حساب مصير الأمة

السلام عليكم
اولا تحليل رائع كما قال عنه الميثلوني
ولكن دعني اجيب جوابا كاملا غير منقوص نحن امة وعدها الله بالنصر
ولسوف تنتصر الامة
الا ان وعد الله حق
ولكن السؤال المطلوب حقيقة هل سيكون على يدنا ام سيبعث الله قوما يستبدلنا بهم
فيتقون الله وينصرونه باداء تعاليم الشريعة السمحاء فينصرهم ويعليهم ويذل اعداءهم

انتقد كلمة الجاهل بنوائب الدهر في حق نبي الله يوسف عليه السلام وربما تجد عبارة الطف في التعبير عن مقصدك الحسن

ختاما قد يكون الكلام متيسرا في هذا الموضوع بخلاف الافعال ولكم اتضايق من نفسي كلما ازددت كلاما فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انظر فان لكل قول حقيقة

والحقيقة هنا بوجه واحد
وهي اننا مقصرون جد التقصير يا سيدي
زعماء ومواطنين
قوميات مستحدثة تقض مضاجع ثورتنا
ومصالح شخصية تتحكم بمقدرات امتنا
وماذا بقي للشريف سوى الصبر
دون البكاء
ولا حول ولا قوة الا بالله

شكرا لك اخي نبيل موضوع متميز كالعادة

شكرا ايها الاخوين ميثلوني و الشادي
اخي الشادي
انا ذكرت تلك العبارة لوصف حال اي طفل و ليس سيدنا يوسف .. و العبارة تعني ان سيدنا يوسف عندما كان طفلا كان حاله حال بقية الاطفال البريئيين و الذين لا يعرفون معنى الغدر و لكن لا مانع من تغييرها...

نحن نؤمن بوعد الله بالنصر و التمكن في الارض ، و لكن ذلك يمنع ان نكون اتكاليين ، لذا يجب التحذير من المخاطر و الاخذ بالاسباب ، و انتصارنا ضد الغزاة لا يتنافى مع التحليل السابق ، فنحن امة لنا مبدئنا في هذه الحياة و سنصل باذن الله المرحلة الثالثة...
وجزاكم الله كل خير

صدقت يا بلال بارك الله فيك

اخي اعزيز بلال

بارك الله فيك على هذا الاستنباط التسلسلي والمنطقي

وليتنا نتصف بقدر يسير من صفات سيدنا يوسف عليه

السلام.

الأخ بلال نبيل ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

القران الكريم هو كلام الله المنزل من عنده
دروس وعبر ..واثبتت الايام ان القران صالح لكل زمان ومكان ..ومهم اختلفت الاحداث فهي نفسها..بأسماء واشخاص مختلفون ...

إن نهوض الامم مقارنة وتحليل ..
موضوع أكثر من ممتاز لأكثر من سبب :
1- ان المقارنةكانت متوازنة ومنطقية ..
2- ان بناء الاحداث مبني على فكره
متسلسة .
3-أن الرجوع للقران والاستناد عليه يكسب اي موضوع حجة وقوة وهذا طبيعي لانه من عند الله ..ومن غير الله يعلم الغيب وما تخفي الصدور .. وهو السبب الأفضل من وجهة نظري ..

موضوع ممتاز جداً ..
جزاءك الله خير ..
ليس بغريب على بلال نبيل..
وشكراً على قبول الالتماس ..

اخي بلال نبيل .... بارك الله فيك ونفعنا واياك بلقران الكريم....

اخي..اخوتي جميعا..ان ما نعيشه الآن انما هو بسبب تقاعسنا وركوننا الى الغير..وبعدنا عن الله
وربما تجدون في نفس السوره سورة يوسف ان يوسف عندما كان في السجن وفسر حلم صاحبيه طلب ِمن َمن سوف يخرج من السجن ويصبح له شأن عند الملك ان يذكره عنده لكى يفرج عنه...وبما انه طلب الفرج والخروج من السجن من البشر وليس من الله، عاقبه الله وانسئ صاحبه ما طلبه يوسف منه، ولم يذكر يوسف للمك وبقي يوسف في السجن سنين عديده لحكمه ارادها الله وعقابا منه ليوسف على طلبه الخروج من السجن والفرج من غير ربه!!!!! فهل لنا ان نتعظ ونرجع الى الله ونركن اليه بدل ان نركن للبشر؟؟؟؟....لكي ننتقل الى المرحله الثالثه ...مرحلة التمكين في الارض

والسلام عليكم ورحمة الله

[ 01-09-2001: المشاركة عدلت بواسطة: عندي أمل ]

ولكن عند صدور الأمر بالخروج من السجن لم يكن متلهفا على ذلك
فرفضه وقال له ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن
رفض الخروج فبل إقرار الجميع بأنه دخل السجن مظلوما

اشكركم جميعا على مداخلاتكم و التي تنم على فكر واع و ثقافة عالية