أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - "إسرائيل" تغتال كادراً من حزب الله متخصصاً بدعم الانتفاضة

جريدة السفير

في عملية أمنية احترافية، هي الثانية في اقل من عام، اقدمت اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية صباح امس على اغتيال احد كوادر <<المقاومة الإسلامية>> في لبنان، غالب محمد عوالي (41 عاما) بواسطة عبوة مطورة زرعت في سيارته أمام منزله في حي معوض في الضاحية الجنوبية لبيروت وتم تفجيرها عن بعد لدى محاولته الصعود اليها. وقد حمل <<حزب الله>> إسرائيل مسؤولية الجريمة وقال انها سوف تندم على هذه الحماقة، فيما لم تصدر من إسرائيل ردود فعل رسمية ونقلت وسائل الاعلام هناك عن مسؤولين عسكريين ان إجراءات اتخذت على الجبهة الشمالية تحسبا لرد من جانب <<حزب الله>>.
وبينما كان الأمين العام ل<<حزب الله>> السيد حسن نصر الله يعلن صراحة ان الشهيد عوالي كان في عداد الفريق المكلف من الحزب بمد الانتفاضة الفلسطينية بالعون، اقتصرت التحقيقات في مكان الجريمة على جمع الآثار من دون التوصل الى خلاصة غير تلك التي تشير الى ان العمل احترافي، وانه شبيه بالعملية التي نفذتها إسرائيل قبل نحو عام في الضاحية الجنوبية وأدت الى اغتيال علي صالح احد كوادر المقاومة الذين كانوا يعملون على مساعدة الانتفاضة ايضا.
وقالت مصادر في النيابة العامة العسكرية ل<<السفير>> ان مفوض الحكومة القاضي جان فهد، باشر تحقيقاته في القضية بعدما انتقل معاونه القاضي رهيف رمضان الى مكان الانفجار واجرى كشفا ميدانيا واتضح أن زنة العبوة 500 غرام من مادة متفجرة تحتوي على مجموعة من <<الكرات الحديدية>>
بغية توسيع دائرة أضرارها. وقد جرى تفجيرها عن بعد بواسطة <<ريموت كونترول>>. وتتمحور التحقيقات حول معرفة مكان استعمال أداة التفجير بعد ملاحظة خروج عوالي من منزله الذي يحيطه عدد كبير من المساكن مما يزيد من صعوبة مهمة تحديد المكان فورا وهو ما سيركز التحقيق عليه في الأيام القليلة المقبلة.
وكان عوالي احد كوادر المقاومة الذين عملوا خلال العقدين الماضيين في جبهات مختلفة من عمل المقاومة، ويعرفه الاسرائيليون من خلال اعتقالهم له لعام ونصف العام ومن خلال قيادته بعض العمليات النوعية ضدهم اثناء الاحتلال في الجنوب، وهو تفرغ بعد التحرير عام 2000 للعمل في الفريق المكلف من <<حزب الله>> تقديم الدعم والمساندة الى الانتفاضة الفلسطينية. وهو عضو في الوحدة المكلفة هذه المهمة. ويبدو انه كان محور متابعة من قبل الاسرائيليين وكان يتخذ بعض الاحتياطات الامنية لهذه الغاية، وهو يقوم عادة بفحص السيارات التي يستخدمها لمواجهة احتمال التفخيخ، ولكن عملية الاغتيال تمت امس عن طريق تفجير العبوة عن بعد.
وقبل ان يشيع عوالي في بلدته تولين قضاء مرجعيون، ودع نصر الله شهيد المقاومة بخطاب سبق الصلاة على جثمانه في الرويس، واعلن فيه ان اسرائيل هي المسؤولة عن اغتياله رافضا محاولات رمي المسؤولية على أي جهات اخرى. وكشف عن دور عوالي في العمل مع الانتفاضة. وتحدث مطولا عن حالة العملاء الذين تستخدمهم اسرائيل لتنفيذ مثل هذه العمليات. وتعهد بالرد على العملية.
وتناول نصر الله، في خطاب هو الاعنف له منذ مدة غير قصيرة، ملف العملاء اللحديين في لبنان حاملا على الدولة والسياسيين والسلطة لعدم مكافحة هذه الظاهرة، ومنتقدا بشدة من اسماهم <<الكبار من سياسيين ورموز دينية يتولون الدفاع عن العملاء والاتصال بالمحكمة العسكرية لاجل مساعدة هؤلاء على تجنب الاحكام>>، مطالبا بنصب اعواد المشانق لهم. وقال نصر الله بما يشبه التهديد <<انه قد يلجأ في مناسبة اخرى الى الكشف عن اسماء من يوفرون الحماية للعملاء في لبنان>>. وقال ان المقاومة لن تسكت بعد اليوم على الامر بما يوحي انها بوارد اجراءات اضافية، لا سيما أنه انتقد النواب الذين هاجموا الحزب لإقدامه منذ مدة على توقيف عملاء لاسرائيل. وسألهم رأيهم في الذي حصل امس. وقد لاقت الجريمة ردود فعل شاجبة من جميع المستويات الرسمية والحزبية والشعبية في لبنان. وتلقى نصر الله اتصالات تعزية لهذه الغاية من كبار المسؤولين في الدولة.
وفي اسرائيل، اعلنت مصادر عسكرية ان ضباط الجبهة الشمالية اتخذوا اجراءات خاصة على طول الحدود وطلب الى هيئات الدفاع المدني البقاء في حالة جهوزية تحسبا لردة فعل من جانب <<حزب الله>>. ولم تصدر مواقف خاصة ولكن المصادر العسكرية نفسها نقلت نفيا لعلاقة الجيش الاسرائيلي بعملية الاغتيال (تفاصيل عن عملية الاغتيال وتشييع الشهيد عوالي والتحقيقات القضائية وردود الفعل في لبنان واسرائيل في الصفحة الرابعة).