أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   سيرة حياة امرأة...من بلادنا (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=42413)

بالعقل...بهدوء 27-01-2005 09:36 AM

سيرة حياة امرأة...من بلادنا
 
سلامات.. من يذكر نازك العابد؟


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
الخميس 27 كانون الثاني 2005
نصر الدين البحرة
من عادتي حين أزمع الكتابة عن أحد الأعلام، أن أعود الى المراجع التي عنيت بأخباره، ولذلك فان صديقي الروائي السلموني احمد سويدان أحرجني، بعد ان كتب في صحيفة اتحاد الكتاب العرب «الاسبوع الادبي» عن السيدة نازك العابد، واذ قمت بالرحلة المعتادة بين الكتب الموفورة عندي، فإني لم اجد اي خبر عنها. واذا كنت قد راجعت خلال ذلك موسوعة «الاعلام» لخير الدين الزركلي، والموسوعة الموجزة لحسان بدر الدين الكاتب، دون ان ألقى اي اشارة الى السيدة العظيمة، فاني اخفقت في هذا الصدد وانا اقلب صفحات «نساء متفوقات» للكاتبة السورية الكبيرة السيدة سلمى الحفار الكزبري، فان هذه المرأة الجليلة الموهوبة، الباحثة الدؤوب، وقد تحدثت في كتابها المذكور عن مدام كوري وسلمى لا جرلوف وهيلين كيلر وهارييت بيتشرستو، واخريات لانعرفهن، فانها اختارت اربع نساء فقط من بلادنا لعرض سيرة حياتهن هن: زنوبيا _ شجرة الدر _ جوليا دومنا _ ام كلثوم. ومن هنا عتبي عليها كبير، لان في ما ذكره الاستاذ سويدان، ما يؤهل نازك العابد، ليس.. لكتابة دراسة عنها فحسب، بل .. لوضع كتاب كامل..

كدت لا اصدق ان نازك العابد شاركت في معركة ميسلون الى جانب البطل يوسف العظمة، في ذلك الزمن (24 تموز/ يوليو سنة 1920) اذ نسبة الامية بين الرجال تزيد على تسعين بالمئة.. فكيف بالنساء؟! وعدت الى تصديق روايات سمعتها من بعض المسنين عن مشاركة نساء دمشقيات في تلك المعركة النبيلة. يقول احمد سويدان: «عندما جرح يوسف العظمة، ذلك الجرح البليغ وهوى على الارض، بعد ان كان واقفاً يحث المقاتلين على الصمود، احتضنته البطلة نازك العابد التي أبت الا التوجه الى ميسلون لقتال الغزاة مع رفيقاتها . وقد أسلم البطل العظيم الروح بين يديها. وقد منحت هذه البطلة رتبة نقيب فخرية من حكومة فيصل التي تهاوت بعد تقدم غورو». ‏

إذن فإن هذه المرأة التي كانت بين قلة قليلة من النساء المتعلمات، والتي ولدت عام 1887 في دمشق كانت جندية مقاتلة بكل مافي الكلمة من معنى، وكانت في الآن ذاته مثقفة تتقن العربية والتركية. ويبدو انها رضعت الوطنية من والدها الذي رغم انه عمل محافظاً في ظل الدولة العثمانية في الكرك والموصل، فلقد نفي مع أسرته اخيراً الى أزمير لمواقفه الوطنية المعارضة، وكانت مسألة تحرير المرأة من الأمية والجهل والتقاليد البالية قضية كبيرة عند نازك العابد، قبل ذهابها الى ميسلون، فقد أنشأت اول جمعية نسائية عام 1914 دعتها (نور الفيحاء) ثم تعاونت مع عدد من سيدات دمشق وفتياتها في مدرسة (بنات الشهداء العربيات) . وعملت في الصحافة ايضاً، فكانت لها مجلتها التي اسستها عام 1920 باسم: نور الفيحاء: (نسائية اخلاقية ادبية) وصدر منها تسعة اعداد، ومن جانب اخر فانها شاركت في اقامة فرع للصليب الاحمر الدولي في سورية، وكانت اول رئيسة له. وبعد زواجها من المؤرخ اللبناني محمد جميل بيهم وانتقالها للعيش في بيروت، أسست هناك «عصبة المرأة العاملة» وأغمضت عينيها في العاصمة الشقيقة عام 1959. فمن يذكر هذه المرأة العظيمة، ومن يزيل الغبار عن الصفحات البيضاء الناصعة في سيرتها،، وسيرة مثيلاتها الرائدات. ‏


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.