حجرٌ أصم ..!!
 

*حجراً أصم*


حجرٌ أصم ..!!

كعادتي أقبعُ في غرفتي الكوكبية في مساحهٍ لا تُمثِلُ لناظري سِوى خطانِ أ ُفُقيانِ وعامودٌ يُطلقُ عليها بـــِزاوية..!!
في تلكَ الزاوية ..!!
أمسكتُ بورقتي وقلمي الأصمين لأكتُب بعض الحروف التي رصصتها لتُعطي معنى لِكلماتٍ تهُــزُ الوجدانِ والكيانِ كُله...!!
حينما فرغتُ من الكتابةِ ... نظرتُ فرأيتُ كُل ما حولي أصم ... الجدران .. التُحف .. الأريكة .. النافذة
حتى السرير الذي يتحملُ ثُقل جسدي بشكل ٍ مُتواصل ويومي.!!

كُل شئ ٍ حتى خُيوط أشِعة الشمس التي تتخللُ زُجاج نافذتي الصغيرة لِتمنحَ الضوء والدفء ...هي أيضاً صماء ..!

فجأة وبدونِ سابق ِ إنذار ..!!
سمِعتُ حديثاً يُهمسُ بــِه خارجَ غُرفتي .. جذبني لإستِماعِهِ عذوبةُ طرحِه فأطربني صوتُ والدي الهادئ السائِلُ حينما إنسجم مع صوتِ والدتي الحنون ...ََ

والدي يتجاذبُ أطرافَ الحديث الأزلي مع والدتي فهو لا يحيا إلا بــِهِ يومياً .. حُباً وعِشقاً لِمحبوبةٍ عاش معها قرابةَ خمسٌ وعشرون سنة مرت من عمرهِ المديد ...!!

فجأةٌ إختفى الحِوار وعاد الهُدوءُ والسُكونُ يُحيطُ بــِغُرفتي من جديد ...!!

تحولت عيني إلى صورة ٍ مُعلقةٍ على جدار ِ غُرفتي نظرتُ إليها كأني أراها لأول مرة تلك الصورة التي تحتويني مع والدي فصُعِقتُ حينما أدركتُ أنها صماء أيضاً ...لأول مرة أ ُحِسُها بــِهذا الشكل على الرُغم ِ أنها مُعلقةٌ مُنذُ دهــر ٍ من الزمن ... دائماً ما أحسستُها تُشِعُ جمالاً وحناناً ودِفأ ...!!!

حينها أدركتُ أن إحساسي ومشاعري هما الأصمان لِذلِكَ أشعُــرُ وأرى أن كُلَ ما حولي أصم خالي من أي ِ مظاهِر الحياة ..!!

وما الغريبُ في ذلك .. فهي خُلِقت هكذا صماء جامدة مُنذُ الأزل لن تُمنحُ الحياة حتى لو ثارت براكين أو هبت عواصف أو تصدعت أرضاً بزلازل .!!
لكن الغريب أن مشاعري وأحاسيسي التي من البديهي أنها تتبدل وتتغير مع ما يعتري الإنسان من حزن ٍ وألم ٍ وسعادة ٍ وفـرح ... هي أصبحت جامدة متبلدة .. متحجرة ..!!

لا تُحِـركها أيُ عاطفة مهما كانت .. لِذلِك تساءلتُ عن الأسبابِ ..؟؟

هل أنا غارقةٌ لِهذهِ الدرجة في وحل ٍ من الضغوطِ النفسيةِ والجسديةِ والعصبيةِ ... فتشبعتُ بالجمودِ والتبلُدِ و اللامُبالاةِ ... ؟؟
أم أنهُ مرضُ العصر ِ الذي يدفعُ كُل واحِدُ منا ضريبتُةُ اليومية على حِسابِ نفسِهِ وصِحتِهِ وحياتِه ..؟؟
أم أنُــِهُ شئٌ آخر لا أفهمُهُ ..؟؟
ما زالَ العِلمُ ينقُصُني...!!

فعلِمتُ أن قلبي أصبحَ حجـراً أصم ..تحجر وقسى مع الزمن لأنهُ تعود أن يكونَ أصم مُنذُ الصِغـر .. ممنوعٌ عليهِ أن يخفُقَ .. أن يُحِبَ .. أن ينبُضَ .. أو حتى أن تتدفقَ دِمائُهُ لِيحيا قبل أن يهرمَ ويتوقف عن الخفقان .. لِذلِك أصبحت الحياة لدي حجراً.... أصم ..!!

مسكينٌ أيُها القلبُ الأصم ... أصبحتُ كمن تحمِلُ لكَ حجراً أصم ..!!



دمتم بود

مررت درة الأكوان علي كل شئ أصم حولك .
وكما تفضلت ليس كل جماد أصم بل هو يشعر وينفعل ويتناغم ويتساجم .
فما بكت عليهم السماء والأرض وماكانوا منظرين.
فهل تبكي السماء وتبكي الأرض .
حنين الجذع لسيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عند فراقه .
فكل شئ ينفعل معي حينما أكون سعيدا فإنني أشعر كل شئ حولي سعيدا .
وحينما أكون منقبضا فنشعر أن كل شئ حولنا منقبضا وكئيبا.
مررت علي متصفحك تقبلي مروري ولكم تحياتي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم*السيد عبد الرزاق*

كما قلت أخي الكريم الجمود والتحجر يكمن فيما نشعر ونحس,,,
سررت بمرورك,,,,وذهلت بمعاني وكلمات مشاركتك الطيبه,,,
ولك أيضاً كل التحيه والتقدير.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وشرائف تحياته.