أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   { السنن المنسية } (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=47112)

muslima04 17-08-2005 08:02 AM

{ السنن المنسية }
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،



فإن الذكرى تنفع المؤمنين


السنن المنسية

للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى:

إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالى ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
إن من السنن التي ينبغي تذكير الناس بها تعليمهم إياها ، إنما هي ما كان من السنن المدروسة التي أصبحت عند كثير من الناس نسياً منسياً ، وكأنما رسولنا صلوات الله وسلامه عليه لم يكن يعلمها الناس مطلقاً أيضاً.
هكذا تموت السنن وتحيى البدع حتى يعود الأمر غريباً ، وكما جاء في كثير من الآثار: (تموت السنن وتحيى البدع فإذا أحييت سنة قيل: أحييت سنة قيل: بدعة ، وإذا انتشرت بدعة قيل: إنها سنة) ولذلك الواجب على كل مسلم حريص على معرفة السنن واتباعها أن يتنبه لها ، فإذا كان من طلاب العلم أحياها ، وإذا كان ليس منهم سأل عنها حتى يحييها ، فيكتب له أجر من أحيى سنة أميتت بعده عليه الصلاة والسلام ، وذلك من معاني الحديث المشهور الذي أخرجه الإمام مسلم وغيره من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجرهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عملا بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء}.
هذا الحديث من سن في الإسلام سنة حسنة فإنما يعني من فتح طريقا إلى سنة مشروعة ، لأن كون السنة حسنة أو سيئة يمكن معرفتها إلا من طريق الشرع وليس من طريق العقل ، فلا ينبغي لإنسان أوتي ذرة من إيمان أن يحسن أو يقبح بعقله ، لأن ذلك من مذهب المعتزلة سواء من كان منهم قديماً أو كان من أذنابهم حديثاً ، أولئك هم الذين يُشرعون للناس بأهوائهم وليس بآيات ربهم وبأحاديث نبيهم ، ولذلك كان لزاما على كل داعية حقاً إلى الإسلام أن يُعنى بتذكير الناس ما كان من هذه السنن التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم أصبحت نسيا منسياً كما ذكرت آنفاً.
من هذه السن التي أصبحت غريبة عن المصلين فضلاً عن غيرهم ، والتي عمت وطمت البلاد الإسلامية التي طفت فيها أو جئت إليها ، من هذه السنن سنة الصلاة إلى سترة ، وأقول سنة على اعتبار أنها سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم لكل مصل ، ولست أعني أنها لا تجب ، ذلك لأن السنة لها اصطلاحان:
أحدهما: اصطلاح شرعي لغوي هو
الآخر: اصطلاح فقهي.
السنة في اللغة العربية التي جاء بها الشرع الكريم هي المنهج والسبيل الذي سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم هي تنقسم إلى ما هو فرض وإلى ما هو سنة في الاصطلاح لفقهي.
واصطلاح الفقه كما تعلمون يعني بالسنة، ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، وهي ليست بالفرض، وقد تنقسم إلى سنة مؤكدة وإلى سنة مستحبة، هذا هو الفرق بين السنة الشرعية وبين السنة الاصطلاحية الفقهية، أي أن السنة في لغة الشرع تشمل كل الأحكام الشرعية، فهي الطريق التي سار عليها نبينا صلوات الله وسلامه عليه، وتقسيم ذلك إنما يُفهم من نصوص الكتاب والسنة.
أما السنة الفقهية فهي محصورة مما ليس بفريضة، رغم ذلك إلى ما كنت في صدد التنبيه عليه والتذكير به من السنن التي أماتها الناس وصارت غريبة أمام الناس، وكلما تحدثنا بها جرى جدلٌ طويلٌ حولها، وما ذاك إلا لعدم قيام أهل العلم بواجبهم من تعليم الناس وتبليغهم وعدم كتمانهم للعلم إلا من شاء الله تبارك وتعالى وقليل ما هم، هؤلاء القليل هم الغرباء الذين أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي ربما قد سمعتموه قليلاً أو كثيراً وهو قوله عليه الصلاة والسلام: {إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء} وهناك روايتان أو حديثان آخران جاء فيهما بيان أو صفة هؤلاء الغرباء الذين لهم طوبى وحسن مآب، جاء في أحدهما أنهم قالوا: {يا رسول الله من هم هؤلاء الغرباء؟ قال: هم أناس قليلون صالحون بين ناس كثيرون من يعصيهم أكثر ممن يُطيعهم}، ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يُطيعهم، وأنتم تشاهدون وتلمسون لمس اليد هذا الوصف الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في هؤلاء الغرباء ـ فإن أكثر الناس لا يعلمون، وإن أكثر الناس لا يتقون، فهؤلاء الغرباء ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم، والحديث الآخر: سئل عليه الصلاة والسلام أيضاً عن الغرباء فأجاب بقوله صلى الله عليه وسلم: {هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي}.
وهنا الآن موضوعنا، فإن من السنن التي أفسدها الناس بإعراضهم عن العمل بها حتى كثير من أئمة المساجد الذين ينبغي ويُفترض فيهم أن يكونوا قدوة للناس، قد أعرضوا عن هذه السنة بالمعنى الشرعي، وصاروا يصلون في كثير من الأحيان في منتصف المسجد ليس بين أيديهم سترة، وقليل جداً لأنهم من هؤلاء الغرباء الذين نراهم يضعون بين أيديهم سترة يصلون إليها، لا يجوز للمسلم إذا دخل المسجد وأراد أن يصلي تحية المسجد مثلاً أو سنة الوقت، أن يقف حيثما تيسر له الوقوف وصلى وأمامه فراغ، ليس أمامه شاخص يُصلي إليه، هذا الشاخص الذي يصلي إليه هي السترة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة فيما يتعلق بالصلاة إلى السترة، فكثير منها من فعله عليه الصلاة والسلام وبعضها من قوله، ولعلكم سمعتم أو قرأتم حديث خروج النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العيد إلى المصلى، والمصلى كما تعلمون هو غير المسجد، عبارة عن أرض فسيحة اتُخذ لإقامة صلاة الأعياد فيها وللصلاة على الجنازة فيها، ففي هذا المكان أو المسمى بالصلاة عادة لا يكون هناك جدار ولا سارية عمود ولا أي شيء يمكن أن يتوجه إليه المصلي وأن يجعله سترة بين يدي صلاته، ففي الحديث المشار إليه: {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى صلاة العيد خرج ومعه العنزة – وهي عصاة لها رأس معكوف- فيغرس هذه العصا على الأرض ثم هو يصلي إليها}.
هكذا كان عليه الصلاة والسلام إذا سافر أو خرج إلى العراء فحضرته الصلاة صلى إلى سترة، فقد تكون هذه السترة هي عَنزَته، وقد تكون شجرة يصلي إليها، وكان أحيانا يصلي إلى الرَّحل، وهو ما يُرمى على ظهر الجمل يضعه بين يديه ويصلي إليه.
هذا هو السترة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إليها في كل صلواته ، فنرى المسلمين اليوم قد جهلوا هذه السنة وأعرضوا عن فعلها ، وإذا كنتم تلاحظوا فيما بعد وادخلوا أي مسجد فترى الناس هنا وهناك يصلون لا إلى سترة ، هذا مع أن فيه مخالفة صريحة لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: {صلُّا كما رأيتموني أصلي} ففيه مخالفة أصْرح من ذلك وأخص من ذلك وهو قوله عليه الصلاة والسلام: {إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة ، لا يقطع الشيطان عليه صلاته}.
وفي رواية أخرى هما روايتان يقول عليه الصلاة والسلام: {إذا صلى أحدكم فليدنو من سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته} ففي هذين الروايتين الأمر لأمرين اثنين:
الأمر الأول: أن المسلم إذا قام يصلي فيجب أن يصلي إلى شيء بين يديه.
والأمر الثاني: أن لا يكون بعيدا عن هذه السترة ، وإنما عليه أن يدنو منها ، هذا الدنو قد جاء تحديده في حديث سها بن سعد رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في صحيحه: {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى كان بينه وبين سترته ممرُّ شاةٍ} ممر شاة تكون عادة في عرض شبر أو شبرين بكثير ، وإذا سجد المصلي فيكون الفراغ الذي بينه وبين السترة مقدار شبر أو شبرين ، هذا هو الدنو الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الثاني: {إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدنو منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته} فإذا صلى المسلم في هذا المسجد أو في غيره فهو على خيار ، إن شاء أن يتقدم إلى الجدار القبلي فيجعل بينه وبين قيامه نحو ثلاثة أذرع ، بحيث إذا سجد لا يكون بعيداً عن الجدار إلا بمقدار المذكور آنفا شبر أو شبرين.
كما أن بعض الناس يُبالغون في التقرب إلى السترة حتى ليكاد أحدهم أن ينطحَ الجدار برأسه ، هذا خطأ مخالف للحديث.
الناس كما تفهمون ما بين إفراط وتفريط ، ما بين مُهمل للسترة أو يصلي في منتصف المسجد والسترة بعيدة عنه كلَّ البعد ، وما بين مُقترب إلى سترة حتى لا تجد بين رأسه وبين السترة مقدار ممر شاة.
الصلاة إلى السترة قد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بها وجعل بينها وبين المصلي مقدار ممر شاة.
وهنا يأتي السؤال الذي يفرض نفسه كما يُقال ، ما حكم الصلاة إلى السترة؟ وعلى العكس من ذلك ما حكم هذه الصلوات التي يصليها جماهير الناس لا إلى السترة؟
الجواب: حكم هذه الصلاة إلى السترة أنها واجبة.
وكثير ما يقع ويُفاجأ المصلي بمرور شيء ما ، قد يكون كلب أسود أو كلب غير أسود ، الكلب الأسود إذا مر وهو عادة يمرُّ سريعا فقد بطلت صلاة المصلي ، أما إذا كان قد صلى إلى سترة ومرَّ هذا الكلب أو غيره ممن ذكر معه فصلاته صحيحة ، لأنه ائتمر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث السابقة: {إذا صلى أحدكم فليصلي إلى سترة} ، {إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدنو منها} ، ويترتب على اتخاذ السترة حكم شرعي ينتفي هذا الحكم بانتفاء السترة.

muslima04 17-08-2005 08:05 AM

جاء في بعض الأحاديث الصحيحة: {إذا صلى أحدكم فأراد أحدٌ أن يمر بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان} ، وهذا معناه أنه إذا كان يصلي لا إلى سترة فليس له أن يدفعه فضلا عن أنه ليس له أن يقاتله، هذا وذاك من آثار اتخاذ هذه السترة أو الإعراض عنها.
وأخيراً لابد من التذكير بأمر يخالف هذه الأحاديث كلها ، وهذا الأمر خاص في بيت الله الحرام ، ثم سرى إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، إن عامة الناس حتى بعض الخاصة يذهبون إلى أن السترة في المسجد الحرام غير واجبة ، حكم خاص زعموا في المسجد الحرام ، ثم صارت هذه العدوة إلى المسجد النبوي الكريم ، ينبغي أن تَعلموا أن الحكم السابق في كل الأحاديث التي مضت تشمل المسجد الحرام كما تشمل مساجد الدنيا ، وإنما صارت فكرة استثناء المسجد الحرام من وجوب السترة من حديث أخرجه النسائي في سننه وأحمد في مسنده وغيرهما: {أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوماً في حاشية المطاف والناس يمرون بين يديه} هذا الحديث أولاً لا يصح من حيث إسناده ، وإن فيه جهالة كما هو مذكور في بعض كتب التخريجات المعروفة ومنها أذكر (إرواء الغليل)ولو صح فليس فيه دليل على أن المرور كان بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقد ذكرنا آنفاً أن المرور الممنوع إنما هو بين المصلي وبين موضع سجوده ، ولم يذكر في هذا الحديث الذي يحتجون به على أن المصلي في المسجد الحرام لا يجب عليه أن يتخذ سترة ، لو صح هذا الحديث كان يُمكن أن يكون حجة لو صرَّح بأن الناس كانوا يمرون بين يديه عليه السلام ، أي بينه قائماً وبين موضع سجوده ، هذا لم يذكر في هذا الحديث ، ولذلك لا يجوز الاستدلال به من الناحيتين :
1- من ناحية الرواية
2- ومن ناحية الدراية
- أما الرواية فلضعف إسنادها.
- وأما الدراية فلعدم دلالة الحديث لو صح أن المرور كان بينه عليه السلام وبين موضع سجوده ، ولذلك فالواجب على كل مصل أن يستتر أيضا ولو في مسجد الحرام ، نحن نشعر بسبب غلبة الجهل لهذه المسألة بصورة عامة ، وفي غلبة الاحتجاج بهذا الحديث فيما يتعلق بالمسجد الحرام بصفة خاصة ، أن المصلي في المسجد الحرام لكي يتحاشى أخطاء النار للمرور بين يديه ، لأنه ينصرف عن الصلاة وهو في كل لحظة يجب أن يعمل بيده هكذا ويُخاصم الناس ، والناس اليوم في الخصومة ألداء ، ولذلك فينبغي للمسلم أن يبتعد عن المكان الذي يغلب على ظنه أنه مكان متروك الناس يمرون بين يديه لا يابلون بصلاته أية مبالاة ، ولكن عليه أن يصلي في مكان وإلى سترة لكي يحقق أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
أما المسجد النبوي فأمر الناس فيه أعجب لأنه إن كان لهم عذر فيما يتعلق بالمسجد الحرام ، وإن كان هذا العذر عند كرام الناس غير مقبول ، لأنه مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالعجب أن مسجد الرسول منه انطلقت كل هذه الأحاديث التي سمعتموها ، وإذا بها تعطل لدعوى أن مسجد الرسول هو كمسجد الحرام ، فكلاهما مستثنا منهما وجوب السترة ، فإذا عرفتم أن المسجد الحرام حديث الوارد في خصوص عدم اتخاذ السترة ضعيف ، ولو صح لم يدل على المقصود ، فاعلموا أن المسجد النبوي لا شيئا يُلحقه بالمسجد الحرام ، بل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة} {إذا صلى أحدكم فليدنو من سترته يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود} ، ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الأحاديث وما تستره بالجدار وجعل بينه وبين سترته ممر شاة إلا في مسجده ، هذا من غربة الإسلام وإماتة السنن مع ممر الزمان.
ولذلك أحببت أن أذكركم بأني كلما دخلت مسجدا كهذا أو غيره أرى الناس يصلون صلاة لا إلى سترة ، لأننا قد يرد إشكال وهو كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء ، وهو أن بعض المساجد كهذا المسجد الإمام يصلي في منتصف المسجد والعشاء إلى المحراب.
وبمناسبة المحراب ، لا بد من التذكير بهذه النصيحة ، وإن كان الناس عنه غافلون ، أن المسجد النبوي لم يكن له محراب ، وإنما جدار القبلي كسائر الجدر هكذا مسحاً ، ليس فيه هذا إطلاق وبخاصة أن الناس اليوم تفننوا جدا جداً ، بحيث جعلوا عمق المحراب إلى القبلة لو أن الإمام وقف فيه غرق ولم يظهر شخصه للمصلين خلفه من يمين أو يسار ، هذا المحراب إنما تسرَّب إلى المسلمين مع الأسف من كنائس النصارى ، فالمحاريب هذه لم يكن من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من عهد الصحابة ، وإنما حدث ذلك فيما بعد ، وللحافظ السيوطي رسالة لطيفة مفيدة سماها بـ(تنبيه الأريب في بدعة المحاريب) وهذه الرسالة نافعة يحسن لطلاب العلم أن يطلعوا عليها ، ولكن حذاري من بعض التعليقات التي كُتبت عليها بقلم أحد الغُماريين المغاربة ، لأن هؤلاء الغماريين وإن كان لهم مشاركة في علم الحديث ولكنهم من أهل الأهواء والبدع الذين تؤثر فيهم علمهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ودراستهم لأحاديثه ، ويكفي في ذلك أنهم هم مشايخ الطرق ، فكيف يجتمع أن يكون محدثاً وطرقياً ، والطرق كلها ضلالة لأدلة الكتاب والسنة ، ولسنا الآن في هذه الحاجة ، إنما القصد الاعتماد على ما ذكره السيوطي في هذه الرسالة دون الاغترار بما جاء في تلك الحواشي التي خلاصتها تمرير وتسليط ما اعتاده المسلمون من هذه محاريب المساجد وبخاصتها في هذا الزمان الذب نفننوا في بناء المحاريب فيها.
من تلك الشبهات أن المحراب يدلُّ الغريب على جهة القبلة ومن هنا قد يأخذ بعض الناس من هذه الحواشي ، فنحن نقول الغاية لا تبرر الوسيلة ، إذا كان المسجد النبوي لم يكن فيه هذا المحراب ، أليس قد كان هناك ما يدل على سنة القبلة وجهاتها؟ لا شك من ذلك فما هو؟ هو الشيء الذي كان يومئذ ينبغي علينا أن نتخذه كعلامة لجدار القبلة يصلي المصلي الغريب إلى هذا الجدار وليس إلى الجدر الأخرى.
من الواضح جداً كما أنتم تشاهدون حتى اليوم أن المنبر يُبنى لنفس الجهة التي يكون فيها المحراب ، فإذا ما ادَّاعي من جعل علامتين اثنتين تدل كل منهما على القبلة ؟ فالمنبر لا بد منه ، ها هو يدل إذاً على جهة القبلة فطاح ذلك الذي يتكئ عليه هؤلاء الذين يريدون تشبيك الواقع ولو كان مخالفاً للسنة.
فإذاً حينما لا يصلي الإمام إلى الجدار ، وإنما يقف بعيداً عنه لعدة صفوف ، فعلى هذا الإمام أولاً أن يضع سترة بين يديه كما رأيت في هذا المسجد والحمد لله ، ثم على المصلين الذين يريدون أن يصلوا السنة ، إما أن يتقدموا إلى الجدار القبلي و يصلون على النحو الذي وصفنا آنفاً ، وإما أن يتسترون ببعض هذه القوائم التي هي مثل هذه الطاولات التي توضع عليها المصاحف والكتب أو يستترون ببعض الأعمدة ، أخيراً قد يكون هناك بعض المصلين صلوا جلسوا ينتظرون إقامة الصلاة ، فمن الممكن أن يتخذ الداخل للمسجد سترة أحد هؤلاء الجالسين المنتظرين للصلاة.
ذكرت هذا لأن بعض الناس وأنا بالسترة الإمام يصلي في منتصف المسجد تقريباً ، فهو إذا تقدم إلى الجدار وأُقيمت الصلاة وقف الصف حائلاً بينه وبين أن يمر فيتخذ مكاناً في الصف ، هذه شبهة يبنى حكايتها على الجد عليها لوهائها وضعفها ، فلو صلى أحدهم إلى جدار القبلة ثم أقيمت الصلاة يا ترى؟ ورجع القهقري لا يفصحون له المجال ليصلي حتى في الصف الأول؟ إذا فرضنا أنهم لا يفسحون له مجالاً ، فسيجد فراغاً يمررونه فيه حتى يقف في الصف الثاني أو الصف الثالث على حسب الازدحام الذي يكون في المسجد.
إذا خلاصة القول ، يجب الانتباه لهذه المسألة لأنها مهجورة في أكثر المساجد لغفلة الناس عنها وقلة من يذكر بها ، حتى لو كان في المسجد الحرام على التفصيل الذي ذكرته آنفاً ؛ وقد ذكرت بعض الآثار الصحيحة عن بعض السلف الصالح ومنهم عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: {أنه كان إذا صلى في المسجد الحرام وضع بين يديه سترة} هذا من فعل السلف ، وذلك تطبيق لكل هذه الأحاديث التي سبق ذكرها ، وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.

الشــــامخه 20-08-2005 01:09 PM



رحم الله شيخنا الألباني ،،

بارك الله بك اختي الغاليه muslima04 ،،

وجزاك المولى كل خير على هذا الطرح المفيد المبارك النيّر ،،

اسال الله أن يزيدك علما و ان يفعنا الله بك ،،

وان يعيننا معكِ على العمل الصالح ،، آمين

:)


muslima04 20-08-2005 01:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

اللهم آمين يا رب العالمين يا رب..

احسن الله إليك اختي الغالية الشامخة لدعواتك الطيبات وجزاك خيرا لمرورك بارك الله بك..وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعلني خيرا مما تظنون ويغفر لي ما لا تعلمون برحمته آمين يا رب..

شكرا اختي :heartpump

عنتر الهوني 26-08-2005 10:47 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتها
 
جزاك الله اختى مسلمة على طرح هذا الموضوع

وحقيقة ً هناك العديد من السنن المهجورة التى تركها المسلمون , وانا منذ فترة أقوم ببحث بسيط في كتب الثقات عن بعض السنن المهجورة بغرض إحيائها وسوف أقوم بعرضها في هذا الموضوع كلما سنحت الفرصة وأدعوا الجميع بالمشاركة بالبحث واطلب من مشرف المنتدى بتثبيت الموضوع لتسهيل المهمة

وجزاكم الله كل خير

عنتر الهوني 26-08-2005 10:59 AM

لبس العمامة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم النبيين



1- لبس العمامة



وقال مسلم رحمه الله في صحيحه حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد الثقفي قال يحيى أخبرنا وقال قتيبة حدثنا معاوية بن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وقال قتيبة دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام وفي رواية قتيبة قال حدثنا أبو الزبير عن جابر وفي رواية أخرى عند مسلم عن جابر أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء وفي رواية عند مسلم من طريق جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة سوداء وفي لفظ لمسلم عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه

محمد الامين الشنقيطي - أضواء البيان ج4/ص494






8623 حدثنا علي بن حمشاد العدل حدثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان الدمشقي حدثني الهيثم بن حميد أخبرني أبو معبد حفص بن غيلان عن عطاء بن أبي رباح قال كنت مع عبد الله بن عمر فأتاه فتى يسأله عن إسدال العمامة فقال بن عمر سأخبرك عن ذلك بعلم إن شاء الله تعالى قال كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وبن مسعود وحذيفة وبن عوف وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم فجاء فتى من الأنصار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس فقال يا رسول الله أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا قال فأي المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له إستعدادا قبل أن ينزل بهم أولئك من الأكياس ثم سكت الفتى وأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر المهاجرين خمس إن إبتليتم بهن ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعملوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم من غيرهم وأخذوا بعض ما كان في أيديهم وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا ألقى الله بأسهم بينهم ثم أمر عبد الرحمن بن عوف يتجهز لسرية بعثه عليها وأصبح عبد الرحمن قد أعتم بعمامة من كرابيس سوداء فأدناه النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقضه وعممه بعمامة بيضاء وأرسل من خلفه أربع أصابع أو نحو ذلك وقال هكذا يا بن عوف اعتم فإنه أعرب وأحسن ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن يدفع إليه اللواء فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال خذ بن عوف فاغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد الله وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم وسلم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

المستدرك على الصحيحين للحاكم - ج4/ص583





154 حدثنا أبو داود قال حدثنا الأشعث بن سعيد حدثنا عبد الله بن بسر عن أبي راشد الحبراني عن علي قال عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي ثم قال إن الله عز وجل أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة فقال إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان ورأى رجلا يرمي بقوس فارسية فقال ارم بها ثم نظر إلى قوس عربية فقال عليكم بهذه وأمثالها ورماح القنى فإن بهذه يمكن الله لكم في البلاد ويؤيدكم في النصر

مسند الطيالسي - ج1/ص23

muslima04 26-08-2005 11:40 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

اللهم آمين يا رب العالمين..أحسن الله إليك اخي الفاضل عنتر الهوني..خير مشروع..لي الشرف تلو الشرف أن أضع يدي بيدك في هذا المشروع العظيم المبارك بإذن الله تعالى..تقبله الله منا خالصا لوجهه الكريم وسرنا به برحمته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم..إنه ولي ذلك والقادر عليه..

ولعلي أضع هذه الكلمات النافعة للشيخ ابن باز رحمه الله كمقدمة نشجع بها بعضنا البعض وندعو بها غيرنا إن شاء الله لينضموا إلينا في هذه المسيرة المباركة بإذن الله تعالى..والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل..وجزاك الله خيرا على اول سنة احييتها بإذن الله تعالى..سوف أنظر إلى الاحاديث نظرة اخرى فيما بعد بإذن الله تعالى..


*********************

فقد سؤل الشيخ رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير جزاء برحمته آمين..عن صحة هذا الحديث:

" من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا"

فأجاب بقوله رحمه الله :

هذا الحديث صحيح ، وهو يدل على شرعية إحياء السنن والدعوة إليها والتحذير من البدع والشرور لأنه صلى الله عليه وسلم يقول :{من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا} خرجه مسلم في صححيه .

ومثل هذا الحديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :{ من دل على خير فله مثل أجر فاعله} خرجهما مسلم في صحيحه .

ومعنى " سن في الإسلام " يعني : أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس ، فيدعو إليها ويظهرها ويبينها ، فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها وليس معناها الابتداع في الدين . لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البدع وقال : " كل بدعة ضلالة" وكلامه صلى الله عليه وسلم يصدق بعضه بعضا ، ولا يناقض بعضه بعضا بإجماع أهل العلم ، فعلم بذلك أن المقصود من الحديث إحياء السنة وإظهارها ، مثال ذلك : أن يكون العالم في بلاد ما يكون عندهم تعليم للقرآن الكريم أو ما عندهم تعليم للسنة النبوية فيحيي هذه السنة بأن يجلس للناس يعلمهم القرآن ويعلمهم السنة أو يأتي بمعلمين ، أو في بلاد يحلقون لحاهم أو يقصونها فيأمر هو بإعفاء اللحى وإرخائها ، فيكون بذلك قد أحيا هذه السنة العظيمة في هذا البلد التي لم تعرفها ويكون له من الأجر مثل أجر من هداه الله بأسبابه ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين "متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، والناس لما رأوا هذا العالم قد وفر لحيته ودعا إلى ذلك تابعوه ، فأحيا بهم السنة ، وهي سنة واجبة لا يجوز تركها ، عملا بالحديث المذكور وما جاء في معناه ، فيكون له مثل أجورهم .

وقد يكون في بلاد يجهلون صلاة الجمعة ولا يصلونها فيعلمهم ويصلي بهم الجمعة فيكون له مثل أجورهم ، وهكذا لو كان في بلاد يجهلون الوتر فيعلمهم إياه ويتابعونه على ذلك ، أو ما أشبه ذلك من العبادات والأحكام المعلومة من الدين ، فيطرأ على بعض البلاد أو بعض القبائل جهلها ، فالذي يحييها بينهم وينشرها ويبينها يقال : سن في الإسلام سنة حسنة بمعنى أنه أظهر حكم الإسلام ، فيكون بذلك ممن سن في الإسلام سنة حسنة .

وليس المراد أن يبتدع في الدين ما لم يأذن به الله ، فالبدع كلها ضلالة لقول النبي في الحديث الصحيح : " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أيضا : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " وفي اللفظ الآخر : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه .

ويقول في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام : أما بعد : فإن خير كتاب كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة خرجه مسلم في صحيحه .

فالعبادة التي لم يشرعها الله لا تجوز الدعوة إليها ، ولا يؤجر صاحبها ، بل يكون فعله لها ودعوته إليها من البدع ، وبذلك يكون الداعي إليها من الدعاة إلى الضلالة ، وقد ذم الله من فعل ذلك بقوله سبحانه : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}الآية .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا انت أستغفرك واتوب إليك.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

muslima04 28-08-2005 06:17 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،وبعد،

اخي الفاضل عنتر الهوني..

أحسن الله إليك اخي..جزاك الله خيرا لجهدك ونيتك الطيبة..لكن اخي الفاضل بحثت قليلا في الأحاديث التي وضعت ووجدت ما يلي بإذن الله :

الحمد لله الحديث الأول لا نقاش فيه بإذن الله تعالى لأنه ورد في صحيح مسلم..فليس لنا أن نقول فيه شيء أبدا بإذن الله تعالى..

الحديث الثاني..قال الحاكم رحمه الله في المستدرك على الصحيحين إسناده صحيح..لكن وجدت في شعب الإيمان للبيهقي..أن إسناده ضعيف..و دونه لم اجد من ضعف إسناده..فالله أعلم..

اما الحديث الثالث..فلقد قال عنه البيهقي رحمه الله في السنن الكبرى للبيهقي :

إقتباس:

أشعت هو أبو الربيع السمان وليس بالقوي،وخالفه إسماعيل بن عياش فرواه عن عبد الله بن بسر هذا،عن عبد الرحمن بن عدي البهراني ،عن اخيه عبد الأعلى ،عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعا،وعبد الله بن بسر هذا ليس بالقوي،قاله أبو داود السجستاني وغيره..

وقال عنه الشيخ المحدث الألباني رحمه الله :

إقتباس:

الحديث الثامن : " عمم النبي -صلى الله عليه وسلم- علياً . . . وقال : هذه تيجان الملائكة " . ذكره المناوي .

قلت : ولم أعثر على سنده في شيء من كتب السنة التي وقفت عليها ولا أورده صاحب الدعامة .


فلا يجزو بأي وجه كان أن نستدل به أخي الفاضل وإن كانت فقط بنية الترغيب في فضائل الأعمال..

فقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله تعالى - :

إقتباس:

قول أحمد بن حنبل : إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد ، وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد ، وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال : ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به ، فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي ، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملا من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله ، كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم ، ولهذا يختلف العلماء في الاستحباب كما يختلفون في غيره ، بل هو أصل الدين المشروع .

والحديث الضعيف الذي يستحب العمل به في فضائل الأعمال اخي بنفسه لا يخلو من شروط..فليس كل حديث ضعيف يمكن الأخذ به وإن كان في فضائل الأعمال..

فقد أوضح الحافظ ابن حجر شروطه خير إيضاح فقال:

إقتباس:

إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:

الأول: متفق عليه، وهو أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.

الثاني: أن يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلاً.

الثالث: ألا يُعْتَقَدَ عند العمل به ثبوته، لئلا ينسبَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله


وحذر الشوكاني حتى من الاستئناس بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال مالم يكن داخلاً تحت عموم صحيح يدل على فضله فقال:

"
إقتباس:

وماكان من فضائل الأعمال إذا جعل ذلك العمل منسوباً إليه نسبة المدلول إلى الدليل فهو ابتداع من حيث تجويز اعتقاد مشروعية ماليس بشرع وهذه الخطورة تنطوي على خطورة عقائدية عندما يقوم البعض بإدراج الأحكام المبنية على الأحاديث الضعيفة واجتهادات الأئمة ضمن ثوابت الدين ..
"


بهذا اخي الكريم نخرج بخلاصة إن شاء الله ان الحديث الثالث لا يأخذ به ولا يجوز الإستدلال به أبدا ولو للترغيب..لأن ضعفه شديد..

وهذا تفسير متواضع مني إن شاء الله لما حكم عليه بالضعف الشديد..

كما رأينا قبل أن الحديث منقطع..والحديث المنقطع هو قسم من أقسام الحديث المردود..والحديث المردود حكمه: لا يأخذ به لأنه شديد الضعف..لما يحصل فيه من إسقاط لبعض الرواة في الإسناد..بنية الكذب او غيره..وليس مما هو معروف الآن بين الناس إذا حدثوا بحديث لا يذكروا سنده..فليس معنى هذا الإسقاط..وإنما معنى الإسقاط الذي يجده المحدثون في بعض الأحاديث من المحدثين الغير ثقات أو الكذابين او غيرهم بنية الكذب أو غيره بعد بحث وتحقيق..فيكون بذلك هناك علة في الحديث..

خلاصة الأمر..الحديث الثالث..حديث شديد الضعف..فلا يجوز الأخذ به ولو بنية الترغيب..لأنه ضعيف جدا..والضعيف لا ينسب إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم..ثم لأنه انتقد شرطا من الشروط الواجبة في الأخذ به في فضائل الأعمال..

هذا والله اعلم واحكم..إن أصبت فمن الله وحده وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت أستغفرك واتوب إليك.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.



muslima04 28-08-2005 06:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

وهذا اخي الفاضل بعض ما جاء من التحذير من الأحاديث الضعيفة جدا في لبس العمامة..للشيخ الألباني رحمه الله:


(الأحاديث في العمامة):

ثم قال فضيلة الشيخ (أي الحامد) : " وأما العمامة فإنها وإن لم تكن كالعمامة المعروفة في بلاد الشام ، لكنها في أصلها سنة عربية قررها الإسلام ، وارتضاها في أحاديث كثيرة ، وهي وإن كانت بمفرداتها ضعيفة لكنها لتعددها شكلت دليلاً للقول بسنيتها " .

ثم ساق الشيخ ثمانية أحاديث في فضل العمامة ،وهي كلها ضعيفة كما ذكر الشيخ ، ولكنها ضعيفة جداً تدور جميعها على متروكين وكذابين ، وبمثلهم لا ينهض دليل ، فقد ذكر النووي في " التقريب " ، والسيوطي في شرحه وغيرهما من المحدثين أن الحديث الضعيف إنما يقوى بكثرة الطرق ، إذا خلت من متروك أو متهم ، وهذه الأحاديث ليست كذلك ، وإليك البيان :

الحديث الأول : " اعتموا تزدادوا حلماً " رواه الطبراني عن أسامة بن عمير .

قلت : فيه عند الطبراني (ج 1 / 26 / 2) وغيره ( عبيد الله بن أبي حميد ) وهو ضعيف جداً ، قال النسائي : ليس بثقة ، وقال أحمد : ترك الناس حديثه ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال في موضع آخر : يروي عن أبي المليح عجائب ، قلت : وهذا من روايته عن أبي المليح ! ولهذا قال الحافظ في ترجمته من التقريب " متروك الحديث " .

وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن أبي حميد هذا وقال : إنه متروك ، وتعقبه السيوطي في " اللآلي " (2 / 295 - 296) بأن له عند الطبراني طريقاً أخرى عن ابن عباس ، وسكت عليه فلم يحسن ، لأن في سنده عنده في " المعجم الكبير " (ج 3 / 183 / 1) شيخه محمد بن صالح بن الوليد النرسي ، ولم أجد له ترجمة فيما لدي من كتب الرجال ، وفيه عمران بن تمام وهو آفته ، فقد قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (3 / 1 / 295) : " سألت أبي عنه فقال : كان عندي مستوراً إلى أن حدث عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بحديث منكر أنه قال : " من إكفاء الدين تفصح النبط ، واتخاذ القصور في الأمصار " " يعني فافتضح هذا المستور برواية مثل هذا الحديث المنكر ، كما قال الحافظ في " اللسان " وحديث العمائم هذا من روايته عن أبي جمرة أيضاً عن ابن عباس ! وفيه ما يشهد عليه عندي ببطلانه ، ذلك لأن الحلم بالتحلم كما يقول -صلى الله عليه وسلم- ، فما علاقة العمامة بالحلم وكيف تزد صاحبها حلماً ؟! نعم لو قال : تزدادوا وقاراً ، كان معقولاً .

الحديث الثاني : مثل الأول بزيادة " والعمائم تيجان العرب " رواه ابن عدي ، والبيهقي ، عن أسامة أيضاًً .
قلت : هو الحديث الأول عينه بلفظه وسنده إلا أن فيه الزيادة المذكورة وهذا لا يسوغ جعله حديثاً ثانياً ما دام أن الطريق واحدة ، وعند ابن عدي في الكامل (ق 274 / 2) من طريق ابن أبي حميد المذكور وكذلك هو عند البيهقي كما في " الفيض " للمناوي .

الحديث الثالث : " العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا وبين المشركين ، يعطى يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسه نوراً " رواه الباوردي عن ركانة .
قلت : وهذا ضعيف جداً ، وشطره الأول رواه غير الباوردي كما سيأتي في الحديث السابع ، وأما بهذا التمام فقد رواه الباوردي وحده ، بسند واه كما في " الدعامة " للشيخ الكتاني (ص 7) ويعني بذلك أنه ضعيف جداً كما في الصفحة (34) منه ، وصرح بذلك الفقيه ابن حجر الهيتمي فقال في كتابه " أحكام اللباس " (ق 9/ 2) :
" ولولا شدة ضعف هذا الحديث لكان حجة في تكبير العمائم " .

ولذلك فإني أعتقد أن الحديث باطل لأن تكثير كورات العمامة وتضخيمها خلاف السنة التي كان عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح ، بل إن العمامة الضخمة بدعة أعجمية ، وزي محدث ، لا نزال نراه على رؤوس بعض المشايخ ، وأئمة المساجد من الأعاجم وغيرهم ، ممن تأثر بهم وتزيى بزيهم ، وجهل أو تجاهل هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فترى أحدهم تكاد عمامتهم من فخامتها تملأ المحراب إذا أم الناس ! ولم لا يضخمها وهو يرى هذا الحديث يقول : إن له بكل كورة نوراً ، وفي حديث آخر باطل كهذا " . . . بكل كورة حسنة " ؟! فليكثر إذن نوره وحسناته بتكثير كورات عمامته ! وقد يعلم بعضهم بضعف هذا الحديث ، ولا يمنعه ذلك من العمل به محتجاً بما شاع عند كثير من المشايخ حتى ظنوه قاعدة علمية " يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال " ولم يعلموا أنها غير متفق عليها خلافاً لما ذكره النووي -رحمه الله- في مقدمة " الأربعين " له ، وعلى فرض التسليم بها فهي مقيدة بشروط ذكرها العلماء المحققون ، منهم الحافظ ابن حجر في رسالة " تبيين العجب " منها : أن لا يشتد ضعفه ، وهذا الحديث ليس كذلك كما عرفت .

ولقد كان للأحاديث الضعيفة -لا سيما مع تبني القاعدة المزعومة دون مراعاة لشروطها- الأثر السيء في الأمة ، وهذا الحديث من أمثلة ذلك ، مما حملني على نشر مقالات متتابعة في مجلة التمدن الإسلامي بعنوان : " الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة " نصحاً لها وتحذيراً من التقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل فألفت نظر القراء إليها .

الحديت الرابع : " العمائم تيجان العرب ، فإذا وضعوا العمائم وضعوا عزهم ". وفي رواية " وضع الله عزهم " رواه الديلمي عن ابن عباس.
قلت : وسنده ضعيف جداً.
قال المناوي : " فيه عتاب بن حرب ، قال الذهبي : قال العلاثي : ضعيف جداً ، ومن ثم جزم السخاوي بضعف سنده ، ورواه عنه ابن السني ، قال الزين العراقي : وفيه عبيد الله ابن ( أبي حميد ) وهو ضعيف " . ونحوه في " الدعامة " (ص 6) . وقد قال ابن حبان في ( عتاب ) هذا : " كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات على قلته ، فلا يحتج به " .

قلت : وهو عندي باطل كالأول ، فانه يحمل في طواياه ما يشهد عليه بالبطلان ، وذلك لأن العمامة أحسن ما قيل فيها : إنها سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها ، وليست بواجب قطعاً ، وحينئذ فكيف يعقل أن يكون جزاء المسلمين إذا وضعوها وتركوها أن يضع الله عنهم عزهم وأن يذلهم ؟!

إن الله تبارك وتعالى حكم عدل فهو لا يذل المسلمين إلا إذا عصوه وارتكبوا ما حرمه عليهم ، كما في قوله -صلى الله عليه وسلم- : " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ". وبما أن العمامة ليست من الفرائض التي يعاقب على تركها فلا يستحق المسلمون على وضعها أن يذلوا ، فثبت بذلك بطلان الحديث ولعله من وضع بعض المتحمسين للعمامة الغالين فيها !

الحديث الخامس : " العمائم تيجان العرب ، والاحتباء حيطانها ، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه " . رواه القضاعي والديلمي عن علي رضي الله عنه .

قلت : وهو ضعيف جداً أيضاً ، فقد أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (ق 8 / 1) عن موسى بن إبراهيم المروزي قال : حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي مرفوعاً .

وكتب بعض المحدثين وأظنه ابن المحب على هامش النسخة تعليقاً على الحديث " ساقط ".

قلت : وآفته ( موسى بن إبراهيم المروزي ) كذبه يحى بن معين ، وقال الدارقطني وغيره: متروك ، وذكر له الذهبي حديثاً غير هذا وقال إنه من بلاياه !

هذا هو علة الحديث ، وأعله المناوي بعلة أخرى فقال :
" قال العامري غريب ، وقال السخاوي ، سنده ضعيف أي وذلك لأن فيه حنظلة السدوسي ، قال الذهبي : تركه القطان ، وضعفه النسائي ، ورواه أيضاً أبو نعيم وعنه تلقاه الديلمي فلو عزاه المصنف للأصل كان أولى " .

قلت : حنظلة هذا ليس في طريق القضاعي كما رأيت فلعله في طريق الديلمي ، فإن كان كذلك فكان على المناوي أن يبين ذلك ويفرق بين الطريقين ، وينص على علة الطريق الأخرى أيضاً .

ثم إن ما ذكره من رواية أبي نعيم للحديث وتلقي الديلمي إياه عنه ، قد ذكر مثله السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص 291) في حديث ابن عباس الذي قبله لا في حديث علي هذا ، فلا أدري أوهم المناوي في النقل عن السخاوي أم أن الأمر كما ذكرا كلاها ؟ وغالب الظن أنه وهم.

ثم إن مما يوهن الحديث أن البيهقي أخرجه من قول الزهري كما في " المقاصد " ، والحديث به أشبه .

الحديث السادس: " العمائم وقار المؤمن وعز العرب ، فإذا وضعت العرب عمائمها فقد خلعت عزها " رواه الديلمي .
قلت : رواه من حديث عمران بن حصين ، وهو ضعيف جداً لأن في سنده عتاب بن حرب وقد عرفت حاله من الحديث الرابع .

الحديث السابع : " فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس " رواه أبو داود والترمذي عن ركانة .
قلت : وهذا الحديث هو الشطر الأول من الحديث الثالث -كما تقدم- وذكرت هناك أنه ضعيف جداً ، وقد ضعفه الترمذي نفسه ، فقال بعد تخريجه (1/ 330) :
" هذا حديث غريب ، وإسناده ليس بالقائم ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة يعني اللذين في إسناده ، وقال الذهبي في ترجمة أبي جعفر هذا : " لا يعرف ، تفرد عنه أبو الحسن العسقلاني فمن أبو الحسن ؟! " ، وقال في ترجمة أبي الحسن هذا : " تفرد عنه محمد بن ربيعة الكلابي في إسناد حديث موضوع ( يعني هذا ) " قال الخطيب : كان غير ثقة .

وقال الكتاني بعد أن حكى تضعيف الترمذي إياه (34) : " وقال السخاوي : هو واه ، أي : شديد الضعف " .

الحديث الثامن : " عمم النبي -صلى الله عليه وسلم- علياً . . . وقال : هذه تيجان الملائكة " . ذكره المناوي .

قلت : ولم أعثر على سنده في شيء من كتب السنة التي وقفت عليها ولا أورده صاحب الدعامة .

وجملة القول : إن هذه الأحاديث كلها ضعيفة جداً ليس فيها ما يمكن أن يتقوى بالطرق الأخرى لوهائها وشدة ضعفها .

ثم إنني حين أقطع بضعف تلك الأحاديث لا أنسى أن أذكر أن لبسه -صلى الله عليه وسلم- للعمامة كعادة عربية معروفة قبله -صلى الله عليه وسلم- أمر ثابت في الأحاديث الصحيحة لا يمكن لأحد إنكاره ، فإذا انضم إلى ما ذكره فضيلة الشيخ الحامد من أن الإسلام يحب تكوين أهله تكويناً خاصاً يصونهم عن أن يختلطوا بغيرهم في الهيئات الظاهرة . . . إلى آخر كلامه الطيب الذي فصل القول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في " الاقتضاء " فإني في النتيجة ألتقي مع فضيلته في الحض على العمامة ، ولكني لا أراها أمراً لازماً لزوم اللحية التي ثبت الأمر بها في الأحاديث الصحيحة معللاً بقوله : " خالفوا المجوس " رواه مسلم وغيره ، ولذلك فإني لا أرى الإلحاح في العمامة كثيراً بخلاف اللحية ، وأنكر أشد الإنكار اهتمام بعض المدارس الشرعية بالعمامة أكثر من اللحية بحيث يأمرون الطلاب بالأول دون الأخرى أو أكثر منها ، ويسكتون عن الطلاب الذين يحلقون لحاهم دون الذين يضعون عمائمهم ! فإن في ذلك قلباً للحكم الشرعي كما لا يخفى .

وختاماً أسأل الله تبارك بأسمائه الحسنى أن يوفقنا للعمل بما علمنا ، وسلامي إلى فضيلة الشيخ الحامد ورحمة الله وبركاته .

محمد ناصر الدين الألباني
دمشق
في 26 / 2 / 1379 هـ

المصدر : مجلة المسلمون (6 / 906 – 913).

عنتر الهوني 31-08-2005 10:09 PM

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك اختى مسلمة على هذا الشرح والتوضيح وجزاك الله كل خير

انا راح اعرض ماتوصلت اليه في بحثي واطلب منك تبيان سند تلك الاحاديث

وجزاك الله كل خير

عنتر الهوني 31-08-2005 10:21 PM

قنوت النوازل
 
السلام عليكم ورحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم المرسلين


سنن البيهقي الكبرى ج2/ص200
2921 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأ أبي حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو سلمة حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة العتمة في الركعة الأخيرة بعد ما قال سمع الله لمن حمده شهرا يقول في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف

2922 وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن أبي بكرحدثنا أبو داود حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد هو بن مسلم حدثنا الأوزاعي فذكره بإسناده قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العتمة شهرا يقول في قنوته فذكره بمثله إلا أنه لم يذكر عياش بن أبي ربيعة وزاد في آخره قال أبو هريرة وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك فقال وما تراهم قد قدموا رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مهران الرازي عن الوليد بن مسلم وذكر عياشا وقال في آخره قال أبو هريرة ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء بعد فقلت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك الدعاء لهم قال فقيل وما تراهم قد قدموا

2923 أخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو أحمد بن عيسى وأبو عبد الله بن يزيد قالا أنبأ إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج حدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم فذكره إلا أنه لم يذكر العتمة وقال في صلاته شهرا إذا قال سمع الله لمن حمده يقول في قنوته ورواه حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير بمعنى رواية الأوزاعي وفي آخرة لم يزل يدعو حتى نجاهم الله ثم ترك الدعاء لهم وفي رواية أخرى عن حرب في هذا الحديث قال فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله مالك لم تدع للنفر قال أو ما علمت أنهم قد قدموا

2924 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ وهب بن جرير حدثنا هشام ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو على أحياء من أحياء العرب ثم تركه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى

2925 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن موسى الصيدلاني حدثنا إبراهيم بن أبي طالب قال سمعت أبا قدامة يحكى عن عبد الرحمن بن مهدي في حديث أنس قنت شهرا ثم تركه قال عبد الرحمن رحمه الله إنما ترك اللعن

2926 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن مهران الأصبهاني حدثنا عبيد الله بن موسى أنبأ أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ثم تركه فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا


والحمد لله رب العالمين

muslima04 02-09-2005 06:52 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،

اللهم آمين..وجزاك الله بالإحسان إحسانا وغفرانا أخي الفاضل عنتر الهوني..بارك الله فيك لحسن ظنك بي..

توكلت على الله..إن شاء الله أتحقق دائما من صحة الأحاديث التي تضع دائما بإذن الله تعالى لنتعاون على نشر السنة المطهرة بإذن الله تعالى..وإن شاء الله لي عودة..

وفقك الله وإيانا أخي الفاضل لما يحب ويرضى من صالح القول والعمل..جعله الله في موازين حسناتك..الله الله إن تقبل الله منك هذا العمل..الله الله بإحياء السنن الحسنة..

والسلام عليكم ورحمة الله..

muslima04 05-09-2005 12:56 PM

توكلنا على الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

أخي الفاضل عنتر الهوني..أحسن الله إليك يا أخي..فلقد استفدت كثيرا ولله الحمد والشكر حمدا وشكرا كثيرا من خلال البحث الذي قمت به لأتأكد من صحة الأحاديث..فجزاك الله عنا خيرا برحمته وجعله في موازين حسناتك برحمته آمين..أما بعد،

فالحمد لله الأحاديث التي وضعتها أخي الفاضل كلها ولله الحمد لا غبار عليها لأن لها أصلا في صحيح البخاري عدا الحديث الأخير هذا..أو بالظيط العبارة الملونة بالأحمر :

إقتباس:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن مهران الأصبهاني حدثنا عبيد الله بن موسى أنبأ أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ثم تركه فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا

فقد قيل فيه هذا:

إقتباس:

ونوقش بأن هذه الجملة وردت في بعض الأحاديث لكنها ضعيفة لأنها من طريق أبي جعفر الرازي وقد قال فيه عبد الله بن أحمد ليس بالقوي، وقال علي بن المديني: إنه يخلط، وقال عمرو بن علي الغلاس: صدوق سيئ الحفظ..

وقد جاء أخي بيان هذا مفصلا في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لإبن قيم الجوزية..وورد الكثير أيضا من أقوال العلماء في هذا الأمر..ماشاء الله..سأضع لك كل ذلك بإذن الله تعالى..

كما أريد الإشارة إلى ان هذه السنة الأصل فيها أن لا نداوم عليها..أحسن أضع لك مباشرة قول العلماء رحمهم الله تعالى برحمته..فلا قيمة لكلامي ولا لشخصي امام كلامهم وشخصهم ولا حتى من بعيد تبارك الرحمن..وأتمنى أن تقرؤوا كل شيء بتأني لأنه فعلا مهم معرفة هذه الأشياء إن شاء الله..

muslima04 05-09-2005 01:05 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


القنـــوت

القنوت في صلاة الفرض

الفتوى رقم (902)

س: إن كثيرا من أئمة المساجد بمدينة القنفذة يقنتون في صلاة الفجر مستندين إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت حتى فارق الحياة فهل ذلك جائز ونتابعهم، أم هذا شيء غير جائز ومباح عند النوازل فقط في كل فرض؟

ج: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في النوازل، يدعو على المعتدين من الكفار ويدعو للمستضعفين من المسلمين بالخلاص والنجاة من كيد الكافرين وأسرهم، ثم ترك ذلك ولم يخص بالقنوت فرضا دون فرض، يدل على ذلك ما رواه أنس أن النبيصلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على أحياء من العرب ثم تركه(24) رواه أحمد، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه، وفي لفظ (قنت شهراً حـــين قتــل القراء، فما رأيته حــزن حزناً قط أشد منه) (25) رواه البخاري، وما رواه البراءبن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة المغرب والفجر(26) رواه أحمد، ومسلم والترمذي وصححه، ومارواه أحمد والبخاري من طريق ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، فأنزل الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء...} إلى قوله: {...فإنهم ظالمون}(27) وما رواه البخاري من طريق أبي هريرة قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال: سمع الله لمن حمده، ثم قال قبل أن يسجد: «اللهم نج عياش بن ربيعة اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف»(28) وما رواه البخاري ومسلم من طريق أبي هريرة قال: لأقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبوهريرة يقنت في الركعة الأخيرة من صلاة الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار(29) وفي رواية لأحمد: «وصلاة العصر» مكان: صلاة العشاء الآخرة، وما رواه أحمد وأبوداود عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قنت رسول اللهصلى الله عليه وسلم شهراًمتتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة، يدعو عليهم، يدعو على حي من بني سليم، على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه(30).وقد استحب مالك القنوت في الركعة الأخيرة من الصبح قبل الركوع، وذهب الشافعي إلى أن القنوت سنة بعد الركوع من الركعة الأخيرة من الصبح، وقال بذلك جماعة من السلف والخلف، واستدلوابما تقدم من حديث البراء ونحوه، ونوقش بأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في النوازل فقط ثم ترك، وبأن الحديث لم يخص القنوت بالفجر بل دل على مشروعيته في المغرب والفجر في النوازل ودلت الأحاديث الأخرى على تعميمه في سائر الفرائض، وهم يخصون القنوت بالفجر ويقولون بالاستمرار، واستدلوا أيضا بما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا(31). ونوقش بأن هذه الجملة وردت في بعض الأحاديث لكنها ضعيفة لأنها من طريق أبي جعفر الرازي وقد قال فيه عبد الله بن أحمد ليس بالقوي، وقال علي بن المديني: إنه يخلط، وقال عمرو بن علي الغلاس: صدوق سيئ الحفظ، وإنما أخذ به من أخذ من الأئمة لتوثيق جماعة من أهل الجرح والتعديل أبا جعفر الرازي ولشهادة بعض الأحاديث له لكن في سند الشاهد عمرو بن عبيد القدري وليس بحجة، وبالجملة فتخصيص صلاة الصبح بالقنوت من المسائل الخلافية الاجتهادية، فمن صلى وراء إمام يقنت في الصبح خاصة قبل الركوع أو بعده فعليه أن يتابعه، وإن كان الراجح الاقتصار في القنوت بالفرائض على النوازل فقط .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة،
عبدالله بن منيع، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي،

الفتوى رقم (2222)

س: قراءة القنوت في صلاة الصبح وقراءة القنوت في صلاة الوتر هل هو جائز أم لا؟

ج: أما القنوت في الوتر فمستحب لحديث الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت)(32) رواه الخمسة، أما القنوت في الصبح وفي غيرها من الصلوات الخمس فلايشرع بل هو بدعة إلا إذا نزل بالمسلمين نازلة من عدو أو غرق أو وباء أو نحوها فإنه يشرع القنوت لرفع ذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قنت في الصلوات يدعو على أحياء من العرب قتلوا بعض أصحابه رضي الله عنهم، والأكثر أن ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر بعد الركوع من الركعة الثانية، أما اتخاذه دائماً في الصبح فهو بدعة، وإن قال به بعض أهل العلم؛ لأن ذلك لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما جاء في أحاديث ضعيفة، وروى أحمد وأهل السنن بإسناد جيد عن سعد بن طارق الأشجعي قال قلت لأبي: إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: (أي بني: محدث)(33).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

الفتوى رقم (2452)

س: هل يجوز الدعاء بعد الرفع من الركوع الأخير من صلاة الصبح، لأنني أصلي بمجموعة من المسلمين وعندما أدعو بعد الرفع من الركوع قيل لي: لايجوز الدعاء في صلاة الفجر وأنا محتار الآن وأريد الجواب عن سؤالي؟

ج: لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خص الصبح بالقنوت ولا أنه داوم عليه في صلاة الصبح وإنما الذي ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قنت في النوازل بما يناسبها، فقنت في صلاة الصبح وغيرها من الصلوات يدعو على رعل وذكوان وعصية لقتلهم القراء الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ليعلموهم دينهم، وثبت في صلاة الصبح وغيرها يدعو للمستضعفين من المؤمنين أن ينجيهم الله من عدوهم، ولم يداوم على ذلك، وسار على ذلك الخلفاء الراشدون من بعده، فخير لك أن تقتصر على القنوت في النوازل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلمفيما ثبت عن أبي مالك الأشجعي قال: قلت لأبي: يا أبت إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: (أي بني محدث) رواه الخمسة إلا أبا داود، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

السؤال الثالث من الفتوى رقم (3137)

س3: على ضوءالسنة، يقرأ القنوت هل قبل الركوع أم بعده؟

ج3: السنة أن القنوت يكون بعد الركوع لمجيء الأحاديث الصحيحة بذلك، هذا في قنوت الوتر أما القنوت في صلاة الصبح فإنه يشرع عند النوازل، أما القنوت فيها دائما فبدعة، ويكون بعد الركوع ولا يختص بالصبح بل هو مشروع في جميع الصلوات عند الحاجة إليه .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

السؤال الرابع من الفتوى رقم (6983)

س4: ترديد المؤمنين كلمات: حقا - نشهد - وأحيانا يا الله، بعد دعاء الإمام في القنوت هل هو جائز شرعاً وهل يجوز رفع اليدين في القنوت للفجر أو الوتر، وهل يجوز رفع اليدين والتكبير جهراً وراء الإمام في كل تكبيرة في صلاة الجنازة وكذا في التكبيرات السبع والخمس في صلاة العيدين؟

ج4: يشرع التأمين على الدعاء في القنوت، وعند الثناء على الله سبحانه يكفيه السكوت وإن قال سبحانك أوسبحانه فلابأس، ويرفع يديه في دعاء القنوت وتكبيرات الجنازة والعيدين، لأنه قد ورد ما يدل على ذلك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

السؤال الثاني من الفتوى رقم (7268)

س2: هل يجوز القنوت في النازلة في الصلوات الخمس أكثر من مدة شهر؟

ج2: يجوز ذلك أكثر من شهر تبعاً لحال النازلة شدة واستمراراً.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

muslima04 05-09-2005 01:18 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ

قوله: ويكره قنوته في غير الوتر ... إِلخ.

مكروه ذلك، وبدعة. وذهب طائفة من أَهل العلم إِلى أَن القنوت في الفجر سنة، وهذا القول مشهور من قال به(307)، وفيه أَحاديث استدلوا بها عليه. إِلا أَن القول الآخر أَصح وأَظهر، وأَدلته لا تحتمل التأْويل بخلاف الأَول فهي غير صريحة أَو غير صحيحة وقد بسط ابن القيم ذلك في ((زاد المعاد)) ووضح ضعف القول الآخر ووجه دلالة الأَحاديث وأَن ما استدلوا به لا استقامة له أَبدا(308). الحاصل أَن الراجح أَنه لا يقنت في الفرائض إِلا في النوازل مثل دعائه صلى الله عليه وسلم على رعل وذكوان وعصية، ومثل دعائه على صفوان بن أُمية وسهيل، وكدعوته لواحد معين كقوله ((الَّلهُمَّ أَنج الْوَلِيْدَ ... )) فهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقول به الأَصحاب مذهب أَحمد وغيره. وأَما اتخاذ ذلك في الفجر كل يوم فهذا لا أَصل له ولا يصح عن النبي أَبدا. (تقرير)

(307) هذا قول الشافعي حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قنت وروي عنه ((أنه مازال يقنت حتى فارق الدنيا)).
(308) انظر جزء (1) ص 69، 70 وبسط ابن تيمية ذلك جـ 23 ص 98- 112 .


ملحوظة: أود الإشارة إلى انه تختلف الصفحة بحسب الطبعة لكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد..فانا لم اجدها عندي في نفس الصفحة المشار إليها فوق لكن نعم هو في الجزء الأول..
:)

muslima04 05-09-2005 01:24 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


ابن قيم الجوزية (زاد المعاد في هدي خير العباد)

وقنت في الفجر بعد الركوع شهراً، ثم ترك القنوت ولم يكن مِن هديه القنوتُ فيها دائماً، ومِنْ المحال ان رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان في كل غداة بعد اعتداله من الركوع يقول‏:‏ ‏(‏اللَّهُمَ اهْدِني فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ وَلَّيْتَ ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏)‏ الخ ويرفعُ بذلك صوته، ويؤمِّن عليه اصحابُه دائماً الى ان فارق الدنيا، ثم لا يكون ذلك معلوماً عند الامة، بل يُضيعه اكثرُ امته، وجمهورُ اصحابه، بل كلُهم، حتى يقولَ من يقول منهم‏:‏ انه مُحْدَثٌ، كما قال سعد بن طارق الاشجعي‏:‏ قلتُ لابي‏:‏ يا ابتِ انَّك قد صليتَ خلفَ رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم، وابي بكر، وعمر، وعثمان،وعلي، رضي اللّه عنهم ها هنا، وبالكُوفة منذ خمس سنين، فكانوا يقنتون في الفجر‏.‏‏؟‏ فقال‏:‏ اَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ رواه اهل السنن واحمد وقال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ وذكر الدارقطني عن سعيد بن جبير قال‏:‏ اشهد اني سمعت ابن عباس يقول‏:‏ ان القنوتَ في صلاة الفجر بِدعة، وذكر البيهقي عن ابي مِجلز قال‏:‏ صليتُ مع ابن عمر صلاة الصبح، فلم يقنُت، فقلت له لا اراك تقنُت، فقال‏:‏ لا احفظُه عن احد من اصحابنا‏.‏
ومن المعلوم بالضرورة ان رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم لو كان يقنت كلَّ غداة، ويدعو بهذا الدعاء، ويؤمِّن الصحابة، لكان نقلُ الامة لذلك كُلِّهم كنقلهم لجهره بالقراءة فيها وعددها ووقتها، وان جاز عليهم تضييعُ امر القنوت منها، جاز عليهم تضييعُ ذلك، ولا فرق، وبهذا الطريق علمنا انه لم يكن هديُه الجهرَ بالبسملة كلَّ يوم وليلةٍ خَمسَ مرات دائماً مستمراً ثم يُضَيِّعُ اكثر الامة ذلك، ويخفى عليها، وهذا مِن امحلِ المحال بل لو كان ذلك واقعاً، لكان نقلُه كنقل عدد الصلوات، وعدد الركعات، والجهر والاِخفات، وعدد السجدات، ومواضع الاركان وترتيبها، واللّه الموفق‏.‏
والاِنصاف الذي يرتضيه العالم المنصف، انه صلى الله عليه وسلم جهر، واسر، وقنت، وترك، وكان اسرارُه اكثَر من جهره، وتركه القنوتَ اكثر من فعله، فانه انما قنت عند النوازل للدعاء لقوم، وللدعاء على اخرين،ثم تركه لما قَدِمَ من دعا لهم، وتخلَّصوا من الاسر، واسلم من دعا عليهم وجاءوا تائبين، فكان قنوتُه لعارض، فلما زال تَرَك القنوت، ولم يختصَّ بالفجر، بل كان يقنُت في صلاة الفجر والمغرب، ذكره البخاري في ‏(‏صحيحه‏)‏ عن انس وقد ذكره مسلم عن البراء وذكر الاِمام احمد عن ابن عباس قال‏:‏ قنت رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم شهراً متتابعاً في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والصُّبح في دُبُرِ كل صلاة اذا قال‏:‏ سَمعَ اللَّهُ لِمنْ حَمِدَه من الركعة الاخيرة، يدعو على حيٍّ من بني سليم على رِعل وذَكوان وعُصية، ويؤمِّن من خلفه، ورواه ابو داود‏.‏
وكان هديُه صلى الله عليه وسلم القنوت في النوازل خاصة، وتركَه عند عدمها، ولم يكن يخصه بالفجر، بل كان اكثر قنوته فيها لاجل ما شرع فيها من التطويل، ولاتصالها بصلاة الليل، وقربِها من السَّحَر، وساعةِ الاِجابة، وللتنزل الاِلهى، ولانها الصلاةُ، المشهودة التي يشهدها اللّه وملائكتُه، او ملائكةُ الليل والنهار، كما رُوي هذا، وهذا، في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏اِنَّ قُرْانَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً‏}‏ ‏[‏الاسراء‏:‏ 78‏]‏‏.‏ واما حديثُ ابن ابي فُديك، عن عبد اللّه بن سعيد بن ابي سعيد المقبُري، عن ابيه، عن ابي هُرَيْرَة قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم اذا رفع راسَه مِنَ الرُّكُوعِ من صلاة الصُّبح في الرَكعة الثانية، يرفع يديه فيها، فيدعو بهذا الدعاء‏:‏ ‏(‏اللَّهمَّ اهْدِني فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِني فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِك لي فِيمَا اَعْطَيْتَ، وَقِني شَرَّ مَا قَضَيْتَ، اِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضى عَلَيْكَ، اِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتعالَيْتَ‏)‏ فما ابين الاحتجاج به لو كان صحيحاً او حسناً، ولكن لا يحتج بعبد اللّه هذا وان كان الحاكم صحح حديثه في القنوت عن احمد بن عبد اللّه المزني‏:‏ حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا احمد بن صالح، حدثنا ابن ابي فديك فذكره نعم صحَّ عن ابي هُرَيرَة انه قال‏:‏ واللّه لانا اقربُكم صلاةً برسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فكان ابو هريرة يقنُت في الركعة الاخيرة مِن صلاة الصبح بعدما يقول‏:‏ سَمعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِده، فيدعو للمؤمنين، ويلعنُ الكُفَّار ولا ريب ان رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، ثمَّ تركه، فاحبَّ ابو هريرة ان يُعلِّمهم ان مِثلَ هذا القنوتِ سنة، وان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فعله، وهذا رد على اهل الكوفة الذين يكرهون القنوت في الفجر مطلقاً عند النوازل وغيرها
ويقولون‏:‏ هو منسوخ، وفعله بدعة، فاهلُ الحديث متوسطون بين هؤلاء وبين من استحبه عند النوازل وغيرها، وهم اسعدُ بالحديث من الطائفتين، فانهم يقنُتون حيثُ قنت رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم، ويتركُونه حيث تركه، فيقتدون به في فعله وتركه،ويقولون‏:‏ فِعله سنة، وتركُه لسنة، ومع هذا فلا يُنكرون على من داوم عليه، ولا يكرهون فعله، ولا يرونه بدعة، ولا فاعِلَه مخالفاً للسنة، كما لا يُنكِرون على من انكره عند النوازل، ولا يرون تركه بدعة، ولا تارِكه مخالفاً للسنة، بل من قنت، فقد احسن، ومن تركه فقد احسن، وركن الاعتدال محل الدعاء والثناء، وقد جمعهما النبي صلى الله عليه وسلم فيه، ودعاء القنوت دعاء وثناء، فهو اولى بهذا المحل، واذا جهر به الاِمام احياناً لِيعلِّم المامومين، فلا باس بذلك، فقد جهر عمر بالاستفتاح ليعلم المامومين، وجهر ابن عباس بقراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ليعلمهم انها سنة، ومن هذا ايضاً جهر الاِمام بالتامين، وهذا من الاختلاف المباح الذي لا يُعنَّف فيه من فعله، ولا مَنْ تَركه، وهذا كرفع اليدين في الصلاة وتركه، وكالخلاف في انواع التشهدات، وانواع الاذان والاِقامة، وانواع النسك من الاِفراد والقِران والتمتع، وليس مقصودُنا الا ذكر هديه صلى الله عليه وسلم الذي كان يفعله هو، فانه قِبلَةُ القصد، واليه التوجُّه في هذا الكتاب، وعليه مدارُ التفتيش والطلب، وهذا شيء، والجائز الذي لا يُنكر فعلُه وتركُه شيء، فنحن لم نتعرض في هذا الكتاب لما يجوز، ولما لا يجوز، وانما مقصودُنا فيه هديُ النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يختاره لنفسه، فانه اكملُ الهدي وافضلُه، فاذا قلنا‏:‏ لم يكن مِن هديه المداومةُ على القنوت في الفجر، ولا الجهرُ بالبسملة، لم يدلَّ ذلك على كراهية غيره، ولا انه بدعة، ولكن هديُه صلى الله عليه وسلم اكملُ الهدي وافضلُه، واللّه المستعان‏.‏
واما حديث ابي جعفر الرازي عن الربيع بن انس، عن انس قال‏:‏ ما زالَ رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا وهو في ‏(‏المسند‏)‏ والترمذي وغيرهما، فابو جعفر قد ضعفه احمد وغيره وقال ابن المديني‏:‏ كان يخلط وقال ابو زرعة‏:‏ كان يهم كثيراً‏.‏ وقال ابن حبان‏:‏ كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير‏.‏
وقال لي شيخنا ابن تيمية قدَّس اللّه روحه‏:‏ وهذا الاِسناد نفسه هو اسناد حديث ‏{‏وَاِذْ اَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ادَم مِنْ ظُهُورِهِمْ‏}‏ ‏[‏الاعراف‏:‏ 172‏]‏‏.‏ حديث ابي بن كعب الطويل، وفيه‏:‏ وكان روحُ عيسى عليه السلام من تلك الارواح التي اخذ عليها العهدَ والميثاقَ في زمن ادم، فاَرسلَ تلك الروحَ الى مريم عليها السلام حين انتبذت من اهلها مكاناً شرقيا، فارسله اللّه في صورة بشر فتمثل لها بشراً سوياً، قال‏:‏ فحملت الذي يخاطبها، فدخل مِن فرجها، وهذا غلط محض، فان الذي ارسل اليها الملك الذي قال لها‏؟‏ ‏{‏اِنَّمَا اَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لاهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِياً‏}‏ ‏[‏مريم‏:‏ 19‏]‏ ولم يكن الذي خاطبها بهذا هو عيسى بن مريم، هذا محال‏.‏
والمقصود ان ابا جعفر الرازي صاحبُ مناكير،لا يَحتج بما تفرد به احدٌ من اهل الحديث البتة، ولو صح، لم يكن فيه دليل على هذا القنوت المعين البتة، فانه ليس فيه ان القنوتَ هذا الدعاءُ، فان القنوتَ يُطلق على القيا م، والسكوت، ودوام العبادة، والدعاء، والتسبيح، والخشوع، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَهُ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ كُلُّ لَهُ قَانِتُون‏}‏ ‏[‏الروم‏:‏ 26‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏اَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ اناءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الاخِرَةَ وَيَرْجُو رَحمَةَ رَبِّه‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 9‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 12‏]‏ وقال صلى الله عليه وسلم ‏(‏اَفْضَلُ الصلاةِ طُولُ القُنُوت‏)‏‏.‏ وقال زيد بن ارقم‏:‏ لما نزل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقُومُوا للَّهِ قَانِتِينَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 238‏]‏ امرنا بالسُّكُوتِ، ونُهينا عَنِ الكَلامِ‏.‏ وانس رضي اللّه عنه لم يقل‏:‏ لم يزل يقنُت بعد الركوع رافعاً صوته ‏(‏اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديت‏.‏‏.‏‏)‏ الى اخره ويؤمِّن من خلفه، ولا ريب ان قوله‏:‏ ربَّنا ولكَ الحمدُ، مِلءَ السماواتِ، وَمِلءَ الارضِ، ومِلءَ ما شئت من شيء بعدُ، اهلَ الثناء والمجد، احقُّ ما قال العبدُ‏.‏‏.‏‏.‏ الى اخر الدعاء والثناء الذي كان يقوله، قنوتٌ، وتطويلُ هذا الركن قنوتٌ، وتطويلُ القراءة قنوت، وهذا الدعاءُ المعيَّن قنوت، فمن اين لكم ان انساً اِنما اراد هذا الدعاء المعين دون سائر اقسام القنوت‏؟‏‏!‏
ولا يقال‏:‏ تخصيصُه القنوتَ بالفجر دونَ غيرها مِن الصلواتِ دليل على ارادة الدعاء المعين، اذ سائر ما ذكرتم من اقسام القنوت مشترَك بين الفجر وغيرها، وانس خصَّ الفجر دون سائر الصلوات بالقنوت، ولا يمكن ان يُقال‏:‏ انه الدعاء على الكفار، ولا الدعاء للمستضعفين من المؤمنين، لان انساً قد اخبر انه كان قنت شهراً ثم تركَه، فتعيَّن ان يكون هذا الدعاء الذي داوم عليه هو القنوتَ المعروف، وقد قنت ابو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والبراء بن عازب، وابو هريرة، وعبد اللّه بن عباس، وابو موسى الاشعري، وانس بن مالك وغيرهم‏.‏
والجواب من وجوه‏.‏ احدُها‏:‏ ان انساً قد اخبر انه صلى الله عليه وسلم كان يقنُت في الفجر والمغرب كما ذكره البخاري، فلم يخصص القنوت بالفجر، وكذلك ذكر البراء بن عازب سواء، فما بالُ القنوت اخص بالفجر‏؟‏‏!‏
فان قلتم‏:‏ قنوتُ المغرب منسوخ، قال لكم منازعوكم من اهل الكوفة‏:‏ وكذلك قنوتُ الفجر سواء، ولا تاتون بحجة على نسخ قنوت المغرب الا كانت دليلاً على نسخ قنوت الفجر سواء، ولا يُمكنكم ابداً ان تُقيموا دليلاً على نسخ قنوت المغرب واحكام قنوتِ الفجر‏.‏ فان قلتم‏:‏ قُنوتُ المغرب كان قنوتاً للنوازل، لا قنوتاً راتباً، قال منازعوكم من اهل الحديث‏:‏ نعم كذلك هو، وكذلك قنوتُ الفجر سواء، وما الفرق‏؟‏ قالوا‏:‏ ويدل على ان قنوت الفجر كان قنوتَ نازلة، لا قنوتاً راتباً ان انساً نفسه اخبر بذلك، وَعُمدَتكم في القنوت الراتب انما هو انس، وانس اخبر انه كان قنوتَ نازلة ثم تركه، ففي‏(‏الصحيحين‏)‏عن انس قال‏:‏ قنَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شهراً يدعو على حي مِن احياءِ العرب، ثم تركه‏.‏


muslima04 05-09-2005 01:26 PM

الثاني‏:‏ ان شَبابة روى عن قيس بن الربيع، عن عاصم بن سليمان قال‏:‏ قلنا لانس بن مالك‏:‏ ان قوماً يزعمُون ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنُت بالفجر، قال‏:‏ كذبوا، وانما قَنتَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم شهراً واحداً يدعو على حيٍّ من احياء العرب، وقيس بن الربيع وان كان يحيى بن معين ضعفه، فقد وثقه غيره، وليس بدون ابي جعفر الرازي، فكيف يكون ابو جعفر حجة في قوله‏:‏ لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا وقيس ليس بحجة في هذا الحديث، وهو اوثقُ منه او مثلُه، والذين ضعفوا ابا جعفر اكثرُ من الذين ضعفوا قيساً، فانما يعرف تضعيفُ قيس عن يحيى، وذكر سببَ تضعيفه، فقال احمد بن سعيد بن ابي مريم‏:‏ سالت يحيى عن قيس بن الربيع، فقال‏:‏ ضعيف لا يُكتب حديثه، كان يحدِّث بالحديث عن عبيدة،وهو عنده عن منصور، ومثل هذا لا يوجب رد حديث الراوي، لان غاية ذلك ان يكون غلط ووهم في ذكر عبيدة بدل منصور، ومن الذي يسلم من هذا من المحدثين‏؟‏
الثالث‏:‏ ان انساً اخبر انهم لم يكونوا يقنُتون، وان بدء القنوت هو قنوتُ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على رِعل وذَكوان، ففي ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث عبد العزيز بن صهيب،عن انس قال‏:‏ بعثَ رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم سبعين رجلاً لحاجة، يقال لهم‏:‏ القُرَّاءُ، فعرض لهم حَيَّانِ من بني سليم رِعل وذَكوان عند بئر يقال له‏:‏ بئر مَعونة، فقال القوم‏:‏ واللّه ما اياكم اردنا، وانما نحن مجتازون في حاجة لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقتلوهم، فدعا رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم عليهم شهراً في صلاة الغداة، فذلك بدءُ القنوت، وما كنا نقنُت‏.‏
فهذا يدل على انه لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم القنوت دائماً، وقول انس‏:‏ فذلك بدءُ القنوتُ، مع قوله‏:‏ قنت شهراً، ثم تركه، دليل على انه اراد بما اثبته من القنوت قنوتَ النوازل، وهو الذي وقَّته بشهر، وهذا كما قنت في صلاة العتمة شهراً، كما في ‏(‏الصحيحين‏)‏ عن يحيى بن ابي كثير، عن ابي سلمة، عن ابي هريرة ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة العَتَمَة شهراً يقول في قنوته‏:‏ ‏(‏اللَّهُمَّ اَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ اَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَام، اللَّهُمَّ اَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ اَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ اَنْجِ المُسْتَضعفِينَ مِنْ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْاَتَكَ عَلَى مُضرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِني يُوسُف‏)‏‏.‏ قال ابو هريرة‏:‏ واصبح ذاتَ يوم فلم يدعُ لهم، فذكرتُ ذلك له، فقال‏:‏ او ما تراهم قد قَدِمُوا، فقنوتُه في الفجر كان هكذا سواء لاجل امر عارض ونازلة، ولذلك وقَّته انس بشهر‏.‏
وقد روي عن ابي هريرة انه قنت لهم ايضاً في الفجر شهرا، وكلاهما صحيح، وقد تقدم ذكر حديث عكرمة عن ابن عباس‏:‏ قنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ شهراً متتابعاً في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والصبح، ورواه ابو داود وغيره، وهو حديث صحيح‏.‏
وقد ذكر الطبراني في ‏(‏معجمه‏)‏ من حديث محمد بن انس‏:‏ حدثنا مُطرِّف بن طريف، عن ابي الجهم، عن البراء بن عازب، ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يُصليِّ صلاةً مكتوبة الا قنت فيها‏.‏
قال الطبراني‏:‏ لم يروه عن مطرِّف الا محمد بن انس‏.‏ انتهى‏.‏
وهذا الاِسناد وان كان لا تقوم به حُجة، فالحديث صحيح من جهة المعنى، لان القنوت هو الدعاء، ومعلوم ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لم يُصل مكتوبة الا دعا فيها، كما تقدم، وهذا هو الذي اراده انس في حديث ابي جعفر الرازي ان صح انه لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا، ونحن لا نشك ولا نرتاب في صحة ذلك، وان دعاءه استمر في الفجر الى ان فارق الدنيا‏.‏
الوجه الرابع‏:‏ ان طرق احاديث انس تُبين المراد، ويصدق بعضها بعضاً، ولا تتناقض‏.‏ وفي ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث عاصم الاحول قال‏:‏ سالت انس بن مالك عن القنوت في الصلاة‏؟‏ فقال‏:‏ قد كان القنوت، فقلت‏:‏ كان قبلَ الركوع او بعده‏؟‏ قال‏:‏ قبله‏؟‏ قلتُ‏:‏ وان فلاناً اخبرني عنك انك قلت‏:‏ قنت بعدَه‏.‏ قال‏:‏ كذب، انما قلت‏:‏ قنتَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهراً‏.‏ وقد ظن طائفة ان هذا الحديث معلول تفرد به عاصم، وسائر الرواة‏.‏ عن انس خالفوه، فقالوا‏:‏ عاصم ثقة جداً، غيرَ انه خالف اصحابَ انس موضع القنوتين، والحافظ قد يهم، والجواد قد يعثُر، وحكوا عن الاِمام احمد تعليله، فقال الاثرم‏:‏ قلتُ لابي عبد الله - يعني احمد بن حنبل -‏:‏ ايقول احد في حديث انس‏:‏ ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع غيرَ عاصم الاحول‏؟‏ فقال‏:‏ ما علمتُ احداً يقوله غيرُه‏.‏ قال ابو عبد اللّه‏:‏ خالفهم عاصم كُلَّهم، هشام عن قتادة عن انس، والتيمي، عن ابي مجلز، عن انس، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ قنت بعد الركوع، وايوبُ عن محمد بن سيرين قال‏:‏ سالت انسا‏.‏ وحنظلة السدوسي عن انس اربعة وجوه‏.‏ واما عاصم فقال‏:‏ قلت له‏؟‏ فقال‏:‏ كذبوا، انما قنتَ بعد الركوع شهراً‏.‏ قيل له‏:‏ من ذكره عن عاصم‏؟‏ قال‏:‏ ابو معاوية وغيره، قيل لابي عبد اللّه‏:‏ وسائر الاحاديث اليس انما هي الركوع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى كلها عن خُفاف بن ايماء بنِ رَحْضَة، وابي هريرة‏.‏
قلت لابي عبد الله‏:‏ فلم ترخص اذاً في القنوت قبل الركوع، وانما صح الحديثُ بعد الركوع‏؟‏ فقال‏:‏ القنوت في الفجر بعد الركوع، وفي الوتر يُختار بعد الركوع، ومن قنت قبل الركوع، فلا باس، لفعل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، واختلافهم، فاما في الفجر، فبعد الركوع‏.‏
فيقال‏:‏ من العجب تعليلُ هذا الحديث الصحيح المتفق على صحته، ورواه ائمة ثقات اثبات حفاظ، والاحتجاج بمثل حديث ابي جعفر الرازي، وقيس بن الربيع، وعمرو بن ايوب، وعمرو بن عبيد، ودينار، وجابر الجعفي، وقل من تحمَّل مذهباً، وانتصر له في كل شيء الا اضطر الى هذا المسلك‏.‏
فنقول وبالله التوفيق‏:‏ احاديث انس كلها صحاح، يُصدِّق بعضُها بعضاً، ولا تتناقضُ، والقنوت الذي ذكره قبل الركوع غيرُ القنوت الذي ذكره بعده، والذي وقته غير الذي اطلقه، فالذي ذكره قبل الركوع هو اطالةُ القيام للقراءة، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اَفْضلُ الصَّلاَةِ طُولُ القنُوتِ‏)‏ والذي ذكره بعده، هو اطالةُ القيام للدعاء، فعله شهراً يدعو على قوم، ويدعو لقوم، ثم استمرَّ يُطيل هذا الركنَ للدعاء والثناء، الى ان فارق الدنيا، كما في ‏(‏الصحيحين‏)‏ عن ثابت، عن انس قال‏:‏ اني لا ازال اُصلي بكم كما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلي بنا، قال‏:‏ وكان انس يصنع شيئاً لا اراكم تصنعونه، كان اذا رفع راسه من الركوع انتصب قائماً، حتى يقول القائلُ‏:‏ قد نسي، واذا رفع راسه من السجدة يمكُث، حتى يقول القائلُ‏:‏ قد نسي‏.‏ فهذا هو القنوتُ الذي ما زال عليه حتى فارق الدنيا‏.‏
ومعلوم انه لم يكن يسكُت في مثل هذا الوقوف الطويل، بلَ كان يثني على ربه، ويُمجِّده، ويدعوه، وهذا غيرُ القنوتِ الموقَّت بشهر، فان ذلك دعاء على رِعل وذَكوان وعُصيَّة وبني لِحيان، ودُعاء للمستضعفين الذين كانوا بمكة‏.‏ واما تخصيصُ هذا بالفجر، فبحسب سؤال السائل، فانما ساله عن قنوت الفجر، فاجابه عما ساله عنه‏.‏ وايضاً، فانه كان يطيل صلاة الفجر دون سائر الصلوات، ويقرا فيها بالستين الى المائة، وكان كما قال البراء بن عازب‏:‏ ركُوعُه، واعتداله، وسجودُه، وقيامُه متقارباً‏.‏ وكان يظهرُ مِن تطويله بعد الركوع في صلاة الفجر ما لا يظهر في سائر الصلوات بذلك‏.‏ ومعلوم انه كان يدعو ربه، ويثني عليه، ويمجده في هذا الاعتدال، كما تقدمت الاحاديث بذلك، وهذا قنوتٌ منه لا ريبَ، فنحن لا نشكُّ ولا نرتابُ انه يزل يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا‏.‏
ولما صار القنوتُ في لِسان الفقهاء واكثرِ الناس، هو هذا الدعاء المعروف‏:‏ اللهم اهدني فيمن هديت‏.‏‏.‏‏.‏ الى اخره، وسمعوا انه لم يزل يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا، وكذلك الخلفاءُ الراشدون وغيرهم من الصحابة، حملوا القنوت في لفظ الصحابة على القنوت في اصطلاحهم، ونشا مَن لا يعرف غيرَ ذلك، فلم يشك ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم واصحابَه كانوا مداومين عليه كلَّ غداة، وهذا هو الذي نازعهم فيه جمهورُ العلماء، وقالوا‏:‏ لم يكن هذا من فِعله الراتب، بل ولا يثبُت عنه انه فعله‏.‏
وغاية ما رُوي عنه في هذا القنوت، انه علمه للحسن بن علي، كما في ‏(‏المسند‏)‏ و ‏(‏السنن‏)‏ الاربع عنه قال‏:‏ علَّمني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ اقولهن في قُنوت الوترِ‏:‏ ‏(‏اللَّهُمّ اهْدِني فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِك لِي فِيمَا اَعْطيْتَ، وَقِني شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَانَكَ تَقْضِي، وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، اِنَّه لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ‏)‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن، ولا نعرف في القنوت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً احسنَ من هذا، وزاد البيهقي بعد ‏(‏وَلاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ‏)‏، ‏(‏وَلاَ يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ‏)‏‏.‏
وممّا يدل على ان مراد انس بالقنوت بعد الركوع هو القيامُ للدعاء والثناء ما رواه سليمان بن حرب‏:‏ حدثنا ابو هلال، حدثنا حنظلة امامُ مسجد قتادة، قلت‏:‏ هو السدوسي، قال‏:‏ اختلفت انا وقتادة في القنوت في صلاة الصبح، فقال قتادة‏:‏ قبل الركوع، وقلت، انا‏:‏ بعد الركوع، فاتينا انس بن مالك، فذكرنا له ذلك، فقال‏:‏ اتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، فكبر، وركع، ورفع راسه، ثم سجد، ثم قام في الثانية، فكبر، وركع، ثم رفع راسه، فقام ساعة ثم وقع ساجداً‏.‏ وهذا مثل حديث ثابت عنه سواء، وهو يُبين مراد انس بالقنوت، فانه ذكره دليلاً لمن قال‏:‏ انه قنت بعد الركوع، فهذا القيام والتطويل هو كان مرادَ انس، فاتفقت احاديثُه كلُها، وباللّه التوفيق‏.‏ واما المروي عن الصحابة، فنوعان‏:‏
احدُهما‏:‏ قنوت عند النوازل، كقنوتِ الصديق رضي اللّه عنه في محاربه الصحابة لمسيلِمة، وعِند محاربة اهل الكتاب، وكذلك قنوتُ عمر، وقنوت علي عند محاربته لمعاوية واهل الشام‏.‏
الثاني‏:‏ مطلَق، مرادُ من حكاه عنهم به تطويلُ هذا الركن للدعاء والثناء، واللّه اعلم‏.

muslima04 05-09-2005 01:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


شيخ الإسلام ابن تيمية :

وطائفة من أهل العراق اعتقدت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقنت إلا شهرًا، ثم تركه على وجه النسخ له، فاعتقدوا أن القنوت في المكتوبات منسوخ‏.‏ وطائفة من أهل الحجاز اعتقدوا أن النبي صلى الله عليه وسلم مـازال يقنـت حتى فـارق الدنيا‏.‏ ثم منهم من اعتقد أنه كان يقنت قبل الركوع، ومنهم من كان يعتقد أنه كان يقنت بعد الركــوع‏.‏ والصـواب هو ‏[‏القول الثالث‏]‏ الذي عليه جمهور أهل الحديث‏.‏ وكثير من أئمة أهل الحجاز، وهو الذي ثبت في الصحيحين وغيرهما؛ أنه صلى الله عليه وسلم قنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية ثم ترك هـــذا القنــوت، ثم إنه بعد ذلك بمدة ـ بعد خيبر، وبعد إسلام أبي هريرة ـ قنــت، وكان يقــول في قنوتـه‏:‏ ‏(‏اللهم، أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، والمستضعفــين من المؤمنين‏.‏ اللهم اشدد وطأتــك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف‏)‏‏.‏ فلو كان قد نسخ القنوت، لم يقنت هـذه المــرة الثانية‏.‏ وقد ثبـت عنـه في الصحيح أنه قنت في المغـرب، وفي العشـاء الآخرة‏.‏
وفي السنن أنه كان يقنت في الصلوات الخمس‏.‏وأكثر قنوته كان في الفجر، ولم يكن يداوم على القنوت لا في الفجر ولا غيرها، بل قد ثبت في الصحيحين عن أنس أنه قال‏:‏ لم يقنت بعد الركوع إلا شهرًا، فالحديث الذي رواه الحاكم وغيره من حديث الربيع بن أنس عن أنس أنه قال‏:‏ مازال يقنت حتى فارق الدنيا، إنما قاله في سياقه القنوت قبل الركوع‏.‏ وهذا الحديث لو عارض الحديث الصحيح لم يلتفت إليه، فإن الربيع بن أنس ليس من رجال الصحيح، فكيف وهو لم يعارضه، وإنما معناه أنه كان يطيل القيام في الفجر دائما، قبل الركوع‏.‏
وأما أنه كان يدعو في الفجر دائمًا قبل الركوع أو بعده بدعاء يسمع منه أو لا يسمع، فهذا باطل قطعًا‏.‏ وكل من تأمل الأحاديث الصحيحة، علم هذا بالضرورة، وعلم أن هذا لو كان واقعًا، لنقله الصحابة والتابعون، ولما أهملوا قنوته الراتب المشروع لنا، مع أنهم نقلوا قنوته الذي لا يشرع بعينه، وإنما يشرع نظيره‏.‏ فإن دعاءه لأولئك المعينين، وعلي أولئك المعينين، ليس بمشروع باتفاق المسلمين، بل إنما يشرع نظيره‏.‏ فيشرع أن يقنت عند النوازل يدعو للمؤمنين، ويدعو على الكفار في الفجر، وفي غيرها من الصلوات، وهكذا كان عمر يقنت لما حارب النصاري بدعائه الذي فيه‏:‏ اللهم العن كفرة أهل الكتاب ‏.‏‏.‏‏.‏ إلى آخره‏.‏
وكذلك على ـ رضي الله عنه ـ لما حارب قوما، قنت يدعو عليهم‏.‏ وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة، وإذا سمي من يدعو لهم من المؤمنين، ومن يدعو عليهم من الكافرين المحاربين كان ذلك حسنًا‏.‏
وأما قنوت الوتر، فللعلماء فيه ثلاثة أقوال‏:‏ قيل‏:‏ لا يستحب بحال؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت في الوتر‏.‏ وقيل‏:‏ بل يستحب في جميع السنة، كما ينقل عن ابن مسعود وغيره؛ ولأن في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الحسن بن على ـ رضي الله عنهما ـ دعاء يدعو به في قنوت الوتر‏.‏ وقيل‏:‏ بل يقنت في النصف الأخير من رمضان‏.‏ كما كان أبي ابن كعب يفعل‏.‏
وحقيقة الأمر أن قنوت الوتر من جنس الدعاء السائغ في الصلاة، من شاء فعله، ومن شاء تركه‏.‏ كما يخير الرجل أن يوتر بثلاث، أو خمس، أو سبع، وكما يخير إذا أوتر بثلاث، إن شاء فصل، وإن شاء وصل‏.‏
وكذلك يخير في دعاء القنوت إن شاء فعله، وإن شاء تركه‏.‏ وإذا صلى بهم قيام رمضان فإن قنت في جميع الشهر، فقد أحسن‏.‏ وإن قنت في النصف الأخير، فقد أحسن‏.‏ وإن لم يقنت بحال فقد أحسن‏.

muslima04 05-09-2005 01:30 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:

ما حكم القنوت في ركعة الوتر بعد الرفع من الركوع وكذلك في الركعة الثانية من صلاة الفجر أيضًا بعد الرفع من الركوع وأي الموضعين أفضل من الآخر‏؟‏

أما القنوت في الوتر فهو سنة ويراد به الدعاء بعد الركوع ولا ينبغي المداومة عليه بل يفعله أحيانًا ويتركه أحيانًا‏.‏ وأما القنوت بعد الركوع من صلاة الفجر فهذا عند الجمهور لا يجوز إلا في حال النوازل إذا نزل بالمسلمين نازلة فإنه يشرع لأئمة المساجد أن يقنتوا في الصلوات الخمس بأن يدعوا الله عز وجل أن يرفع عن المسلمين هذه النازلة‏.‏ وأما في حالة غير النوازل فإنه لا يشرع القنوت في صلاة الفجر عند الجمهور لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل هذا دائمًا ولم يفعله خلفاؤه من بعده رضي الله عنهم والحديث والوارد في أنه كان يقنت في صلاة الفجر حتى فارق الدنيا حديث فيه مقال لا يصلح للاستدلال وراجع كلام الإمام ابن القيم في زاد المعاد في هذه المسألة

muslima04 05-09-2005 01:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

وأخيرا..هذا مبحث طيب لأحد الإخوة قرأت منه شيئا يسيرا فقط..لمن أراد ان يستزيد بإذن الله تعالى..

فليتفضل من هـــنـــــا


والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

عنتر الهوني 07-09-2005 04:10 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جزاك الله خيرا واحسن اليك اختى الفاضلة وجعله في ميزان حسناتك

عنتر الهوني 07-09-2005 04:13 PM

الاكتحال
 
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم النبيين


الاكتحال


سنن الترمذي ج4/ص234
1757 حدثنا محمد بن حميد حدثنا أبو داود هو الطيالسي عن عباد بن منصور عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له مكحلة يكتحل بها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه قال وفي الباب عن جابر وبن عمر قال أبو عيسى حديث بن عباس حديث حسن غريب لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور حدثنا علي بن حجر ومحمد بن يحيى قالا حدثنا يزيد بن هارون عن عباد بن منصور نحوه وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر



مصنف ابن أبي شيبة ج5/ص238
25631 حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير اكحالكم الاثمد يجلو البصر وينبت الشعر

25632 حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن مسلم عن محمد بن المنكدر عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليكم بالاثمد عند النوم فإنه يشد البصر وينبت الشعر

25633 حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن حفصة عن أنس أنه كان يكتحل ثلاثا في كل عين

25634 حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن بن سيرين أنه كان يكتحل اثنتين في ذه واثنتين في ذه وواحدة بينهما

25635 حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتحل بالاثمد يكتحل اليمنى ثلاثة مراود واليسرى مرودين

25636 حدثنا يزيد بن هارون عن عباد عن منصور عن عكرمة عن بن عباس قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل منها ثلاثة في كل عين

25637 حدثنا حسين بن عبد الرحمن الحارثي عن بن عون عن النضر بن أنس أنه قال في الكحل أما أنا فإني أكتحل ثلاثا ها هنا وثلاثا ها هنا وواحدة بينهما

25638 حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن أبي معشر عن أبي المغيرة عن أبي هريرة قال من اكتحل فليوتر .


وصلى الله وسلم على سيد المرسلين
والحمد لله رب العالمين

muslima04 09-09-2005 04:54 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،

اللهم آمين يا رب العالمين..أحسن الله إليك اخي..

أعتذر أخي الفاضل فهذه المرة شق علي أن أتاكد من الأحاديث كلها..لذلك أتمنى بارك الله فيك ان تمهلني اكثر فلم انساك اخي فقط شق علي هذه المرة هذا الأمر ولا سهل إلا ما جعله الله سهلا سبحانه وتعالى..

أما الحديث الأول فهو مخرج ولله الحمد

إقتباس:

سنن الترمذي ج4/ص234
1757 حدثنا محمد بن حميد حدثنا أبو داود هو الطيالسي عن عباد بن منصور عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له مكحلة يكتحل بها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه قال وفي الباب عن جابر وبن عمر قال أبو عيسى حديث بن عباس حديث حسن غريب لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور حدثنا علي بن حجر ومحمد بن يحيى قالا حدثنا يزيد بن هارون عن عباد بن منصور نحوه وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر

الحديث الحسن هو الضعيف الذي يرقى إلى الحسن إما بكثرة طرقه..فيرقى للحسن..أو يعززه حديث صحيح فيكون حسن لغيره..باختصار حديث حسن يصح الأخذ به ولله الحمد كالصحيح..ليس بدرجة الصحيح لكن نعم يأخذ به..
واما الغريب فهو الحديث المروي من طريق واحد لا ثاني له..فهذا إذن حديث حسن غريب..يعني هذا المتن بهذه الصيغة مروية فقط بهذا السند..يعني لن تجد مثل هذا الحديث مروي لكن من طريق أخرى..هذا والله اعلم اخي..فقط أفسر لك من فهمي المتواضع..إن أصبت فمن الله وحده وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله..

أما الحديث الثاني..

إقتباس:

حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير اكحالكم الاثمد يجلو البصر وينبت الشعر

فلم اجد من ضعفه بالعكس..وجدت طرقا كثيرة له وبصيغة مختلفة قليلا..ورد ذكر هذا المتن في صحيح ابن حبان والمستدرك على الصحيحين..ومسند احمد..والكثير..

هذا فقط ما توصلت إليه اخي الان..إن شاء الله أكمل بإذن الله تعالى البحث..والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

أوراق الخريف 09-09-2005 05:57 PM

بارك الله بك اختي الغاليه muslima04 ،،

وجزاك المولى كل خير
اسال الله أن يزيدك علما و ان يفعنا الله بك ،،

وان يعيننا معكِ على العمل الصالح ،، آمين

عنتر الهوني 12-09-2005 06:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
اختى العزيزة

جزاك الله كل خير واحسن اليك

وان شاء الله انتظر ردك ونتيجة بحثك وأسأل الله لك التوفيق والسداد

عنتر الهوني 12-09-2005 06:27 PM

سنة التداوي بالحجامة والعسل والحلق
 
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم النبيين


التداوي بالحجامة والعسل و الحلق

صحيح البخاري ج5/ص2156

5371 حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن أجر الحجام فقال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه وقال إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري وقال لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة وعليكم بالقسط

5372 حدثنا سعيد بن تليد قال حدثني بن وهب قال أخبرني عمرو وغيره أن بكيرا حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما دعا المقنع ثم قال لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فيه شفاء




5373 حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان عن علقمة أنه سمع عبد الرحمن الأعرج أنه سمع عبد الله بن بحينة يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بلحي جمل من طريق مكة وهو محرم في وسط رأسه وقال الأنصاري أخبرنا هشام بن حسان حدثنا عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في رأسه




5374 حدثني محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن هشام عن عكرمة عن بن عباس احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل وقال محمد بن سواء أخبرنا هشام عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به


5375 حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا بن الغسيل قال حدثني عاصم بن عمر عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شربة عسل أو شرطة محجم أو لذعة من نار وما أحب أن أكتوي




5376 حدثنا مسدد حدثنا حماد عن أيوب قال سمعت مجاهدا عن بن أبي ليلى عن كعب هو بن عجرة قال أتى علي النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأنا أوقد تحت برمة والقمل يتناثر عن رأسي فقال أيؤذيك هوامك ؟ قلت نعم قال فاحلق وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة أو انسك نسيكة قال أيوب لا أدري بأيتهن بدأ

توقيت الحجامة

المستدرك على الصحيحين ج4/ص233
7475 أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

7476 أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا يزيد بن هارون أنبأ عباد بن منصور عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما تحتجمون فيه يوم سبعة عشر ويوم تسعة عشر ويوم إحدى وعشرين هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

7481 حدثناه أبو النضر الفقيه وأبو الحسن العنزي قالا حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا عبد الله بن صالح المصري حدثنا عطاف بن خالد عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال له يا نافع تبيغ بي الدم فأتني بحجام لا يكون شيخا كبيرا ولا غلاما صغيرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة وهي تزيد في العقل وتزيد في الحفظ وتزيد الحافظ حفظا فمن كان محتجما على اسم الله فليحتجم يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد واحتجموا يوم الإثنين ويوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي صرف الله عن أيوب فيه البلاء واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه الذي ابتلى الله أيوب فيه بالبلاء وما نزل جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء

وقد ذكر ابوالحسن المالكي فى كتابه كفاية الطالب ج2/ص641

أن الامام مالك كان لا يكره الحجامة ولا شيئا من الأشياء يوم السبت

والأربعاء بل يتعمد ذلك فيهما وذلك لصحة ايمانه بالقدر

moataz 13-09-2005 08:40 PM

بارك الله فيكى يا اخى وباذن الله لن ننسى السنن التى ورثناها عن رسولنا الكريم محمدبن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

moataz

عنتر الهوني 19-09-2005 12:51 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
وفيك بارك الله اخي العزيز

maher 21-10-2005 06:12 AM

بعض سنن الجمعة
 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم النبيين


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

1- الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها وليلتها لقوله عليه الصلاة والسلام : "إن من فضل أيامكم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي"(رواه أبو داود.

2- قراءة سورة الكهف والصحيح ان وقتها يبتدأ من ليلة الجمعة

(من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أو ليلتها وقي فتنة الدجال)رواه أحمد.

وعن أبي سعيد قال قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين "

3- التطيب والغسل والغسل سنة عند الجمهور وبعض العلماء يرى الوجوب كابن عثيمين رحمه الله لحديث غسل الجمعة واجب على كل محتلم

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال :قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم -:"لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طهر و يدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ،ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بين الجمعة الأخرى"

4- التبكير

قال الرسول عليه الصلاة والسلام :"من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر "رواه الجماعة إلا ابن ماجة.

maher 03-04-2006 07:09 AM

تذكير الأمة المنصورة بالواجبات والسنن المهجورة لا يخفى على كل أريبً أننا نعيش زمان الغربة الثانى الذى أخبر عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم فقال « بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء » (أخرجه مسلم)
ومع كثرة الفتن التى تكاد تقصف بالقلوب بدأ كثير من المسلمين يتهاونون فى كثيرٍ من الواجبات والسنن وذلك لانشغالهم بحطام الدنيا الزائل ولم يعلم هؤلاء أن الدنيا كلها ظل زائل وأنها لا تساوى عند الله جناح بعوضة.ولقد كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تأخر النصر عليهم ينظرون فى أنفسهم لعلهم تركوا سنة واحدة من السنن فكانت سبباً فى تأخير النصر.ونحن الآن مع كل السنن والواجبات التى هجرها المسلمون ننتظر أن ينزل علينا النصر من عند الله عزوجل!!!

أخى الحبيب أختى الفاضلة إن الإلتزام الحقيقى ليس معناه أن نحرص كل الحرص على مظهرنا الإسلامى وأن نهمل جانب العبادة والإخلاص ونغفل عن السنن والواجبات وليس معنى كلامى أن المظهر الإسلامى ليس له قيمة بل إننى أريد أن نلتزم بدين الله عزوجل ظاهراً وباطناً وأن تنقاد قلوبنا وجوارحنا إلى طاعة الله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم.وها هى باقة عطرة من الواجبات والسنن المهجورة نهديها لكل مسلم ومسلمة عسى الله أن يوقظ قلوبنا وأن يستعملنا لنصرة دينه.

أخى الحبيب أختى الحبيبة أين نحن من ذكر الآخرة لقد غاب ذكر الآخرة من حياتنا وكأننا فى دار الخلود قال صلى الله عليه وسلم « من كانت الآخرة همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة » (صحيح الجامع:6510) فذِكر الآخرة يجمع لنا كل هذا الخير.

بل أين نحن من صلة الأرحام فى هذا الزمان الذى قطعت فيه الأرحام فقد قال صلى الله عليه وسلم « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه » (متفق عليه) فصلة الأرحام واجبة وهى علامة على إيمان العبد بالله جل وعلا .

بل أين الإحسان إلى الجار؟ أين نحن من وصية جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه وسلم حيث قال « مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه » (متفق عليه)

وقال صلى الله عليه وسلم « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره » (متفق عليه).

وأين نحن من سنة السواك فلقد قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم « عليكم بالسواك فإنه مَطْيَبَة للفم مرضاة للرب » (صحيح الجامع:4068)

وقال « لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة » (صحيح الجامع5316).

وأين نحن من صلاة الضحى فقد قال صلى الله عليه وسلم « من صلى الضحى أربعاً وقبل الأولى أربعاً بنى له بيت فى الجنة » (صحيح الجامع:6340).

وأين نحن من صلاة الاستخارة التى ينخلع فيها العبد من حوله وقوته إلى حول الله وقوته فكثير من المسلمين إذا أراد أحدهم أن يفعل شيئاً فإنه يستشير الناس ولا يستخير رب الناس جل وعلا الذى بيده ملكوت السماوات والأرض.

وأين نحن من صيام النوافل أين نحن من صيام الاثنين والخميس وصيام الأيام البيض : الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر من كل شهر عربي فلقد قال صلى الله عليه وسلم « من صام يوماً فى سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً » (متفق عليه)

أين نحن من المتابعة بين الحج والعمرة فإن كثيراً من الناس يعتقد أن المال سينفذ بكثرة الحج والعمرة مع أن النبى صلى الله عليه وسلم قال « تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة » (صحيح الجامع:2901).

وأين نحن من قيام الليل الذى هو شرف المؤمن بل لقد دعا النبى صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمن يصلى قيام الليل فقال « رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت... » (صحيح الجامع:3494)

وقال أيضاً « من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعاً كتبا ليلتئذٍ من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات » (صحيح الجامع:603).

وأين نحن من قراءة القرآن الذى هجره كثير من المسلمين.قال صلى الله عليه وسلم « اقرءوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه » (أخرجه مسلم)

وأين نحن من البكاء من خشية الله عزوجل فقد قال صلى الله عليه وسلم « عينان لا تمسهما النار أبداً عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله » (صحيح الجامع:4113)

وأين نحن من إفشاء السلام فقد قال صلى الله عليه وسلم « يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام » (صحيح الجامع:7865)

وأين نحن من قول النبى صلى الله عليه وسلم « تهادوا تحابّوا » (صحيح الجامع:3004)

فالهدية لها أثر عظيم فى تأليف القلوب ودعوتهم إلى طاعة علام الغيوب جل وعلا.

وأين نحن من البسمة والرحمة فيما بيننا فقد قال صلى الله عليه وسلم « لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليقٍ » (أخرجه مسلم)

وقال أيضاً « تبسمك فى وجه أخيك صدقة... » (صحيح الجامع:2908)

وأين نحن من قضاء حوائج المسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم « .. ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلمٍ كربة فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة » (متفق عليه)

وقال أيضاً « من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضى عنه ديناً تقضى له حاجة تنفس له كربة » (صحيح الجامع:5897).

وأين نحن من عيادة المرضى فقد قال صلى الله عليه وسلم « من أتى أخاه المسلم عائداً مشى فى خرفة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يمسى وإن كان مساءً صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يصبح » (السلسلة الصحيحة:1367)

وأين نحن من نعمة الاستغفار فقد قال العزيز الغفار { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } [ الأنفال : 33 ]

وقال صلى الله عليه وسلم « من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار » (صحيح الجامع:5955)

وأين نحن من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فقد قال « من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه به عشراً » (أخرجه مسلم)

وقال أيضاً « من صلى عليَّ حين يصبح عشراً وحين يمسى عشراً أدركته شفاعتى يوم القيامة » (صحيح الجامع:6357)

وأين نحن من الحرص على طلب العلم فقد قال تعالى { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } [ المجادلة : 11]

وقال صلى الله عليه وسلم « إن الله وملائكته وأهل السماوات وأهل الأرض حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت فى البحر ليصلون على معلمى الناس الخير » (صحيح الجامع:4213)

وأين نحن من توقير الكبير والرحمة بالصغير فقد قال صلى الله عليه وسلم « ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه » (صحيح الجامع:5443)

وأين الحب فى الله ودعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب فقد قال صلى الله عليه وسلم « من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك مثله » (أخرجه مسلم).

بل أين استغفارنا للمؤمنين والمؤمنات فقد قال صلى الله عليه وسلم « من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمنٍ ومؤمنة حسنة » (صحيح الجامع:6026).

أخى الحبيب أختى الفاضلة كانت هذه بعض الواجبات والسنن المهجورة ذكرتها لكم من باب قول الله تعالى { وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } [ الذاريات : 55 ]

فأسأل الله جل وعلا أن يوقظ قلوبنا من غفلتها وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يستعملنا لنصرة دينه وأن يجمعنا في جنته إخواناً على سررٍ متقابلين

adelsalafi 03-04-2006 10:35 AM

رحم الله الشيخ الألباني السلفي بحق و بارك الله فيك أختي مسلمة على هذا الجهد في سبيل إتباع السنة الصحيحة و رد الأحاديث الضعيف التي يستدل بها أهل البدع و كل خير في إتباع من سلف و كل شر في ابتداع من خلف

maher 04-08-2006 08:14 AM




































Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.