أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - مغامرات نقطة الضوء .... قصة قبل النوم ...

أهلا برواد هذه الخيمة خيمة الأطفال والألعاب ...

ونبارك لبسمة أمل وعهوود ودلوعة بابا .. المراقبين الجدد لهذ الخيمة ...

ونشكر الأخت هادية على مجهودها الرائع ..

ولأطفالي الأحباء ... نقدم هذه القصة التي تحمل عنوانا (( مغامرات نقطة الضوء ) للكاتب السيد القماحي من الرياض ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا اسمي «نقطة الضوء».
من بعيد، رأيت أشياء حيرت عقلي..
أشياء على بعد 93 مليون ميل، رأيتها وأنا في الفضاء.
سألت أمي «الشمس»:
- لماذا هذه الألوان البيضاء على قمم الموج ياأمي؟
- قالت أمي:
- كله بسببك!
- ولماذا ألواني السبعة أراها هناك؟
قالت أمي:
- كله بسببك!
- ولماذا البحر والمحيط كلاهما باللون الأزرق؟
- كله بسببك!
- ولماذا لون الثلج أبيض؟
- كله بسببك!
- كله بسببي!.. إذن.. آن لي أن أعرف السر بنفسي.
وقلت:
- هل أنطلق الآن يا أمي؟
قالت:
- انطلقي يا نقطة الضوء.
شكرتُ أمي الشمس، وانطلقت.

بعد حوالي ثماني دقائق، وصلت كوكب الأرض.
مياه المحيطات والبحار أول ما واجهني، كانت الرغاوي البيضاء تعلو الأمواج، والأمواج تركض في صفوف، صف وراء صف، والصفوف تتكسر، والتكسير يجعل القطرات الصغيرة تتطاير، وتقفز فوق ظهر الأمواج.
حين اقتربت، رأيت القطرات الصغيرة ممتلئة بضيائي، وعرفت أن ضيائي هو سبب الرغاوي، وعرفت أن بياض الرغاوي، هو لون وجهي، أي هو لوني!
(كله بسببك). هذا ماقالته أمي. والحق ماقالت!
اقتربت من سطح البحر أكثر.
شاهدني الدرفيل، ولأنه يحب الصغار أمثالي، اقترب وحياني، برشاقة قفز في الهواء، ثم عاد إلى الماء، ثم أخرج رأسه وأطلق من فمه فقاعة كبيرة بيضاء.
تعلقت الفقاعة الكبيرة أمامي.
ويا للعجب، رأيت على سطح الفقاعة البيضاء صورتي، وكل ألوان ثوبي، وأخذت أعدها: واحدة. اثنتان. ثلاثة... سبعة.
وأخذت أحصيها:
هذا الأحمر، الأصفر، البرتقالي، الأخضر، البنفسجي، النيلي، الأزرق.
قلت لنفسي: هذه ألواني السبعة فعلاً.
(كله بسببك).. هذا ما قالته أمي. والحق ماقالت!
وسألت المحيط:
- لماذا لونك أزرق أيها المحيط؟
فقال لي:
- لوني الأزرق، هو أحد ألوانك السبعة يا نقطة الضوء. فأنا وأخي البحر- ليس لنا أي لون أصلاً.
وسألت المحيط:
- وأين بقية ألواني السبعة إذن؟
فقال لي:
- بقية ألوانك تغوص في مياهي، فلا تظهر، كما يظهر اللون الأزرق الذي لا يغوص مثلها، ويظل على السطح تراه العيون، وهذا هو سر لوني الأزرق.
(كله بسببك). هذا ماقالته أمي. والحق ما قالت.
وطرت إلى القطب الشمالي، ثم إلى القطب الجنوبي، واقتربت من الثلج، هناك سألت؟
- لماذا أنت أيها الثلج أبيض؟
فقال لي:
- إنه لونك يا نقطة الضوء! فأنا لا لون لي أصلاً، ما أنا إلا ماء متجمد، بسبب البرد. والماء أصلاً لا رائحة له، ولا طعم، ولا لون.
وأضاف الثلج:
- حين لا يحجزني عنك حاجز، يانقطة الضوء، وحين لا يمنعني عن ضوءك مانع، تريني أسطع بضيائك. وهذا هو سر لوني الأبيض.
(كله بسببك) هذا ماقالت أمي. والحق ماقالت!
ورجعت سريعاً إلى أمي الشمس، وقلت لها:
- نعم كله بسببي الحق ماقلته يا أمي. والحق يظهر بالمعرفة، والآن أنا عرفت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ