بداية الكلام في جرائم النظام............
 

الأحداث التي سيأتي ذكرها في هذا الموضوع إما كنت شاهدا فيها أو رواها لي من كان شاهدا أو فاعلا فيها...
و سأبدأ من بداية الكابوس ....5 أكتوبر 1988 أحداث كانت مقدمة للكارثة الكبرى التي عاشتها و تعيشها الجزائر

4 أكتوبر تنطلق المناوشات بين قوات النظام و بعض الشباب في ما كا ن يصطلح عليه بالأحياء الساخنة في العاصمة La Glacière ، la Montagne Bab eloued ،Belcourt تم خلالها حرق بعض البنايات الحكومية و لكن الإصطدامات الأعنف بدأت في اليوم التالي حيث قتل خلالها أكثر من 600 شاب في العاصمة وحدها و قد حضرت لمصرع ثلاثة منهم بالرصاص المتفجر ...
اخترقت رصاصة صدر الأول و تركت حفرة مهولة في ظهره..
و قد رأيت كيف تعثر طفل لا يتجاوز 12 سنة و هو يتراجع تحت وقع الرصاص مع جمع من المتظاهرين و لما قام بادره أحد أفراد الشرطة بوابل من الرصاص المتفجر فتناثرت أشلائه و سال مخه و رفعه أحد المتظاهرين و لا زال ذلك المشهد يأثر في نفسي كلما تذكرته...

في يوم الجمعة أي يومين بعد ذلك أقيمت صلاة الجنازة على القتلى في الحي الذي كنت أقطنه و لما خرجت الجموع لنقلهم إلى مثواهم الأخير بادرتهم قوات النظام بوابل من الرصاص فتركت النعوش في الشارع الرئيسي و قتل من قتل و لكن الصورة التي بقيت في ذهني هي صورة ذلك الشاب الذي أصابته رصاصة متفجرة في رجله فبقي يحاول الجري و رجله مقطوعة إلا من جلد و بعض الأعصاب...

للحديث بقية

أهي السبائك الذهبية .. في المقالات الارغونية؟
:)
مرحبا سنتابعك هذه المرة

اليوم الثالث: الإنتقام...

انقضى اليوم الأول الذي كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الغابة، و جاء اليوم الثاني أو الثالث بالنسبة لبعض النواحي في الجزائر و حصلت المواجهات التي أسقطت القناع عن الوجه النتن للنظام العسكري و ذهبت معه كل تلك الخرافات التي كانت تلقن لنا تلقينا على مقاعد الدراسة و التي في الحقيقة كنت قد اكتشفت بطلانها 3 سنوات من قبل عندما كان عمري 11 سنة و قد كنت أكملت حينها قراءة تاريخ الجزائر....

أحرق مركز الشرطة في الحي الذي كنت أقطن فيه و حدث نفس الشيئ في جميع أحياء العاصمة تقريبا و بعض المناطق في الجزائر و قد كنت من المقتحمين للمركز و قد كسرت آلة راقنة جديدة لا أظنها استعملت قط لأن هؤلاء الوحوش أعني الشرطة لم يكونوا بحاجة لتدوين الإدانة أو الإعترافات ، فهم المدعي و هم الحكم في نفس الوقت...

أحرقت أيضا وزارة التربية و التعليم في Ruisseau و وزارة الشباب في champ des manoeuvres و أحرق كل شيئ يرمز للدولة تقريبا حافلات، سيارات، بنايات عمومية....و ظهرت قنابل المولوطوف التي فعلت فعلتها في قوات النظام و أذكر هنا أن أحد أفراد الشرطة الذي جرح أثناء المواجهات قبض عليه من طرف بعض الشباب و لف في غطاء من الصوف و رش بالبنزين و أحرق حيا ....
في حي La Glacière جرد أح أعوان الأمن من ملابسه و ترك كيوم خلقته أمه ...إن كان له أم.....و خرجت أغنية بعدها تردد في الملاعب تصف بطولات 5 أكتوبر تقول إحداها:
يا شاويش يا البوليس طياحنالك قدرك... في 5 أكتوبر عريناك كشفنا لك ظهرك

في حي Belcourt اقتحم الشباب مخزن لأحذية ADIDAS Stan Smith الموجهة للتصدير و أفرغ عن آخره و أصبحت Stan Smith البيضاء قلادة المحارب بالنسبة للشباب المنتفظ و أصبحت ترفع في وجه الشرطة و العسكر نكاية فيهم و يصحب ذلك أغنية تقول في مطلعها:

يا الشاذلي يا بن جديد العاصمة أصبحت بيضاء...لي ما داش Stan Smith يستنى la grève جديدة.
يا الشاذلي يا بن جديد العاصمة أصبحت حمراء...لي ما ماتشي شهيد يستنى la grève جديدة.

الموضوع القادم: الهجوم المعاكس و ظهور الوشاة و البياعين...

نصر الله شعب الجزائر و اخذ من تسبب في سفك دماء ابنائها اخذ عزيزمقتدر
لعنة الله على من كان السبب خصوصا حكامها و عسكرييها

في 10 أكتوبر خطب رئيس الدولة آنذاك( بالإسم فقط) الشاذلي بن جديد و قال بالحرف الواحد "أنا أعطيت الأوامر....و أتحمل المسؤولية كاملة" في سقوط الضحاياو ترك دمعة تسيل على وجهه لا ندري أهي حقيقية أم كما أوصاه بها بروتوكوله الخاص ... و في كل الأحوال فنحن نعرف الآن من أعطى الأوامر و هم جنرالات فرنسا السبع أنذاك

ومن عجيب ما سمعنا يومئذ من أحد المسؤولين الأمنيين مجيبا على سؤال صحفي في ندوة صحفية حول استعمال الرصاص المتفجر ضد المدنيين أن الجنود لم يكونوا مدربين على استعمال الرصاص المطاطي ؟؟؟...

و قال أحد مراجع المذهب المالكي في شمال إفريقيا الشيخ حماني رحمه الله في تبريره لجرائم النظام آنذاك "...إذا خرجت الرعية على الحاكم جاز له ردها بما استطاع.."

و في تلك الأثناء كانت الإختطافات و المداهمات الليلية من طرف قوات خاصة في النظام قد أخذت ذروتها كل هذا بمساعدة البياعين الخونة الذي يقتلك في الليل و يمشي في جنازتك بالنهار... و اكتشفنا حينها أن هذا النظام قد حضر نفسه جيدا للمواجهة مع الشعب: قوات "لمكافحة الشغب" أعدت لمثل تلك الأيام العصيبة و التي اكتشفناها لأول مرة في 88، شبكة من البياعين و العملاء ترقب كل حركة و سكنة...

أخذ المساكين إلى مراكز التعذيب و مات على أيديهم من مات و وهبت "طاقية الإخفاء" لآخرين و أذكر هنا أن حتى الجرحى في المستشفيات لم يسلموا من الإختطاف و هم على أسرتهم في المستشفى.
اختطف (ب . س) من مستشفى مصطفى باشا و عذب كما قال لنا بعد ذلك في مركز للأمن لا يدرى أين يوجد لأنه أثناء الطريق غطي رأسه فلم يكن ير شيئا إلى حين الوصول إلى المركز و بعد أيام من التعذيب بالنار و الضرب المبرح و الوانا أخرى لا نذكرها احتراما لزوار هذا المنتدى قلت جائت به سيارة و رمته على الرصيف بين الحياة و الموت و كان أبناء الزنى هؤلاء يجدون متعة في التنكيت بهؤلاء المساكين فقد قاموا بقص شعر ضحيتهم و فوق الجروح كتب على رأس الضحية حرف H... Hospital
في المرة القادمة: 91...أكتوبر الثاني

أكتوبر 2

مرت سنتان و نصف أو مايزيد قليلا عن أحداث أكتوبر عاش الجزائريين فيها مرحلة تميزت بالحرية التامة الكل يقول مايشاء كيف ما يشاء و أين ماشاء، حلت خلالها محكمة أمن الدولة و بذأت الإصلاحات و سمح بتكوين الأحزاب و ظهرت الجبهة الإسلامية للإنقاذ و اكتسحت الميدان وانتصرت انتصارا عريضا في الإنتخابات المحلية و أرتكبت أخطاءا استراتيجية سوف لن نتطرق إليها بالتفصيل في هذا الموضوع و إن سنحت الفرصة سنفرد لها موضوعا لوحده.
المهم أن الفيس بعد انتصاره بدأ ينشر ملفات الرشاوي و السرقات و الصفقات المشبوهة على الملأ و ظهرت "الكوارث" التي تسير البلاد على حقيقتها و ازداد الناس حنقا و غضابا ضد النظام و أتباعه و خاف النظام على نفسه خاصة بعد أن توعد كثير من قيادات الجبهة آنذاك بمحاكمة المسؤولين و حتى إعدامهم و أخذ الجنرالات يخططون للقضاء على هذا "الغول" الذي يسمى الفيس فجره للإضراب العام صيف 91 و كان ذلك خطوة كبيرة للقضاء عليه

بعد أن فشلت المفاوضات وراء الستار مع المخابرات و التي رفضها الشيخ علي بن حاج جملة و تفصيلا و أعلن عنها في آخر خطبة له قبل أن يعتقل ...و جاء واحد من كبار ضباط المخابرات في أوج المظاهرات و الإعتصامات التي دعت إليها الجبهة الإسلامية و أخبر الشيخ عباسي مدني رئيس الجبهة أن الجنرالات عازمون على تحطيم هذه الحركة الإحتجاجية الجديدة فرد أن الأمور انفلتت من يده

ولكن قيادة الجبهة توصلت في آخر لحظة إلى اتفاق مع الحكومة ينتهي بموجبه الإضراب و تلبى مطالب الجبهة و لكن بعد فوات الأوان لأن القرار كان قد صدر من زرالدة شرق العاصمة حيث اجتمعت قيادات الجيش و المخابرات و قرروا "تنظيف ساحات الإعتصام" بتعبيرهم هم و بأي طريقة ؟

الوصف لهذه الحلقة الدموية سيأتي في المرة القادمة.

الموضوع القادم: الدبابات تمر على أجساد المعتصمين و هم نيام ليلا و الإستنفار العام يعلن من المآذن في أحياء العاصمة على الساعة 2 ليلا

بالفعل يا أرغون المشاهد التي صوّرتها مؤلمة جدًا ومؤثرة..

اللهم انصر المظلومين والمستضعفين في كل مكان..

وأنا أغتنم الفرصة لأرحّب بعودتك يا أرغون بعد أن صفت النوايا بإذن الله!!

المواجهة الدموية...

اقتحمت الدبابات أماكن المعتصمين في الساحات العمومية ليلا و هم نيام و انهال القناصة الذين كانوا يحاصرون تلك الأماكن عليهم بوابل من الرصاص و حدثت المجزرة و انطلقت بعض السيارات تجوب أحياء العاصمة تنادي بالمكبرات بأن إخوانكم في "أول ماي" و في "ساحة الشهداء" يقتلون و على التكبير و النداء إلى النصرة من المآذن و ما إن جاء الصباح حتى كانت الجموع في أتم الإستعداد للذهاب إلى المواجهة و قد فاتهم إلا قليل منهم حضور الشيخ عباسي مدني إلى الحي على الساعة 6 صباحا وقد سمعته يقول:"... يجب أن نغرق العاصمة... يجب أن تنزلوا إلى الساحات كلكم شبابا و شيبا " و ظن المسكين أن النظام سيسعفه...

و انطلقت المواجهات الأعنف التي شهدتها الجزائر منذ الإستقلال و أظهر النظام و زبانيته مرة أخرى احتقارهم و مقتهم للشعب فكان قلما تجد من المقتولين من هو مضروب في أماكن غير الرأس و القلب و جاء التلفزيون العميل للطغمة الحاكمة فأحرقت سيارته فما كان إلا أن استقلوا مروحية للجيش يصورون الأحداث و يشوهون الحقائق و لكن في هذه المرة عكس أكتوبر 88 فإن كميرات الجبهة و الشعب سخرت كلها لتصوير الأحداث.
فكانت المواجهات بالنهار و عرض صور الأحداث في المساء على مستوى الأحياء.

الموضوع القادم: ما أشبه البارحة باليوم؟!

salut argoun
et vive l'Algerie
:)

ما شاء الله ايها الاخ ارغون

ماذا ارى .....ها هم من حولك كل من كان يطالب بطردك

قد يأتي من يقول انها كانت اوفق داعية للشهرة

هل تظن انها كانت مقصودة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قد ..واقول قد ...تكون مقصودة

فها هم من طالبوا بطردك معاك خطوة بخطوة


لكن انا لا اظن بهذا
انا انفي هذا