أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   طواف.. (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=29228)

راضية 23-12-2002 11:46 PM

طواف..
 
بسم الله الرحمن الرحيم,,
عندما يذكر اسم (الطواف)يرتعد القلب ويسرح الفكر فى نورانية الكلمة..إذ هى لا توحى لأى مسلم إلا ببيت الله الحرام..والكعبة المشرفة..إنه صلاة..صلاة الروح والنفس..وصلاة جماعة..تطوف الروح فيها حول بيت معبودها قبل أن يطوف الجسد..وتخشع نبضات القلب..قبل أن تخشع الجوارح ...فيسجد سجدة لايقوم منها أبدا..وعندما نفارق البيت..ونعود لحياتنا المادية..نظل نطوف..لكن شتان بين طواف وطواف..فالأول طواف نور والثانى طواف قبور..وفى الأول حياة القلوب وفى الثانى فتن وخطوب...وما بين الأول والثانى..يبقى جسر..وصراط..فى دقة الشعرة..من رآه والتزمه نجا وعصم..ومن أعرض عنه ضل وقصم..ومابين هذا وذاك أهل غفلة وضياع..أخذتهم الدنيا من تيه إلى تيه..وكبلتهم الشهوات فحولت العاقل إلى سفيه..فمابرحوا عليها عاكفين وحول أصنامها طائفين..إلى أن يشاء الله لمن أراد له الهداية …فتحين منه التفاته …وينفض القلب سباته..فيفزع إلى من لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه..فإذا هو ضاحك مقبل عليه..
فياحبيب كل منيب..ويا من هو أقرب من كل قريب…اجعلنا من أهل هداك وقرآنك..وأحينا وأمتنا على حبك ورضوانك..واحشرنا فى ظل عرشك وغفرانك..
يا أرحم الراحمين..
آمين..

العنود النبطيه 24-12-2002 01:31 AM

اللهـــــــــــــم آميــــــــــــــــــــن

بارك الله فيكِ يا راضيه

فقد أدمعت كلماتك عميقة المعاني رائعة الوصف عيناي

جزاك الله خير الجزاء وجعلنا واياكم ممن ينفضون الغبار عن القلب الصدئ ويصحون من السبات الطويل ويلتفتون الى الاخرة بعد ان جرتهم واغرتهم ملذات الحياة

راضية 24-12-2002 05:15 AM

آمين يا أختى العنود..جعلنى الله وإياك من أهل الفردوس الأعلى ..بفضله وكرمه وجوده ورحمته..
آمين..

محمد ب 24-12-2002 05:49 AM

كتابات راضية هي بالفعل من أدب النثر العالي..
ما شاء الله

راضية 25-12-2002 05:27 AM

أستاذى محمد ب..
أشكرك على كلماتك المشجعة وما أنا إلا مبتدئة ..أشكرك مرة ثانية أن أعدت إلى قلمى ثقته بنفسه بعد فترة انقطاع أبى إلا أن يعاقب نفسه بها ..
شكرا لك..

راضية 25-12-2002 06:20 AM

طواف(2)..
 
عندما تضيق بنا الدنيا ..وتتكالب علينا الهموم..وتمتد أيدى الحزن تارة والغضب تارة لتنال منا ..ولانجد بجانبنا حبيبا يفهمنا ولا قريبا يستمع لنا..ونصبح كمن عصفت به الريح فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب..لا نجد إلاك ..ومتى كان أحد معك؟؟لكننا من ضعف بصرنا وبصيرتنا قد نتخيل فى وقت من الأوقات أن أحدا من خلقك يستطيع أن يغير ما بأنفسنا ويضىء ظلمات قلوبنا..لكن هيهات...
يارب..أفزع إليك..وأشكو إليك نفسى وبثى وحزنى..وأعجب..هل حكمت على بالحزن لتؤنس وحشتى بك..؟؟هل بلغ من فضلك على أن تجعل لى حتى وأنا بين جنبات الحزن والشجن..قبسا من قبسات نورك والقرب منك؟؟هل تحبنا لهذه الدرجة؟؟سبحان الله..كنت أعجب عندما أسمع قصة الجارية الرومية التى اشتراها أحد الصالحين فسمعها تصلى بليل..فتناجى ربها:اللهم إنى أسألك بحبك لى أن تغفر لى..فتعجب من قولها..وفى الصباح سألها عما قالت..فردت عليه بقولها:لو لم يكن يحبنى ماهدانى للإسلام وما جعلنى أذكره..لقد هداها الله فاستحبت الهدى على العمى.ثم وعت بشفافية قلبها ونور بصيرتها ما استغلق على قلوبنا وصدورنا فهمه وعلى أبصارنا رؤيته ...
فسبحان الله حين تمسون وتصبحون..وله الحمد فى السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون..

راضية 25-12-2002 07:38 PM

طواف(3)..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قررت اليوم أن أتسلل إلى قلبى..وفى يدى بطارية جيب صغيرة فقد أحتاجها لاجتياز ظلمة ما أو ضباب كائن هنا أو هناك..فى الطريق ..كنت خائفة..فماذا عساى أقابل فى هذه الرحلة العجيبة..لقد قال لنا رسولنا المعصوم صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجرى من بنى آدم مجرى الدم..فهل سأقابل شيطانا داخلى..عندما خطر لى هذا الخاطر انتفضت..فإنه من أشد الأشياء على ابن آدم –إن كانت فطرته سليمة-أن يشعر أن بداخله هذا المخلوق..وهو الذى أخرج أبويه من الجنة وحلف بعزة الله لله بأن يغوينا أجمعين..ووجدتنى أتساءل ..ماذا أفعل إن قابلته بالفعل..وماذا عساه هو يفعل لو رآنى أفتش عنه..هل سيهاجمنى أم سيجعلنى آنس إليه؟؟وبعد تفكير ..توصلت لأنه سيهاجمنى ولكن بسلاح الأنس إليه..وقد يرضى منى بداية بالقليل حتى يصل لمبتغاه ..فالشيطان لا يسأم الطنين ..وهو يدرى أن الإنسان إن بدأ الاستسلام لغوايته فهناك أمل كبير فى أن يصير زميله فى الدار الآخرة..وهو يتكلم مع كل بلسانه..فمع الجاهل يتكلم بمنطق (سيغفر لنا)..ومع الغافل..يشهر سلاح التسويف والفتن الدنيوية والإكثار من الحلال..ومع العالم تكون المعركة أشد وطأة ..فهو يعلم تمام العلم أنه إن أضله فقد أضل أمة..وقد صدق الصبى الذى رآه أبو حنيفة النعمان يتعثر فى حفرة..فقال له(يابنى التفت حتى لا تقع فى الحفرة)..فقال له الصبى : (يا إمام التفت أنت فأنا إن وقعت وقعت وحدى ولكن لو وقعت أنت وقع معك العالم)..فزلات العلماء أشد من كبائر العوام..لأنها إنما تسقط المثل والقدوة وتجتث المعنى من العلم بينما كبائر العوام قد لاتضر غيرهم..والشيطان إنما يدخل للعالم من مدخل علمه..بالكبر تارة والعجب تارة..فتجده يقول له إن رآه مقبلا بقلبه على الله فى نافلة :ولماذا النوافل(علم عالم خير من عبادة جاهل)..حتى يأخذ بيده إلى الطريق الذى بدأ إبليس لعنه الله منه..عندما قال : (أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)..وأحيانا يدخل له من مدخل الرخص..فيفتح بابها على مصراعيه وتجده لا يبحث فى علمه كله إلا عنها..ويبدأ فى استعمالها بمناسبة وبدون مناسبة ..فيضل ويضل ويوفر على الشيطان أياما بل أعواما من الكد والتعب والوسوسة لهذا وذاك..حتى يصل لمبتغاه..
فجأة أفقت من رحلتى على صوت المؤذن يرفع آذان الفجر ..فقررت أن أؤجل مقابلة الشيطان بل أسأل الله أن يلغيها ويعصمنى منه ومن نفسى الأمارة بالسوء فى الدنيا والآخرة..اللهم آمين..

يتيم الشعر 25-12-2002 11:18 PM

الياسمينة راضية

تحية أيتها القلم السيال الأنيق ..

خاطرتان جميلتان وليس يعيب ثانيهما أنني أعجب أكثر بالأولى ..

لا أدري هل كان ذلك للسجع اللطيف فيها أم للمناجاة العذبة بها .. جميلة جداً يا راضية ..

وتحيتي لك دائماً ..

راضية 26-12-2002 12:43 AM

أخى يتيم الشعر مشرف الصفحة..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر لك تواجدك وتفاعلك مع الموضوع ..فهذا يعطى كلماتى دفعة وأى دفعة..
أما عن خاطراتى..
لقد أصبت فيما قلت اللهم إلا فى أنهما خاطرتان..فهما أكثر بواحدة:)
والأولى والثانية ربما هما أشبه بمناجاة بينما الثالثة ..حديث عقل مع النفس..أو حديث نفس وعقل..لا أدرى أيهما تفضل..وخطاب القلب يصل مباشرة إلى القلب لكن خطاب العقل يتمهل قليلا ..فلديك كل الحق..
أشكر لك تواجدك واهتمامك..
أختكم فى الله..
راضية..
بالمناسبة لست الكاتبة التى أقدرها وأحترمها..راضية العرفاوى..هو لحسن حظى تشابه أسماء فقط..

يتيم الشعر 26-12-2002 09:09 PM

الأخت الراضية ..

تحية طيبة .. بالفعل ظننتك ياسمينة الشعر راضية العرفاوي وهي زميلة كريمة و كاتبة ذات قلم أنيق ورشيق تمنيت أن تكون معنا في الخيمة .. و أنت أيتها العزيزة أرجو أن تجدي في أفياء خيمتنا مراحاً ومستراحاً ..

وللجميع التحية


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.