ظاهرة الخوف
 

ظاهرة الخوف حالة نفسية تعتري الصغار والكبار ،الذكور والإناث ،وقد تكون هذه الظاهرة مستحبة إن كانت ضمن الحدود الطبيعية لدى الأطفال ،لأنها تكون وسيلة في حماية الطفل من الحوادث ،وتجنبه كثيرا من الأخطار ،،،ولكن إذا ازداد الخوف عن الحد المعتاد ،وتجاوز حدود الطبيعة ،فانه يسبب في الأطفال قلقا نفسيا ،فعنده يعتبر مشكلة نفسية يجب معالجتها والنظر فيها ،وبوجه عام فإن الإناث أكثر اظهارا للخوف من الذكور ،كما تختلف شدته تبعا لشدة تخيل الطفل ،فكلما كان أكثر تخيلا كان أكثر تخوفا .
ولازدياد الخوف لدى الأطفال عوامل وأسباب منها:
 تخويف الأم وليدها بالظلام أو المخلوقات الغريبة أو الأشباح .
 دلال الأم المفرط ،وقلقها الزائد وتحسسها الشديد .
 تربية الولد على العزلة والانطوائية والاحتماء بجدران المنزل .
ولعلاج هذه الظاهرة في الأطفال يجب مراعاة الأمور التالية :
1- تنشئة الولد على الإيمان بالله ،والعبادة له ،والتسليم لجنابه في كل ما ينوب ويروع ،ولا شك أن الولد حين يربى على هذه المعاني الإيمانية ،ويعوّد على هذه العبادات البدنية الروحية ،فانه لا يخاف إذا ابتلي ولا يهلع إذا أصيب .
2- إعطاؤه حرية التصرف ،وتحمل المسؤولية ،وممارسة الأمور على قدر نموّه .
3- عدم إخافة الولد ولا سيّما عند البكاء بالغول والعفريت ،،، ليتحرر الولد من شبح الخوف وينشأ على الشجاعة والإقدام .
4- تمكين الطفل منذ أن يعقل بالخلطة العملية مع الآخرين وإتاحة المجال له للإلتقاء بهم ،والتعرّف عليهم ،ليشعر الطفل من قرارة وجدانه أنه محل عطف ومحبة واحترام ،مع كل من يجتمع به .
تلقينه مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومواقف السلف البطولية وتأديبهم على التخلّق بأخلاق الصحابة والتابعين والفاتحين ليتطبّعوا على الشجاعة والبطولة وحب الجهاد وإعلاء كلمة الله .ومن هذه المواقف :أخرج الشيخان عن عبد الله بن عوف رضي الله عنه قال: إني لواقف يوم بدر في الصف، فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما . فغمزني أحدهما فقال :يا عماه ! أتعرف أبا جهل ؟ فقلت نعم ،وما حاجتك إليه ؟ قال : أخبرت أنه يسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ،والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك ،فغمزني الآخر فقال لي أيضا مثلها ،فلم ألبث أن نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس .فقلت :ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه ،فابتدراه بسيفهما فضرباه حتى قتلاه ،ثم انصرفا إلى النبي المصطفى فأخبراه ،فقال :أيكما قتله ؟ قال كل منها :أنا قتلته ،قال هل مسحتما سيفيكما ؟قالا لا ،قال :فنظر النبي في السيفين فقال :كلاكما قتله . وهذا دليل على ما كان عليه ابناء السلف من شجاعة فائقة وبطولة نادرة وجهاد جريء ،وما ذاك إلا بفضل التربية القويمة التي تلقوها من مدرسة النبوة والبيت المسلم والمجتمع المؤمن المجاهد.
ويوم يمشي الآباء والمربون على هذا النهج ،ويوم يتربى أولادنا على هذه الخصال ، ويوم يحررون الأولاد من الخوف والجبن ، يتحول الجيل يومئذ من القلق إلى الثقة ،ومن الخوف إلى الشجاعة ،ومن الخنوع والذلة إلى حقيقة العزة والكرامة ،،،.

ما شاء الله
شكرا لهذه المواضيع الجميلة
الى الامام