الصارم البتار لقطع دابر سُرَّاق الأحذية الأشرار ...فتوى أرغونيه™
 

عدت إلى المسجد في العصر متأبطا شرا و أنا أجر حذائي العتيق إلى مثواه الأخير.

استجمعت شظايا أفكاري المشتتة منذ يومين على وقع أكبر حادثة سرقة تعرضت لها منذ سرقة ملابسي على شاطئ البحر، و حاولت استجداء بعض الخسة و اللؤم من نفسي الأمارة بالسوء لعلها تعينني في صياغة خطة شيطانية للانتقام من سارقي الأحذية في المساجد.

مثل غانية في خريف عمرها، طلقها الحياء من دون رجعة و ذهب ماء وجهها، كشف حذائي العتيق من دون سابق انذار عن ابتسامة فاضحة، أظهرت أصابع رجلي اليسرى المنقبضة منذ يومين حزنا على فراق حذائي الجديد الذي سُرق مني و أنا أصلي في مسجد الحي.

كدت أن أنزعه من رجلي و أرميه في الشارع و أكمل السير حافيا الى المسجد و لكن لحسن الحظ أنني انسان عاطفي جدا و لست نكَّارا للجميل. أبدا، أبدا.
تذكرت السنوات الثلاث الماضية التي خدمني فيها بكل تفان، في المنشط و المكره، و الميسر و المعسر( و ما أكثر أوقاته ).
كل هذه الرقع التي تشد ما بقي من جلده المنهك تحمل معها ذكرى تضحيات تزيد من احترامي و عرفاني له.

فكم مرة أسقط على الدرج فأبكي أنا و يتفغر فاه هو على ضحكة تفضح عورة رجلي، فأضطر إلى حمله على جناح السرعة إلى أقرب اسكافي ليعالج ميوله المازوشية الى السخرية من الذات، حتى و هي تشرف على الهلاك.

صحيح أن له قدرة عجيبة على الابتسام و الضحك عند المصاعب و الأهوال... ربما لأنه من جنس الأيدي التي صنعته يحمل نفس مورثات الخضوع و اللامبالاة في جلده... ( صناعة محلية).
صحيح ايضا أنني متطرف ديمقراطيا و هامش حرية التعبير في محيطي غير محدود، و لكن لن أسمح لحذائي رغم معزته الكبيرة عندي بأن يعبر عن شعوره عند كل سقطة فيفضحني بضحكاته المتكررة أمام الملأ. لذا أضطر في كل مرة أن أخصم جزأ من مصروفي لصيانته و أنا كاره لذلك، و عسى أن تكرهوا شيء و هو خير لكم.

وصلت إلى المسجد وقد وضعت اللمسات الأخيرة على خطتي للانتقام فكان لابد من الفراق، و في منظر رومانسي لا يتكرر إلا في الأفلام العربية الرديئة التي كان المسئولين هنا يحاولون تسويقها للعامة "ثلاثة كيلو بقرشين و الرابع تاع البانكس " و لكن هيهات الكل كان يصوم عن المشاهدة حتى يفطر على فيلم هوليوودي لا يسبب له عسر في الهضم كما تفعله عادة الافلام العربية ، ألقيت على حذائي نظرة أخيرة... و كدت أن أطبع على جبينه قبلة وداع لما وجدته في نفسي من لوعة الفراق و لكن صديقي من ورائي وصل بي على باب المسجد و ربت على كتفي و سلم علي و أنقذني دون أن يعلم من مشهد مخز يحاكي بعض المشاهد التي تتكرر تلقائيا عندما يتفضل صاحب السعادة بإظهار يده الشريفة للرعية فيقفز الجميع لتقبيلها على نتانتها و سوء عملها. و لكن شتان بين تقبيل من تركبه و تقبيل من يركبك.

قمت بتصريف هذا الصديق سريعا لأنه سيفسد علي خطط الانتقام من سرقة حذائي الجديد و رميت حذائي القديم بقوة على الأرض كي أثير انتباه السراق الذين يأتون عادة زرافات في مثل هذا الوقت المتأخر ( منافقين... لا يقومون إلى الصلاة إلا و هم كسالى) و نظرت إلى آخر الوافدين و أنا أصرخ بداخلي : " توشيه دوك يا وحد الـ...... !!! ...الرجل فيكم يتقدم و يسرقه كما سرقتم حذائي الجديد Nike Air Max " الذي كدت أن أترك الصلاة بعد أن فجعت فيه ... و اغرورقت عيناي و أنا أتذكر حذائي المسروق الذي كلفني إضافة إلى العمل في المكتب، الوقوف شهر في الأسواق الشعبية في العاصمة أبيع "زلابية بوفاريك" الى غروب الشمس و أنا أصرخ في شهر رمضان المعظم بلغة بني عربوب:" تسع الاف تسع الاف تسع الاف ...تسع الاف الزلابيه يا الزَّوالي..... الرخا يدَهَّشْ" "أيا هنا زلابيه تاع بوفاريك الزينه..." " زلابية شابه و بنينه "..... كول يا الزَّوالي ...اليوم مَتشي كل يوم"

انقطع حبل أفكاري على صوت المقيم و أسرعت إلى الصف و أنا امني نفسي بأن تتكرر هذه المرة سرقة حذائي كي تكون حجة على كل من يأوي الإرهاب الأعمى الذي يعتدي على ممتلكات الناس، و أعلن رسميا ضم مسجد الحي إلى المؤسسات الراعية للإرهاب. ( بدعة أمريكية سبقهم إليها الكثير من العرب)

وانقضت الصلاة و خرجت متأخرا كي أترك لهم الفرصة كي يسرقوه فانتقم من الجميع: السارق و الذي يوفر له المأوى و الساكت على فعلته فكلهم شاركوا في الجريمة و لكن نابت يد الجاني عن الشركاء، قررت أن اسرق بدله ثلاث أحذية جديدة، لا يهم من يكون أصحابها فقد نزلت فتواي و الأكيد أن ضحية بطشي لن يكون الا واحد من الثلاثة اصناف التي ذكرت في الفتوى الأرغونيه للانتقام من سراق الأحذيه و لكن للأسف خرجت إلى ساحة المسجد و وجدت حذائي القديم بانتظاري و لسان حاله يقول: " ماني على فراقك يا شوق قادر.."

فشلت الخطة...
و لكنني بعد طول تفكير انتبهت إلى السبب....
لم يكن حذائي يحمل شعار NIKE أو ADIDAS .... التين تثيران شهية السراق
في المرة القادمة سأرسم عليه احد الشعارين........ أو كلاهما معا.
أظن أنني سأرسمهما معا كي أزيد من حظوظ النجاح.
طابت أوقاتكم

بوفاريك مدينة كلونيالية جنوب العاصمة الجزائر مشهورة بالإرهاب الأعمى و المبصر في نفس الوقت و صناعة حلوى الزلابية طبعا.

اتعني ان السرقة كانت من اجل الشعار لا من اجل الحذاء:confused:

في المرة القادمة فليكون الشعاران ولتزيد عليهما بالالوان الجذابة ايضا:D

اذا كان ما يسرق في اوطاننا يقتصر على الاحذية فنحن بالف الف خير;)

:) ;) :)

بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-

الأخ الفاضل / أرجون ...... تحية طيبة

تابعت قراءة المقال من أوله إلى آخره وأن واقع بين شيئين اثنين
الأول هو الإبداع الأدبي الذي أحسدك عليه في الصياغة والبناء
والثانية هي تلك الإيماءات التي رسمتها من خلال حروفك وكلماتك الرائعه وكأنني بك تحاول أن تقول ( إياك أعني فاسمعي ياجاره )
ويبقى أمر حذائك وحبه لك سراً يكتنفه الغموض
ثم ألا يمكن أن يكون حذائك مصنوع من جلد ( أصيل ) ؟؟؟
أليست كل الأحذية عبارة عن جلود ؟؟؟
بالطبع نعم ...
ولكن منها ما هو جلد شاه
ومنها ما هو جلد جمل أو حمل
ومنها ما هو جلد نمرٍ أو أسد أو ( أعزك الله والقارئين ) جلد حمار
ولكنه في النهاية يبقى ( حذاء ) تركبه ، ويستحيل أن يتجرأ في التفكير على أن يركبك
ولن أدخل في التفاصيل حتى لا يفهم مني غير ما أعنيه
وخلاصة القول
لقد نثرت إبداعك هنا في تناسق رائع
وليتني أستطيع إلى أن أصل إلى مجاراتك في أسلوبك الأدبي هذا الذي أقرأه هنا
تقبل تحياتي الصادقة ، والله يحفظك

ودمتـــــم ،،،،،

سلامات


كمان عنكم في سرقة احذية
كنت مفتكر بس في لبنان سرقة الاحذية !!



xXx

لا شك ان ارغون مبدع . وفقه الله لكل خير ............ لقد كنت ازور الخيمة كل بضعة اسابيع لابكي على اطلال الاصدقاء القدامى ... و بحمدالله فقد عاد جمعا منهم و تغيب الاخرونحفظهم الله جميعا ...

اما انا فمشغول جدا للاسف لا سيما اننا اكتب على المواقع الانجليزية لمواجهة عاصفة الاكاذيب و الحقد ........

الصارم البتار في الرد على الكفار القائلين أن الأمطار من البخار

((بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-

الأخ الفاضل / أرجون ...... تحية طيبة )) :D :D :D



تحياتي الى حذائك ، و ما فتحه لفمه إلا لإحساسه بالجوع ..
علفوه يا أخي علفه بالكولا الحمرا مثلي ...

إن تعليفه صار واجبا فرض أنف عليك ... فتوى إسامية ..


:D :D :D

عزيزتي العنود

تتهكمين و تتشفين في، لأني زوالي

معليش

رضيت باقلالي فعش أنت موسرا *** فقليلي عن كثيرك يغنيني

و بعد فلا يذهب بك التيه في الغنى *** لعل الذي أغناك عني سيغنيني

ليس الحاكم من يسرق الأحذية يا عزيزتي

و لو طلب مني شخصيا ان اسرق له حذائي لسرقته عن طيبة خاطر

فتسعة أعشار الايمان في طاعة أوامر السلطان:D
============
عزيزي ALAMEER99

تعرف أنني افقر الناس في التعبير عن مشاعري و لكن ارجو أن يعوض هذا النقص صدق ما أكنه لك و لقلمك المميز من احترام و اعجاب.

شهادة أديب مميز مثلك تحرجني حقا لأني أظن بكل تواضع أنني لست اهلا لها.

و كيف اكون أهلا لها و قد نلت علامة 2/20 في مادة اللغة و الأدب العربي في امتحان الباكالوريا منذ بضعة سنوات:)

مشكلتنا يا عزيزي أن الكثير من الأحذية المصنوعة من جلد الحمار( أعزك الله) تتجرأ على ركوبنا و لو أعدت قراءة الفقرة التي أوردت فيها وجه الشبه بين الحاكم و الحذاء لذهب الالتباس.

عزيزي تواضعك و تفضلك بالتعليق على الموضوع رفع من قيمته.

أكرر شكري لك.
==========
عزيزي الشاعر العظيم xXx

للأسف يا عزيزي فأن سرقة الأحذية أظنها بدعة جزائرية محضة

و بما ان شر البلية ما يضحك فقد علقوا لا فتة في مدخل مسجد الرحمة في وسط العاصمة حيث يأتي بعض السواح الأجانب و كتبوا "حذار سرقة الحذية"

الحمد لله أنهم كتبوها بالعربية فقط و الا لكانت مهزلة.

في أمريكا يلجأ المطلوبون للعدالة و المجرمون الى الكنائس فلا يمسهم احد بسوء و لا تجرا قوات الامن على اقتحامها. احتراما لقدسية المكان.

أما في البلاد العربية و الاسلامية: فيستمع المصلي لخطبة حول الكبائر و عقوبتها ثم يخرج ليسرق الحذاء و نفسه مطمئنة.
============
عزيزي بلال

صراحة افتقدنا تحاليلك و موضوعاتك التي لا يمل الواحد من قرائتها

الخيمة تفقد كاتب مميز بانشغالاتك

وفقك الله في الذود عن قضايا الاسلام و المسلمين

حتى انا اشارك في منتديات بالفرنسية أساسا و لا يمنعني هذا من العودة للخيام لأن لنا فيها أصدقاء و اخوة نحبهم.

=========

Issam
hahahahahahahahahahahahaha;)

;) لي عوده يا ارغـــــــــــــــــــــون

فانتظرني

:) ;) :)

ok
as u like dear 3anod
r u waiting 4 ...christmas?:) ;)
sorry
can't write in arabic:mad:

No dear I am not waiting 4 Christmas …..but I am waiting to arrange a good commentary 4 u

So wait me I will be back soon



:) ;) :)