القديم والجديد في آراء أبي حديد
 

القديم والجديد في آراء أبي حديد-القسم الأول

1- كيف أصبح يكنى أبا حديد

عندي صديق كنيته أبو حديد.
وقد كنى نفسه بنفسه أي طلب من الناس أن يسموه هكذا، والحقبة الزمنية كانت حافلة بألقاب فخمة من نوع "أبي الليل"، "أبي الجماجم"، "أبي الصواعق"، "أبي الرعد وغيره من الظواهر الجوية الصاخبة"، ولذلك حسب الناس أنه إما إن أبا حديد صار مسؤولاً من "المسائيل" وإما أنه يعد نفسه لهذا الغرض مع أنه لم يؤثر عنه ولا في تاريخ العائلة أعراض كهذه.
قال لي أبو حديد: حسب السخفاء أنني سميت نفسي اسماً ثورياً وفي الحقيقة أنني سميت نفسي باسم تفاؤل على سنن العرب التي تسمى الأعمى أبا بصير على أمل أن يكشف الله بصيرته، وتسمي الملدوغ سليماً وهكذا..فأنا أسميت نفسي أبا حديد تفاؤلاً أن يمن الله المنان علي بعزيمة كالحديد تتناسب مع العزيمة التي يحتاج إليها الإنسان في عصرنا ليعيش صحيح العقل دون أن تصيبه لوثة هذا على أقل تقدير!
وإلا يا صاحبي فما أنا بالبعيد من قول أبي العلاء:
دعيت أبا العلاء وذاك مين..ولكن الصحيح أبو النزول!
قلت له: بل أنت والله الحديد بعينه يا أبا حديد، ويكفيك من الحديدية قدرتك الفولاذية على النقد الذاتي، ولم يؤتها إلا كل ذو بأس شديد!

2- التأمل الأول لأبي حديد:في التر بية والتعليم

قال لي أبو حديد: أسأل نفسي: لو أنني قدمت الآن امتحان الثانوية بل الإعدادية بمعلوماتي التي احتفظت بها من ذلك التاريخ الذي كنت أدرس فيه.هل سأنجح؟. أظنني لا أنجح واكتم عني هذا لئلا تسحب مني وزارة التربية والتعليم هاتين الشهادتين!ولن أنجح إلا في المادة المتعلقة باختصاصي اللاحق الذي درسته في الجامعة!
قلت له:فماذا تستخلص من هذا يا أبا حديد؟
قال: أستخلص من هذا أن نظامنا التعليمي يضيع الوقت في تعليم الطلاب أشياء ينسونها سريعاً، ثم إن الامتحانات يا مولانا مثال على الغبن وانعدام العدل وانعدام احترام الزمن.
قلت له: كيف هذا؟
قال: إنها أولاً تترك للمصادفات مجالاً واسعاً فربما نفعتك دراسة آخر لحظة إن تصادف أنك حفظت سؤالاً عليه علامات كثيرة قبل الامتحانات مباشرة ولا يهم إن نسيته بعد ذلك.
ثم إنك قد تخسر عاماً كاملاً إن مرضت أثناء الامتحان مثلاً.
ثم إنك إن غششت فقت من اجتهد ولم يغش!
ثم إن الامتحان لا يدل على معلومات الطالب بدقة فقد يتصادف أن يسيء فهم السؤال وقد يكون في حال من التوتر لا تسمح له بالتفكير الصحيح وقد يكون..
قلت له: الخلاصة يا أبا حديد..ماذا تقترح؟
قال: أقترح إلغاء نظام الامتحانات القائم واستبداله بنظام مرن لامتحانات متعددة وتؤخذ في النتيجة النهائية بعين الاعتبار جهود الطالب أثناء السنة.

كتابة لا بأس بها أخي محمد ب
التوقيع
محمد ب2

يا أبا حديد،

لو سمحت لك وزارة التربية والتعليم باختيار المواد التي تدرسها ومن ثم تمتحن بها في الثانوية، فماذا كنت ستختار؟ وهل كنت ستختار مواد متنوعة أم مادة واحدة تشكل جلّ اهتمامك؟ وهل مادة اختصاصك الجامعي هي الأقرب إلى قلبك أم أنها المادة الأوفر حظا في بستان فرص العمل؟

ننتظر رد أبي حديد، وأرجو -أخي محمد- أن لا تتدخل في الإجابة فتشوش على أبي حديد أفكاره. :)