أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - فقه التعسير لا فقه التيسير ...أصحاب الهوى

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد فى كل لمحه ونفس عدد ما وسعه علم الله وبعد ...
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ..خلق عباده ويسر الصالحين منهم لليسرى وأمرهم بالتيسير على عباده ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )))...............وبعد
ففى لقاء طريف مع طبيب يعتنق فقه التعسير ...كان الطبيب مصابا بكسور فى أكثر من موضع فى جسده ...وجروح كثيره فى جسمه ..حتى أن الناظر اليه لايستطيع التعرف عليه الا من صوته اذا تكلم !!!
ولما سُئل عن سبب هذه الاصابات أجاب أنه لديه ياده خاصه ...ولا يصف لمرضاه سوى أحد ثلاث أدويه ...((اما عسل نحل _أو حجامه _أو كى بالنار))مهما كانت هذه الامراض التى يشتكون منها المرضى ......وذات يوم تجمع المرضى فى عيادته وأنهالوا عليه ضربا وركلا وسبا ...وأحدثوا فيه اصابات خطيره ...حتى كدنا لا نعرفه الا من صوته المتهدج
ولما سألناه عن السبب فى ما حدث له ......قال : أتسألونى أنا عن السبب فى سلوكى هذا ...ولا تسألوا من ضربنى عن سلوكه ....وأفعاله ...قلنا أن أفعالهم تسبب فيها سلوكك ...قال : أنتم جميعا جهله ...أما سمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الشفاء فى ثلاث شربه عسل وشرطه محجم وكيه نار وأنهى عن الكى))صدق رسول الله صلى اله عليه وسلم ...
فتجاوزنا عن أتهامه لنا بالجهل نظرا لحالته ...وقال له أحدنا ....
أيها الطبيب ان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح وان فهمك للحديث خاطئ ((نص صحيح وفهم خاطئ ))
قال :كيف أفهم خطأ وأنا ملتزم وهذه لحيتى تشهد على ذلك ...قال له صاحبنا ان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشفاء فى شربه العسل هو أشاره الى أستخدام العسل وأى دواء أخر يشرب عن طريق الفم مثل العسل أو بمعنى أخر هوأشاره اى كل الادويه التى تؤخذ عن طريق (الشرب) لأنها جميعا يدخل فيها العسل أو السكر ..ولأن المرض مرا ..ومهما كان الدواء مرا فالمرض أمر منه
0من المراره فى الحلق) ...وأمر من مر الدواء الداء ...فمهما كان الدواء مرا فانه بالنسبه للمرض يكون حلوا كاالعسل .....
وعندما تحدث الرسول الكريم عن شرطه المحجم فانها أشاره الى التدخل الجراحى بأنواعه والله أعلم ...
وعندما تحدث الرسول الكريم عن الكى بالنار فانه يقصد التدخل بالمناظير وتفتيت الحصوات بالليزر الى غير ذلك يدخل فى نطاق مفهوم الحديث ...أطلق المعانى بشرط أن لا تلغى معلومه من الدين بالضروره
واياك اياك وفتاوى الاحكام الشرعيه التى يترتب عليها الحلال والحرام ...والله أعلم
فنظر الطبيب الى المتحدث وأحتد عليه وقال له لا يجوز لك الفتوى ويحرم عليك الاجتهاد
قال صاحبى ولماذا؟ ...قال الطبيب لانك حليق اللحيه وبعيد عن السنه ....فتجاوزنا عن قوله أكراما لحالته ....وقال له صاحبى أعطنى مهله خمسه عشر يوما وسأعود اليك بلحيه كثيفه .....قال الطبيب ...
عندئذ سوف يكون قولك هذا أو فتواك هذه أو رأيك هذا صحيحا ....وسيطر علينا الحكمه العربيه (شر البليه ما يضحك ...) وأنتهت الجلسه فى مشهد غريب ....
ما رأيك عزيزى فى فقه التعسير ...حيث الهوى لا حيث نصوص حضره النبى صلى الله عليه وسلم
ومن ذلك نقول أن الحديث به ثلاث عناصر
الاول )شربه العسل ..ومن ذلك ممكن تحت هذا المسمى نستخدم كل أدويه الشرب ..(أطلق المعانى لا ..تقيدها )
الثانى )شرطه محجم ...ويدخل تحت هذا المسمى كل أنواع استخدام المشرط فى الجراحه ..مع الاقرار بأن الحجامه علاج نبوى طبعا ولكن أطلق المعانى ...الكلمه فى اللغه لها مترادفات ومعانى كثيره
الثالث) الكى بالنار.....ويدخل تحت مسمى أستخدام الليزر والمناظير لتفتيت الحصوات أعاذنا الله ....ودعائ أن يشفى الله كل مريض وأن تعود الامه الى أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك سبحانك لا أله غيرك وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم