الخيط والسمك وراحه البال.
 

كان مستلقيا على رمال الشاطيء الدافئه , متوسدا يديه الاثنتين خلف راسه , مغمضا عينيه وفكره سارح فيما لا يعلمه الا الله .
مر به رجل ممن نسميهم ب(الشاطرين) فهو ممن يعرف كيف يدبر نفسه . ليس عذا ما يظنه في نفسه فقط بل هكذا يقول عنه الاخرون .
نظرهذا المار الى ذاك المستلقي .... ومر بنظره من راسه حتى قدميه ..وهناك عند القدمين توقفت عيناه ...فقد راى خيطا مربوطا بابهام القدم ويمتد هذا الخيط الى البحر ليغيب فيه .
قال المار للمستلقي : عفوا ممكن اسالك اذا سمحت ؟
قال المستلقي ببرود شديد : تفضل .
المار : ما هذا الخيط المربوط بقدمك ؟
المستلقي : هو خيط اصطاد به السمك
المارمستغربا : وكيف؟
المستلقي : في نهايه هذا الخيط طعم يجذب السمك حتى اذا ما اكلته احداهن شدت الخيط . عندها اشعر به فافيق من غفوتي ( وهو هنا لا يريد ان يقول لهذا الفضولي انه سارح بافكاره ) واسحب الخيط .
المار وقد بلغ الاستغراب مبلغه : وهل هذه العمليه مجديه ؟
المستلقي: طبعا
المار : وكيف؟ كم تصطاد في اليوم من السمك بطريقتك هذه ؟
المستلقي : واحده او اثنتين .
المار : الله اكبر ..وتقول مجديه ؟
المستلقي : نعم مجديه ...فانا وعيالي ناكل سمكه كل يوم ....وان اصدت اثنتين بعت الثانيه واشتريت بثمنها ما يلزمنا من حاجيات ضروريه .
المار : فقط ؟.
المستلقي :فقط ...وهل هنالك شيء اخر ....
فكر المار بالامر (وهو طبعا ابو العريف ) يعرف كيف يكون الشغل وكيف تاكل الكتف ...
قال المار وما زال واقفا : وكم من الوقت تستلقي هنا
قال المستلقي: ثلاث ساعات تزيد او تقل قليلا .
قال المار: فما رايك بان اعطيك من افكاري ما يريحك ؟
قال المستلقي غير آبه : هات نورنا ..ومنك نستفيد .
المار: تزيد على الثلاث ساعات ما تستطيع من الوقت حتى تصطاد ثلاث سمكات كل يوم
المستلقي : ايوه ؟.
المار: تاخذ واحده من السمكات الى البيت للغذاء ... وتبيع اللاثنتين الاخريين .
المستلقي : طييييييب وبعدين ؟.
المار: تشتري ما يلزمكم من حاجيات بثمن واحده وتدخر ثمن الاخرى .
المستلقي : وبعدين ؟.
المار: تبقى على هذه الحال حتى تجمع ثمن صناره .
المستلقي : وبعدين ؟
المار : تشترى صناره وتستعملها في صيدك وبصبر وثبات شديدين تستطيع ان تصطاد على اقل تقدير عشره سمكات يوميا .
المستلقي : وبعدين ؟
المار: تاخذ واحده للبيت للغذاء , وتبيع الباقي , وتشترى بثمن واحده ما يلزم من اشياء , وتدخر ثمن الباقي .
المستلقي : وبعدين ؟
المار : تبقى على هذه الحال حتى تجمع ما يمكنك من شراء قارب صغير , وتشتريه .
المستلقي : وبعدين ؟.
المار : تبدا بالصيد بعيدا عن الشاطيء فهناك السمك اكثر وهكذا تستطيع ان تصطاد من مئه الى مئه وخمسين سمكه يوميا .
المستلقي : وبعدين ؟
المار: تاخذ واحده الى البيت للغذاء وتبيع الباقي , وتشترى بثمن واحده ما يلزم من اشياء , وتدخر ثمن الباقي .
المستلقي : وبعدين ؟
المار : تبقى على هذه الحال حتى تجمع ما يمكنك من شراء شبكه صيد .
المستلقي : وبعدين ؟
المار : تشترى الشبكه وتبدا بالصيد بها , وبها تستطيع ان تصيد يوميا ما يزيد على الالف سمكه وممكن الفين .
المستلقي : وبعدين؟
المار: تاخذ واحده للبيت للغذاء , وتبيع الباقي , وتشترى بثمن واحده ما يلزم من اشياء , وتدخر ثمن الباقي.
المستلقي : وبعدين ؟
المار : تبقى على هذه الحال حتى تجمع ما يمكنك من شراء سفينه.
المستلقي: وبعدين ؟
المار : تشغل صيادين معك وتبدا بالصيد في عرض البحر وهنا لا تحتاج ان اقول لك كم من المال ستجني ان انت بقيت تاكل سمكه واحده وتبيع الباقي وتشتري بثمن واحده ما يلزمك واهلك ..وتدخر الباقي .
المستلقي: وبعدين :
المار : وبعدين تشتري اسطول لصيد السمك .
المستلقي : وبعدين ؟
المار مستغربا : وبعدين ؟
المستلقي: نعم نعم وبعدين ؟
المار : انا عارف شو وبعدين ؟...........................وبعدين بترتاح .
ضحك المستلقي طويلا
ساله المار :: لماذا تضحك يا رجل انا بقولك كلام غير ك بيدفع لي مقابله فلوس بس انا بدي افيدك لله تعالى .
قال المستلقي وما زال مستلقيا موجها حديثه للمار وما زال واقفا : كل هذا عشان ارتاح ؟ الله اكبر
انا هيك مرتاح ....واغمض عينيه متبسما وغاب في تفكيره .

و بعــــــــــــــــدين

احسنت اخي الدومري ....
فخير ما يقال هنا ..وبعدين ؟
:):):):)

والله ذكرتني هنا بقصة الرجل اللي راح يشتري جرة عسل وهو ماشي فكر ... بكرة ببيع العسل و بشتري لي عنزة ولما تكبر بشتري ببيعها وبشتري اكبر منها ....وهكذا لحد ما صار عنده قطيع من الغنم .. وهو بعده يحلم .....فانكسرت جرة العسل وانكسرت معه أحلامه (م متذكرة القصة زين ... بس أذكر المعنى منها)

ليش طبع الانسان دايم هو الطمع؟؟؟؟؟؟؟؟

و لا يزال السؤال

و بــعدين


الدومري

بعدين


تتواصل الكوابيس

اخوي

انا بخاف من الكوابيس

و بعدين


:(

القصة جميلة وفيها حكمة لو مشى عليها الناس لأرتاحوا فعلا