أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   القدس و(بيت الشرق) وطريق شارون المسدود (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=10563)

صلاح الدين 24-08-2001 03:58 PM

القدس و(بيت الشرق) وطريق شارون المسدود
 
في الوقت الذي أصدر فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية (أرييل شارون) قراره لآلة الاحتلال العسكرية بإغلاق (بيت الشرق) كانت مجموعة من أصحاب الجدائل من محتلي الأراضي العربية في الضفة والقطاع يتظاهرون أمام مكتبه منددين به وبسياسته، رافعين نفس الشعارات التي رفعوها سابقاً في وجه (إسحق رابين) قبل أن يغتاله واحد منهم يعيش العصر ويتنفس الماضي.

ما الذي يعنيه هذا المشهد السياسي بحديه المختلفين واللذين يدوران حول الأمن الإسرائيلي وتداعياته؟

ففي جانب الإجراءات المتعسفة لم يكتفِ شارون بإجراءاته الإرهابية تجاه كل ما هو فلسطيني، ولو كان شجرة زيتون، حتى امتدت يده إلى رموز كانت حتى الأمس القريب تحت رعاية دولية، فبيت الشرق رمز الحضور الفلسطيني السياسي أقيم بطلب أمريكي انتظاراً لمفاوضات المرحلة النهائية، وهو بهذا المعنى ليس مكتباً عادياً من مكاتب منظمة التحرير.

وكثيراً ما يتحول المكان إلى رمزية أبعد من الجغرافية، وأعمق من غور التاريخ، متفرقين ومجتمعين، فالشعب الفلسطيني الذي قالت عنه رئيسة الوزراء الأشهر في السياسة الإسرائيلية (أين هم الفلسطينيون! إنني لا أراهم)، فرضوا أنفسهم على العالم من خلال حجارة أطفال الحجارة ومآسي الثكالى والأرامل، وفرضوا أنفسهم على الإسرائيليين في نفس الوقت بالانتفاضة وغيرها من وسائل الصمود والتشبث بالحق التاريخي والجغرافي بالأرض وبالمقدسات..

وليس كل المنتفضين الفلسطينيين –من أعلى الهرم إلى القاعدة الجماهيرية العريضة- متدينين أو منتمين إلى التيارات الدينية، ولكن محاولات الإسرائيليين لاغتيال الهوية الوطنية وعملهم الحثيث على إلغاء التاريخ بتزوير الجغرافية وفرض (الحقائق) على أرض الواقع دفع جميع الفلسطينيي –مسلمين ومسيحيين، متدينيين وغير متديين- ليدخلوا (شِعْب بني هاشم) فالاحتلال لا يميز بين الفلسطينيين ولا بين العرب، الجميع على لائحة المطلوبين، حتى لو حملوا جنسية (إسرائيلية) مفروضة وخدموا (الجِبْتَ والطاغوت)، لم لا يكون الفلسطينيون جميعاً في شِعْب أبي طالب، ولم لا يتوحد الخطاب السياسي للسلطة وتنظيماتها، وللمعارضة وفصائلها المجاهدة إذا كان الكل عند الإسرائيليين ملاحقين على لوائح التصفية الجسدية!

لم يتظاهر أمام بيت الشرق الفلسطينيون وحدهم، ولا العرب وحدهم، ولا المسلمين وحدهم، بل كان هناك وجوه أخرى إسرائيلية وأوروبية ترفع شعارات (لا للاحتلال) و(السلام الآن)، ونال كل منهم نصيبه من مشروع شارون وهراوات جنوده، بينما لم يرفع شعارات أصحاب الجدائل سواهم، فليس في جانبهم سوى سموم الحاخام (عافوديا يوسف) الرئيس الروحي للحزب الديني المتشدد (شاس) القائل بأن العرب كالأفاعي والعقارب السامة لا يستحقون سوى القتل..

في مواجهة مكتب شارون وحكومته العسكرية مجموعة زائغة البصر من أصحاب الجدائل الذين يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي ولكنهم يحرضون الجنود على قتل العرب، ويرفضون العمل يوم السبت ولكنهم يفتون جنود شارون بوجوب مواجهة العرب كل يوم بما في ذلك يوم السبت، ويحرضون على تدمير المسجد الأقصى ولكنهم يقولون بحرمة إقامة الهيكل قبل مجيء (المسيا) المخلّص، مجموعة تعيش العصر بعقلية ونظرة تاريخية وتتحدث عن كرامات السابقين الذين يبشروهم بتدمير العرب وسحقهم وتدمير الأقصى وبناء الهيكل الثالث، مجموعة تعيش اضطراباً وتشويشاً بين الأوامر والأوامر المضادة..

وبين شقي الرحى يكاد شارون يختنق، فهو لم يفلح في تنفيذ وعوده بتحقيق الأمن الإسرائيلي، وكلما ازداد عنف قوات الاحتلال ازداد عنفوان المقاومة، وكلما ازداد الحصار والضغط ازداد عدد العمليات الاستشهادية كماً ونوعاً داخل الشريط الأخضر (حدود 1948).

مسكين شارون، لا يملك سوى (الميركافا) التي حملته يوماً إلى شاطئ قناة السويس ليعود من هناك مهزوماً، ثم حملته إلى شواطئ بيروت ليعود منه متهماً بجريمة صبرا وشاتيلا، والآن حملته إلى ساح الأقصى، ربما ليخرج من الحياة السياسية الإسرائيلية كما خرج من قبله شارون ونتنياهو.

مسكين شارون لأنه يراهن على القوة، ويراهن على الزمن، ويراهن على ضوء أخضر أمريكي –لن يأتي- ليقضي على البقية الباقية من عرب فلسطين ويلقي بهم شرقي الأردن. مسكين لأنه لم يدرك بعد أن قضية القدس ليست قضية الذين وقّعوا على مدريد وأوسلو وحدهم، وإنما هي قضية ملايين البسطاء المنتشرين في أقطار الأرض لا يعرفون سوى حقيقة واحدة؛ أن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأن الاحتلال إلى زوال، بسطاء ورثوا البسطاء الذين تكوكبوا حول صلاح الدين الأيوبي ودخلوا القدس ليعيدوا إليها طهارتها بعدما عاث فيها الفرنجة فساداً أكثر من قرن من الزمن.

أراد شارون أن يطعن القدس بإغلاق باب الشرق ففتح على نفسه بيت الدبابير، ووقف في وسط الرحى، بين أصحاب الجدائل يلعنونه وأطفال الحجارة يرجمونه، فهل ينقذه دهاء وزير خارجيته (شيمون بيريس) الذي سارع ليلحس كل التهديدات الإسرائيلية باحتلال دائم لبيت الشرق بعدما أضحت كل بيوت القدس بيوتاً شرقية؟

عمر الشادي 25-08-2001 05:35 PM

اقترح ترجمة الموضوع ونقله الى خيمة اللغات
ومن ثم السعي في بثه في مواقع اجنبية للحوار على النت
وبارك الله فيك اخي صلاح الدين


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.