أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الأسرة والمجتمع (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=21)
-   -   { رحيل الغالية.. أمـــي } (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=38331)

اليمامة 01-03-2004 02:48 AM

{ رحيل الغالية.. أمـــي }
 
رحيل الغالية.. أمي

د.نورة السعد
التاريخ: الأحد25/1/1425


فإن لله أن يبتلي عباده بما يشاء ويفعل بهم وهو الرحيم ما يشاء والمصائب في حياة المؤمن امتحان يفوز فيه من يصبر ويحتسب ويخفق فيه من يسخط ويقنط..
وليس هناك أعظم من فقد الأم او الأب..
ليس هناك أعظم من فقد الأم بعد فقد الأب وانغلاق باب الدعاء منها لنا كي تضيئ دعواتها لنا الطريق وتمنحنا الصبر والامان.
نعم لله ما أعظم فقد الام.. وقد كانت نهر الحب والعطاء وملاذي بعد الله كلما اشتدت الضغوط وضاقت السبل.. ولأنني فقدت والدي يرحمه الله منذ ثلاثين عاماً وتذوقت منذ ذلك الزمن مرارة الفقد وحرقته ولكن كنت خلال هذه السنوات أتكئ على شجرة الحب والحنان من أعطاف الغالية (أمي) التي كانت مثل النخلة في عطائها وصبرها الذي كان لنا نبراساً كلما اشتدت المحن او تزايدت المصائب.. فقد رزئت هذه الغالية بفقد اكبر ابنائها اخي (عبدالعزيز) يرحمه الله في مثل هذا الشهر (ذي القعدة) منذ ثلاثة عشر عاماً وبعدها ايضاً امتحن الله صبرها بفقد ابنها اخي (احمد) منذ تسع سنوات.. وكنا جميعاً ابناءها في هذه الدوائر من المصائب والابتلاء بالفقد وهو سنة الحياة التي لا مناص منها ولا هروب .. نستمد من صبرها صبراً ومن إيمانها بالله وقضائه وقدره يقينا تنثره علينا هذه الصابرة كرذاذ المطر في هجير الحزن وظلمة الفقد..
كان هذا اليقين يلازمها في كل حالة فقد لأحد أفراد الاسرة خلال الاعوام السابقة.. وكما هي المصائب والمحن كالنار تنهش من الاجساد صحتها ومن الخلايا قوتها.. وما لا يقوى على اليقين والايمان بالله وقضائه، كان يتسلل الى جسدها ويقتات صحتها وسنوات العمر تختصر البقية..
وكان الفقد لها صبيحة يوم الاربعاء 22/11/1424هـ تاريخاً للحزن في اجندتنا جميعاً لسنا فقط نحن ابناءها بل جميع من عرفها وأحبها من الاهل والمعارف والجيران.. كانت شلالاً من الحب والعطاء.. ولست أقول هذا لأنها (امي الحبيبة) وأحزن لفقدها ولكن هي حقيقة روتها شفاه العديد ممن جاء لمواساتنا وتعزيتنا.. كانت امرأة من زمن الوفاء والصبر والحب والعطاء اللامحدود..
غيّب الموت أغلى الاحبة.. فلله كم هو عِظم فقدها.. وكم هي مصيبة لا يقواها إلا المؤمن بالله والصابر والمحتسب فعندما تعظم المصيبة ويشتد الفقد يقبل اليقين مع جحافل الصبر والرضى والحمد، كما يقبل الشيطان بجنده وجيشه بالسخط والقنوط والتأفف..
وكأي مؤمنة بالله وبقضائه وقدره كان اليقين ولله الحمد بما كتب والرضا بالفقد والصبر والاحتساب ورغم مرارة هذا الفقد ولكن مما خفف شيئاً من هذا المصاب انني قمت بغسلها مع اخواتي وتقبيلها والصلاة عليها قبل ان يغادروا بها الى مكة المكرمة المدينة التي أحبتها يرحمها الله والتي عاشت فيها طفولتها بعد فقدها لوالدتها وهي طفلة في السنة الثالثة من عمرها..
وبعد حملهم جثمانها وغيابهم عن ناظري لفتني موجة من الهلع والشعور بالخواء في اعماقي والرجفة في اطرافي وتقلص العالم كله الى نقطة مظلمة من الحزن المكثف ومرارة الفقد التي تنخر الضلوع وتخنق الرئة.. وكان لجوئي للصلاة وقراءة القرآن والدعاء لها.. هو خير لجوء اسبغ علي الطمأنينة واكتفيت بالدموع جسراً لاطفاء لهب الفقد..
الفقد لها تلك الغالية ولغياب رؤيتي لها تصلي او تسبح او تستمع الى اذاعة القرآن او أشرطة الادعية.. او تتابع الأخبار وتناقشنا فيها.. فقد كانت على درجة من الوعي الاجتماعي الذي قد لا يتوفر دائماً لمن هم من جيلها حتى قوارير عطر العود والمسك قرب مقعدها تحن اليها ومسبحتها الزرقاء اللون لا تزال بقرب نظارتها تفتقد لمساتها ذلك اللون الازرق الذي يغلب على ملابسها ومعظم اشيائها كان يمثل صفاءها وطيبتها..
رحلت الغالية (امي الحبيبة) مثلما يغيب الموت كل الغوالي.. ورحيل الغوالي لا يعوضه أي عوض.. إلا وعد الله للصابرين بالجنة إن شاء الله.
سأظل أدعو لها كلما افتقدت رؤيتها صباحاً عند ذهابي للعمل او عودتي منه.. وكلما استعدت دعواتها الصادقة والحارة وكلما استرجعت حواراتها وعتابها الدافئ لنا بأننا نقصر في السؤال عن الاهل مثلاً او الجيران.. كانت دائماً تضع اللوم علينا حتى لو كان التقصير ليس من قبلنا.. ولكن هي هكذا ومنذ الطفولة تغرس فينا حب الآخرين والتواصل معهم ولهذا كان منزلنا ورنين هاتفنا في استقبال دعوات وتعازي من نثرت حبها في حدائقهم وطيبتها في نفوسهم.. وأحمد الله ان ينالها الدعاء الصادق من الجميع..
فاللهم كما ابتليتنا بفقدها فأجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.. اللهم اسبغ على الغالية والغالي والديّ الحبيبين رضوانك ورحمتك واجعل الفردوس الاعلى مثواهما.. وارحمهما وارحم موتى المسلمين.. وانا لله وانا اليه راجعون.

@@ اتكاءة الحرف..

ما أن خيم الحزن على فؤادي بفقد الغالية حتى احتواني واخوتي واخواتي وافراد عائلتي جميعاً عزاء الجميع.. فلكل من واسانا من الأهل والمعارف والاصدقاء والقراء الكرام الذين كانت لمواساتهم نسمات حب وطمأنينة.. فلهم جميعاً صادق الدعاء وجزاهم الله كل خير.

http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.php?art=17020&ka=6

اليمامة 01-03-2004 02:50 AM

من أجمل ماقرأت في رثاء الأم .. رحم الله والدتها رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته

kimkam 01-03-2004 04:41 AM

عظم الله اجركم ورحم وغفر لميتكم واسكنه الله فسيح جنانه

والهمكم الصبر والسلوان

وانا لله وانا اليه راجعون

همس الأحاسيس 01-03-2004 05:17 AM

رحم الله والدتها رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون :(:(

دايم العلو 01-03-2004 08:16 AM

إقتباس:

وكان لجوئي للصلاة وقراءة القرآن والدعاء لها.. هو خير لجوء اسبغ علي الطمأنينة واكتفيت بالدموع جسراً لاطفاء لهب الفقد..

إنما الصبر عند الصدمة الأولى

أسأل الله لوالدتها الرحمة والغفران
والفوز بالجنان



إقتباس:

التاريخ: الأحد25/1/1425

الأخت اليمامة
أرجو التأكد من التاريخ ثم تعديله .

اليمامة 01-03-2004 10:39 AM

كيم كام
همس الاحاسيس
دايم العلو
جزاكم الله خير .. ماأجمل الدعاء والمواساة للغائب

دايم العلو
ماشاء الله عليك :cool:
التاريخ هو كما في الرابط الأصلي لمقالها
25/1/2004 م

أطياف الأمل 03-03-2004 11:30 AM

أختي العزيزة..
كيف للمرء أن يجيب أو يضيف ردا على رثاء..وأي رثاء..رثاء لأم..
لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدون أمي... أجل أنا أفتقدها اليوم وبشده لكونها بعيدة عني لظروف عائلية..
ولكني أموت شوقا لأراها وأدعو الله من كل قلبي أن لا يحرمني منها..

أدعو الله من كل قلبي أن يلهم الأخت الصبر والسلوان ويجمعها بوالدتها في جنانه جنات الخلد..

لكم خالص تحياتي

دلع


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.