طفلة صغيرة كنت أسير..في شارع مظلم طويل.. والليل يعصف في ضلوعي..بردا ويزيد من مواجعي حدا ابدا ليس بالقليل..
أسير وأسير حائرة لا أعرف أين السبيل.. أين تتوقف خطوتي وأين اخيرا يؤول المصير..
كنت أسير لحظة..ولحظة اتعثر فأقع على الطريق..يتلوث ردائي ببقعة مطر تساقط قبل قليل.. أو تثلج اطرافي بسبب ثلج..تراكم فوق بعضه فأصبح سدا كبير..
سدا يحجب ناظري عن ما خلفه من كل جميل..
أريد أن أصل لنهاية تشفي قلبي العليل..تمسح جروح أصابعي..وتخيط أجزاء فستاني الجميل..كان جميلا ذات يوم..ولكنه أضحى مخيف..فقد ملامحه وعطره..واكتفى بسواد كسواد ذاك الليل الطويل..
وفجأة ..
" أنا أعتذر.. أنا آسفه .. فجرمي حقا خطير" تمتمت قائلة معتذره لصاحب المعطف الطويل
أنا لم أرك في طريقي فالطريق شاق طويل..والليل حالك سواده ليل بخيل.. بخيل حتى بضوء قمر.. ينير لي من خطوتي حتى القليل..
لا تعتذري سيدتي فالموقف لا يحتمل اعتذار.. أنا كنت أسير بذلك الطريق المقفر دون اعتبار..دون اعتبار لما حولي لأنني دون اختيار..اسير بدون أي فكر فعقلي شارد وفار..لا أدري أين ذهب ولا أعلم له قرار.. لا تعتذري ولك مني كل العذر..فأنا المخطئ أنا صاحب الاعتذار..
سيدتك ؟؟ لست بسيدة انا ولست حتى بفتاه.. انا طفلة اعتادت المسير في طريق الآه.. لم أمسك في يدي لعبة أو حتى مرآه..مسكت بيدي منديل أضمّد به كل آه.. أن طفلة صار الألم والحزن لعالمها هم سيداه.. هم من يقولوا ومن يقولوا وليس لها حتى اقتراح.. انا طفلة يا سيدي.. نسيت طعم الفرح.. نسيت كيف الضحك..عرفت كيف الألم..حفظت شكل الدمع.. انا طفله يا سيدي لست من ذي مال وجاه.. أنا طفلة يا سيدي لست بسيدة او حتى فتاة..
توقفي هاهنا وانظري لنفسك هناك..في قطرة الماء تلك انظري لصورتك هناك..اما ترين ما ارى؟؟سيدة نبيلة جميلة لم أرى أجمل من بهاك..انظري لعينيك وآه منهماعينان فيهما هلاك..هلاك لمن يراهما وتصطاهم هي بالشباك.. تحسبهما في محجريها ولا تدع لهم فرصة للخروجولا فرصة للحراك.. أرجوك احبيني فإني أبصرت الآن وأنا بقربك..لا تتركيني فإني أدركت أني لك ولست لسواك..خذيني بقربك لا تتركيني أحترق ولا تجعلي مصيري الهلاك..كوني لي ولن تري للدموع أثر بمحياك..

إليك ضمّني ولا تتركني فالحال اضحى لا يطاق..ضمّني اليك ارتوي من نهر عينيك الرقراق.. هويتك من اصطدمت بك ولا اعتقد اني لسواك..دعنا نسير وايدينا معا لا تفترق ..حتى ولو حان الفراق.. انت تذكرة هروبي من حياتي ومن الهلاك..فلا تدعني أغرق مرة أخرى في العذاب ولا ترمني في الهلاك..
أعدك يا قلب روح أننا لن نفترق.. وأننا بمشيئة الله دوما نقترب.. لا نفترق لا نفترق بل معا نكبر ونهترأ.. لا نفترق هذا وعدي أننا لن نفترق..


أين يديك الآن عني أبحث عنها في الفراغ.. مالي أجد يدي خاويه مابها إلا السراب.. أين أنت يا ذا المعطف الطويل.يا صاحب القلب الكبير.. يا صاحب القلب الجميل... هل اشتريت لي تذكرة هروب من عالمك يا حبيب؟؟ وجعلت نهايتها إلى تلك النقطة في شارعي القديم ؟؟ نقطة التقينا بها وعدتني عدم الرحيل.. مالك رحلت بسرعة وكأنك تنتظر الرحيل..
شكرا على تذكرة هروبي مرة وشكرا على كل جميل..

بسمة أمل