أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - اياك واسلحة الدمار الشامل

إياك واسحلة الدمار الشامل
ان منافع وفوائد الزواج كثيرة وبه تتحقق المودة والرحمة كما قال الله سبحانه { ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة } وقوله سبحانه { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها } ، وعليه فاذا كان من اهداف الزواج ان تتحقق المودة والرحمة والسكن فان هذا يتنافى ويتعارض مع من يكثر من اعتماد اسلوب تهديد الزوجة بالطلاق ويكثر في حديثه اليومي من الحلف بالطلاق ، او من يهدد زوجته بالزواج من اخرى وكأن هذا كرباجا وسوطا يريد ان يلهب به ظهرها ، او يخيفها ويقذف الرعب في داخلها لتصبح إمعة وريشة في مهب ريحه .
ان التعدد في الاسلام تشريع مفيد ونافع وله حاجته لا بل وضرورته في حالات كثيرة ، ومع ازدياد تدهور اوضاعنا الاجتماعية الخطيرة ومع ازدياد نسبة العنوسة وهو نذير خطر فانني لا اتردد في مباركة ذلك والدعوة اليه للقادر ان يقوم بمتطلباته الشرعية كاملة وليس لمزاج متقلب او لشهواني لا يعرف حدود الله سبحانه ، وليس لمعاقبة الزوجة والاساءة اليها كما يعتبره ويفهمه بعض الجهلة . انه لا يليق بالزوج المسلم الوفي ان يظل يقرع اذني زوجته بالفاظ الطلاق لانه سلاح الضعفاء وليس هو عُدة الزوج المحب الوفي ، انه لا يليق بالزوج المسلم الوفي ان يقول لزوجته ( كل رأسمالك كلمة واحدة ) او ان يقول لها ( بتسكتي او بتعملي كذا او كذا وإلا بقولها ... ) لا ايها الزوج ان الطلاق ليس من اسلحة الدمار الشامل الذي به تهدد زوجتك بتدمير احلامها وكيانها وامومتها وانوثتها ، ان الطلاق هو ابغض الحلال عند الله تعالى ، فإذا كان الاسلام قد حثّ على الزواج وجعله سكناً ومودة ورحمة واذا كان تشريع التعدد قد أقره الاسلام في حالات معينة مع القيام بشروطه الشرعية فانه سبحانه قد رغّب وحث كلا الزوجين على الحفاظ على هذه الرابطة التي سماها القرآن الميثاق الغليظ { وقد افضى بعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا } ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم موصياً الازواج بزوجاتهم « اخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا » اننا لسنا معصومين ازواجا وزوجات واذا اخطأ الواحد منا بحق الآخر فليتحمل الزوج اذى زوجته ولتتحمل الزوجة اذى زوجها وتصبر عليه قال سبحانه يوصي الازواج { وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيرا كثيراً } وقال عليه الصلاة والسلام « لا يفْرك مؤمن مؤمنة اذا كره منها خلقاً رضي منها آخر » ، وقال عليه السلام موصياً الزوجة بالصبر على زوجها وعدم المطالبة باستخدام سلاح الدمار الشامل « الطلاق» « ايما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة »
اللهم اصلح بيوتنا واهدى ازواجنا واجعل ما بيننا مودة ورحمة
خالص تحياتى
زمزم