كاتب في صحيفة الرأي الاردنية له مقالات جميله نقلت لكم وحده منها :

صباحو :

هناك برنامج تبثه فن . اف . ام اسمه (صباحو مع دزريل) وللعلم دزريل مذيعة مهمة ومقتدرة هذا البرنامج نسخة لبنانية من حيث الحوار واللهجة وحتى الاغاني، ماذا لو قمنا بأردنة البرنامج سيصبح على الشكل (ايصبحك بالخير مع أم حمزة).

الفارق هو الاسم فقط ( جيزيل، ام حمزة) علما بان روح ام حمزة قد تكون اعذب واجمل وارق.

حين تستمع لهذا البرنامج تدرك حجم الفجوة ما بين ثقافة المذيع وثقافة المستمع ( ما بين تئبر ألبي والطلق اللي ما بصيب بدوش) وما بين خليك ع تواصل مع ازاعتنا وبين قسم سايق تكسي لجيزيل : والله برنامجكو كويس .

هل بالضرورة ان يكون النموذج اللبناني في اللهجة هو الاقرب الى قلب المستمع علما بان محمد الوكيل مثلا استطاع ان يخترق جمهور المستمعين بعفويته وبلهجته المحلية واستطاع احيانا ان يدخل البسمة الى قلوب الناس من خلال استعماله كلمات مغرقة بالمحلية مثل بفغج حبة تفاح الهوش ع المتفرجين هين واتذكر انه ذات مرة قال لاحد المسؤولين شو انت مفطر الصبح ملح بارود .

المشكلة ان هناك ازدواجا غريبا في البرنامج فالمذيعة تقول احيانا : نتمنا لكو التوفيئ، والأصل توفيق، وتقول شكرا على ايميلاتكو المهزومة والاصل المهضومة ويعقب هذا الكلام اغنية لعمر العبداللات مطلعها هلي يا هلي مهبشين الهيل وبعيون ذياب مطوقين الليل في السعودية الان يمشون على خط اسمه (سعودة الاعلام) وحتى حاجز المرأة اخترقوه واستطاعوا ان يجعلوا المذيعات السعوديات يقبلن على هذا العمل ويخلقوا لهن حضورا يتعدى حضور المصري او اللبناني.

حين اسمع تلك الاذاعة يردني محمد الوكيل الى ثقافة الرعيان والعسكر واللبن المخيض ثم بعد ذلك حين يأتي برنامج صباحو فتتلاطم الافكار في داخلي .. المسألة اشبه ان تغني نجوى كرم : سيارة الجيش بواقة بارض الوعر بنشرت بي بالمقابل ان تجعل عبد الرحيم غزلان يغني دويتو مع جاد شويري ثمة تناقض غريب غير مفهوم .

اللبناني لن يصنع ثقافة او اعلاما وطنيا في الاردن والاردني لا يستطيع ان يشحن اللبناني بالروح الوطنية ولكن لماذا نصر في اذاعتنا على لبننة اعلامنا بحيث يصبح اعلاما هجينا من دون طعم او لون او رائحة.

وما بها ام حمزة بالعكس من الممكن ان تقدم (ايصبك بالخير) بطريقة اجمل من برنامج صباحو على الاقل اذا قال لها احد المستعمين الطلق اللى ما بصيب بدوش سيكون لديها قدرة على الرد على هذا المثل.