|
وقد ذكر السهيلي أن أجا وسلمى وهما جبلان بأرض الحجاز، إنما سميا باسم رجل اسمه أجا بن عبد الحي، فجر بسلمى بنت حام فصلبا في هذين الجبلين، فعرفا بهما. قال: وكان بين أجا وسلمى صنم لطي، يقال له: قلس.
|
سبب تسمة الجبلين ( أجا وسلمى ) بهذين الإسمين :
1-لما تفرق بنو سبأ أيام سيل العرم سار جابر وحرملة ابنا أدد بن زيد بن الهميسع وتبعهما أبن أخيهما طيء وإسمه جلهمة – فساروا نحو تهامة تم حدث بين طيء وابناء عمومته سوء تفاهم / تخاصم ، ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله وماله وتتبع مواقع المطر ، فسمي طيئا لكثرة طيّه المنازل والرحيل ، وأوغل طيء بأرض الحجاز وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إبله ويغيب ثلاثة أشهر ثم يعود إليه وقد سمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه . فقال لابنه عمرو : تفقد يابني هذا البعير وأتبع أثره حتى تنظر إلى أين ينتهي . فلما كانت أيام الربيع وشرد البعير تبعه على ناقه له فلم يزل يقفوا أثره حتى صار إلى جبل طيء ، فأقام هناك ونظر عمرو إلى بلاد واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل والريف ، فرجع إلى ابيه وأخبره بذلك فسار طيء بإبله وولده حتى نزل الجبلين فرآهما أرضا لها شأن ورأى فيها شيخا عظيما ، جسيما ، مديد القامة ، على خلق العاديين ومعه امرأة على خلقه يقال لها سلمى وهي امرأته وقد اقتسما الجبلين بينهما ينصفين ، فأجأ في أحد النصفين وسلمى في الآخر . فسألهما طيء عن أمرهما .. فقال الشيخ : نحن من بقايا صحار غنينا ( أي أقاموا كأنهم استغنوا بها ، ومغانيهم : منازلهم ) بهذه الجبلين عصرا بعد عصر ، أفنانا كر الليل والنهار ، فقال له طيء : هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون لك مؤنسا وخلاً . فقال له الشيخ : أقم فإن المكان واسع والشجر يانع والماء طاهر والكلأ غامر ، فأقام معه طيء بإبله وولده بالجبلين . وسألتِ العجوز طيئا ممن هو ، فقال طيء : إنــّا من القـــوم اليـمانيا *** إن كنتِ عن ذلك تسألينا وقد ضربنا في البلاد حينا *** ثمت أقبــلنــا مـــهاجــرينا اذ سامنا الضيم بنوا أبينا *** وقد وقعنا اليوم فيما شينا ريفا وماءا واسعا معينا فلم يلبث الشيخ والعجوز إلاّ قليلا حتى هلكا وخلص المكان لطيء وولده . ويقال أن لغة طيء هي لغة هذا الشيخ الصحاري والعجوز إمرأته. (إبن الكلبي )
2-أن أجأ سمي باسم رجل من العماليق يقال له : اجأ بن عبد الحي ، عشق إمرأه من قومه يقال لها سملى ، وكانت لهما حاضنة يقال لها العوجاء ، وكانا يجتمعان في منزلها حتى نذربهما إخوة سلمى ، وهو الغميم والمُضل وفدك*1 والحدثان وزوجها ، فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء ، وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى ، فقتلوها هناك ، فسمي الجبل باسمها ، ولحقو العوجاء على هضبة بين الجبلين ، فقتلوها هناك ، فسمي المكان بها ، ولحقوا أجأ بالجبل المسمى بأجأ*2 ، فقتلوه فيه ، فسمي به . وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم فسار كل واحد إلى مكان فأقام به فسمي ذلك المكان بإسمه .فمضى الغميم إلى ناحيه الحجاز فنزلها ، وأقبل المّضل إلى موضع القاع واستنبط به بئرا وأقام به حتى مات ، ولحق فدك بموضع فدك فسمي به ، ولحق فائد بالجبل الذي سمي فائد بطريق مكة ، و لحق الحدثان بموضع حرة الحدثان فسميت هذه المواضع بهم ، وهي منازل طيء بين الجبلين ، (( أخبار العرب )) * فدك / الإسم القديم لمدينة ( الحائط ) جنوب غرب مدينة حائل حاليا * المسافة بين أجا وسلمى تقدر ب ( 80 ) كم |
يقدّر عدد سكان منطقة حائل أكثر من 650 ألف نسمة أي بمعدل 5 نسمة لكل كيلا مربعا , ويشكل غير السعوديون منهم ما نسبته 16 % من أجمالي سكان المنطقة , وينتمي معظم سكان منطقة حائل إلى عدة بطون وعشائر تتفرع من قبائل كبيرة أكثرها تمثيلا بالمنطقة قبيلة شمر وقبيلة بني تميم وقبيلة عنزة وقبيلة بني رشيد وقبيلة حرب وعشائر أخرى تنتمي إلى قبائل جذورها تمتد في مناطق وربوع أخرى مجاورة ومتفرقة وجميع سكان المنطقة على اختلاف انتمائهم يعيشون في حياة متوائمة يسودها التآخي والتآلف والتلاحم , وتشهد النقوش والرموز الأثرية المنتثرة في مواقع جبلية عدة بالمنطقة أن بعض القبائل البائدة كعاد وثمود كانتا تقطن منطقة حائل منذ 7000 سنة قبل الميلاد وفي العصر الجاهلي توطن في ربوع الجبلين بعض القبائل العدنانية كقبيلة أسد وتميم وغطفان وبعدها جاءت وتوطنت بربوع حائل القحطانية الطائية على أثر خراب سد مأرب في جنوب شبه الجزيرة العربية , أما عدد المساكن المشغولة بأسر في مدن وقرى المنطقة فقد تجاوز عددها عند نهاية عام 1422هـ وفقا لإحصائيات رسمية 68000 مسكنا .
|
قبل دخول منطقة حائل بالإسلام كان معظم سكانها يعتنقون الوثنية وعبادة الأصنام وكانت لهم أصنام كثيرة خاصة بهم غالبا ما يضعونها في الكهوف وعلى رؤوس الجبال , وكان من أشهر أصنامهم الفلس واليعبوب وباجر وغائم ويغوث , وبعد أن ظهر الإسلام بمكة على يد خاتم الأنبياء والمرسلين ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم القبائل للإسلام سارعت عناصر من قبيلة طي إلى الدخول في هذا الدين الجديد قبل أن يرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية من المسلمين بقيادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السنة التاسعة من الهجرة لهدم صنمهم المعروف ب( الفلس ) , ومنهم من شهد بدرا وشارك المسلمين في السنة الثانية من الهجرة , وفي السنة السابعة دخل فدك ( الحائط حاليا ) الإسلام سلما بعد فتح خيبر , وكان زيد الخيل سباقا في إعلان إسلامه حيث وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد من بني نبهان وأعلنوا إسلامهم , وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بزيد الخير , ولم يلبث عديّ بن حاتم الطائي طويلا في إعلان إسلامه فقد قدم من الشام ومضى إلى رسول الله وأعلن إسلامه هو الآخر وتبعه قومه فأسلموا وحسن إسلامهم , وقد سارعت وفود طي الأخرى تفد على رسول الله واحدة تلو الأخرى وتعلن إسلامها , وهكذا أقبلت بقية وفود طي وشيوخها في السنة التاسعة وهو العام الذي أطلق عليه عام الوفود حيث أقبلت سائر الوفود من قبائل العرب الأخرى بالمنطقة لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد شرف الله عددا من أفراد قبيلة طي يتجاوز عددهم 75 رجلا بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان للطائيين دورا كبيرا في محاربة الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم , حيث استقبلوا خالد بن الوليد وأمدوه بالرجال والعتاد , وقد أسند خالد بن الوليد حراسة المعسكر في بلدة رك بجبل سلمى إلى كل من عدي بن حاتم ومكنف بن زيد الخيل , وفي وقعة بزاخة 70 كم جنوب مدينة حائل أشتبك عام 11 للهجرة جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وعدي ومكنف مع جيوش المرتدين من غطفان وانتصر المسلمون بها , وكان لرجال طي دورا بارزا وحاسما في النصر , ونتيجة هذا النصر توجه خالد بن الوليد بجيشه يسانده الطائيون إلى اليمامة ( وسط نجد ) وإخضاع بقية القبائل المرتدة , ولم تتوقف مشاركة الطائيين في حروب الردة فقد شاركوا أيضا في الفتوحات الإسلامية في فتح العراق وبلاد الشام وما ورائها وفي الكثير من الواقعات كوقعة أجنادين في الشام سنة 13 للهجرة ووقعة الجسر ووقعة البويب ومعركة القادسية ومعركة نهاوند وغيرها , وقد شهدت ( زرود ) التي تقع بالمنطقة على بعد نحو 230 كم شمال شرق مدينة حائل أعظم تجمع إسلامي لفتح بلاد الفرس .
|
إسلام طيء
قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن سبرة عن أبي عمير الطائي وكان يتيم الزهري قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا عبادة الطائي عن أشياخهم قالوا قدم وفد طيء على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا رأسهم وسيدهم زيد الخير وهو زيد الخيل بن مهلهل من بني نبهان وفيهم وزر بن جابر بن سدوس بن أصمع النبهاني وقبيصة بن الأسود بن عامر من جرم طيء ومالك بن عبد الله بن خيبري من بني معن وقعين بن خليف بن جديلة ورجل من بني بولان فدخلوا المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فعقدوا رواحلهم بفناء المسجد ثم دخلوا فدنوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وجازهم بخمس أواق ففضة كل رجل منهم وأعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية ونشا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد فإنه لم يبلغ كل ما فيه وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخيل وقطع له فيد وأرضين فكتب له بذلك كتابا ورجع مع قومه فلما كان بموضع يقال له الفردة مات هناك فعمدت امرأته إلى كل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم كتب له به فخرقته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث علي بن أبي طالب إلى الفلس صنم طيء يهدمه ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فأغار على حاضر آل حاتم فأصابوا ابنة حاتم فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا من طيء وفي حديث هشام بن محمد أن الذي أغار عليهم وسبى ابنة حاتم من خيل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ثم رجع الحديث إلى الأول قال وهرب عدي بن حاتم من خيل النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالشام وكان على النصرانية وكان يسير في قومه بالمرباع وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد وكانت أمرأة جميلة جزلة فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه فقالت هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال من وافدك قالت عدي بن حاتم فقال الفار من الله ومن رسوله وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام على عدي فجعلت أقول له القاطع الظالم أحتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك فأقامت عنده أياما وقالت له أرى أن تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج عدي حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي بن حاتم فأنطلق به إلى بيته وألقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض وعرض عليه الإسلام فأسلم عدي وأستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال حدثني جميل بن مرثد الطائي من بني معن عن أشياخهم قالوا قدم عمرو بن المسبح بن كعب بن عمرو بن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن الطائي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بن مائة وخمسين سنة فسأله عن الصيد فقال كل ما أصميت ودع ما أنميت وهو الذي يقول له امرؤ القيس بن حجر وكان أرمى العرب رب رام من بني ثعل مخرج كفيه من ستره
|
 مبنى الإمارة |
ترقـرق ماء المـزن فيهن والتقت *** عليهن أنفـاس الرياح الغـرائب بريح من الكافور والطلح أبرقت **** به شـعب الارواد مـن كل جـانب جميلة حائل واهلها ...وينسب الكرم لهم وبهم ;):)..فلا يذكر الكرم والا وحائل موضوع الحوار وحاتم الطائي :):) فتحياتي لحائل واهلها الكرام وارجو من ابو رائد ادراج كثير من الصور عن الاماكن السياحية في حائل واشكال الجبال , وهناك اشكال غريبة للجبال , هل لها صور يمكن مشاهدتها هنا في هذا الموضوع . ارجو ذلك ......مع الشكر الجزيل ابو رائد علي هذا الموضوع الجميل جمال انفاس الجو والرياح في حائل .;);):):) |
كيم كام
شكرا لك اخي على إعجابك ببلدي , ومشاركتك افتخر بها ,,, وان شاء الله سوف ترى مايسر وسأبذل جهدي لأنفذ رغباتك ورغبات الجميع .. |
.
|
الأخ / أبو رائد موضوع قيّم بالفعل وبودي لو يكتب كل فردٍ منا موضوعا بهذه الخيمة عن منطقته أو مدينته فلعلنا نكون موسوعة عن أرجاء وطننا العربي الكبير ودعني أكتفي بما أوردته عن ( حائل الشموخ ) لأن ما كتبته يروي ظمأ المشتاقين إليها فجزاك الله خيرا تحياتي :) |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.