أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   كنوز (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=47476)

القعقاع بن عمرو 05-09-2005 11:06 AM

كنوز
 
تغيرت المودة والإخاء *** وقل الصدق وانقطع الرجاء
وأسلمني الزمان إلى صديق *** كثير الغدر ليس له رعاء
ورب أخٍ وفيت له بحق *** ولكن لا يدوم له وفاء
أخلاء إذا استغنيت عنهم *** وأعداء إذا نزل البلاء
يديمون المودة ما رأوني *** ويبقى الود ما بقى اللقاء
وإن غنيت عن أحد قلاني *** وعاقبني بما فيه اكتفاء
سيغنيني الذي أغناه عني *** فلا فقر يدوم ولا ثراء
وكل مودة لله تصفو *** ولا يصفو مع الفسق الإخاء
وكل جراحة فلها دواء *** وسوء الخلق ليس له دواء
وليس بدائمٍ أبداً نعيم *** كذاك البؤس ليس له بقاء
إذا أنكرت عهداً من حميمٍ *** ففي نفسي التكرم والحياء
إذا ما رأس أهل البيت ولّى *** بدا لهم من الناس الجفاء

القعقاع بن عمرو 05-09-2005 11:08 AM

جريح القلب من وجع الذنوب *** نحيل الجسم يشهق بالنحيب
أضر بجسمه سهر الليالي *** فصار الجسم منه كالقضيب
وغير لونه خوف شديد *** لما يلقاه من طول الكروب
ينادي بالتضرع يا إلهي *** أقلني عثرتي واستر عيوبي
فزعت إلى الخلائق مستغيثاً *** فلم أر في الخلائق من مجيب
وأنت تجيب من يدعوك ربي *** وتكشف ضر عبدك يا حبيبي
ودائي باطن ولديك طب *** ومن لي مثل طبك يا طبيبي

القعقاع بن عمرو 05-09-2005 11:10 AM

قدم لنفسك في الحياة تزوداً *** فلقد تفارقها وأنت مودع
واهتم للسفر القريب فإنه *** أنأى من السفر البعيد وأشسع
واجعل تزودك المخافة والتقى *** وكأنّ حتفك من مسائك أسرع
واقنع بقوتك فالقناع هو الغنى *** والفقر مقرون بمن لا يقنع
وأحذر مصاحبة اللئام فإنهم *** منعوك صفو ودادهم وتصنعوا
أهل التصنع ما أنلتهم الرضى *** وإذا منعت فسمهم لك منقع
لا تفشِ سراً ما استطعت إلى امرئ *** يفش إليك سرائراً يستودع
فكما تراه بسر غيرك صانعاً ***فكذا بسرك لا محالة يصنع
لا تبدأن بمنطقٍ في مجلس *** قبل السؤالِ فإن ذاك يشنع
فالصمت يحسن كل ظنٍ بالفتى *** ولعله خرق سفيه أرقع
ودع المزاح فرب لفظة مازحٍ *** جلبت إليك مساوئاً لا تدفع
وحفاظ جارك لا تضعه فإنه *** لا يبلغ الشرف الجسيم مضيع
وإذا استقالك ذو الإساءة عثرة *** فأقله إن ثواب ذلك أوسع
وإذا ائتمنت على السرائر فاخفها *** واستر عيوب أخيك حين تطلع
لا تجزعن من الحوادث إنما *** خرق الرجال على الحوادث يجزع
وأطع أباك بكل ما أوصى به *** إن المطيع أباه لا يتضعضع

القعقاع بن عمرو 05-09-2005 11:16 AM

بموقـف ذلي دون عـزتـك العظـمـى .. بمخفي سـرٍ لا أحيـط بـه علمـاً
بإطراق رأسي باعترافـي بذلتـي .. يمد يدي استمطر الجود والرحمـى
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها.. بعزتها يستغـرق النثـر والنظمـا
بعهد قديـمٍ مـن ألسـت بربكـم ؟.. بمن كان مجهولاً فعـرف بالأسمـا
أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقـى .. محباً شرابـاً لا يضـام ولا يظمـا

القعقاع بن عمرو 05-09-2005 11:19 AM

الرضى بقضاء الله وقدره

دع الأيام تفعـل مـا تشـاء.. وطب نفساً إذا حكم القضـاء
ولا تجزع لحادثـه الليالـي .. فما لحوادث الدنيا من بقـاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً.. وشيمتك السماحـة والوفـاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا.. وسرك يكـون لهـا غطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيـبٍ.. يغطيه كمـا قيـل السخـاء
ولا ترى للأعـادي قـط ذلاً.. فإن شماتـه الأعـداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل.. فما في النار للظمـآن مـاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـي.. وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور.. ولا بؤس عليـك ولا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوع.. ٍفأنت ومالـك الدنيـا سـواء
ومن نزلت بساحتـه المنايـا.. فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
وأرض الله واسعـة ولكـن.. إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغـدر كـل حيـن.. فما يغني عن الموت الـدواء

القعقاع بن عمرو 06-09-2005 02:20 PM

إلهي وخلاقي
 
لك الحمد يا ذا الجود والمجد والعلى
تبــــــــاركت تعــطي من تشاء وتمنع

إلهي وخلاقي وحرزي وموئــــــــلي
إليــــــــك لدى الإعسار واليسر أفزع


إلهي لئن جلت وجمت خطيـــــــــئتي
فعـــــــــــفوك عن ذنبي أجل وأوسع


إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلـــــــــه
فـــــــــها أنا في روض الندامة أرتع


إلهي ترى حالي وفقري وفاقتــــــــي

وأنـــــــــــــت مناجاتي الخفية تسمع


إلهي فلا تقطع رجائي ولا تـــــــــزغ

فؤادي فلــــي في سيب جودك مطمع


إلهي لئن خيبتني أو طردتــــــــــــني

فمــــــن ذا الذي أرجو ومن ذا أشفّع


إلهي أجرني من عذابك إنــــــــــــني

أســـــــــــــــير ذليل خائف لك أخضع


إلهي فآنسني بتلقين حجــــــــــــــتي

إذا كــان لي في القبر مثوى ومضجع


إلهي لئن عذبتني ألــــــــــــــف حجة

فحـــــــــــــــبل رجائي منك لا يتقطع


إلهي أذقني طعم عفــــــــــوك يوم لا

بنــــــــــــــــــون ولا مال هنالك ينفع


إلهي لئن لم ترعني كنت ضائـــــــــعاً

وإن كنـــــــــت ترعاني فلست أضيع


إلهي إذا لم تعف عن غير محـــــسن

إلهي إذا لم تعف عن غير محـــــسن

القعقاع بن عمرو 06-09-2005 02:28 PM

دار البقاء
 
عندما حضر رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وطلب منه أن يكتب له عقد بيع بيت ، فنظر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بفصاحته ، بفصاحة المؤمن ( إن المؤمن يرى بنور الله تعالى ) إلى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة على قلب هذا الرجل ، فأمسك بالقلم وكتب اشترى ميت من ميت بيتاً ، في سكة الغافلين ، في حارة المذنبين ، له أربعة حدود : الحد الأول يؤدي إلى الموت ، والحد الثاني يؤدي إلى القبر ، والحد الثالث يؤدي إلى البعث ، والحد الرابع يؤدي إما إلى الجنة وإما إلى النار ، فقال الرجل يا علي جئتك لتكتب لي عقد بيع بيت ، أما هذا فهو عقد بيع مقبرة ، فأنشد علي يقول :


النفس تبكي على الدنيا وقد علمت= أن السلامة فيها ترك ما فيها
لادار للمرء بعد الموت ِ يسكنها =إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه=وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها
أين الملوكُ التي كانت مسلّطةً =حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أمولنا لذوي الميراث نجمعها =ودورنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بُنيت=أمست خراباً وأمسى الموت أهليها
إن المكارم أخلاقٌ مطهّرةٌ =الدينُ أولها والعلم ثانيها
والعقل ثالثها والحِلم رابعها=والجود خامسها والفضل سادسها
والبِرّ سابعها والشكر ثامنها=والصبر تاسعها واللينُ باقيها
لا تركَنَنَّ الى الدنيا وما فيها=فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
واعمل لدارٍ غداً رضوان خازنها=والجارُ أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهبٌ والمسك طينتها=والزعفران حشيش نابتٌ فيها
فقال الرجل يا علي فقد وهبتها لله ورسوله .

القعقاع بن عمرو 06-09-2005 02:37 PM

ليس الغريب
 
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ *إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ * على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها * الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني * وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ * ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً * عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ * يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا * وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً * عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي * وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها * مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها * وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا * بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ * نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً * حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني * مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً * وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني * غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا * وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً * عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ * مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا * خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا * ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ * وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني * وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً * وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا * حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا * أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي
فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً * عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ * مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم * قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ * مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي * فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا * وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي * وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا * وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها * وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها * هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها * لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً * يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي * فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً * عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا * مَا وَصَّـا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا * بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ

القعقاع بن عمرو 06-09-2005 02:41 PM

زن من وزنت بما وزنك
 
زن من وزنك بما وزنك .. وما وزنك بـه فزنـه
من جاء إليك فرح إليه .. ومن جفاك فصد عنـه
من ظـن إليـك دونـه .. فاترك هواه إذن وهنـه
وارجع إلى رب العباد .. فكل مـا يأتيـك منـه

الوافـــــي 08-09-2005 01:23 AM

أخي الكريم

جزاك الله خيرا على نشرك لهذه الكنوز
واسمح لي أخي الفاضل
أن أنقل الموضوع إلى خيمة الثقافة والأدب للتخصص

تحياتي

:)


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.